المشـــاة/الـــدروع .. تنسيــق العمـل في المعركــــة الحضريــــة
تجربـــــــــة الصــــــــراع الســــــــوري
سؤال يراود الكثيرين ، لماذا أخفقت القوات المدرعة السورية في تحقيق أي بصمة أو إنجاز حقيقي في صراعها المستمر منذ ما يزيد عن السنتين مع قوى الثورة والمعارضة ؟؟ جواب هذا السؤال يحتاج إلى دراسة مطولة ومفصلة ، لكن يمكن مبدئياً مناقشة شقين من المشكلة ، الأول يتناول أداء المشاة السوري في معركة التضاريس الحضرية ، وإخفاق هذه القوات في تأمين الدور المطلوب منها على ساحة المعركة . والشق الثاني يتعلق بأداء القوات المدرعة وتحديداً دبابات المعركة الرئيسة التي كانت رغم تواجدها "مغيبة الأداء والفاعلية" لذا سنحاول مراجعة أداء كلا العناصر .
في الحقيقة تجربة الصراع السوري كانت مثال تعليمي مناسب لما يمكن أن يحدث عندما ينشغل جيش حديث نسبياً في تفاصيل حرب حضرية ضد متمردين مسلحين بشكل جيد ، دون استخدام تكتيكات الأسلحة المشتركة الصحيحة combined-arms tactics وأنظمة الأسلحة الأخرى . في المدن السورية مثل داريا وإدلب وحمص وغيرها ، الدبابات السورية والعربات المدرعة الأخرى غير المدعومة من قبل المشاة المترجل ، أصبحت فريسة سهلة لقوات المعارضة ومقاتلي الجيش الحر ، التي استخدمت وسائل مكيفة ومبتكرة للهجوم على دروع وعربات القوات النظامية . وبسبب غياب الأعداد الهامة لقوات المشاة النظامية المترجلة ، مقاتلوا الجيش الحر حولوا الكثير من شوارع المدن السورية إلى أفخاخ ومصائد traps لعربات الجيش النظامي المدرعة وألحقوا بها خسائر فادحة .
نظرياً ، الجيش السوري ليس لديه تجربة ناضجة بالقتال الحضري ، سوى ما تيسر من حروب قصيرة ومحدودة في الجارة لبنان ، لذا هو وجد نفسه متورطاً في واحدة من أكثر المواقف الكارثية التي يمكن مواجهتها ، وعانت قواته في الكثير من المواقف شبح الهزيمة والاندحار . لقد أخفقت قواته في تطويق وإحاطة encircle العديد من المدن بشكل محكم ومؤثر ، مما سمح لقوى المعارضة بتعزيز دفاعاتها وتأمين استحكاماتها .. لقد ارتكبت القوات النظامية خطأ آخر شديد ، تمثل بالتوجه والتحرك إلى مراكز المدن السورية الكبيرة ، حيث تحركت قواتهم المدرعة ودباباتهم على طول الطرق والشوارع الضيقة نسبياً بموازاة المباني المرتفعة . كانت أرتال دبابتهم غير مدعومة unsupported أو مسندة من قبل المشاة ، بحيث كان كل منها عملياً غير قادر على مساعدة وإغاثة الآخر ، فكانت النتائج كارثية بشكل متوقع .
في المقابل حجز مقاتلو المعارضة السورية ببساطة مواقع كمائنهم في المباني المدمرة والمحطمة وانتظروا ، في أغلب الأحيان مع حفرهم الأنفاق tunnels والمخابئ . ففي المدن ، المدافع لديه معظم الفوائد والمزايا advantages ، جزئياً لأن القتال في المناطق الحضرية يخفض ويقلل أهمية التقنية (عادة هي فائدة المهاجم الأكثر أهمية) إلا أنه يعرض معدل إصابات أعلى أيضاً . مدافعو المعارضة دون المستوى من ناحية امتلاكهم لضروريات الحرب الحديثة ، مثل المدفعية الثقيلة ، سلاح الدروع ، قوة سلاح الجو ، والاستخبارات الإلكترونية ، لكنهم بالتأكيد مسلحين شخصياً بشكل جيد (ناهيك عن الرغبة الجامحة في القتال وتحقيق المكاسب) . لقد فوجئت القوات النظامية وأحرجت لدرجة كبيرة عندما أدركت الحدود التي استغل بها مقاتلون الجيش الحر قابليات الهواتف الخلوية ، وأجهزة الإتصال الخفيفة ، محطات التلفزيون المرتجلة ، وآلات تصوير الفيديو الخفيفة لكسب "حرب المعلومات" information war .
لقد أجاد هؤلاء تشكيل فرق قتل ومجموعات قتالية مؤلفة من 20-30 مقاتل ، حيث سلحت هذه المجموعات بمدافع عديمة الإرتداد وقواذف كتفيه مضادة للدروع من نوع RPG وغيرها ، بالإضافة لمدافع رشاشة وبنادق قنص من عيارات مختلفة . هذه المعدات والأسلحة مهمة عادة لحماية مطلقي القواذف الكتفية من نيران المشاة المعادي ، خصوصاً عند العمل من مواقع غير مهيأة أو محضرة مسبقاً ، بحيث يغير هؤلاء مواقعهم بعد كل رمية (تصبح هذه المتطلبات مهمة عند الإخفاق في إصابة الهدف من أول إطلاقه ، أو تواجد دعم من أي نوع للدبابات المتقدمة) . لقد عملت مجموعات المعارضة السورية عادة وفق مبدأ "Keep yourself hidden" أي أحتفظ بنفسك مختبئاً وبعيداً عن نظر ووسائل رصد القوات النظامية ، مع استخدام وسائل التمويه والخداع حسب ما هو متوفر ... للموضوع تتمة ومزيد من التفصيل .
تعليق