عام مخابراتي بامتياز.. هكذا يمكن أن نطلق على عام 2014 وهو يلملم أيامه الأخيرة
قبل الرحيل، بعدما شهدت أروقة الأجهزة الاستخبارية في العالم عامةً والوطن العربي
خاصةً، تغييرات مفاجئة وجذرية كان لها أثر كبير في تحريك الأوضاع على الأرض
وتغيير السياسات الدولية.
بعض هذه التغييرات فرضتها الصراعات والحروب الدائرة في الشرق الأوسط حاليًّا
فيما لا يزال الغموض يكتنف بعضها، ولا يعرف له سبب يقيني حتى الآن، إلا أن
عام 2015، ربما يحمل مزيدًا من المعلومات تحل لغز التغييرات الاستخبارية.
فريد التهامي
جاء إعلان الرئاسة المصرية، الأحد (21 ديسمبر 2014) عن تكليف اللواء خالد فوزي
قائمًا بأعمال رئيس المخابرات العامة خلفًا للواء محمد فريد التهامي، ليكون آخر المصابين
برياح التغيير (إما بالإقالة أو الاستقالة) التي هبت على عدد من أجهزة المخابرات في العالم
خلال عام 2014 في العالم لأسباب مختلفة.
وأرجعت وسائل إعلام رسمية الخطوة إلى وجود مانع صحي يحول دون قيام
اللواء محمد فريد التهامي، بأعمال رئيس الجهاز، دون أن تفصح عن مزيد من المعلومات.
واعتبرت وسائل إعلام موالية لجماعة "الإخوان المسلمين" أن قرار "الإقالة المفاجئة"
لرئيس جهاز المخابرات، جاء بسبب "التسريبات الأخيرة"، التي خرجت من مكتب السيسي
عندما كان وزيرًا للدفاع، بشأن "تزوير" وثائق تتعلق بمكان الرئيس الأسبق
محمد مرسي، بعد أيام على عزله.
الأمير بندر بن سلطان
في 15 أبريل 2014، صدر أمر ملكي بإعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصبه
رئيسًا للاستخبارات العامة، وتكليف الفريق أول ركن يوسف الإدريسي بالعمل بدلاً منه.
وأثار القرار وقتها كثيرًا من التكهنات حول أسباب القرار التي تركزت حول الحالة الصحية
حيث ذكر موقع "ديفنس نيوز" أن الأمير بندر بن سلطان الذي كان يلقب برجل المهمات
الصعبة، عانى منذ 2013 من متاعب صحية؛ الأمر الذي جعله يتردد على
الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج أكثر من مرة.
الاستخبارات الإسرائيلية
أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني جانتس في الـ25 من شهر أبريل
2014 عن تعيين اللواء أفيف كوخافي في قيادة الجبهة الشمالية، فيما استُبدِل مكانَهُ
في قيادة الاستخبارات العسكرية (أمان) اللواء هيرتسي هليفي.
وسبق لأفيف كوخافي أن قاد لواء المظليين الإسرائيلي في العديد من العمليات الإسرائيلية
وقاد كتيبة غزة خلال فترة الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، قبل أن يتولى
قيادة قسم الاستخبارات العسكرية قبل 8 أعوام.
فضيحة "سي آي إيه"
في شهر أكتوبر الماضي، اتهم تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي، وكالة الاستخبارات
المركزية الأمريكية، بالتعامل بطريقة "وحشية" في استجوابها عددًا من المشتبه بهم
عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
وذكر التقرير 20 وسيلة تعذيب استخدمتها الـ"سي آي إيه" في استجواب المعتقلين
وأبرزها الإيهام بالغرق، والصفع، والتهديد بالكهرباء، والحرمان من النوم،
والتهديدات بالاعتداءات الجنسية، والإذلال.
ودافع مدير الاستخبارات المركزية جون برينان، عن وكالته للإدانة التي حملها ضدها
تقرير مجلس الشيوخ، مؤكدًا أن الوكالة عملت كثيرًا من الأمور ووضعتها في نصابها
الصحيح في وقت عصيب مرت به الأمة.
رئيس المخابرات الصومالي
في شهر سبتمبر الماضي، أقالت الحكومة الصومالية رئيس المخابرات والأمن القومي
عبد الله محمد علي الذي تولى هذا المنصب في يوليو الماضي، على وقع هواجس أمنية
إثر مقتل زعيم حركة الشباب "أحمد غودان" في غارة جوية أمريكية.
وجاء القرار خلال اجتماع وزاري عاجل عقده رئيس الحكومة عبد الولي شيخ محمد
في مكتبه، الأحد.
ووافق الوزراء بالإجماع على إقالة عبد الله محمد علي من منصبه الذي تولاه في شهر
يوليو الماضي، دون الإعلان عن تعيين خليفة له أو التطرق إلى أسباب القرار
وفق إذاعة "مقديشو" الرسمية.
تحسين المخابرات الروسية
لم يشأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يقترب العام من الانتهاء دون أن تدلي روسيا
بدلوها في الأمر؛ إذ دعا السبت الماضي إلى تحسين أجهزة المخابرات الروسية لمواجهة ما
سماها التحديات والتهديدات الحديثة في ظل المواجهة بين بلاده والغرب بسبب أزمة أوكرانيا.
دعوة بوتين الذي كان ضابطًا في المخابرات السوفييتية (كي جي بي)، وجهها إلى العاملين
السابقين والحاليين في أجهزة المخابرات الروسية بمناسبة تكريم موسكو لهم اليوم السبت.
وأكد بوتين في الخطاب الذي نشره الكرملين، أن التحديات والتهديدات الحديثة وظهور
عوامل جديدة لزعزعة الاستقرار، تتطلب زيادة كفاءة نظام أجهزة المخابرات في الداخل
برمتها، قائلاً إنه لا أحد يستطيع تخويف أو عزل روسيا "لم يحدث ذلك في التاريخ قط
ولن يحدث".
وأضاف أن المهام الرئيسية للعملاء السريين في روسيا هي مكافحة "الإرهاب" الدولي
وأي محاولات من قبل أجهزة المخابرات الأجنبية لتوجيه ضربة إلى روسيا
ومصالحها السياسية والاقتصادية