رد: متابعات الثورة السورية - ثورة الكرامه
كلمة العدناني مفرغة كتابيا
كلمةً للشيخ المجاهد: أبي محمّدٍ العدنانيّ الشامي المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية في العراق والشام –حفظه الله-
بعنوان: ((عُذراً أميرَ القاعدة))
الحمد لله القويّ المتين، والصلاة والسلام على مَن بُعث بالسيف رحمةً للعالمين.
كلمةً للشيخ المجاهد: أبي محمّدٍ العدنانيّ الشامي المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية في العراق والشام –حفظه الله-
بعنوان: ((عُذراً أميرَ القاعدة))
الحمد لله القويّ المتين، والصلاة والسلام على مَن بُعث بالسيف رحمةً للعالمين.
أمّا بعد:
قالَ الله تبارك وتعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات : 24]
وقالَ تبارك وتعالى: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف : 19]
وعن عبادة بن الصامت رضي اللهُ تباركَ وتعالى عنهُ قال:
((بايعنا رَسُول اللَّهِ ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، والأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في اللَّه لومة لائم((.
أيها المجاهدون، أيها الناس:
أعيروا سمعَكُم، فإنّ حديثي لهُ ما بعدَه..
أعيروا سمعَكُم، أنقلُ لكُم بعضاً من كلام مشايخنا وقادتنا وأمرائنا قادة القاعدة، قاعدة الجهاد..
قال الشيخ الإمام المجدد أسامة بن لادن رحمه الله، في الخطاب الثاني والعشرين، وهو رسالةٌ إلى أهل العراق خاصة والمسلمين عامّة، قال فيها:
(فلو التزمَ الناسُ بجميع أحكام الإسلام إلاّ الالتزام بتحريم الربا مثلاً، وأباحوا البنوكَ الربوية، فإن دستور هذه الدولة يُعتبر دستوراً كفرياً، لأن هذا التصرّف يتضمن اعتقادَهُم عدمَ كمال الشريعة وكمال مُنَزّلها سبحانه وتعالى، ولا يخفى أنّ هذا كُفرٌ أكبر مُخرج من الملّة، فضلاً عن أنّ هذه الانتخابات تجري بأمر أمريكا تحت ظلّ طائراتها وقذائف دبّاباتها.
وبناءً عليه: إن كل مَن يشارك في هذه الانتخابات -والتي سبقَ وصفُ حالِها- عن عِلمٍ ورِضا، يكونُ قد كفرَ باللهِ تعالى، ولا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله.
وينبغي الحذرُ من الدجّالين الذين يتكلّمون باسم الأحزاب والجماعات الإسلامية، ويحثّون الناس على المشاركة في هذه الردّة الجموح، ولو كانوا صادِقين لَكانَ همّهُم في الليل والنهار إخلاصَ الدينِ للهِ تعالى والتبرّؤ من الحكومة المرتدّة وتحريضَ الناس على جهاد الأمريكيين وحلفائهم، فإن عجزوا فليُنكروا بقلوبهم وليتجنّبوا المشاركة في برامج المرتدّين أو القعود في مجالس الردّة، وكلُّ ما ذكرناهُ عن العراق ينطبق تماماً على الوضع في فلسطين، فالبلاد تحت الاحتلال، ودستور الدولة وضعيٌّ جاهلي الإسلامُ منهُ بريء، والمرشّح محمود عبّاس بهائيٌّ عميلٌ كافر) انتهى كلامه رحمه الله
وقال الشيخ أبي يحيى الليبيّ رحمه الله مُخاطِباً علماء السوء:
(فأي مصلحة هذه التي عقدت ألسنتكم عن النطق بكلمة الحق، ولا زلتم تزعمون مراعاتها، وطاغيةُ بلاد الحرمين يسوقُ الناس إلى الكفر والردة السافرة سوقا حثيثاً؟!).
وقال في خُطبةٍ لعيد الأضحى:
(لا بدّ من اعتزال الكفَرة، لا بدّ من مقاطعتهم، لا بدّ من البراءة منهم، لا بدّ أن يعرفوا أنّنا على سبيلٍ وهُم على سبيل، نحنُ في شقٍّ وهُم في شقّ، نحنُ في طريقٍ وهُم في طريق، أمّا الاختلاطُ والامتزاج والتلاعبُ بأحكام الشرع وألفاظه، فهذه ستؤدّي إلى ضلالٍ كبير وإلى فسادٍ عريض).
وقال:
(إمّا أن يتغلّب أهل الإيمان على أهل الكفر ويقهرونهم ويُدخلونهم في دين الله عزّ وجل، أو أن يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهُم صاغرون، وإمّا أن يتغلّب أهل الكفر على أهل الإيمان، أو أن يهاجرَ ويخرجَ أهلُ الإيمان من بلاد الكفر، وتلكَ هي الهجرة) انتهى كلامُه.
رحمكَ اللهُ يا شيخ، تلكَ هي الهجرة، وهذا هو الدين القويم.
وقال سليمان بو غيث في خطبةٍ عنوانها "المرتدون في الكويت":
(أقولُ لهذا: يا مرتدّ، إذا كنتَ أنتَ ضد أسلمة الدولة، وضد أسلمة نظام الحُكم في هذا البلد، فأنا ضدّ نظام الحُكم كلّه في هذا البلد، وأنّ الدستورَ في هذا البلد الذي تتمسّك به تحتَ نِعالي وحذائي، لا بل واللهِ أتنزّه أن يدوسَهُ حِذائي فيتنجَّس، وإنّما أُلقيهِ في المزابل.
واعلَم أنَّ الدستورَ الكويتيَّ كافِر، كافِر، كافِر. والذي يحكمُ بهذا الدستور كافر. واللهِ لَن أتنازلَ عن هذه الكلمة، واللهِ لَن أتنازلَ؛ الذي يحكمُ بهذا الدستور كافر) انتهى كلامُه.
وقالَ الشيخ أبو مصعب الزرقاويّ رحمه الله عن منهج الديمقراطية وأهله:
(فلهذه الدواعي وغيرها؛ أعلَنّا الحربَ اللّدود على هذا المنهج الخبيث، وبينّا حكم أصحاب هذه العقيدة الباطلة، والطريقة الخاسرة. فكلُّ من يسعى في قيام هذا المنهج بالمعونة والمساعدة فهو مُتَوَلٍّ لهُ ولأهله، وحُكمُهُ كحُكم الداعين إليه والمظاهرين له. والمرشَّحون للانتخابات هم أدعياء للربوبية والألوهية، والمنتخبون لهم قد اتّخذوهم أرباباً وشركاء من دون الله، وحُكمُهُم في دينِ الله: الكفرُ والخروجُ عن الإسلام.
اللهم هل بلغت... اللهم فاشهد) انتهى كلامه رحمه الله.
هذه قاعدةُ الجهاد التي عرفناها، وهذا منهجُها، ومَن بدّلهُ استبدلناه.
هذه القاعدة التي أحببناها، هذه القاعدة التي والَيناها، هذه القاعدة التي ناصَرناها.
هذه هي القاعدة، هذه هي القاعدة التي أرعبَت أُمَمَ الكُفرِ وأقضّتْ مضاجع الطواغيت.
هذه هي القاعدة التي جرَت في دمائنا وسكنَت شغاف قلوبنا، فعزّرنها ونصرناها ووقّرناها وبجّلناها وعظّمناها، وباتَت أنفسُنا لا تُطاوعُ غيرَ قيادَتِها.
قادتُها هُم الرموز، لا نسمحُ لهاجسٍ مجرّد هاجسٍ أن يُراوِدَ أعماقَ أحدِنا فيطعنُ في رمزٍ من رموزِها، أو يُشنّعُ بكلمةٍ على قائدٍ من قاداتِها أو ينتَقِص.
نعَم.. لماذا؟ لأنّهم أصحاب السبق، لأنهم أصحاب الفضل، لأنهم أصحاب التضحيات، لأنهم رموز الأمّة وأئمّتها في هذا العصر، المجدّدون.
هذه علاقتنا بالقاعدة، قاعدة الجهاد.
ولأجل هذا أرسلت الدولة عبر أبي حمزة المهاجر رسالةً لقيادة القاعدة تؤكّد فيها ولاء الدولة لرموز الأمّة المتمثّلين بالقاعدة، وتُخبرهم أنّ الكلمةَ لقيادة الجهاد في العالم لكُم، برغمِ حلّ تنظيمكم على أرض الدولة، تبقى الكلمة لكُم حفاظاً على وحدة كلمة المجاهدين، ورصّ صفوفهم.
ولأجلِ ما ذكرنا كلّه، ظلّ أمراء الدولة الإسلامية يُخاطبون قاعدة الجهاد خِطابَ الجنود للأمراء، خطاب التلميذ لأستاذه، والطالب لشيخه، خطاب الصغير لكبيره.
وظلّت الدولة الإسلاميّة تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيرانَ منذ نشأتِها، وتركت الروافض آمِنين في إيران، وكبحَت جِماح جنودها المستشيطين غضباً، رغمَ قدرتها آنذاكَ على تحويل إيرانَ لِبُرَكٍ من الدماء، وكظمَت غيظَها كلّ هذه السنين تتحمّل التُّهَمَ بالعمالة لألَدِّ أعدائِها إيران لعدم استهدافها، تاركةً الروافض ينعمون فيها بالأمن امتثالاً لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران.
نعم، كبحَت جِماحَ جنودها وكظمَت غيظَها على مدار سنين حفاظاً على وحدة كلمة المجاهدين ورصّ صفّهم.
فليسجّل التاريخ أنّ للقاعدة دَينٌ ثمينٌ في عنُقِ إيران.
نعم.. وبسبب القاعدة أيضاً لم تعمَل الدولة في بلاد الحرَمين، تاركةً آل سلولٍ ينعمون بالأمن، مستفردين بعلماء الأمّة هناك وشباب التوحيد الذين ملأت بهم السجون.
وبسبب القاعدة لم تتدخل الدولة في مصر أو ليبيا أو تونس، وظلت تكظم غيظها وتكبح جماح جنودها على مر السنين، والحزن يملأ أركانها وربوعها لكثرة استغاثة المستضعفين بها، والعلمانيون يُنصّبون طواغيت جدد أشدّ كفراً من سلفهم في تونس وليبيا ومصر، والدولة لا تستطيع تحريك ساكِن لتوحيد الكلمة حول كلمة التوحيد، لعدم مخالفة رموز وقادة الجهاد المتمثلين بالقاعدة التي تولّت الجهاد العالمي وحملَت على عاتقها العمل في تلك البلاد.
عذراً أميرَ القاعدة
عذراً أيها الدكتور..
لقد بايَعنا اللهَ على أن نقول الحقّ حيثُما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم.
إنّك في شهادتك الأخيرة لبّستَ على الناس، وأوهمتَهُم أمراً أجهدْتَ نفسكَ لإثباتهِ ولَم تُثبته، ولَن تُثبتَه، إذْ تعسَّفتَ في إخراج مقاطع من رسائل سرّية على الإعلام لتحمّلنا جُرماً أنتَ اقترفتَهُ وتولّيتَ كِبرَه، وأنتَ مَن يُسأل عنه ويتحمل وزره.
أجهدْتَ نفسكَ لتلبّس على الناس وتوهمهم أمراً تضعُنا به موضع الناكثين الغادرين الخائنين الشاقّين صفَ المجاهدين، ليسَ لجنديٍّ صغيرٍ مثلي أن يردّ على مثلك، على أمير القاعدة، ولكن لصاحب الحقّ مقال، وإنّنا –والله يعلم- كَم يعصر الألم قلوبَنا وتلفحُها المرارةُ ونحنُ نردُّ عليك.
عذراً أمير القاعدة
أنْ نتواضع لكُم طواعيةً فنلتزم بالجماعة، ونحرص على توحيد كلمة المسلمين، ولمّ شمل المجاهدين ولو على حساب حقوقنا وتنازلاتنا شيء، وأن تُلزمنا جرّاء ذلك ببيعةٍ وتبعيّةٍ لكُم فتُحمّلنا جُرمَ شقّ صف المجاهدين وسفك دمائهم الذي تسبّبتَ أنتَ بهِ بقبولك بيعة الخائن الغادر الناكث شيءٌ آخر.
عذراً أمير القاعدة
الدولةُ ليست فرعاً تابعاً للقاعدة، ولم تكن يوماً كذلك، بل لو قدّر اللهُ لكم أن تطؤوا أرض الدولة الإسلامية، لَما وسعكم إلاّ أن تبايعوها وتكونوا جنوداً لأميرها القرشيّ حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنودٌ تحت سلطان المُلاّ عمر، فلا يصحّ لإمارةٍ أو دولةٍ أن تُبايع تنظيماً.
عذراً أمير القاعدة
عذراً أيها الدكتور..
إن كلّ ما ذكرتَهُ في شهادتنا ليسَ فيه ما يُثبت ما أجهدتَ نفسكَ لتثبته وعجزتَ عن إثباته، ولو كانَ موجوداً لأجبتَ مَن وصفتَهُ بالمهاجر الصابر بكلمةٍ واحدة، ولتجنّبتَ أن تأتي بالإعلام بِما تنهى عنه، فعجباً عجباً..
بينما عندنا الإثباتات خلاف ذلك من أفواه قادة الدولة والقاعدة، وأنتَ على رأسهم، فمن فِيكَ سمع العالم أنّ التنظيم حُلّ في العراق وبايعَ الدولة وانخرطَ فيها.
إنّ كل ما ذكرتَ من شهادتك صحيح، بل وأزيدُكَ عليه أننا كنّا ولحينٍ قريب نُجيبُ مَن يسألنا عن علاقة الدولة بالقاعدة بأنّ علاقتها علاقة الجنديّ بأميره، ولكنّ هذه الجنديّة يا دكتور لجعل كلمة الجهاد العالميّ واحدة، ولم تكُن نافذةً داخل الدولة، كما أنّها غير مُلزمةٍ لها، فإنّما هي تنازلٌ وتواضعٌ وتشريفٌ وتكريمٌ لكُم مِنّا، وعندنا من الوقائع والأحداث والشهادات المشابهة لشهادتك الأضعاف تُثبت طبيعة هذه العلاقة، وأنّها ليسَت نافذةً داخل الدولة.
مثال ذلك: عدم استجابتنا لطلبك المتكرّر بالكفّ عن استهداف عوام الروافض في العراق بحكم أنهم مُسلمون يُعذَرون بجهلهم، فلو كُنّا مبايعين لك لامتثلنا أمركَ حتّى ولو كُنّا نخالفك الحكمَ عليهم والمُعتقدَ فيهم، هكذا تعلّمنا في السمع والطاعة، ولو كنتَ أمير الدولة لألزمتَها بطلبك ولعزلتَ مَن خالفَك، بينما امتثلنا لطلبكُم بعدم استهدافهم خارج الدولة في إيران وغيرها.
ومثال ذلك: أنك لم تسألنا يوماً -ومَن قبلَك-: كَم عدد جنودكم؟ ما هو سلاحُكم؟ من أينَ تمويلكُم؟ من أين تتسلّحون؟ هل عندكم ما تأكلون؟ مَن هُم أُمراؤكم؟ مَن هُم وزراؤُكم، وُلاتُكُم، قُضاتُكم، عُلماؤكم؟ ما هي مشاكلكم؟ ما هي مُعاناتكُم؟
قُل لي بربّك: ماذا قدّمتَ للدولة إن كُنتَ أميرَها؟ بماذا أمدَدّتها؟ عَن ماذا حاسبتَها؟ بِمَ أمرتَها وعمَّ نهيتَها؟ مَن عزلْتَ ومَن وَلّيتَ فيها؟
لم يحدث شيءٌ من هذا أبداً.
فلَكِ اللهُ أيّتها الدولة المظلومة!
ومثال ذلك أيضاً: أنكَ لم تُخاطبنا ولا مَن قبلكَ يوماً خطاب الأمير لجنديّه أو بصيغة الأمر أبداً، لم تُخاطبنا ولا مَن قبلكَ بصيغة الأمر إلاّ بعدَ أن فجّرتَ الكارثةَ في الشام وفجعتَ الأمّة بقبولكَ بيعةَ الخائن الغادر.
لقد وضعتَ نفسكَ اليومَ وقاعدتَكَ أمامَ خيارين لا مناصَ عنهُما:
إمّا أن تستمرّ على خطئك وتُكابر عليه وتُعانِد، ويستمرّ الانشقاق والاقتتال بين المجاهدين في العالم.
وإمّا أن تعترف بزلّتك وخطئك فتُصحّح وتستدرك.
وها نحنُ نمدُّ لكَ أيدينا من جديد لتكونَ خيرَ خلَفٍ لخير سلَف، فقد جمعَ الشيخُ أسامة المجاهدين على كلمةٍ واحدة، وقد فَرَّقْتَها وشققتَها ومزّقتَها كُلَّ ممزّق.
نمدّ لكَ أيدينا من جديد وندعوكَ:
أوّلاً: للتراجع عن خطئك القاتل وردّ بيعة الخائن الغادر الناكث، فتُغيظ بذلك الكفّار وتُفرح المؤمنين وتحقن دماء المجاهدين، فأنتَ مَن أحزَنْتَ المسلمين وشَمَّتَّ الأعداء بالمجاهدين إذْ أيّدْتَ غدرةَ الغادر ونصرْتَها، فأحرقْتَ المُهَجَ وأدميتَ القلوب، أنتَ مَن أوقدَ الفتنة وأذكاها ، وأنتَ مَن تُطفؤها إن أردتَ إن شاء الله.
فراجِع نفسك وقِف موقِفاً لله تُصلِح بهِ ما أفسدتَ.
وندعوكَ ثانياً لتصحيح منهجك بأن تصدعَ بتكفير الروافض المشركين الأنجاس، وتصدع بردّة الجيش المصري والباكستاني والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم من جنود الطواغيت وأنصارهم، واستبدال نعتهم بالمتأمركين وغيرها من النعوت، وتُسمّيهم بما سمّاهم به ربّ العالمين: بالطواغيت والكفّار والمرتدّين، وعدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية كقولك: الحكم الفاسد، والدستور الباطل، والعسكر المتأمركين.
كفاك حتّى لا تؤدي إلى ضلالٍ كبيرٍ وفسادٍ عريض كما أوصانا وحذّرنا الزرقاويّ والليبيّ أمراء القاعدة رحمهما الله، وأن تدعوَ المسلمين لجهاد وقتال أولئك كلّهم دعوةً صريحة بنبذ الألفاظ والمصطلحات الدخيلة على المجاهدين كالمقاومة الشعبية والانتفاضة الجماهيرية والحركة الدعوية والشعب والجماهير والكفاح والنضال وغيرها.. بألفاظ الجهاد الشرعية الواضحة، والدعوة الصريحة لحمل السلاح ونبذ السلميّة وخصوصاً في مصر لقتال جيش الردّة، جيش السيسي فرعون مصر الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردّته وكفاكَ تلبيساً على المسلمين، نعَم.. مرسي المرتدّ الطاغوت الذي خرجَ بنفسه على رأس جيشه إلى سيناء، لا لحرب اليهود، بل لحرب المجاهدين الموحّدين هناك، فدكَّ بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوتَ المسلمين، نعَم.. ذلك الطاغوت الذي من شدّة حقده على المجاهدين الموحّدين عيّن قاضياً نصرانياً صليبياً ليحكم على مَن أُسِرَ منهم، وطبعاً جاء الحُكم بالإعدام، فوقّع عليه ذلك المرتدّ الطاغوت ليشفي غليله منهم، فعلامَ لم تُنكِر عليه، ولم تدعُ للقصاص منه؟! بل صوّرتَهُ مظلوماً وترفّقْتَ بِه، ودعوتَ له! أم أنّك راضٍ عن فعلهِ ودستورهِ الذي حكمَ به؟ وما سفكَه من دماء المجاهدين المرابطين الموحّدين في سيناء، ولا نحسبُكَ كذلك.
فبَيِّنْ فقد خسرتَ رأسَ المال ولم تربَح!
فهيّا توكَّلْ على الله واتّخِذْ هذا القرار، ولا تُضيّع إرثَ أُسامة، فما دعوناكَ إلاّ لأمورٍ شرعية، بل واجبةٍ عليك.
هيّا كي تكونَ حكيماً، اتخذ قراراً يرفعُ اللهُ بهِ قدرَكَ في الدنيا والآخرة بإذن الله وتوفيقه، وتتصدّى به لأعداء الإسلام، وتُطفئ به الفتنة التي كنتَ سببها، نعَم أنتَ سببها إذْ جعلتَ من نفسكَ وقاعدتكَ أُضحوكةً ولعبةً بيدِ صبيٍّ غِرٍّ خائنٍ ناكث للبيعة لم ترَهْ، وتركتَهُ يلعبُ بكُم لعبَ الطفل بالكرة، فأذهبْتَ هيبتَك، وأضعْتَ تاريخَكَ ومجدَك، فبادِر واحذَر من خاتمة السوء.
عذراً أميرَ القاعدة
فهذا ما يُقالُ عنك، هذا ما يتحدّث به المجاهدون من المهاجرين والأنصار، فبادِر فمازالت أمامك فرصة، إن انتهزتَها عندها فقط تكونُ حكيماً وشيخاً وقائداً ورمزاً.
وعذراً أميرَ القاعدة
مازالَ عندنا من الأسئلة ما يحتاجُ لإجابتكُم ولا يضرّكم أن تُجيبوا إن كانَ لنا عندكُم أيضاً حقُّ الأخوّة، ولِتُزيلوا اللَبْسَ الذي حصلَ للناس جرّاء شهادتكم الأخيرة، ولعلَّ إجابتكم تكون سبباً لوقف نزيف الدم بين المجاهدين.
فنسألُكَ باللهِ عليك أن تذكرَ لنا أدنى مقوّمات الدولة التي قِيلَ لكَ أنّها لم تتوفّر عندنا، فلعلّنا نبيّنها لكَ إن جهِلتَها، أو نحقّقها إن فقدناها.
ونسألُك: مَن هُم أحفاد ابن ملجم الذينَ ذكرتَهُم في خطابٍ سابق، ودعوتَ الأمّة للحشد ضدّهم؟ مَن هُم الذينَ يجب على كلّ المسلمين أن يتصدّوا لهم ويشكّلوا رأياً عاماً ضدّهم؟ مَن هُم الخلَفُ لقتلة عثمان؟ نرجو أن توضّح توضيح الشجعان، فإنّ جنودك في الشام من جبهة الجولاني وحلفائهم من جبهة الضرار والمجلس العسكري الكفريّ وباقي الصحوات فهِموا أنّ المقصودَ هُم جنود الدولة الإسلامية فامتثَلوا جميعهُم لأمرِك، واستحلّوا دماء المهاجرين والأنصار بكلامك، فإن لم تكُن عنيتَ جنودَ الدولة وأميرَها فنُطالبك بتبيين ذلك عاجلاً لحقن دماء المجاهدين التي تُسفك بسببك. نعم بسببكَ أنتَ وحكمتِك!
مَن هو حفيد ابن ملجم الذي ذكرتَه، ومَن هُم الحروريّة الذين ذكرهم آدم الأمريكي؟
وإن كانت الدولة المعنيّة، فلنا سُؤالٌ آخر ينتظر إجابةً حكيمة..
إئذا بقينا في الشام كُنّا من الخوارج والحشّاشين والحروريّة الذين "سيخيبُ في أرض الشآم حفيدهُم".
وإذا انسحبنا للعراق مستسلمين هاربين صرنا على السنّة أحفاد الحسين مُجاهدين:
من معشرٍ حبّهم دينٌ وبغضهُمُ - كُفرٌ وقُربهُمُ مَنجًى ومُعتصَمُ
ثمّ إنّا نُطالبكَ حينها بالدليل..
فإن قُلتَ قتلتُم فلاناً أو فلانا.. قُلنا قتَلوا مِنّا أضعافاً ولم تَصِفهُم بما وصفتَنا ولم تَبكِ على أحدٍ مِنّا. ثمّ إنّ هذا ليسَ بدليل.
وإن قلتَ: تُقاتِلونَ فئاتٍ مُسلمة.. قُلنا: هُم واللهِ بدؤونا بالقتال، ثمّ ولوَلوا شاكين باكين حينَ رددْنا عاديتَهُم، ولازِلنا المدافعين. فلماذا لم تصِفهُم بما وصفتَنا؟ ثمّ ليسَ هذا أيضاً بدليل.
وأمّا المحكمة المستقلة التي تطالب بها فنقول لك: إنّ هذا أمرٌ غيرُ ممكن، بل مستحيل، بل هوَ طلبٌ تعجيزيّ من ضرب الخيال.
لماذا؟..
لأنكَ شققت المسلمين شقّين لا ثالثَ لهُما؛ شقّ مع الدولة وأنصارها، وشقّ مع الفرق المُطالبة بالمحكمة المستقلّة، فلا توجد على وجه الأرض هيئةٌ مؤهَّلَةٌ مستقلّة يرضى بها الطرفان.
ثمّ ألا أدلّكم على خيرٍ وأيسَرْ؟
أمرٌ لو يفعلهُ المسلمون أفلَحوا كلّ الفلاح، أليسَ في المسلمين رجلٌ صالِح؟ أليسَ في المسلمين رجلٌ مُؤهَّل؟
أليسَ في المسلمين على وجه الأرض رجلٌ رشيد يختاره المسلمون فيُعلِنَ على الملأ كفرَهُ بالطاغوت والبراءة من الكفر والشرك وأهله ويُعلن بغضاءَهُ لهُم وحربَهُ عليهِم، فنُبايعه على ذلك وننصّبه خليفة، فنُقاتِلُ مَنْ عصاهُ بمن أطاعَه، في العراق والشام والجزيرة ومصر وخراسان والأرض جميعاً، فنُنهي هذا التشرذم وهذا الاختلاف، ونُفرِحَ المؤمنين ونُغيظ الكافرين، فلا تبقى إمارةٌ شرعيّةٌ غيرُه.
هذا هو الحلّ، ولا حلّ سواه، فيكون أوّل واجبٍ لذلك الخليفة تشكيل تلك المحكمة التي تدعونا لها، هذا هو الحل الوحيد، وهذا حلٌّ يسير لا يُوجد أيُّ مانعٍ شرعيٍّ يحولُ دونَه، بل هو واجب العصر الذي يتخلّفُ عنه المسلمون، هذا هو داؤنا ودواؤُنا.
وأمّا عن مناشدتكَ لنا الانسحاب من الشام فلن نُعيد ونكرّر بأنّ هذا أمرٌ شبه مستحيل، غيرُ مُمكنٍ لا شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً، ولن نقول أن الشام باتَت اليوم أشدُّ حاجةً للدولة من الأمس غداة مهادنة النصيرية وبيعهِم المناطق، ولَن نقول أن المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في سوريا أكبر من المناطق التي تسيطر عليها جميع الفصائل والجماعات والأحزاب بمللها ونحلها، وأنّهُ لا حُكم في مناطق الدولة لغير الله تُقامُ فيها حدودُه، ولا سُلطانَ لغيرِ شرعِه؛ تُقامُ الصلاة وتُؤتى الزكاة، ويُؤمَر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، بعزّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، وإن رغمَت أنوف. وقد حلَّ في ربوعها الأمنُ والأمان بفضل الله وحده.
لن نقولَ هذا..
ولكن نقول: لئن رضيَ تنظيم القاعدة أن ينسحب المجاهدون طواعيةً من أرضٍ يحكمونَ فيها بشرع الله ويُقيمونَ حدودَه ويُسلّمونها على طبقٍ من ذهبٍ لائتلافِ الجربا وصناديق اقتراعِه وهيئة سليم إبليس ومجلسه وعصابات حيّاني وعفش ومُجرمي جمال والزنكي والجبهة السلوليّة وسروريّها وجبهة الخائن الغادر ولصوصها وضباعِها.. لئن رضيَت القاعدة بهذا، فإنَّ ربَّنا ودينَنا يأبى ذلك!
ونقول: لئن دعوتَنا للاقتداء بالحسَن، فأينَ هو معاويةُ رضي الله تعالى عنهُما؟!
فلو كانَ عندَنا يزيدٌ لَكُنّا قد سلّمناه، فما بقيَ في جبهة الخائن الغادر الناكث من القادة إلاّ الضباع.
ثمَّ فلتَعْلَم أنّ ألفَ قِتلةٍ حسينيّة أحبُّ لجنود الدولة الإسلامية من تَرْكِ شِبرٍ واحدٍ يُحكّمون فيهِ شرعَ الله.
ثمّ إنّ الحسَنَ والحُسين كلاهُما سيّدا شبابِ أهلِ الجنّة رضي الله تعالى عنهُما.
ثمّ لقد تركنا لكُم الساحاتِ في تونس ومصر وليبيا فأسلمتُموها عجزاً لصناديق الاقتراع.
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكُمُ – مِنَ اللومِ أو سُدّوا المكانَ الذي سَدّوا
هذا.. وننتظر ردَّكُم الحكيم الذي تُزيلونَ به اللَبْسَ الذي تسبّبَه خطابُكم الأخير، يعلمُ به الجميعُ موقفَكُم بوضوح.
وعُذراً عُذرا.. عُذراً أميرَ القاعدة..
فإنّ جنودَ جبهة الجولانيّ وجنودَ جبهة أبي خالدٍ السوريّ باتوا يقولونَ بعدَ تصريحاتكُم الأخيرة: خَرَّفَ الشيخ! وعُذراً على هذا النقلِ الصريح، فإنّهُ من أوساطهِم.
ويا أيّها المجاهدون:
إنّ خلاصةَ الأمر أنّ الخلافَ بين الدولة الإسلامية وبين قيادة تنظيم القاعدة خلافٌ منهجيّ كما قالَ أميرُ التنظيم في لقائه الأخير مع مؤسسة السحاب، هذه هي القضيّة وليسَ بيعَةُ مَنْ لِمَنْ ومرجعيّة مَن لمَنْ، والتي أجهدَ أميرُ تنظيم القاعدة نفسَهُ لإثباتِها ولَم يُثبِتْها، ولَن يُثبِتَها.
وأنّهُ لمّا كانت الدولة الإسلامية جُزءاً من الجهاد العالميّ، وكان لا بدَّ للجهاد العالمي -تديُّناً- من رأسٍ يُديرُه، وكانَ قادةُ القاعدة رحمهم الله هُم رموز الجهاد في هذا العصر وأصحاب السّبقِ والفضل، تركَت لهُم الدولةُ قيادةَ الجهاد في العالم توقيراً واحتراماً وتقديراً وتبجيلاً وتكريماً وتشريفاً وتعزيراً، فلَم تتجاوز عليهم أو تخالفهم في سياسةٍ خارج مناطقها، وخاطبَتْهُم خطابَ القادةِ والأمراء.
وهُم أيضاً لَم يُلزِموها أمراً في شأنها الداخليّ، وإنّما كانَ قولُهُم رحمهُم الله: الشّاهدُ يرى ما لا يراهُ الغائِب.
حتّى جعلَ الدكتور الظواهريُّ اليومَ ومَن معهُ من المتنفّذين الدولةَ فرعاً لقاعدتهم، وأرادوها على منهجهم الذي ظلّ مدفوناً مكبوتاً داخل القاعدة، ولَم يظهر إلاّ بعدَ تولّي الظواهري وخلوّ الساحة للأمريكيّ.
فلمّا أبَت الدولةُ ذلكَ المنهج الذي طالبْنا الظواهريَّ بتغييره، شَنّوا عليها حرباً، ولم يجدوا ذريعةً وغطاءً لتلك الحرب إلاّ تُهمةَ الخوارج التي يُقاتِلُنا بها علماء الطواغيت والسلاطين.
وعليه:
نُطالِبُ جميعَ أفرع القاعدة في كلّ الأقاليم ببيانٍ رسميٍّ وموقفٍ واضحٍ وصريح:
ما هوَ اعتقادكُم في منهج الدولة الإسلامية؟ وما هو حكمكُم عليها؟
هل هيَ من الخوارج الحروريّة، بل أشَرّ! تُنافقُ الناسَ وتستخدم التقيّة وتُقاتل لأجل الحُكم والمناصِب، وحالُها مع قادة الجهاد كحالِ ابنِ مُلجِمْ؟ وأنَّ منهجَها ظلاميٌّ واجبٌ على المسلمين حربُهُ واستئصالُهُ منَ الشّام؟
بياناً تُكتَبُ فيهِ شهادتكُم وتُسأَلونَ عنهُ في موقفكُم بينَ يدَي الله.
واعلَموا أنَّ صَمتَكُم كلام..
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}
{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}
لو وَسِعَنا السكوت لسكَتنا.. لو وَسِعَنا التلطُّفُ لَتَلَطّفْنا.. لو وَسِعَنا اللِّيْنُ لألَنّا.
فلا يلومَنّنا أحد، فإنّما نحنُ مُدافِعون وأصحاب حقّ.
ولا يقولَنّ أحدٌ إنّنا نُظهِرُ في الإعلام ما يجبُ ألاّ يظهر.. فلم نُظهِر شيئاً إلاّ رَدّاً ودفاعاً لا بُدّ منه على ما يُظهِرُ غيرُنا.
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ... وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا... وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ... ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا... وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا... وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ... نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً... وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً... مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا... تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
اللهمّ يا مَن تعلمُ المُفسِدَ من المُصلِح، و الطالِح منَ الصالِحَ، عليكَ بالمنافقين والخائنين والغادرين، افضحهم على رؤوس الأشهاد وأرِنا فيهم العجائب.
اللهم احفظ عبادَك المجاهدين في كلّ مكان، اللهم مَكِّن لهم، اللهم انصرهُم نصراً مؤزّراً وافتح لهُم فتحاً مُبينا، اللهمّ فكّ أسراهم، وداوِ جرحاهم، وعافِ مُبتَلاهم، وتقبَّل قتلاهُم.
والحمد لله ربّ العالمين
كلمة العدناني مفرغة كتابيا
كلمةً للشيخ المجاهد: أبي محمّدٍ العدنانيّ الشامي المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية في العراق والشام –حفظه الله-
بعنوان: ((عُذراً أميرَ القاعدة))
الحمد لله القويّ المتين، والصلاة والسلام على مَن بُعث بالسيف رحمةً للعالمين.
كلمةً للشيخ المجاهد: أبي محمّدٍ العدنانيّ الشامي المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية في العراق والشام –حفظه الله-
بعنوان: ((عُذراً أميرَ القاعدة))
الحمد لله القويّ المتين، والصلاة والسلام على مَن بُعث بالسيف رحمةً للعالمين.
أمّا بعد:
قالَ الله تبارك وتعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات : 24]
وقالَ تبارك وتعالى: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف : 19]
وعن عبادة بن الصامت رضي اللهُ تباركَ وتعالى عنهُ قال:
((بايعنا رَسُول اللَّهِ ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، والأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في اللَّه لومة لائم((.
أيها المجاهدون، أيها الناس:
أعيروا سمعَكُم، فإنّ حديثي لهُ ما بعدَه..
أعيروا سمعَكُم، أنقلُ لكُم بعضاً من كلام مشايخنا وقادتنا وأمرائنا قادة القاعدة، قاعدة الجهاد..
قال الشيخ الإمام المجدد أسامة بن لادن رحمه الله، في الخطاب الثاني والعشرين، وهو رسالةٌ إلى أهل العراق خاصة والمسلمين عامّة، قال فيها:
(فلو التزمَ الناسُ بجميع أحكام الإسلام إلاّ الالتزام بتحريم الربا مثلاً، وأباحوا البنوكَ الربوية، فإن دستور هذه الدولة يُعتبر دستوراً كفرياً، لأن هذا التصرّف يتضمن اعتقادَهُم عدمَ كمال الشريعة وكمال مُنَزّلها سبحانه وتعالى، ولا يخفى أنّ هذا كُفرٌ أكبر مُخرج من الملّة، فضلاً عن أنّ هذه الانتخابات تجري بأمر أمريكا تحت ظلّ طائراتها وقذائف دبّاباتها.
وبناءً عليه: إن كل مَن يشارك في هذه الانتخابات -والتي سبقَ وصفُ حالِها- عن عِلمٍ ورِضا، يكونُ قد كفرَ باللهِ تعالى، ولا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله.
وينبغي الحذرُ من الدجّالين الذين يتكلّمون باسم الأحزاب والجماعات الإسلامية، ويحثّون الناس على المشاركة في هذه الردّة الجموح، ولو كانوا صادِقين لَكانَ همّهُم في الليل والنهار إخلاصَ الدينِ للهِ تعالى والتبرّؤ من الحكومة المرتدّة وتحريضَ الناس على جهاد الأمريكيين وحلفائهم، فإن عجزوا فليُنكروا بقلوبهم وليتجنّبوا المشاركة في برامج المرتدّين أو القعود في مجالس الردّة، وكلُّ ما ذكرناهُ عن العراق ينطبق تماماً على الوضع في فلسطين، فالبلاد تحت الاحتلال، ودستور الدولة وضعيٌّ جاهلي الإسلامُ منهُ بريء، والمرشّح محمود عبّاس بهائيٌّ عميلٌ كافر) انتهى كلامه رحمه الله
وقال الشيخ أبي يحيى الليبيّ رحمه الله مُخاطِباً علماء السوء:
(فأي مصلحة هذه التي عقدت ألسنتكم عن النطق بكلمة الحق، ولا زلتم تزعمون مراعاتها، وطاغيةُ بلاد الحرمين يسوقُ الناس إلى الكفر والردة السافرة سوقا حثيثاً؟!).
وقال في خُطبةٍ لعيد الأضحى:
(لا بدّ من اعتزال الكفَرة، لا بدّ من مقاطعتهم، لا بدّ من البراءة منهم، لا بدّ أن يعرفوا أنّنا على سبيلٍ وهُم على سبيل، نحنُ في شقٍّ وهُم في شقّ، نحنُ في طريقٍ وهُم في طريق، أمّا الاختلاطُ والامتزاج والتلاعبُ بأحكام الشرع وألفاظه، فهذه ستؤدّي إلى ضلالٍ كبير وإلى فسادٍ عريض).
وقال:
(إمّا أن يتغلّب أهل الإيمان على أهل الكفر ويقهرونهم ويُدخلونهم في دين الله عزّ وجل، أو أن يُعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهُم صاغرون، وإمّا أن يتغلّب أهل الكفر على أهل الإيمان، أو أن يهاجرَ ويخرجَ أهلُ الإيمان من بلاد الكفر، وتلكَ هي الهجرة) انتهى كلامُه.
رحمكَ اللهُ يا شيخ، تلكَ هي الهجرة، وهذا هو الدين القويم.
وقال سليمان بو غيث في خطبةٍ عنوانها "المرتدون في الكويت":
(أقولُ لهذا: يا مرتدّ، إذا كنتَ أنتَ ضد أسلمة الدولة، وضد أسلمة نظام الحُكم في هذا البلد، فأنا ضدّ نظام الحُكم كلّه في هذا البلد، وأنّ الدستورَ في هذا البلد الذي تتمسّك به تحتَ نِعالي وحذائي، لا بل واللهِ أتنزّه أن يدوسَهُ حِذائي فيتنجَّس، وإنّما أُلقيهِ في المزابل.
واعلَم أنَّ الدستورَ الكويتيَّ كافِر، كافِر، كافِر. والذي يحكمُ بهذا الدستور كافر. واللهِ لَن أتنازلَ عن هذه الكلمة، واللهِ لَن أتنازلَ؛ الذي يحكمُ بهذا الدستور كافر) انتهى كلامُه.
وقالَ الشيخ أبو مصعب الزرقاويّ رحمه الله عن منهج الديمقراطية وأهله:
(فلهذه الدواعي وغيرها؛ أعلَنّا الحربَ اللّدود على هذا المنهج الخبيث، وبينّا حكم أصحاب هذه العقيدة الباطلة، والطريقة الخاسرة. فكلُّ من يسعى في قيام هذا المنهج بالمعونة والمساعدة فهو مُتَوَلٍّ لهُ ولأهله، وحُكمُهُ كحُكم الداعين إليه والمظاهرين له. والمرشَّحون للانتخابات هم أدعياء للربوبية والألوهية، والمنتخبون لهم قد اتّخذوهم أرباباً وشركاء من دون الله، وحُكمُهُم في دينِ الله: الكفرُ والخروجُ عن الإسلام.
اللهم هل بلغت... اللهم فاشهد) انتهى كلامه رحمه الله.
هذه قاعدةُ الجهاد التي عرفناها، وهذا منهجُها، ومَن بدّلهُ استبدلناه.
هذه القاعدة التي أحببناها، هذه القاعدة التي والَيناها، هذه القاعدة التي ناصَرناها.
هذه هي القاعدة، هذه هي القاعدة التي أرعبَت أُمَمَ الكُفرِ وأقضّتْ مضاجع الطواغيت.
هذه هي القاعدة التي جرَت في دمائنا وسكنَت شغاف قلوبنا، فعزّرنها ونصرناها ووقّرناها وبجّلناها وعظّمناها، وباتَت أنفسُنا لا تُطاوعُ غيرَ قيادَتِها.
قادتُها هُم الرموز، لا نسمحُ لهاجسٍ مجرّد هاجسٍ أن يُراوِدَ أعماقَ أحدِنا فيطعنُ في رمزٍ من رموزِها، أو يُشنّعُ بكلمةٍ على قائدٍ من قاداتِها أو ينتَقِص.
نعَم.. لماذا؟ لأنّهم أصحاب السبق، لأنهم أصحاب الفضل، لأنهم أصحاب التضحيات، لأنهم رموز الأمّة وأئمّتها في هذا العصر، المجدّدون.
هذه علاقتنا بالقاعدة، قاعدة الجهاد.
ولأجل هذا أرسلت الدولة عبر أبي حمزة المهاجر رسالةً لقيادة القاعدة تؤكّد فيها ولاء الدولة لرموز الأمّة المتمثّلين بالقاعدة، وتُخبرهم أنّ الكلمةَ لقيادة الجهاد في العالم لكُم، برغمِ حلّ تنظيمكم على أرض الدولة، تبقى الكلمة لكُم حفاظاً على وحدة كلمة المجاهدين، ورصّ صفوفهم.
ولأجلِ ما ذكرنا كلّه، ظلّ أمراء الدولة الإسلامية يُخاطبون قاعدة الجهاد خِطابَ الجنود للأمراء، خطاب التلميذ لأستاذه، والطالب لشيخه، خطاب الصغير لكبيره.
وظلّت الدولة الإسلاميّة تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيرانَ منذ نشأتِها، وتركت الروافض آمِنين في إيران، وكبحَت جِماح جنودها المستشيطين غضباً، رغمَ قدرتها آنذاكَ على تحويل إيرانَ لِبُرَكٍ من الدماء، وكظمَت غيظَها كلّ هذه السنين تتحمّل التُّهَمَ بالعمالة لألَدِّ أعدائِها إيران لعدم استهدافها، تاركةً الروافض ينعمون فيها بالأمن امتثالاً لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران.
نعم، كبحَت جِماحَ جنودها وكظمَت غيظَها على مدار سنين حفاظاً على وحدة كلمة المجاهدين ورصّ صفّهم.
فليسجّل التاريخ أنّ للقاعدة دَينٌ ثمينٌ في عنُقِ إيران.
نعم.. وبسبب القاعدة أيضاً لم تعمَل الدولة في بلاد الحرَمين، تاركةً آل سلولٍ ينعمون بالأمن، مستفردين بعلماء الأمّة هناك وشباب التوحيد الذين ملأت بهم السجون.
وبسبب القاعدة لم تتدخل الدولة في مصر أو ليبيا أو تونس، وظلت تكظم غيظها وتكبح جماح جنودها على مر السنين، والحزن يملأ أركانها وربوعها لكثرة استغاثة المستضعفين بها، والعلمانيون يُنصّبون طواغيت جدد أشدّ كفراً من سلفهم في تونس وليبيا ومصر، والدولة لا تستطيع تحريك ساكِن لتوحيد الكلمة حول كلمة التوحيد، لعدم مخالفة رموز وقادة الجهاد المتمثلين بالقاعدة التي تولّت الجهاد العالمي وحملَت على عاتقها العمل في تلك البلاد.
عذراً أميرَ القاعدة
عذراً أيها الدكتور..
لقد بايَعنا اللهَ على أن نقول الحقّ حيثُما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم.
إنّك في شهادتك الأخيرة لبّستَ على الناس، وأوهمتَهُم أمراً أجهدْتَ نفسكَ لإثباتهِ ولَم تُثبته، ولَن تُثبتَه، إذْ تعسَّفتَ في إخراج مقاطع من رسائل سرّية على الإعلام لتحمّلنا جُرماً أنتَ اقترفتَهُ وتولّيتَ كِبرَه، وأنتَ مَن يُسأل عنه ويتحمل وزره.
أجهدْتَ نفسكَ لتلبّس على الناس وتوهمهم أمراً تضعُنا به موضع الناكثين الغادرين الخائنين الشاقّين صفَ المجاهدين، ليسَ لجنديٍّ صغيرٍ مثلي أن يردّ على مثلك، على أمير القاعدة، ولكن لصاحب الحقّ مقال، وإنّنا –والله يعلم- كَم يعصر الألم قلوبَنا وتلفحُها المرارةُ ونحنُ نردُّ عليك.
عذراً أمير القاعدة
أنْ نتواضع لكُم طواعيةً فنلتزم بالجماعة، ونحرص على توحيد كلمة المسلمين، ولمّ شمل المجاهدين ولو على حساب حقوقنا وتنازلاتنا شيء، وأن تُلزمنا جرّاء ذلك ببيعةٍ وتبعيّةٍ لكُم فتُحمّلنا جُرمَ شقّ صف المجاهدين وسفك دمائهم الذي تسبّبتَ أنتَ بهِ بقبولك بيعة الخائن الغادر الناكث شيءٌ آخر.
عذراً أمير القاعدة
الدولةُ ليست فرعاً تابعاً للقاعدة، ولم تكن يوماً كذلك، بل لو قدّر اللهُ لكم أن تطؤوا أرض الدولة الإسلامية، لَما وسعكم إلاّ أن تبايعوها وتكونوا جنوداً لأميرها القرشيّ حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنودٌ تحت سلطان المُلاّ عمر، فلا يصحّ لإمارةٍ أو دولةٍ أن تُبايع تنظيماً.
عذراً أمير القاعدة
عذراً أيها الدكتور..
إن كلّ ما ذكرتَهُ في شهادتنا ليسَ فيه ما يُثبت ما أجهدتَ نفسكَ لتثبته وعجزتَ عن إثباته، ولو كانَ موجوداً لأجبتَ مَن وصفتَهُ بالمهاجر الصابر بكلمةٍ واحدة، ولتجنّبتَ أن تأتي بالإعلام بِما تنهى عنه، فعجباً عجباً..
بينما عندنا الإثباتات خلاف ذلك من أفواه قادة الدولة والقاعدة، وأنتَ على رأسهم، فمن فِيكَ سمع العالم أنّ التنظيم حُلّ في العراق وبايعَ الدولة وانخرطَ فيها.
إنّ كل ما ذكرتَ من شهادتك صحيح، بل وأزيدُكَ عليه أننا كنّا ولحينٍ قريب نُجيبُ مَن يسألنا عن علاقة الدولة بالقاعدة بأنّ علاقتها علاقة الجنديّ بأميره، ولكنّ هذه الجنديّة يا دكتور لجعل كلمة الجهاد العالميّ واحدة، ولم تكُن نافذةً داخل الدولة، كما أنّها غير مُلزمةٍ لها، فإنّما هي تنازلٌ وتواضعٌ وتشريفٌ وتكريمٌ لكُم مِنّا، وعندنا من الوقائع والأحداث والشهادات المشابهة لشهادتك الأضعاف تُثبت طبيعة هذه العلاقة، وأنّها ليسَت نافذةً داخل الدولة.
مثال ذلك: عدم استجابتنا لطلبك المتكرّر بالكفّ عن استهداف عوام الروافض في العراق بحكم أنهم مُسلمون يُعذَرون بجهلهم، فلو كُنّا مبايعين لك لامتثلنا أمركَ حتّى ولو كُنّا نخالفك الحكمَ عليهم والمُعتقدَ فيهم، هكذا تعلّمنا في السمع والطاعة، ولو كنتَ أمير الدولة لألزمتَها بطلبك ولعزلتَ مَن خالفَك، بينما امتثلنا لطلبكُم بعدم استهدافهم خارج الدولة في إيران وغيرها.
ومثال ذلك: أنك لم تسألنا يوماً -ومَن قبلَك-: كَم عدد جنودكم؟ ما هو سلاحُكم؟ من أينَ تمويلكُم؟ من أين تتسلّحون؟ هل عندكم ما تأكلون؟ مَن هُم أُمراؤكم؟ مَن هُم وزراؤُكم، وُلاتُكُم، قُضاتُكم، عُلماؤكم؟ ما هي مشاكلكم؟ ما هي مُعاناتكُم؟
قُل لي بربّك: ماذا قدّمتَ للدولة إن كُنتَ أميرَها؟ بماذا أمدَدّتها؟ عَن ماذا حاسبتَها؟ بِمَ أمرتَها وعمَّ نهيتَها؟ مَن عزلْتَ ومَن وَلّيتَ فيها؟
لم يحدث شيءٌ من هذا أبداً.
فلَكِ اللهُ أيّتها الدولة المظلومة!
ومثال ذلك أيضاً: أنكَ لم تُخاطبنا ولا مَن قبلكَ يوماً خطاب الأمير لجنديّه أو بصيغة الأمر أبداً، لم تُخاطبنا ولا مَن قبلكَ بصيغة الأمر إلاّ بعدَ أن فجّرتَ الكارثةَ في الشام وفجعتَ الأمّة بقبولكَ بيعةَ الخائن الغادر.
لقد وضعتَ نفسكَ اليومَ وقاعدتَكَ أمامَ خيارين لا مناصَ عنهُما:
إمّا أن تستمرّ على خطئك وتُكابر عليه وتُعانِد، ويستمرّ الانشقاق والاقتتال بين المجاهدين في العالم.
وإمّا أن تعترف بزلّتك وخطئك فتُصحّح وتستدرك.
وها نحنُ نمدُّ لكَ أيدينا من جديد لتكونَ خيرَ خلَفٍ لخير سلَف، فقد جمعَ الشيخُ أسامة المجاهدين على كلمةٍ واحدة، وقد فَرَّقْتَها وشققتَها ومزّقتَها كُلَّ ممزّق.
نمدّ لكَ أيدينا من جديد وندعوكَ:
أوّلاً: للتراجع عن خطئك القاتل وردّ بيعة الخائن الغادر الناكث، فتُغيظ بذلك الكفّار وتُفرح المؤمنين وتحقن دماء المجاهدين، فأنتَ مَن أحزَنْتَ المسلمين وشَمَّتَّ الأعداء بالمجاهدين إذْ أيّدْتَ غدرةَ الغادر ونصرْتَها، فأحرقْتَ المُهَجَ وأدميتَ القلوب، أنتَ مَن أوقدَ الفتنة وأذكاها ، وأنتَ مَن تُطفؤها إن أردتَ إن شاء الله.
فراجِع نفسك وقِف موقِفاً لله تُصلِح بهِ ما أفسدتَ.
وندعوكَ ثانياً لتصحيح منهجك بأن تصدعَ بتكفير الروافض المشركين الأنجاس، وتصدع بردّة الجيش المصري والباكستاني والأفغاني والتونسي والليبي واليمني وغيرهم من جنود الطواغيت وأنصارهم، واستبدال نعتهم بالمتأمركين وغيرها من النعوت، وتُسمّيهم بما سمّاهم به ربّ العالمين: بالطواغيت والكفّار والمرتدّين، وعدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية كقولك: الحكم الفاسد، والدستور الباطل، والعسكر المتأمركين.
كفاك حتّى لا تؤدي إلى ضلالٍ كبيرٍ وفسادٍ عريض كما أوصانا وحذّرنا الزرقاويّ والليبيّ أمراء القاعدة رحمهما الله، وأن تدعوَ المسلمين لجهاد وقتال أولئك كلّهم دعوةً صريحة بنبذ الألفاظ والمصطلحات الدخيلة على المجاهدين كالمقاومة الشعبية والانتفاضة الجماهيرية والحركة الدعوية والشعب والجماهير والكفاح والنضال وغيرها.. بألفاظ الجهاد الشرعية الواضحة، والدعوة الصريحة لحمل السلاح ونبذ السلميّة وخصوصاً في مصر لقتال جيش الردّة، جيش السيسي فرعون مصر الجديد، وإلى التبرؤ من مرسي وحزبه والصدع بردّته وكفاكَ تلبيساً على المسلمين، نعَم.. مرسي المرتدّ الطاغوت الذي خرجَ بنفسه على رأس جيشه إلى سيناء، لا لحرب اليهود، بل لحرب المجاهدين الموحّدين هناك، فدكَّ بطائراته ودباباته بيوتهم وبيوتَ المسلمين، نعَم.. ذلك الطاغوت الذي من شدّة حقده على المجاهدين الموحّدين عيّن قاضياً نصرانياً صليبياً ليحكم على مَن أُسِرَ منهم، وطبعاً جاء الحُكم بالإعدام، فوقّع عليه ذلك المرتدّ الطاغوت ليشفي غليله منهم، فعلامَ لم تُنكِر عليه، ولم تدعُ للقصاص منه؟! بل صوّرتَهُ مظلوماً وترفّقْتَ بِه، ودعوتَ له! أم أنّك راضٍ عن فعلهِ ودستورهِ الذي حكمَ به؟ وما سفكَه من دماء المجاهدين المرابطين الموحّدين في سيناء، ولا نحسبُكَ كذلك.
فبَيِّنْ فقد خسرتَ رأسَ المال ولم تربَح!
فهيّا توكَّلْ على الله واتّخِذْ هذا القرار، ولا تُضيّع إرثَ أُسامة، فما دعوناكَ إلاّ لأمورٍ شرعية، بل واجبةٍ عليك.
هيّا كي تكونَ حكيماً، اتخذ قراراً يرفعُ اللهُ بهِ قدرَكَ في الدنيا والآخرة بإذن الله وتوفيقه، وتتصدّى به لأعداء الإسلام، وتُطفئ به الفتنة التي كنتَ سببها، نعَم أنتَ سببها إذْ جعلتَ من نفسكَ وقاعدتكَ أُضحوكةً ولعبةً بيدِ صبيٍّ غِرٍّ خائنٍ ناكث للبيعة لم ترَهْ، وتركتَهُ يلعبُ بكُم لعبَ الطفل بالكرة، فأذهبْتَ هيبتَك، وأضعْتَ تاريخَكَ ومجدَك، فبادِر واحذَر من خاتمة السوء.
عذراً أميرَ القاعدة
فهذا ما يُقالُ عنك، هذا ما يتحدّث به المجاهدون من المهاجرين والأنصار، فبادِر فمازالت أمامك فرصة، إن انتهزتَها عندها فقط تكونُ حكيماً وشيخاً وقائداً ورمزاً.
وعذراً أميرَ القاعدة
مازالَ عندنا من الأسئلة ما يحتاجُ لإجابتكُم ولا يضرّكم أن تُجيبوا إن كانَ لنا عندكُم أيضاً حقُّ الأخوّة، ولِتُزيلوا اللَبْسَ الذي حصلَ للناس جرّاء شهادتكم الأخيرة، ولعلَّ إجابتكم تكون سبباً لوقف نزيف الدم بين المجاهدين.
فنسألُكَ باللهِ عليك أن تذكرَ لنا أدنى مقوّمات الدولة التي قِيلَ لكَ أنّها لم تتوفّر عندنا، فلعلّنا نبيّنها لكَ إن جهِلتَها، أو نحقّقها إن فقدناها.
ونسألُك: مَن هُم أحفاد ابن ملجم الذينَ ذكرتَهُم في خطابٍ سابق، ودعوتَ الأمّة للحشد ضدّهم؟ مَن هُم الذينَ يجب على كلّ المسلمين أن يتصدّوا لهم ويشكّلوا رأياً عاماً ضدّهم؟ مَن هُم الخلَفُ لقتلة عثمان؟ نرجو أن توضّح توضيح الشجعان، فإنّ جنودك في الشام من جبهة الجولاني وحلفائهم من جبهة الضرار والمجلس العسكري الكفريّ وباقي الصحوات فهِموا أنّ المقصودَ هُم جنود الدولة الإسلامية فامتثَلوا جميعهُم لأمرِك، واستحلّوا دماء المهاجرين والأنصار بكلامك، فإن لم تكُن عنيتَ جنودَ الدولة وأميرَها فنُطالبك بتبيين ذلك عاجلاً لحقن دماء المجاهدين التي تُسفك بسببك. نعم بسببكَ أنتَ وحكمتِك!
مَن هو حفيد ابن ملجم الذي ذكرتَه، ومَن هُم الحروريّة الذين ذكرهم آدم الأمريكي؟
وإن كانت الدولة المعنيّة، فلنا سُؤالٌ آخر ينتظر إجابةً حكيمة..
إئذا بقينا في الشام كُنّا من الخوارج والحشّاشين والحروريّة الذين "سيخيبُ في أرض الشآم حفيدهُم".
وإذا انسحبنا للعراق مستسلمين هاربين صرنا على السنّة أحفاد الحسين مُجاهدين:
من معشرٍ حبّهم دينٌ وبغضهُمُ - كُفرٌ وقُربهُمُ مَنجًى ومُعتصَمُ
ثمّ إنّا نُطالبكَ حينها بالدليل..
فإن قُلتَ قتلتُم فلاناً أو فلانا.. قُلنا قتَلوا مِنّا أضعافاً ولم تَصِفهُم بما وصفتَنا ولم تَبكِ على أحدٍ مِنّا. ثمّ إنّ هذا ليسَ بدليل.
وإن قلتَ: تُقاتِلونَ فئاتٍ مُسلمة.. قُلنا: هُم واللهِ بدؤونا بالقتال، ثمّ ولوَلوا شاكين باكين حينَ رددْنا عاديتَهُم، ولازِلنا المدافعين. فلماذا لم تصِفهُم بما وصفتَنا؟ ثمّ ليسَ هذا أيضاً بدليل.
وأمّا المحكمة المستقلة التي تطالب بها فنقول لك: إنّ هذا أمرٌ غيرُ ممكن، بل مستحيل، بل هوَ طلبٌ تعجيزيّ من ضرب الخيال.
لماذا؟..
لأنكَ شققت المسلمين شقّين لا ثالثَ لهُما؛ شقّ مع الدولة وأنصارها، وشقّ مع الفرق المُطالبة بالمحكمة المستقلّة، فلا توجد على وجه الأرض هيئةٌ مؤهَّلَةٌ مستقلّة يرضى بها الطرفان.
ثمّ ألا أدلّكم على خيرٍ وأيسَرْ؟
أمرٌ لو يفعلهُ المسلمون أفلَحوا كلّ الفلاح، أليسَ في المسلمين رجلٌ صالِح؟ أليسَ في المسلمين رجلٌ مُؤهَّل؟
أليسَ في المسلمين على وجه الأرض رجلٌ رشيد يختاره المسلمون فيُعلِنَ على الملأ كفرَهُ بالطاغوت والبراءة من الكفر والشرك وأهله ويُعلن بغضاءَهُ لهُم وحربَهُ عليهِم، فنُبايعه على ذلك وننصّبه خليفة، فنُقاتِلُ مَنْ عصاهُ بمن أطاعَه، في العراق والشام والجزيرة ومصر وخراسان والأرض جميعاً، فنُنهي هذا التشرذم وهذا الاختلاف، ونُفرِحَ المؤمنين ونُغيظ الكافرين، فلا تبقى إمارةٌ شرعيّةٌ غيرُه.
هذا هو الحلّ، ولا حلّ سواه، فيكون أوّل واجبٍ لذلك الخليفة تشكيل تلك المحكمة التي تدعونا لها، هذا هو الحل الوحيد، وهذا حلٌّ يسير لا يُوجد أيُّ مانعٍ شرعيٍّ يحولُ دونَه، بل هو واجب العصر الذي يتخلّفُ عنه المسلمون، هذا هو داؤنا ودواؤُنا.
وأمّا عن مناشدتكَ لنا الانسحاب من الشام فلن نُعيد ونكرّر بأنّ هذا أمرٌ شبه مستحيل، غيرُ مُمكنٍ لا شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً، ولن نقول أن الشام باتَت اليوم أشدُّ حاجةً للدولة من الأمس غداة مهادنة النصيرية وبيعهِم المناطق، ولَن نقول أن المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في سوريا أكبر من المناطق التي تسيطر عليها جميع الفصائل والجماعات والأحزاب بمللها ونحلها، وأنّهُ لا حُكم في مناطق الدولة لغير الله تُقامُ فيها حدودُه، ولا سُلطانَ لغيرِ شرعِه؛ تُقامُ الصلاة وتُؤتى الزكاة، ويُؤمَر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، بعزّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، وإن رغمَت أنوف. وقد حلَّ في ربوعها الأمنُ والأمان بفضل الله وحده.
لن نقولَ هذا..
ولكن نقول: لئن رضيَ تنظيم القاعدة أن ينسحب المجاهدون طواعيةً من أرضٍ يحكمونَ فيها بشرع الله ويُقيمونَ حدودَه ويُسلّمونها على طبقٍ من ذهبٍ لائتلافِ الجربا وصناديق اقتراعِه وهيئة سليم إبليس ومجلسه وعصابات حيّاني وعفش ومُجرمي جمال والزنكي والجبهة السلوليّة وسروريّها وجبهة الخائن الغادر ولصوصها وضباعِها.. لئن رضيَت القاعدة بهذا، فإنَّ ربَّنا ودينَنا يأبى ذلك!
ونقول: لئن دعوتَنا للاقتداء بالحسَن، فأينَ هو معاويةُ رضي الله تعالى عنهُما؟!
فلو كانَ عندَنا يزيدٌ لَكُنّا قد سلّمناه، فما بقيَ في جبهة الخائن الغادر الناكث من القادة إلاّ الضباع.
ثمَّ فلتَعْلَم أنّ ألفَ قِتلةٍ حسينيّة أحبُّ لجنود الدولة الإسلامية من تَرْكِ شِبرٍ واحدٍ يُحكّمون فيهِ شرعَ الله.
ثمّ إنّ الحسَنَ والحُسين كلاهُما سيّدا شبابِ أهلِ الجنّة رضي الله تعالى عنهُما.
ثمّ لقد تركنا لكُم الساحاتِ في تونس ومصر وليبيا فأسلمتُموها عجزاً لصناديق الاقتراع.
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكُمُ – مِنَ اللومِ أو سُدّوا المكانَ الذي سَدّوا
هذا.. وننتظر ردَّكُم الحكيم الذي تُزيلونَ به اللَبْسَ الذي تسبّبَه خطابُكم الأخير، يعلمُ به الجميعُ موقفَكُم بوضوح.
وعُذراً عُذرا.. عُذراً أميرَ القاعدة..
فإنّ جنودَ جبهة الجولانيّ وجنودَ جبهة أبي خالدٍ السوريّ باتوا يقولونَ بعدَ تصريحاتكُم الأخيرة: خَرَّفَ الشيخ! وعُذراً على هذا النقلِ الصريح، فإنّهُ من أوساطهِم.
ويا أيّها المجاهدون:
إنّ خلاصةَ الأمر أنّ الخلافَ بين الدولة الإسلامية وبين قيادة تنظيم القاعدة خلافٌ منهجيّ كما قالَ أميرُ التنظيم في لقائه الأخير مع مؤسسة السحاب، هذه هي القضيّة وليسَ بيعَةُ مَنْ لِمَنْ ومرجعيّة مَن لمَنْ، والتي أجهدَ أميرُ تنظيم القاعدة نفسَهُ لإثباتِها ولَم يُثبِتْها، ولَن يُثبِتَها.
وأنّهُ لمّا كانت الدولة الإسلامية جُزءاً من الجهاد العالميّ، وكان لا بدَّ للجهاد العالمي -تديُّناً- من رأسٍ يُديرُه، وكانَ قادةُ القاعدة رحمهم الله هُم رموز الجهاد في هذا العصر وأصحاب السّبقِ والفضل، تركَت لهُم الدولةُ قيادةَ الجهاد في العالم توقيراً واحتراماً وتقديراً وتبجيلاً وتكريماً وتشريفاً وتعزيراً، فلَم تتجاوز عليهم أو تخالفهم في سياسةٍ خارج مناطقها، وخاطبَتْهُم خطابَ القادةِ والأمراء.
وهُم أيضاً لَم يُلزِموها أمراً في شأنها الداخليّ، وإنّما كانَ قولُهُم رحمهُم الله: الشّاهدُ يرى ما لا يراهُ الغائِب.
حتّى جعلَ الدكتور الظواهريُّ اليومَ ومَن معهُ من المتنفّذين الدولةَ فرعاً لقاعدتهم، وأرادوها على منهجهم الذي ظلّ مدفوناً مكبوتاً داخل القاعدة، ولَم يظهر إلاّ بعدَ تولّي الظواهري وخلوّ الساحة للأمريكيّ.
فلمّا أبَت الدولةُ ذلكَ المنهج الذي طالبْنا الظواهريَّ بتغييره، شَنّوا عليها حرباً، ولم يجدوا ذريعةً وغطاءً لتلك الحرب إلاّ تُهمةَ الخوارج التي يُقاتِلُنا بها علماء الطواغيت والسلاطين.
وعليه:
نُطالِبُ جميعَ أفرع القاعدة في كلّ الأقاليم ببيانٍ رسميٍّ وموقفٍ واضحٍ وصريح:
ما هوَ اعتقادكُم في منهج الدولة الإسلامية؟ وما هو حكمكُم عليها؟
هل هيَ من الخوارج الحروريّة، بل أشَرّ! تُنافقُ الناسَ وتستخدم التقيّة وتُقاتل لأجل الحُكم والمناصِب، وحالُها مع قادة الجهاد كحالِ ابنِ مُلجِمْ؟ وأنَّ منهجَها ظلاميٌّ واجبٌ على المسلمين حربُهُ واستئصالُهُ منَ الشّام؟
بياناً تُكتَبُ فيهِ شهادتكُم وتُسأَلونَ عنهُ في موقفكُم بينَ يدَي الله.
واعلَموا أنَّ صَمتَكُم كلام..
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}
{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}
لو وَسِعَنا السكوت لسكَتنا.. لو وَسِعَنا التلطُّفُ لَتَلَطّفْنا.. لو وَسِعَنا اللِّيْنُ لألَنّا.
فلا يلومَنّنا أحد، فإنّما نحنُ مُدافِعون وأصحاب حقّ.
ولا يقولَنّ أحدٌ إنّنا نُظهِرُ في الإعلام ما يجبُ ألاّ يظهر.. فلم نُظهِر شيئاً إلاّ رَدّاً ودفاعاً لا بُدّ منه على ما يُظهِرُ غيرُنا.
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ... وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا... وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ... ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا... وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا... وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ... نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً... وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً... مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا... تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
اللهمّ يا مَن تعلمُ المُفسِدَ من المُصلِح، و الطالِح منَ الصالِحَ، عليكَ بالمنافقين والخائنين والغادرين، افضحهم على رؤوس الأشهاد وأرِنا فيهم العجائب.
اللهم احفظ عبادَك المجاهدين في كلّ مكان، اللهم مَكِّن لهم، اللهم انصرهُم نصراً مؤزّراً وافتح لهُم فتحاً مُبينا، اللهمّ فكّ أسراهم، وداوِ جرحاهم، وعافِ مُبتَلاهم، وتقبَّل قتلاهُم.
والحمد لله ربّ العالمين
تعليق