رد: متابعات الثورة السورية - ثورة الكرامه
د. إياد قنيبي
1. الإخوة الكرام، تم التعديل على كلمة (مفهوم الاصطفاف السني ومناقشة مبادرة واعتصموا) بما يمنع سوء فهمها إن شاء الله.
أرجو ممن كان قد نشرها في أي موقع أو منتدى أن يعيد نشر الجديدة بدلا من السابقة،
مفهوم "الاصطفاف السني" ومناقشة مبادرة واعتصموا
بخصوص المبادرات الداعية إلى تجمع أكبر عدد من الفصائل بالشام لمواجهة النظام، فنقول وبالله التوفيق:
ب) وفي الطرف الآخر: اعتبار من ينتمون لمشاريع خارجية مضادة للإسلام من عموم الصف السني الذي يُصطف معه مع الاستهانة بتبعات فساد مشروعهم.
وكثيرا ما يكون الرد على أحد الطرفين بالجنوح نحو الآخر، (وكان بين ذلك قواما).
والله تعالى أعلم. والحمد لله رب العالمين.
د. إياد قنيبي
1. الإخوة الكرام، تم التعديل على كلمة (مفهوم الاصطفاف السني ومناقشة مبادرة واعتصموا) بما يمنع سوء فهمها إن شاء الله.
أرجو ممن كان قد نشرها في أي موقع أو منتدى أن يعيد نشر الجديدة بدلا من السابقة،
مفهوم "الاصطفاف السني" ومناقشة مبادرة واعتصموا
بخصوص المبادرات الداعية إلى تجمع أكبر عدد من الفصائل بالشام لمواجهة النظام، فنقول وبالله التوفيق:
- من خلوص العمل لوجه الله الكريم ألا يكون دافع المرء في حديثه عن شأن الشام إثبات البراءة من التفريط أو الغلو، إذ هذا هاجسٌ يجعله كرجل (فيه شركاء متشاكسون)، وإنما يدفعه إرضاء الله والرحمة بالمسلمين.
- الاصطفاف السني أمر مطلوب بل واجب. وهو وسط بين طرفين مذمومين:
ب) وفي الطرف الآخر: اعتبار من ينتمون لمشاريع خارجية مضادة للإسلام من عموم الصف السني الذي يُصطف معه مع الاستهانة بتبعات فساد مشروعهم.
وكثيرا ما يكون الرد على أحد الطرفين بالجنوح نحو الآخر، (وكان بين ذلك قواما).
- في الاصطفاف السني يسوغ القتال مع الفجار وأهل البدع والعصاة ما دامت الغاية مشروعة. لكن الحالة محلَّ النقاش هي وجود الفصائل التي كثرت القرائن على ارتباطها بأجندات النظام الدولي الذي لا يخفى تواطؤه على أهل الشام وجهادهم، وجودها ضمن التحالف.
- لا يسوغ تشبيه الاصطفاف مع هؤلاء بالاصطفاف مع صلاح الدين الأشعري رحمه الله والعثمانيين الصوفيين! فهؤلاء لم يكونوا وكلاء للخارج.
- هذا مع التأكيد على أني لا أُخَوِّن عامة الفصائل المقاتلة بالشام، بل أنكرت مرارا على الذين يخونونها بالجملة ويتهمونها بأنها صحوات. والفصائل التي كثرت القرائن على عمالتها هي فصائل محددة ليست بأكثرية، ولن أذكرها تجنبا لتوتير الساحة. وفي المحصلة فإني لا أدعو إلى قتالها ما لم تقاتل، بل إلى استمالة أفرادها وتوعيتهم ليتخذوا موقفا شرعيا صحيحا في المحكات، إذ في بعض أفرادها خير لا بد من مخاطبته.
- ليس محل النقاش التعاون مع هذه الفصائل المذكورة في قتال الكافر الصائل. إنما المشكلة تحديدا إذا انخرطت هذه الفصائل في قتال مسلم. فالتحالف مع فصيل يعني تقوية شوكته وأن تحمل عنه ويحمل عنك، وأنْ تُفرغه لشيء من حربه بأن تسد عنه جبهة أخرى. إذا انخرطت الفصائل التابعة للخارج في قتال فصائل مسلمة، وكان من أسباب القتال ما عليه هذه الفصائل من إفساد وتبعية، فإن التحالف معها يقوي شوكتها ويعينها على حربها لمن يقاتل إفسادها. قد تكون الفصائل المقاتلة لها مخطئة في بعض التفاصيل ومخالفة للسياسة الشرعية، لكن هذا لا يجيز تقوية شوكة وكلاء الخارج عليها.
- لا ننكر شرعية دفع الصائل أيا كان ولو كان من المسلمين، بما يدفع به الصائل المسلم. لكن دَفْعَه حال الاصطفاف مع من يحاربون بالوكالة عن النظام الدولي يوقع في إشكالية، إذ أن هؤلاء إن شاركوا في قتال الصائل فلا يقاتلونه دفعا لصياله بالطرق الشرعية، وإنما إنفاذا لأجندات الخارج الذي يسعى إلى ضرب أبناء المسلمين ببعضهم باستقطابهم بين الغلو من جهة والاستعانة بالعدو الحربي لمواجهة الغلو من جهة، ليفنيهما جميعا !
- ثم إن المحاربين بالوكالة لهم راياتهم ومشروعهم، لا أنهم أفراد تصب جهودهم في مصلحة الصف السني. فقتال الصائل معهم يقوي شوكتهم.
- نقدت الغلو بالتفصيل، ومع ذلك لا أدعو إلى "استئصال" أهله. وليس هذا من قبيل (الخوف على "إخوة المنهج" بينما لا يهمني دماء عامة الناس) كما يفهم البعض!! إنما أرى الدعوة إلى القتال الاستئصالي مهلكة للجميع، وفتحا لأبواب الشر على أهل السنة في العراق والشام جميعا، وتغليبا للروافض والنصيرية عليهما جميعا، وأننا في وضع يتطلب ضرورةً استصلاح من يمكن استصلاحه من كافة الاتجاهات تجنبا لحرق الجهاد في الشام والعراق برمته، في الوقت ذاته الذي يبقى لكل مسلم أن يدفع الصائل عليه بأقل ما يُدفع.
- وجود الفصائل التابعة للخارج –مهما قلت نسبتها- مع من يدفع الصائل يزيد من قناعة الصائل بمشروعية عدوانه ويعطيه حجة للتخوين بالجملة ويزيد اغترار بعض الخيرين به وهم يرون المشبوهين في صف خصومه، مما يزيد الوضع تعقيدا، فلا يعود لتعقيل الأفراد مكان.
- ليست مقصود هذه الكلمة إفشال مبادرة (واعتصموا) ولا تحريم المشاركة فيها على إطلاقه، وإنما التأكيد على تجنب المحاذير المذكورة أعلاه.
- لم تتمخض الاجتماعات الأولية عن شيء معلن بعد. فلا ينبغي التسرع في التشكيك والحكم على المآل بما لا يزيد النفوس إلا تشاحنا وتباعدا. المرحلة مرحلة إظهار الأخوة الإيمانية والتأليف بين الفصائل بحسن الخلق وحفظ الحقوق والخطاب الحريص الرحيم، لا مرحلة أن يعين بعضنا الشيطان على بعض ونعطي الفرصة لأعدائنا أن يصطادوا في الماء العكر.
- كل ما نذكره من ضوابط شرعية نراعي فيه ضرورة الترفق بأهل الشام والخروج بهم من محنتهم. فلا معنى للاعتراض على ما نذكره بحشد شواهد معاناة أهلنا بالشام. فما نكتب إلا لرضا الله بالانضباط بأمر الشريعة والتفريج عن أهلنا، واللذان هما أمران متلازمان، لا تتحقق الثانية إلا بالأولى.
والله تعالى أعلم. والحمد لله رب العالمين.
تعليق