اقوال وبالله التوفيق والسداد - الظلم ظلمات يوم القيامه احذر احذر ايها الظالم دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
الظلم ظلمات يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " رواه مسلم
وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الأمور التي يتظالم فيها الناس فقال عليه الصلاة والسلام ( إن دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا ) رواه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم ( وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُهُ ........بِحَسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ )رواه مسلم قال ابن رجب رحمه الله تعالى : " فإذا كان المؤمنون إخوة أُمروا فيما بينهم بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها ونهوا عما يوجب تنافر القلوب واختلافها ". " فتضمنت هذه النصوص كلها أن المسلم لا يحل إيصالُ الأذى إليه بوجه من الوجوه مِن قول أو فعل بغير حق "* الاستعاذة بالله من الظلم:
فقد كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من الظلم فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَأَعُوذُ بِكَ من أَنْ أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ ) رواه أحمد و أبو داود
بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من الظلم كلما خرج المرء من بيته وما أكثر ما يخرج الإنسان من بيته فعن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خَرَجَ من بَيْتِهِ قال ( بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ من أَنْ أَزِلَّ أو أَضِلَّ أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ عَلَيَّ )* والله سبحانه وتعالى نزه نفسه عن الظلم قال تعالى ( إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ) ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ) ( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ ) (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) وفي الحديث القدسي قال تعالى ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) رواه مسلم*والظلم محرم ولو كان شيئا يسيرا قال عليه الصلاة والسلام ( مَن اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ) فقال رجل : وإن كان شيئا يسيرا ؟ فقال ( وإن قضيبا من أراك ) فالظلم الذى للغير لا يخرج عن صورتين :
1/ ظلم باللسان : كالسب والشتم والغيبة والنميمة والسخرية والقذف وشهادة الزور .
2/ ظلم بالفعل : كالقتل والضرب والسرقة وأكل الربا والتجسس وأكل أموال الناس بالباطل وتتبع العورات وعدم تسليم العمال والخدم رواتبهم ومستحقاتهم ،وتجاوز الحدود في العقارات وخيانة الأمانة وغيرها .* وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم مَن أعان ظالما بعقوبات منها : قوله صلى الله عليه وسلم ( مَن أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع رواه الحاكم والطبراني في الأوسط .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله )( رواه أبو داود والبيهقى*دعوة المظلوم والتحذير منها :
من الأمور التي قد تفتك بالظالم فتكا عظيما دعوة المظلوم تلك الدعوة التي قالها صادقا مَن تفطر قلبه كمدا بسبب الظلم وقد وعده الله تعالى بالإجابة قال عليه الصلاة والسلام ( وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) رواه أحمد (8030) وابن ماجه
وقال عليه الصلاة والسلام : ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري (2316) ومسلم* باب التوبة مفتوح للظالم وغيره إذا توافرت شروطها قال تعالى ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) (النساء:110) وقال تعالى ( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )