تاريخ الانقلابات في قطر.. "غرام وانتقام"
في مثل هذا اليوم 22 فبراير/ شباط من عام 1972 كانت قطر علي موعد مع حدث لا يتكرر كثيرا في تاريخ البلاد، عندما تولي الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم، بعد قيامه بانقلاب "ابيض" علي ابن عمه، الشيخ أحمد بن علي ال ثاني، ليبدا مسلسل الانقلابات في هذه الدولة الصغيرة، والذي انتهي بوصول حفيده، تميم بن حمد، الي كرسي الاماره، بعد انقلابه علي ابيه، الذي تسلم السلطه بعدما انقلب علي ابيه خليفه، وكان التاريخ يعيد نفسه.
"غرام وانتقام"، هذا ليس مجرد اسم لفيلم مصري شهير، بل عنوان يمكن ان يلخص اسباب الانقلابات في الدوله الواقعه علي الشاطئ الشرقي من شبه الجزيره العربيه، حيث كانت الشيخة موزة زوجه الشيخ حمد بن خليفة، كلمة السر في انقلاب زوجها علي والده، ومن ثم انقلاب ابنها تميم علي ابيه، فيما كان الانتقام دافعا لانقلاب الشيخ خليفه علي ابن عمه، قبل ان يكون سببا في محاوله نجل حمد الاكبر، الشيخ فهد، المشاركه في انقلاب ضد والده، انتصارا لجده وانتقاما من زوجه ابيه، بعد تزايد نفوذها، ولكن محاولته باءت بالفشل.
عندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971، بدات المشيخه تحت حكم الشيخ احمد بن علي ال ثاني، الذي اثره ابوه بالاماره بدلا من اعادته لابن اخيه خليفه بن حمد ال ثاني، حيث كان الشيخ حمد قد عين شقيقه علي خلفا له، "لانه اصلح من ابنه"، وبدوره ترك علي الحكم لابنه احمد، واكتفي بتعيين خليفه وليا للعهد.
غير ان خليفه لم يقنع بذلك طويلا، وما لبث ان اطاح بابن عمه بانقلاب عسكرى، في 22 فبراير/ شباط 1972، ثم وطد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدوله لاولاده، من دون ان يعلم ان الضربه ستاتيه من حيث لا يحتسب، من ابنه البكر حمد.
حمد، الامير السابق لقطر، استغل وجود والده في احد قصوره في سويسرا، ليعلن نفسه اميرا للبلاد بهدوء ودون اهراق قطره دم واحده، اذ نفي حمد والده، الذي سمع بنبا تنحيته عن العرش من نشره الاخبار في احدي الاذاعات، واقام فتره في سوريا، قبل ان يسمح حمد له بالعوده الي قطر عام 2004.
وكان تزويج حمد آل خليفه بموزه ال المسند صفقه سياسيه بالدرجه الاولي، تهدف الي وضع حد لطموحات ال المسند، ولم يكن الشيخ خليفه يتخيل ان ابنه خصمه ناصر ال المسند، موزه، يمكن ان تدق المسمار الاخير في نعشه.
موزه، التي دخلت الي الاسره الحاكمه كزوجه رابعه للشيخ حمد بن خليفه، الذي ارتبط ببنات عمومته، لم تقنع بان تكون مجرد زوجه لولي العهد، كما خطط لها حماها، وبخاصه انه كانت صحه الامير خليفه بن حمد توحي بطول بقائه قائما علي قيد الحياه، وساعدها طمع زوجها في خلافه ابيه، وقلقها من دخول ابناء عمومته الذين جاهروا باحقيتهم في الحكم، فسارعت بتحريض زوجها "ليتغدي بهم قبل ان يتعشوا به"، علي طريقه المثل الشعبي.
وجاءت ساعه الصفر، وانقلب الابن علي ابيه في 27 يوليو/ تموز 1995، عندما غادر الشيخ خليفه قطر الي اوربا، دون ان يعلم ان حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحه هو الاخير، وان الابن حمد الذي قبل يد والده امام عدسات التليفزيون، كان قد انتهي من وضع خطته للاطاحه بابيه واستلام الحكم.
وفي صبيحه يوم ثلاثاء قطع تليفزيون قطر ارساله لاعلان البيان رقم واحد، وعرض التليفزيون صورا لوجهاء المشيخه وهم يقدمون البيعه للشيخ حمد خلفا لابيه، وقيل في ما بعد، ان المشاهد التي عرضت من دون صوت كانت ممنتجه ومزوره، ما دفع البعض بوصفه انقلابا تليفزيونيا.
وبعد تزايد نفوذ الشيخه موزه، حاول نجل حمد الاكبر الشيخ فهد المشاركه في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارا لجده وانتقاما من زوجه ابيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بانه اسلامي متطرف، ووضع الابن الثاني، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الاقامه الجبريه، وكان عزلهما بضغط من "موزه" حتي "يخلو الجو" لولديها جاسم وتميم.
وبالفعل في اكتوبر/ تشرين الاول عام 1996، جري تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد، وهو الابن البكر للشيخه موزه، قبل التنازل في 2003 ولاسباب غير معلومه لاخيه تميم، الذي ما لبث ان وضع يده علي مفاتيح السلطه، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسه الوزراء، وتبلورت سلطته اكثر مع امساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابه قياده القوات المسلحه.
واعاد التاريخ نفسه، وفي يونيو/ حزيران 2013، انقلب الامير تميم علي ابيه حمد، واستلم الحكم بطريقه "ناعمه"، كما وصفتها اكثر من جهه دوليه، حيث تمكن تميم، وبمساعده والدته، الشيخه موزه، من تحقيق ما حققه والده من قبله، وبذات الطريقه.
الامير حمد تلقف الاخبار التي تشاع عن قرب الانقلاب، ما جعله يبادر الي تسليم الحكم لولده تميم، عل طريقه المقوله الشهيره "الطيب احسن" او "بيدي لا بيد عمرو".
في مثل هذا اليوم 22 فبراير/ شباط من عام 1972 كانت قطر علي موعد مع حدث لا يتكرر كثيرا في تاريخ البلاد، عندما تولي الشيخ خليفه بن حمد ال ثاني مقاليد الحكم، بعد قيامه بانقلاب "ابيض" علي ابن عمه، الشيخ احمد بن علي ال ثاني، ليبدا مسلسل الانقلابات في هذه الدوله الصغيره، والذي انتهي بوصول حفيده، تميم بن حمد، الي كرسي الاماره، بعد انقلابه علي ابيه، الذي تسلم السلطه بعدما انقلب علي ابيه خليفه، وكان التاريخ يعيد نفسه.
في مثل هذا اليوم 22 فبراير/ شباط من عام 1972 كانت قطر علي موعد مع حدث لا يتكرر كثيرا في تاريخ البلاد، عندما تولي الشيخ خليفه بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم، بعد قيامه بانقلاب "ابيض" علي ابن عمه، الشيخ أحمد بن علي ال ثاني، ليبدا مسلسل الانقلابات في هذه الدولة الصغيرة، والذي انتهي بوصول حفيده، تميم بن حمد، الي كرسي الاماره، بعد انقلابه علي ابيه، الذي تسلم السلطه بعدما انقلب علي ابيه خليفه، وكان التاريخ يعيد نفسه.
"غرام وانتقام"، هذا ليس مجرد اسم لفيلم مصري شهير، بل عنوان يمكن ان يلخص اسباب الانقلابات في الدوله الواقعه علي الشاطئ الشرقي من شبه الجزيره العربيه، حيث كانت الشيخة موزة زوجه الشيخ حمد بن خليفة، كلمة السر في انقلاب زوجها علي والده، ومن ثم انقلاب ابنها تميم علي ابيه، فيما كان الانتقام دافعا لانقلاب الشيخ خليفه علي ابن عمه، قبل ان يكون سببا في محاوله نجل حمد الاكبر، الشيخ فهد، المشاركه في انقلاب ضد والده، انتصارا لجده وانتقاما من زوجه ابيه، بعد تزايد نفوذها، ولكن محاولته باءت بالفشل.
عندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971، بدات المشيخه تحت حكم الشيخ احمد بن علي ال ثاني، الذي اثره ابوه بالاماره بدلا من اعادته لابن اخيه خليفه بن حمد ال ثاني، حيث كان الشيخ حمد قد عين شقيقه علي خلفا له، "لانه اصلح من ابنه"، وبدوره ترك علي الحكم لابنه احمد، واكتفي بتعيين خليفه وليا للعهد.
غير ان خليفه لم يقنع بذلك طويلا، وما لبث ان اطاح بابن عمه بانقلاب عسكرى، في 22 فبراير/ شباط 1972، ثم وطد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدوله لاولاده، من دون ان يعلم ان الضربه ستاتيه من حيث لا يحتسب، من ابنه البكر حمد.
حمد، الامير السابق لقطر، استغل وجود والده في احد قصوره في سويسرا، ليعلن نفسه اميرا للبلاد بهدوء ودون اهراق قطره دم واحده، اذ نفي حمد والده، الذي سمع بنبا تنحيته عن العرش من نشره الاخبار في احدي الاذاعات، واقام فتره في سوريا، قبل ان يسمح حمد له بالعوده الي قطر عام 2004.
وكان تزويج حمد آل خليفه بموزه ال المسند صفقه سياسيه بالدرجه الاولي، تهدف الي وضع حد لطموحات ال المسند، ولم يكن الشيخ خليفه يتخيل ان ابنه خصمه ناصر ال المسند، موزه، يمكن ان تدق المسمار الاخير في نعشه.
موزه، التي دخلت الي الاسره الحاكمه كزوجه رابعه للشيخ حمد بن خليفه، الذي ارتبط ببنات عمومته، لم تقنع بان تكون مجرد زوجه لولي العهد، كما خطط لها حماها، وبخاصه انه كانت صحه الامير خليفه بن حمد توحي بطول بقائه قائما علي قيد الحياه، وساعدها طمع زوجها في خلافه ابيه، وقلقها من دخول ابناء عمومته الذين جاهروا باحقيتهم في الحكم، فسارعت بتحريض زوجها "ليتغدي بهم قبل ان يتعشوا به"، علي طريقه المثل الشعبي.
وجاءت ساعه الصفر، وانقلب الابن علي ابيه في 27 يوليو/ تموز 1995، عندما غادر الشيخ خليفه قطر الي اوربا، دون ان يعلم ان حفل الوداع الذي اجري له في مطار الدوحه هو الاخير، وان الابن حمد الذي قبل يد والده امام عدسات التليفزيون، كان قد انتهي من وضع خطته للاطاحه بابيه واستلام الحكم.
وفي صبيحه يوم ثلاثاء قطع تليفزيون قطر ارساله لاعلان البيان رقم واحد، وعرض التليفزيون صورا لوجهاء المشيخه وهم يقدمون البيعه للشيخ حمد خلفا لابيه، وقيل في ما بعد، ان المشاهد التي عرضت من دون صوت كانت ممنتجه ومزوره، ما دفع البعض بوصفه انقلابا تليفزيونيا.
وبعد تزايد نفوذ الشيخه موزه، حاول نجل حمد الاكبر الشيخ فهد المشاركه في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارا لجده وانتقاما من زوجه ابيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بانه اسلامي متطرف، ووضع الابن الثاني، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الاقامه الجبريه، وكان عزلهما بضغط من "موزه" حتي "يخلو الجو" لولديها جاسم وتميم.
وبالفعل في اكتوبر/ تشرين الاول عام 1996، جري تعيين جاسم بن حمد وليا للعهد، وهو الابن البكر للشيخه موزه، قبل التنازل في 2003 ولاسباب غير معلومه لاخيه تميم، الذي ما لبث ان وضع يده علي مفاتيح السلطه، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسه الوزراء، وتبلورت سلطته اكثر مع امساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابه قياده القوات المسلحه.
واعاد التاريخ نفسه، وفي يونيو/ حزيران 2013، انقلب الامير تميم علي ابيه حمد، واستلم الحكم بطريقه "ناعمه"، كما وصفتها اكثر من جهه دوليه، حيث تمكن تميم، وبمساعده والدته، الشيخه موزه، من تحقيق ما حققه والده من قبله، وبذات الطريقه.
الامير حمد تلقف الاخبار التي تشاع عن قرب الانقلاب، ما جعله يبادر الي تسليم الحكم لولده تميم، عل طريقه المقوله الشهيره "الطيب احسن" او "بيدي لا بيد عمرو".
في مثل هذا اليوم 22 فبراير/ شباط من عام 1972 كانت قطر علي موعد مع حدث لا يتكرر كثيرا في تاريخ البلاد، عندما تولي الشيخ خليفه بن حمد ال ثاني مقاليد الحكم، بعد قيامه بانقلاب "ابيض" علي ابن عمه، الشيخ احمد بن علي ال ثاني، ليبدا مسلسل الانقلابات في هذه الدوله الصغيره، والذي انتهي بوصول حفيده، تميم بن حمد، الي كرسي الاماره، بعد انقلابه علي ابيه، الذي تسلم السلطه بعدما انقلب علي ابيه خليفه، وكان التاريخ يعيد نفسه.
تعليق