قذيفـــــــــــــة الهــــــــــــاون البريطانيــــــــــة الموجهــــــــة
"ميرليـــــــــن" Merlin
"ميرليـــــــــن" Merlin
بدأت شركة British Aerospace Dynamics البريطانية دراساتها لتطوير قذيفة هاون ذكية مضادة للدبابات بمبادرة شخصية وذلك في شهر سبتمبر العام 1981 . القذيفة الجديدة التي حملت التعيين "ميرلين" Merlin كانت من عيار 81 ملم وكانت مميزة بباحثها العامل بالترددات المليمترية millimeter-wave seeker . العمل على مشروع القذيفة تأخر حتى العام 1983 ، عندما ساهمت وزارة الدفاع البريطانية بمبلغ 11 مليون باون كمساهمة رسمية في جزء من تكاليف المشروع قبل أن تنسحب من العمل .. بلغ طول القذيفة ميرلين 0.9 م ووزنها 6.5 كلغم ومداها العملياتي الأقصى 4000 م . هذه القذيفة تطلق مثل غيرها من قذائف الهاون القياسية ولا تحتاج لأي تعديلات إلى السلاح قبل الإطلاق ، فتقوم بعد خروجها من فوهة السبطانة بطيران بالستي كلاسيكي ، يرافقه بسط تلقائي لستة زعانف اتزان خلفية لتوفير الاستقرار الديناميكي الهوائي الرئيس . بعد ذلك وعلى مسافة آمنة ، تتم عملية تسليح الرأس الحربي ذو الشحنة المشكلة وكذلك تنشيط البطارية الحرارية thermal battery . وما أن تقترب القذيفة من الجزء الأعلى من مسارها ، حتى يتم تشغيل الباحث الذاتي النشط ذو الموجات المليمترية MMW seeker ويبدأ بعدها بلحظات ، نشر أربعة جنيحات كانارد في قسم الأنف لتزويد سيطرة توجيهية للقذيفة وتخفيض سرعة دورانها حول محورها . وعلى الارتفاع المحدد مسبقاً ، يبدأ باحث القذيفة عملية المسح لرقعه تمتد على مساحة 300 X 300 م بحثاً عن الأهداف المدرعة المتحركة . وما أن يكشف الهدف المتحرك حتى تبدأ عملية التعقب target tracking ويتوقف عندها البحث ليعطي الباحث الذاتي المعطيات اللازمة لنظام التوجيه لإكمال مسير القذيفة نحو الهدف المدرع . إن إصابة القذيفة لقمة الهدف ستتسبب في تحفيز الشحنة المشكلة ، التي ستعمل على مسافة مباعدة مثالية نتيجة وجودها في مؤخرة جسم القذيفة لتأمين فاعلية اختراق قصوى .. أما في حال عدم رصد أي دبابة أو هدف مدرع متحرك ، فإن باحث القذيفة يتولى البحث عن الأهداف الثابتة stationary targets . ولأن القذيفة في هذه اللحظة ستكون فقدت بعض ارتفاعها ، فإن الرقعة الممسوحة سوف تنحصر في مساحة 100 × 100 م . ولدى اكتساب الهدف ، يقرر الباحث معلومات الخطأ الزاوي angular error الضرورية ويمررها إلى نظام التوجيه لضمان مهاجمة قمة سقف الهدف المدرع . وتدعي الشركة المطورة للقذيفة أن باحث الميرلين فعال في جميع الظروف المناخية ، في الليل أو النهار ، حتى في شروط ساحة المعركة المملوءة بالدخان والنيران .. اختبارات إطلاق النار الحية على القذيفة ميرلين أجريت العام 1987 ، ثم اختبارات أخرى للتأكد من فاعلية نظام التوجيه الذاتي أجريت في خريف العام 1989 في أسكوتلندا ضد أهداف من الدبابات الوهمية dummy tank الثابتة منها والمتحركة . هذه الاختبارات عرضت أيضاً قدرة باحث الموجة المليمترية ونظام السيطرة والتوجيه على مقاومة قوى التعجيل العالية عند الإطلاق . الاختبارات الأخيرة أجريت في فبراير العام 1990 تجاه أهداف دبابات حقيقية غير مأهولة ، لكن في وضع الثبات وكانت الإصابات محققة .
تعليق