تويت
استغرب الكثير وقد يكون انصدم الكثير بموقف باكستان ارجو ان تقرء هذا المقال لتعرف اين مصالح باكستان في هذه الحرب
هذا مقال في جريده اليوم
عاصفة الحزم والمصالح الاقتصادية
عبدالرحمن العومي
منذ تدفق النفط في ارض العرب، كان خير هذا النفط وهذه الثروة الضخمة يعم جميع بلدان العالم الاسلامي، فدول الخليج اشركت في المردود الاقتصادي جميع الدول الاسلامية من مبدأ تعاليم ديننا الحنيف الذي يوصي بأن نتعاون في السراء والضراء، فقد قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «المومن للمومن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا». ولهذا آمنت دول الخليج بوحدة المصير لجميع الدول الاسلامية، وقدمت الدعم المادي لكل دول العالم الاسلامي للمساعدة بالنهوض بها، ودعم برامج التنمية والقضاء على الفقر ودعم التعليم ومحاربة الامراض، والمساعدة على خلق فرص عمل لأبناء تلك الدول، سواء في داخل اوطانهم او ايجاد لهم فرص عمل في دول الخليج، كما ساعدتهم على التخلص من الآثار السلبية التي خلفها الاستعمار في بلادهم، ومساعدة دول كثيرة لنيل استقلالها، وتكوين وطن قادر على العيش بحياة كريمة، والاستمرار في ظل نظام اقتصادي دولي متوحش ينال من استقلالية الدول الضعيفة وحريتها.
لقد مرّ كثير من الدول الاسلامية بظروف اقتصادية صعبة؛ بسبب عوامل وكوارث طبيعية، مثل كوارث الجفاف والقحط التي ضربت بعض الدول الاسلامية الافريقية او الزلازل والفيضانات التي اصابت بعض الدول الاسلامية الآسيوية.
كما انه في احيان اخرى تكون الازمات الاقتصادية هي نتاج اعمال بشرية تمر بها الدول الاسلامية، مثل ازمات الديون او السياسات الاقتصادية الفاشلة والفساد وعمليات النصب والاحتيال او الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية أو الحروب البينية والاهلية التي عادة يرافقها تعطل الموارد الاقتصادية والأدوات الانتاجية، مما يسبب وقوعها فريسة سهلة للدول الاستعمارية ولصندوق النقد الدولي، الاداة الاكبر في ايدي الدول الامبرالية، كما ان بعض الدول الاسلامية الكبرى وقعت ضحية الحصار الدولي التي تفرضه الدول الرأسمالية.
ومن اكثر واكبر الدول الاسلامية التي تعرضت لأزمات مالية كانت دولة باكستان، الدولة الاسلامية الاقوى عسكريا، والدولة الاسلامية الوحيدة في النادي النووي، ولهذا كانت دول الخليج تعتبر باكستان سندا قويا يعتمد عليه وقت الازمات. في المقابل كانت دول الخليج تمثل خزينة مالية لباكستان وعمقا استراتيجيا يعتمد عليه في اوقات السلم والحرب والازمات والكوارث. وقد جربت باكستان الدول الخليجية التي لم تتوان للحظة في دعم باكستان، وكانت شعوب الخليج تسابق حكوماتها في تقديم الدعم المادي والاجتماعي، كما فتحت الدول الخليجية اسواقها للعمالة الباكستانية والمنتجات الباكستانية. وكم ضحت دول الخليج بكثير من علاقتها مع دولة بحجم الهند، الجار اللدود لباكستان، لكي نثبت للعالم ان باكستان لها عمق استراتيجي عربي. وبما ان الايام دول، ففي اول اختبار حقيقي لوقوف باكستان بجانب دول الخليج للاسف لم يكن الموقف الباكستاني حسب ما هو متوقع وما هو مطلوب، فيبدو ان باكستان آثرت مصالحها القُطرية المتمثلة بالمشروع المسمى (السلام) الذي وقع سنه 2010 ميلادية بين الرئيس الايراني احمدي نجاد والرئيس الباكستاني اصف علي زرداري، والذي تبلغ كلفته الاجمالية 7,5 مليار دولار، والذي بموجبه توفر ايران 21,5 مليون متر مكعب من الغاز يوميا لباكستان لمدة 25 سنة، والذي سيمكن باكستان من توليد نحو 3000 الى 4000 ميجا واط من الكهرباء، كما اتفقت ايران وباكستان على بناء مصفاة لتكرير النفط في باكستان بمبلغ 4 مليارات دولار، كما يتوقع الخبراء الاقتصاديون ان يزيد التبادل التجاري والتقني في المجال النووي بين ايران وباكستان، وبهذا تكون باكستان قد استبدلت حليفها الاستراتيجي العربي بحليف استراتيجي ايراني، وهذا ما دفع وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتي للقول: انه على باكستان ان توضح موقفها من العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج العربي.
وأعتقد ان الموقف الباكستاني واضح جدا. وبعيدا عن كل الدبلوماسية، فإن لباكستان مصالح مع ايران اكبر من مصالحها مع الدول العربية، ولهذا فإنه يتوجب على الدول العربية البحث عن المصالح الاقتصادية لنسج علاقتها الاستراتيجية المستقبلية.
فعملية عاصفة الحزم كشفت لنا مواقف الدول الاخرى بعيدا عن الزيف والخداع والدبلوماسية، وعلينا من الآن بناء اقتصادنا وتسخير ثرواتنا في سبيل مصالحنا الامنية والاستراتيجية، وعدم الاعتماد على أي حليف؛ لأن المصالح تتغير والايام دول.
حفظ الله بلادنا من كل سوء.
هذا مقال في جريده اليوم
عاصفة الحزم والمصالح الاقتصادية
عبدالرحمن العومي
منذ تدفق النفط في ارض العرب، كان خير هذا النفط وهذه الثروة الضخمة يعم جميع بلدان العالم الاسلامي، فدول الخليج اشركت في المردود الاقتصادي جميع الدول الاسلامية من مبدأ تعاليم ديننا الحنيف الذي يوصي بأن نتعاون في السراء والضراء، فقد قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «المومن للمومن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا». ولهذا آمنت دول الخليج بوحدة المصير لجميع الدول الاسلامية، وقدمت الدعم المادي لكل دول العالم الاسلامي للمساعدة بالنهوض بها، ودعم برامج التنمية والقضاء على الفقر ودعم التعليم ومحاربة الامراض، والمساعدة على خلق فرص عمل لأبناء تلك الدول، سواء في داخل اوطانهم او ايجاد لهم فرص عمل في دول الخليج، كما ساعدتهم على التخلص من الآثار السلبية التي خلفها الاستعمار في بلادهم، ومساعدة دول كثيرة لنيل استقلالها، وتكوين وطن قادر على العيش بحياة كريمة، والاستمرار في ظل نظام اقتصادي دولي متوحش ينال من استقلالية الدول الضعيفة وحريتها.
لقد مرّ كثير من الدول الاسلامية بظروف اقتصادية صعبة؛ بسبب عوامل وكوارث طبيعية، مثل كوارث الجفاف والقحط التي ضربت بعض الدول الاسلامية الافريقية او الزلازل والفيضانات التي اصابت بعض الدول الاسلامية الآسيوية.
كما انه في احيان اخرى تكون الازمات الاقتصادية هي نتاج اعمال بشرية تمر بها الدول الاسلامية، مثل ازمات الديون او السياسات الاقتصادية الفاشلة والفساد وعمليات النصب والاحتيال او الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية أو الحروب البينية والاهلية التي عادة يرافقها تعطل الموارد الاقتصادية والأدوات الانتاجية، مما يسبب وقوعها فريسة سهلة للدول الاستعمارية ولصندوق النقد الدولي، الاداة الاكبر في ايدي الدول الامبرالية، كما ان بعض الدول الاسلامية الكبرى وقعت ضحية الحصار الدولي التي تفرضه الدول الرأسمالية.
ومن اكثر واكبر الدول الاسلامية التي تعرضت لأزمات مالية كانت دولة باكستان، الدولة الاسلامية الاقوى عسكريا، والدولة الاسلامية الوحيدة في النادي النووي، ولهذا كانت دول الخليج تعتبر باكستان سندا قويا يعتمد عليه وقت الازمات. في المقابل كانت دول الخليج تمثل خزينة مالية لباكستان وعمقا استراتيجيا يعتمد عليه في اوقات السلم والحرب والازمات والكوارث. وقد جربت باكستان الدول الخليجية التي لم تتوان للحظة في دعم باكستان، وكانت شعوب الخليج تسابق حكوماتها في تقديم الدعم المادي والاجتماعي، كما فتحت الدول الخليجية اسواقها للعمالة الباكستانية والمنتجات الباكستانية. وكم ضحت دول الخليج بكثير من علاقتها مع دولة بحجم الهند، الجار اللدود لباكستان، لكي نثبت للعالم ان باكستان لها عمق استراتيجي عربي. وبما ان الايام دول، ففي اول اختبار حقيقي لوقوف باكستان بجانب دول الخليج للاسف لم يكن الموقف الباكستاني حسب ما هو متوقع وما هو مطلوب، فيبدو ان باكستان آثرت مصالحها القُطرية المتمثلة بالمشروع المسمى (السلام) الذي وقع سنه 2010 ميلادية بين الرئيس الايراني احمدي نجاد والرئيس الباكستاني اصف علي زرداري، والذي تبلغ كلفته الاجمالية 7,5 مليار دولار، والذي بموجبه توفر ايران 21,5 مليون متر مكعب من الغاز يوميا لباكستان لمدة 25 سنة، والذي سيمكن باكستان من توليد نحو 3000 الى 4000 ميجا واط من الكهرباء، كما اتفقت ايران وباكستان على بناء مصفاة لتكرير النفط في باكستان بمبلغ 4 مليارات دولار، كما يتوقع الخبراء الاقتصاديون ان يزيد التبادل التجاري والتقني في المجال النووي بين ايران وباكستان، وبهذا تكون باكستان قد استبدلت حليفها الاستراتيجي العربي بحليف استراتيجي ايراني، وهذا ما دفع وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتي للقول: انه على باكستان ان توضح موقفها من العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج العربي.
وأعتقد ان الموقف الباكستاني واضح جدا. وبعيدا عن كل الدبلوماسية، فإن لباكستان مصالح مع ايران اكبر من مصالحها مع الدول العربية، ولهذا فإنه يتوجب على الدول العربية البحث عن المصالح الاقتصادية لنسج علاقتها الاستراتيجية المستقبلية.
فعملية عاصفة الحزم كشفت لنا مواقف الدول الاخرى بعيدا عن الزيف والخداع والدبلوماسية، وعلينا من الآن بناء اقتصادنا وتسخير ثرواتنا في سبيل مصالحنا الامنية والاستراتيجية، وعدم الاعتماد على أي حليف؛ لأن المصالح تتغير والايام دول.
حفظ الله بلادنا من كل سوء.
تعليق