نقلت مجلة نيوزويك وقائع جديدة وشواهد أخرى عن مذبحة قلعة جانجي بالقرب من مزار شريف والتي نفذها رجال عبد الرشيد دوستم وبحضور القوات الامريكية الخاصة
وتعتقد المجلة التي قابلت سائقين شاركوا في نقل اسري الحرب الطالبانيين ومسؤولين في مجال الاغاثة الدولية ومنظمةالصليب الاحمر ان المقبرة الجماعية في داشت ـ اي ـ ليلي والتي تبعد 15 دقيقة بالسيارة عن السجن الذي يديره التحالف الشمالي شيبرغان التي صارت المرقد الاخير لالاف من الجنود الطالبانيين الشباب معظمهم من الباكستانيين والشيشان والعرب تشير الي جرائم حرب حقيقية ارتكبها حلفاء امريكا في حرب قذرة ومشينة
بدأت قصة اكتشاف المقبرة الجماعية هذه في التحقيق الخاص الذي قامت به الجمعية الامريكية التي تتخذ من بوسطن مقرا لها اطباء من اجل حقوق الانسان في كانون الثاني الماضي بعملية حفر وتنقيب في المكان بعد تلقيها تقارير من مؤسسات محلية عن حدوث مجازر جماعية في الحرب التي تخوضها جماعات بالوكالة عن امريكا في افغانستان وقام بيل هاغلاند احد مسؤولي المنظمة الامريكية بزيارة المنطقة
ففي بداية العام الحالي قام هاغلاند مع مسؤول اخر بزيارة سجن شيبرغان ووجدا ثلاثة الاف اسير حرب طالباني محجوزين في قاعة صغيرة لا تتسع الا لـ 800 سجين حيث كانوا يعانون من الجوع والمرض
وكان القائد التابع للتحالف الشمالي كله رجاء واستغاثة حيث اعترف باوضاع السجن السيئة وطلب من المنظمة ارسال مواد غذائية واموالا لحفر بئر لكي يشرب منه السجناء
وخلال الزيارة تعرف المسؤولان الامريكيان علي حقيقة مرة فمع ان العديد من السجناء يعانون من ظروف سيئة الا انهم كانوا محظوظين لنجاتهم فالمئات من اصدقائهم ورفاقهم في المعركة ماتوا في الطريق للسجن حيث تم حشوهم في حاويات صغيرة وماتوا خنقا بعد ان نفذ الماء والهواء من الخزانات القديمة هذه
ويقول مسؤولوا المنظمة الامريكية ان قصص السجناء تم التأكد منها من خلال شهادات قدمها قادة محليون وعمال اغاثة اجنبية بل يعترف العديد من المسؤولين الافغان بحدوث جرائم حرب اثناء نقل اسري معركة كوندوز
وتم الكشف عن المقبرة الجماعية حينما استدعي هاغلاند الذي عمل في التحقيق في مجازر جماعية اخري في البلقان ورواندا وسيرلانكا وغيرها
وفي الفحص الاولي للمقبرة تبين انها جديدة وان القتلى لم يعانوا من رضوض أو جراح ومع أن البعض منهم كان مقيدا إلا أن الجميع ماتوا خنقا أثناء عمليات الترحيل التي أوكلت لقوات عبدالرشيد دوستم الذي سيطر علي مزار شريف والقائد الاوزبكي المعروف بفظائعه وأعماله الوحشية
ويرفض هاغلاند التكهن بعدد القتلى الذين تم دفنهم علي عجل في هذه المقبرة الا انه يقول ان الشيء الوحيد الذي يمكن قوله ان الموقع كبير جدا ويعتقد مدير المنظمة الافغانية لحقوق الانسان عزيز الرحمن انه واثق من وفاة اكثر من الف شخص في الحاويات
وترسم الشهادات التي تقدمها نيوزويك عن الفظاعة التي مارسها حرس افغانستان الجدد ضد اسري الحرب حيث اضطر بعض السجناء للعق عرق بعضهم البعض والعض بحثا عن شيء فيه بلل فيما تملكت الكثير من الاسري الذين حشروا في الحاويات حالات من الهوس والصرع والجنون
وتقول شهادات ان رجال دوستم عاقبوا اسري الحرب الباكستانيين بشبحهم وتقييدهم اما من ايديهم اوارجلهم
وتقول المجلة ان الموت في داشت ـ اي ـ ليلي يظل واحدا من اسرار الحرب الافغانية القذرة فالحادث لا يمكن اعتباره مجزرة اخري ولكنه يضع كل الحملة الامريكية في افغانستان محلا للتساؤل فامريكا تقوم باستخدام عدد قليل من جنود القوات الخاصة للاشراف علي قوات محلية تقوم نيابة عنها بكل الاعمال القذرة
وميزة هذه الحرب انها رخيصة وتحمي الجنود الامريكيين لكنها لا تعفي امريكا من مسؤوليتها عن جرائم الحرب التي ارتكبت باسمها ويقول التحقيق الذي قامت به نيوزويك ان القوات الامريكية الخاصة اقامت علاقات صداقة جيدة مع قوات التحالف الشمالي التي كانت تقوم بالقتل
ومع ان المجلة تعفي القوات الامريكية الخاصة من المعرفة المباشرة بالمجازر الا انها وجدت ان هذه القوات كانت متواجدة في وقت المجزرة في منطقة مزار شريف وكوندوز ولا يعفي التحقيق الذي قامت به المجلة المؤسسات الدولية الانسانية والاغاثية التي تقول انها عرفت بالامر بل ان تقارير للامم المتحدة اقترحت ان ما حدث لاسري الحرب يمكن اعتباره جرائم حرب وفي حديثها عن موقع داشت ـ اي ـ ليلي قالت انه يحوي بقايا اسري الحرب الطالبان الا ان التقرير الذي قرأت بعضه المجلة اقترح ان لا يتم فتح التحقيق في هذا الظرف السياسي الحساس واقترح التقرير الذي وضع عدد القتلي المدفونين في المكان بحوالي 960 شخصا تأجيل التحقيق حتي يتحقق الهدف النهائي من الحملة الامريكية في افغانستان
ويعترف قادة مقربون من عبد الرشيد دوستم ان عددا من الاسري توفوا بالاختناق اثناء عمليات الترحيل الا انهم يقولون ان هذا العدد لم يتجاوز المئة ويري هؤلاء ان الثورة التي قام بها اسري طالبان في قلعة جانغي ربما اثرت علي معاملتهم ويعتقد ان علاقة القوات الامريكية الخاصة مع عبد الرشيد دوستم جعلت من فتح الموضوع امرا مثيرا للحساسية.
يذكر ان قوات طالبان والقاعدة في مدينة كوندوز قد استسلمت بعد ثلاثة اواربعة ايام من المفاوضات التي حضرها مندوبون من المخابرات المركزية الامريكية وجنود من القوات الامريكية الخاصة وقادة تحالف الشمال وممثلين عن المقاتلين وقال احد الذين حضروا المفاوضات ان القائد الطالباني الذي ناقش عملية الاستسلام اصر علي ان يستسلم جنوده لقوات دوستم ظنا منه انه لن يقوم بعمليات انتقامية منهم لان طالبان لم تتصادم معه كثيرا .