ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أنه رغم ما أبدته حكومة الرئيس حسن روحاني
من رغبة في أن يشهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حدوث نوع من
التقارب بين إيران والمملكة، فإن الخبراء السياسيين الإيرانيين لا يزالون يطلقون صيحات
التحذير من أن عصر الهدوء النسبي في العلاقات الثنائية بين المملكة وإيران قد ولّى مع
عهد الملك عبدالله، وأن عهد الصقور قد بدأ.
ونقل الموقع عن صادق خرازي -وهو سياسي إيراني شغل عدة مناصب مهمة في
عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي، وهو أحد الشخصيات الإصلاحية المعتدلة- قوله
إن عهد الملك عبدالله شهد هدوءًا في العلاقات بين المملكة وإيران لن يتسنَّ للبلدين أن
ينعما بمثله مرة أخرى؛ نظرًا إلى لسيطرة من سماهم "صقور الرياض" على حكومة
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
وأكد صادق خرازي أنه رغم رفض الملك عبدالله تدخلات إيران في المنطقة
ودعمها المستمر للرئيس السوري بشار الأسد، فإن الملك تمكن خلال فترة حكمه من
الحفاظ على علاقات دبلوماسية ثابتة بينه وبين إيران، خاصةً خلال فترة حكم
الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رافسنجاني.
أما الآن، ومع سيطرة عدد من المسؤولين السعوديين المعروفين "بعدائهم لإيران"، على
حد تعبير السياسي الإيراني، ومع بقاء الأمير سعود الفيصل في منصبه وزير خارجية
المملكة، فإن الوضع ينبئ بأن العلاقات بين البلدين لن تكون كسابق عهدها في زمن
الملك عبدالله.
وهو الأمر الذي أكده صباح زانجينية أيضًا الدبلوماسي والمحلل السياسي الإيراني
حيث أكد أن تهدئة التوترات القائمة بين إيران والمملكة لم يعد يمثل أهمية، ولا ضرورة
ملحَّة لجهاز الاستخبارات والوضع العسكري في المملكة.
أما عمرو موسوي أحد الشخصيات الإصلاحية ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية
بإيران، فقد صرح لأحد المواقع الإخبارية الإيرانية قائلًا إن انتهاء عهد الملك عبدالله
يعد خسارة فادحة لإيران.
وتابع كلامه قائلًا: "إن عهد صقور الرياض الذين يحملون مشاعر العداء لإيران قد بدأ
الآن... وأعتقد استحالة استمرار الأوضاع على ماهي عليه.
وإن الفترة القادمة ستشهد أوقاتًا عصيبة لكل من إيران وسوريا والعراق".
ونقلت الصحيفة عن بعض المعلقين بالصحافة الإيرانية الذين يتبعون التيار المحافظ
قولهم إن الأحداث الجارية في كل من سوريا والعراق، وكذا حالة عدم الاستقرار التي
شهدتها اليمن في الفترة الأخيرة، قد أسهمت في توسيع الفجوة بين المملكة وإيران
ما أسهم في إضعاف العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتوقع عدد من هؤلاء المحافظين أن حكومة المملكة ستظهر في الأيام القادمة مواقف
متشددة حيال ملف إيران النووي والوضع في سوريا وحزب الله في لبنان وحماس
والعراق واليمن.
وفي النهاية، لفتت الصحيفة إلى إنه رغم هذه التوقعات المتشائمة التي عبّر عنها
كل من الساسة المعتدلين والمتشددين في إيران حول مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية
في الفترة القادمة، فإن المسؤولين الإيرانيين حرصوا على التعبير عن تمنياتهم أن تشهد
العلاقات بين البلدين طفرة نوعية في عهد الملك سلمان.
تعليق