إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

    يعلم كل مطلع على السياسة الأمريكية أنها تقوم على النفعية وتقديس المصالح المادية , وأنه لا يوجد في قاموس تعاملها مع الدول والكيانات الخارجية ما يسمى : مبادئ أو ثوابت أو تحالف دائم أو.... اللهم إلا مبدأ وثابت واحد هو دعم اليهود الصهاينة , وحليف واحد هو الكيان الصهيوني متمثلا بما يسمى "إسرائيل" .


    وإذا أضفنا إلى معلوماتنا العداء الذي تكنه الولايات المتحدة الأمريكية لأهل السنة عموما , والذي تواترت ظواهره منذ نشوء هذه الدولة وحتى كتابة هذه السطور في كل أصقاع الأرض .... فإن الجواب عن تساؤل هذا التقرير قد لا يختلف فيه اثنان , فأمريكا لن تتوقف عن ابتزاز المملكة العربية السعودية على مواقفها مما يحدث في المنطقة , وخصوصا موقفها من المشروع الصفوي المدعوم أمريكيا وغربيا .


    نعم ... لقد استخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الجمعة حقه في النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون يسمح لضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بمقاضاة الحكومات الأجنبية – والمقصود هنا المملكة العربية السعودية - أمام القضاء الأمريكي ..... ولكن ذلك لا يعني أبدا انتهاء محاولة ابتزاز أمريكا للمملكة العربية السعودية على مواقفها مستقبلا .


    أولا : لأن إقرار القانون وتمريره ما يزال ممكنا , فبعد استخدام أوباما الفيتو ضده سيعود القانون مرة اخرى الى الكونجرس , فإما أن يتفق على عدم اصداره وينتهي الأمر ، أو يطرح للتصويت عليه مرة أخرى , فاذا نال أغلبية أصوات تعادل أكثر من ثلثي أعضاء المجلس (بغرفتيه الشيوخ والنواب) فسيكتسب قوة القانون و لن يكون للفيتو الرئاسي عندها أي قيمة .


    وفي ظل ما نشهده من إصرار نواب مجلسي الشيوخ والنواب على صدور مثل هذا القانون، حيث مضوا في إقراره والتصويت عليه رغم ما فيه من مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي التي تؤكد على مبدأ سيادة الدول ..... فإن هذا الاحتمال يبقى قائما وإن اعتبره البعض ضربا من المبالغة .


    ثانيا : من المعروف أن لعبة تبادل الأدوار بين البيت الأبيض والكونغرس والقضاء الأمريكي للوصول إلى غاية محددة وهدف متفق عليه مسبقا باتت معروفة ومفضوحة , ومن هنا يمكن القول بأن فيتو أوباما ليس إلا دور تمثيلي من أدوار البيت الأبيض للتغطية على الهدف المشترك المتفق عليه بين جميع السطلات والمؤسسات الأمريكية ألا وهو : "ابتزاز المملكة على موقفها المناهض للتمكين للمشروع الصفوي الذي يخدم مصالح أمريكا والكيان الصهيوني" .


    ثالثا : لأن جميع الوقائع على الأرض تشير إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمشروع الصفوي التوسعي في المنطقة , بدءا من الاتفاق النووي مع إيران , وصولا إلى دعم الحوثيين ومنع هزيمتهم او سقوطهم في اليمن على يد قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية , وليس انتهاء بالدعم الكبير الذي تقدمه أمريكا للمليشيات الصفوية في كل من العراق وسورية لتثبيت يد طهران على بلاد الشام .


    في المقابل كل الأحداث تؤكد كذب ادعاء دفاع أمريكا عن أمن واستقرار دول الخليج , وزيف مزاعمها التحالف مع السعودية على وجه الخصوص تحالفا استراتيجيا كما تزعم , وإلا فماذا يمكن تسمية الحملة الإعلامية الأمريكية ضد المملكة واتهام مناهجها بأنها السبب في ظهور الجماعات الإرهابية ؟!!!!


    ونظرا لكون المملكة السعودية هي المناهض الأهم إقليميا لهذا المشروع الصفوي المدعوم أمريكيا , سواء من خلال قيادتها للتحالف العربي في اليمن لمنع سيطرة الحوثيين الموالين لإيران على حدودها الجنوبية , أو من خلال دعمها للثورة السورية التي تقف حجر عثرة أمام هيمنة الرافضة على سورية , ناهيك عن كشف المملكة وفضحها لتجاوزات إيران في العراق وغيرها من الدول العربية والإسلامية ......
    فإن المتوقع من دولة نفعية معادية لأهل السنة عموما كأمريكا أن تقوم بمساومة المملكة السعودية على مواقفها , وأن تنتهج في سبيل إبعاد بلاد الحرمين عن طريق مواصلة تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد كل الوسائل والسبل الخسيسة والدنيئة , ومن بينها ابتزازها عن طريق التصويت على ما يسمى "قانون العدالة" في الوقت الذي يتظاهر فيه البيت الأبيض بالرفض ويستخدم حق "الفيتو" .



    ثم إن استخدام البيت الأبيض "للفيتو" لم يكن مراعاة لحقيقة بطلان حق مقاضاة المحاكم الأمريكية للحكومة السعودية لمجرد اتهام بعض مواطنيها بالاشتراك في هجمات 11 من سبتمبر عام 2001م , وإنما مراعاة لمصالحها التي ستتضرر بالفعل لو تم تمرير مثل هذا القانون الجائر .


    فمن جهة أولى لا يمكن التغافل عن التقليل من شان التهديد السعودي بسحب احتياطاتها المالية واستثماراتها بالولايات المتحدة في حال إقرار مثل هذا القانون , والذي أخذه مسؤولي البيت الأبيض بعين الاعتبار بالتأكيد .
    ومن جهة أخرى كشف المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش إيرنست" تداعيات إقرار مثل هذا القانون على المصالح الأمريكية , حيث أن القانون سيكون بمثابة كارثة بالنسبة للدبلوماسيين والجنود الأمريكيين في جميع انحاء العالم إذا ما قررت الدول الأخرى اصدار قوانين مماثلة .



    لا شك أن بلاد الحرمين تدرك جيدا أن فيتو أوباما لن يوقف حملة مساومة الولايات المتحدة الأمريكية على مواقف المملكة من الملفات الساخنة في المنطقة , وعلى رأسها الملف السوري واليمني الذي يعتبر خط الدفاع الأخير عن أمن واستقرار الخليج العربي والوجود السني في المنقة بأسرها , ولا شك أن الممكلة تخوض معركة دبلوماسية ضد المشروع الصفوي في المنطقة لا تقل شرسة عن معركتها العسكرية ضده في اليمن وسورية .

  • #2
    رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

    تصاعد الخلافات في الداخل الأمريكي بسبب السعودية

    "قانون العدالة بحق رعاة الإرهاب"

    ويدور الحديث عن حق النقض المستخدم من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في 23 سبتمبر/أيلول الجاري، ضد المشروع، الذي أطلق عليه اسم "قانون العدالة بحق رعاة الإرهاب"، ويتيح لأفراد أسر ضحايا العمليات الإرهابية المنفذة من قبل تنظيمات إرهابية دولية مقاضاة حكومات البلدان التي قدمت دعما لها ومطالبتها بتعويضات.
    وأصبح هذا الفيتو الـ12 والأخير على الأرجح الذي يفرضه أوباما في ولايته الرئاسية المستمرة منذ 8 سنوات، لكنه يعتبر الأخطر سياسيا بسبب المواجهة النادرة من حيث حدتها بين الإدارة الأمريكية والكونغرس، حيث كان كل من مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين قد صوتا في وقت سابق بالإجماع لصالح إقرار المشروع.
    وفي حال تفعيل "قانون العدالة بحق رعاة الإرهاب"، فمن شأنه أن يرفع الحصانة السيادية، التي تمنع إقامة دعاوى قضائية ضد حكومات الدول التي يثبت أن مواطنيها شاركوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.


    مؤشرات على فشل فيتو أوباما

    التطورات الأخيرة، تشير بوضوح إلى أن استخدام أوباما حق الفيتو ضد مشروع القانون المذكور أثار خلافات حادة ضمن الصفوف السياسية الأمريكية، وقد يصبح سببا لتوحد نادر للديمقراطيين والجمهوريين من أجل تجاوز الفيتو، في تحد للإدارة الأمريكية الحالية.
    ورغم أنباء تحدثت عن نية بعض أعضاء الكونغرس التخلي عن دعم الوثيقة، تتوقع وسائل الإعلام الأمريكية أن تصوت الأغلبية الساحقة في كلا المجلسين ضد الفيتو الرئاسي، فيما أعرب زعيم الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ، التي ينتمي إليها معظم أعضاؤه، وكذلك رئيس مجلس النواب، السياسي الجمهوري بول رايان، عن ثقتهما بأن ثمة توافر للأصوات اللازمة لتجاوز هذا الفيتو، وهو ما يمكن أن يشكل ضربة موجعة للبيت الأبيض في الأيام الأخيرة من رئاسة أوباما.


    وتجدر الإشارة إلى أن مكتب الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، أكد، في اليوم الذي أعلن عن استخدام أوباما حق النقض، أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ستوقع على مشروع القانون حال فوزها في السباق الرئاسي، فيما تعهد المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بأنه أيضا سيقر القانون بعد انتخابه، واصفا فيتو أوباما بـ"المخجل".



    حجج المعارضين للقانون

    ويقول معارضو "قانون العدالة بحق رعاة الإرهاب" إنه قد يتسبب في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، التي تمثل حليفا أساسيا في الشرق الأوسط بالنسبة لواشنطن، ويؤدي إلى صدور قوانين جوابية انتقامية تستهدف المواطنين أو الشركات الأمريكية في بلدان أخرى.
    وقال الرئيس الأمريكي، في بيان نشره البيت الأبيض، عقب فرض الفيتو: "إن مشروع القانون هذا قد يلحق أضرارا بالمصالح الوطنية للولايات المتحدة على نطاق أوسع، وهو يهدد أيضا بتعقيد علاقاتنا مع أقرب شركائنا".
    وأعلن أوباما أن الوثيقة "لن تحمي الأمريكيين من العمليات الإرهابية ولن تزيد من مدى فعالية الإجراءات الجوابية".
    كما اعتبر أوباما، في البيان، أن مشروع القانون "يعارض أسلوب العمل الذي التزمت به الولايات المتحدة في الساحة الدولية على مدى عقود"، محذرا من أن هذه الوثيقة "قد تدمر مفهوم الحصانة السيادية، التي تدافع عن المواطنين الأمريكيين منذ زمن طويل".


    وموقف الرئيس الأمريكي، أيدته مجموعة ملموسة من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين، ضمت سياسيين من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وذلك عبر توجيه رسالة إلى الكونغرس انتقدوا فيها القانون بشدة.
    ومن بين أبرز السياسيين الذين وقعوا على الرسالة، وزير العدل الأمريكي السابق والعضو في الحزب الجمهوري مايكل ماكيسي، الذي يشارك دائما في مناقشات تلفزيونية حول مشروع القانون المذكور، مصرا على أن انتهاك مبدأ الحصانة السيادية يهدد مباشرة حياة العسكريين والدبلوماسيين والمسؤولين الأمريكيين.



    الرفض السعودي وتقرير الاستخبارات

    وتنفي الحكومة السعودية بشكل قاطع مسؤوليتها عن هجمات 11 سبتمبر2001 في الولايات المتحدة، وتعترض بشدة على مشروع القانون، حيث أعرب وزير خارجية المملكة، عادل الجبير، أثناء زيارته إلى واشنطن، في شهر مارس/آذار الماضي، عن قلقه العميق إزاء إعداد مشروع قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"، وهدد، حسب وسائل إعلام أمريكية، ببيع الأصول السعودية، التي تحتفظ بها المملكة في الولايات المتحدة وتبلغ 750 مليار دولار.


    __________________________________________________ ________________

    تعليق


    • #3
      رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

      مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض نقض أوباما لـ"قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"





      تجاوز مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول، الفيتو المفروض سابقا من قبل الرئيس باراك أوباما ضد ما يسمى بـ"قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي يتيح مقاضاة السعودية.

      ومن المتوقع أن تجري أيضا عملية التصويت حول هذا الشأن في مجلس النواب، وهو الغرفة الثانية من الكونغرس، في وقت لاحق من الأربعاء، ويتطلب تجاوز نقض الرئيس ثلثين من العدد العام لأصوات أعضاء المجلس.

      ووفقا للدستور الأمريكي، فإن رفض الكونغرس للفيتو المذكور سيسفر عن إقرار القانون.

      ويتيح القانون لأفراد أسر ضحايا العمليات الإرهابية المنفذة من قبل تنظيمات إرهابية دولية مقاضاة حكومات البلدان التي قدمت دعما لها ومطالبتها بتعويضات.

      وفي حال تفعيل "قانون العدالة بحق رعاة الإرهاب"، فمن شأنه أن يرفع الحصانة السيادية، التي تمنع إقامة دعاوى قضائية ضد حكومات الدول التي يثبت أن مواطنيها شاركوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية.



      تعليق


      • #4
        رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

        بهذا القانون ستفتح أبواب صراعات
        في العالم لن تنتهي

        تعليق


        • #5
          رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟


          قانون العدالة بحق رعاة الإرهاب
          القانون لا يذكر السعودية نصا





          تعليق


          • #6
            رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

            اللي يضحك على السعودية بسبب القرار
            بكرا يبكي على سوء حظه

            تعليق


            • #7
              رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟



              السعودية علي مر 25 سنة الماضية مرت بعقبات كبيرة

              لاكن بفضل من الله ثم بفضل قادة هذا البلد استطعنا

              الخروج منها ,,,, و باذن الله الحلول موجودة لهذا الخبث

              الامريكي اليهودي الرافضي

              اللهم اجعل هذا البلد امن مطمئن

              اللهم اكفنا شرهم و اعد كيدهم بنحورهم

              تعليق


              • #8
                رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

                تعرفون قصة الكلب اللي فرح بمصيبة اهله

                الصفحة الرئيسية لشبكة فلسطين للحوار وهي شبكة فلسطينية التخصص عروبية التوجه إسلامية الانتماء ولا تنتمي إلى جهة بعينها، ولا تتبنى أي موقف حزبي


                لكن باذن الله سوف نخرج من كل الازمات التي سببها الاول والاخيرهو دعمنا لكم وعدم اعترافنا باسرائيل

                فانتم لا تختلفون بالعداوه لنا عن اسرائيل وايران



                عشت يا فاروق هذه الامـــــــــه
                ----------------------------------------------------------
                سلمان سلمان السعد عاش سلمان xx سلمان يسلم سلم الله يمينه
                سلمان راعي المجد والمجد سلمان xx سلمان عز لكل من يستعينه

                تعليق


                • #9
                  رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

                  خبير القانون الدولي د.عجاج: أمام السعودية خيارات متعددة لمواجهة قانون جاستا.. ولن تسحب استثماراتها أو تصاب بالجزع






                  أكد د.أحمد محمود عجاج المحامي والخبير بالقانون الدولي أن قانون جاستا الذي أقره الكونجرس الأمريكي، ويتيح لأهالي ضحايا 11 سبتمبر مقاضاة دول ينتمي إليها منفذو العمليات ومنها السعودية، يناقض القانون الدولي وتحديداً مبدأ سيادة الدول فيه.

                  وأوضح د.عجاج المتخصص في العلاقات الدولية، والعضو السابق في لجنة التحكم العربية في لندن، وزميل الأبحاث القانونية السابق في جامعة غلاسكو أن السعودية لن تصاب بالجزع بسبب هذا القانون وأن لديها خيارات يمكنها أن تلجأ إليها بعضها دولي وبعضها داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

                  وتوقع د.عجاج ألا تقدم السعودية على سحب استثماراتها من الولايات المتحدة، معتبراً أن الأمم المتحدة ستكون مساراً جيداً لمواجهة القانون بسبب اعتراض معظم دول العالم عليه، وأن كيانات ودولاً مهمة كالاتحاد الأوروبي والصين من أبرز معارضي القانون.
                  ولفت إلى تأثير تطبيق القانون على مناخ الاستثمار في الولايات المتحدة، والأثر السلبي المتوقع على الدولار حال تطبيقه.


                  حوار: موقع المسلم

                  نص الحوار:
                  هلا أعطيتمونا فكرة عن قانون جاستا، وتأثيراته على الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة؟
                  باختصار هذا القانون يُمكِّن مواطنين امريكيين، تضرروا من ارهاب اصابهم فوق الاراضي الامريكية، من مقاضاة الدول التي يظنون انها تقف وراء هذه الاعمال؛ هذا القانون، بالرغم من عموميته، يستهدف المملكة على اعتبار ان اهالي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر هم الذين يقفون وراءه، وهم الذين يتهمون المملكة بأنها المسؤولة لأن معظم الذين شاركوا في حادثة الحادي العشر من سبتمبر هم من المواطنين السعوديين. هذا القانون في حال القبول به من بقية الدول فإنه ستكون له تداعيات سلبية على الاستثمارات والعلاقات بين الدول.


                  هل يعني هذا أن بإمكان الإدارة الأمريكية أو الجهات القانونية في الولايات المتحدة وضع يدها على الأموال السعودية بمجرد رفع أي متضرر بأحداث 11 سبتمبر قضية أمام محكمة أمريكية؟ أم أن هذا يستلزم إجراءات طويلة؟
                  بالطبع الادارة الامريكية ادارة تنفيذية ومجبرة على تنفيذ القرارات القضائية ولا يحق لها ان تعارضها بحكم الاختصاص، وبحكم مبدأ فصل السلطات المطبق في النظام الديمقراطي؛ فإذا صدر حكم قضائي بتعويضات لصالح المتضررين فإن الادارة الامريكية مجبرة على التنفيذ من خلال مطالبة المملكة بدفع ما عليها. اذا رفضت المملكة القرار الامريكي فإن القضاء الامريكي بوسعه ان يحجز اموالا وودائع تعود للمملكة. هذا المسار ليس مسارا بسيطا من ناحية الاجراءات القانونية بل هو معقد لأن القانون المذكور يتضمن بنودا تعطي الادارة الامريكية حق تأخير القرارات القضائية مثل طلب الادارة مهلة مائة و ثمانين يوما لبحث الامر مع السلطات السعودية لحل الاشكال بالحوار؛ هذه المدة قد تستتبع مهلا اخرى.


                  وما مدى معارضة هذا القانون للقانون الدولي؟
                  قانون جاستا يتناقض تماما مع القانون الدولي وبالتحديد مع مبدأ السيادة؛ فهذا المبدأ يعتبر ان الدول متساوية بغض النظر عن حجمها، وقوتها، وانه لا يمكن فرض ارادة دولة على اخرى إلا بموافقة تلك الدول ومن هذا المبدأ تولدت فكرة السيادة وحصانة الدول وعليه إنْبنت اسس العلاقات الدولية؛ فالدول في تعاملها مع بعضها البعض تثبت بالممارسة الطوعية (state practices) مبدأ السيادة الذي هو من اهم مبادئ القانون العرفي الدولي الملزم.


                  حسناً، إذا كان الوضع هكذا؛ فكيف يمكن للسعودية استثمار هذا التعارض؟
                  يحق للمملكة ان تدفع ان هذا القانون ليس ملزما لها، وانه يتناقض مع القانون الدولي وبالتحديد مبادئ القانون الدولي العرفي، وان امريكا بسنها هذا القانون تخرق مبادئ التعامل الدولي. كما يحق للمملكة ان تطلب ان تنظر محكمة العدل الدولية في مسألة قانونية قانون جاستا ومدى مخالفته للقانون الدولي، وكذلك عدم الزاميته للمملكة. فالمملكة دولة ذات سيادة ولا يمكن لأحد ان يجبرها على الامتثال لهذا القانون. ومما هو في صالح المملكة ان كل الدول ترفض هذا القانون ومنها دول حليفة جدا لأمريكا مثل الاتحاد الاوروبي ناهيك عن الصين وروسيا وغيرها. بعبارة اخرى، هذا القانون لا يحظى بموافقة دولية وامريكا بسنه تخالف الاجماع الدولي، ولا يمكنها ان تطلب من الدول الاخرى التضامن معها ضد المملكة لأنها هي المخالفة للقانون. هذا الواقع يشكل فرصة للسعودية ولكن يتطلب منها دبلوماسية وجهد قانوني كبيرين لمواجهة هذا الامر.


                  بعيداً عن السعودية, ما الذي ترونه من تأثيرات على فكرة التزام الدول بالقانون الدولي، وهل يعرض هذا القانون المظلة الأممية للخطر؟
                  إذا كنت تقصد الامم المتحدة فإنه لا يعرضها للخطر، لأن الادارة الامريكية نفسها وضعت فيتو (النقض) على القرار، واكدت انه يخالف القانون الدولي، ويعرض مصالح امريكا للخطر؛ هذا يعني انه حتى الحكومة الامريكية تعترف بعدم قانونية هذا القانون؛ وكما تعرف فإن الامم المتحدة تضم 193 دولة وكلها مجمعة على مبدأ السيادة وحصانة الدولة ما عدا امريكا؛ لهذا فإن القانون لا يشكل خطرا على المنظمة بل ان المنظمة قد تكون هي السد الذي يتوجب اللجوء اليه لمنع هذا القانون.


                  جاستا سيكون سابقة أليس كذلك؟ إذا ما تكررت هل يصبح للقانون الدولي في المستقبل فائدة؟
                  بالطبع سيكون سابقة قانونية. لكن هذه السابقة لكي تصبح قانونا يلزمها موافقة بقية الدول عليها والعمل بها؛ فالمادة 38 من قانون محكمة العدل الدولية تحدد ممارسة الدول (state practices) بأنها احد اهم مصادر القانون الدولي، وعليه فإن الموافقة على قانون جاستا من بقية الدول يعني ان مبدأ السيادة قد تغير، وان قاعدة قانونية حلت مكانه تسمح لدولة ان تقاضي دولة اخرى. لكن هذا لم يحدث بعد، ولا اعتقد انه سيحدث؛ ولكن إن حدث فإنه سيكون له اثر سلبي على تعامل الدول، وقد يؤدي الى اضرار كبرى وحروب اقتصادية وعسكرية وبالتحديد إذا كان المتخاصمان دولتين قويتين.


                  هل تتوقعون أن تقدم دول أخرى على سحب استثماراتها من الولايات المتحدة جراء صدور هذا القانون؟
                  من المبكر التنبؤ بذلك لأن القانون لم يزل قانونا محليا امريكيا ولم يحظ بموافقة بقية الدول اي انه ليس جزءا من القانون الدولي. لكن إذا ما مضت المحكمة الامريكية في تنفيذه، ورفضت المملكة ان تدافع عن نفسها بحجة انه يتعارض مع مبدأ سيادتها، فإنه قد ينتهي الحال باحتمالين: اولا، رفض السعودية التقيد بقرار المحكمة بحجة السيادة، وترد عليه بمبدا المعاملة بالمثل Proportionality) المعمول به في القانون الدولي؛ بمعنى انه ما صادر القضاء الامريكي اموالا سعودية واستثمارات فإن السلطات السعودية قد تصادر هي الاخرى اموالا امريكية. ثانيا، ان تقبل المملكة اختصاص القضاء الامريكي وتدافع عن نفسها أمامه؛ فإذا كسبت القضية تطالب بتعويضات واتعاب المقاضاة، وإذا لم تكسبها تدفع ما يتوجب عليها. هنا تصبح القضية ليست قضية سيادة بل قضية اطراف قبلت بالتحاكم الى القضاء الامريكي، ولا يترتب على ذلك سابقة تغير مبدأ السيادة. اما فيما يتعلق بسحب بقية الدول استثماراتها فهذا ممكن لكنني لا اعتقد امكانية حدوثه، لأنه توجد اليات كثيرة وقانونية قد تلجأ لها الدول لتحصين نفسها قبل ان تقدم على خيار سحب الاستثمارات.


                  ما الذي يمكن أن يخلفه هذا القانون من تأثير على الدولار الأمريكي كعملة أولى في العالم؟
                  هذه القضية لا تزال في طورها الاول، ومن الصعب التكهن بتداعياتها الاقتصادية؛ لكن بالطبع اللعب بمبدأ المساواة بين الدول سيدفع كثير من الدول الى اعادة حساباتها، والتفكير كثيرا في ودائعها، وتعاملها بالعملة الامريكية، وهذا سيكون له تأثير سلبي على الدولار، لا سيما وان كثيرا من الدول بدأت تتعامل مع سلة من العملات وليس الدولار وحده. اهم شيء يمكن ان يحسن الاقتصاد، ويشجع الاخرين على الاستثمار هو الثقة بالدولة المستثمر فيها وبقانونها وعدالته وحياديته. فإذا ما تصرفت امريكا بمنطق انها فوق القانون الدولي، وضربت مبدأ المساواة، فإن الدولار سيتأثر وكذلك الاقتصاد الامريكي لأننا نعيش في عالم متقارب كأنه قرية واحدة.


                  للسعودية بالطبع حساباتها السياسية المتشابكة مع الولايات المتحدة، لكن وفق نظرتكم القانونية البحتة، أترون أن إقدام السعودية على سحب جزء من استثماراتها في الولايات المتحدة وبيع أصول لجزء آخر منها هو عمل جيد؟ وبأي توقيت تجدون هذا مناسباً إن رأيتم ذلك؟
                  لا اعتقد ان المملكة ستسحب ودائعها من امريكا، لأن تلك الودائع محكومة بإجراءات وتعاقدات قانونية لا يمكن الخروج عليها بمعنى ان بعض الودائع قد تكون طويلة الامد ولا يمكن سحبها، واخرى قد يكون سحبها ضارا بالدولة المستثمرة؛ هذه مسائل يقررها الاقتصاديون، لكن من الناحية القانونية لا اعتقد ان المملكة ستصاب بالجزع وتعمد الى سحب اموالها؛ فالقانون لم يزل في مرحلته الاولى ولا نعرف كثيرا عن كيفية تعامل القضاء معه، ولا تعامل السلطة التنفيذية، ولا كيفية رد الدول قانونيا عليه. المسألة تحتاج لوقت.


                  هل تتوقعون موقفاً موحداً من مجلس التعاون الخليجي حيال هذا القانون؟ أم أن بعض الدول الخليجية سترى المسألة بعيدة عنها، ولن تقدم على اتخاذ الخطوة ذاتها التي قد تقدم عليها الرياض؟
                  المنظومة الخليجية ( مجلس التعاون الخليجي) اثبت انه متكاتف في قضايا في كثير من الحالات باستثناء عمان التي يبدو انها تغرد خارج السرب احيانا؛ اظن ان تلك المنظومة الخليجية لديها مصلحة كبرى بالتضامن، والتعاون لأنها بذلك ستكون اقوى على المواجهة ككتلة متضامنة. علاوة على ان تلك الدول لديها استثمارات هائلة في امريكا وقد تكون هي الاخرى معرضة لنفس الخطر في المستقبل.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

                    هل ستصادر أمريكا أموال المسلمين بقانون جاستا؟!


                    قانون جاستا أو قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" أقره الكونجرس الأربعاء 28 سبتمبر 2016 ضارباً بفيتو الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضده عرض الحائط. هذا القانون الذي يسمح لضحايا سبتمبر رفع قضايا تعويضات مالية ضد الدول التي ينتمي إليها المشتبه بهم في جريمة 11سبتمبر. وقد ركز الطرح الإعلامي الغربي على المملكة العربية السعودية بأنها المقصودة بالقانون وأنها ستغرم مؤكداً تعويضات بمئات المليارات، قد تؤدي للحجز على كافة أموالها وأصولها في الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتعاونة معها. فهل هذا القانون ولد فجأة أم أنه حصيلة أعوام عديدة من الإعداد التشريعي والتهيئة الدولية لتمكين العصابة الأمريكية والغربية من سرقة أموال المسلمين المغتربة لديهم ؟!

                    في هذا الإطار وحول هذا السؤال تحديداً نشرت لي عدة دراسات أكثرهما تفصيلاً دراستين؛ الأولى نُشرت بالتقرير الاستراتيجي السنوي الثاني الصادر عن (مجلة البيان) وذلك قبل ثلاثة عشر سنة وحملت الدراسة عنوان: «التدابير الدولية ومصادرة الخيرات الإسلامية»، والدراسة الثانية نُشرت بملف الأهرام الاستراتيجي الصادر عن (مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) وذلك قبل أحد عشر سنة وحملت عنوان: «المشكلات المحتملة التي تواجه الأموال العربية في الخارج». وحَذَّرتُ حينها من المخاطر التي تواجه الأموال العربية الموجودة بالخارج، وعلى رأس هذه المخاطر: تجميد الأموال ومصادرتها لصالح الدول الغربية. وكنتُ حينها قد توصلتُ إلى أن التقدير المتوسط المقبول لحجم الأموال العربية المغتربة في أوروبا وأمريكا هو أكثر من أربعة تريليون دولار أي أكثر من أربعة آلاف مليار دولار، وإذا أضفنا إليها الأرباح المُركَّبة لتلك المبالغ وما اُستحدث من تحويلاتٍ مالية عربية إلى الغرب خلال الأعوام التي تلت الدراستين، فسيكون الرقم المغترب مُرعبًا.

                    وقلت في دراسة تقرير البيان الاستراتيجي : " الفرضية الراجحة لدينا هي أن إعداد التدابير وسنّ التشريعات ليس من أجل مصادرة أموال العمل الخيري؛ ولكن من أجل استخدامها في مصادرة الكعكة الكبيرة، وهي الأموال الإسلامية والعربية". واستشهدت بتصريح " بول أونيل" – وزير المالية الأمريكي أمام لجنة الخدمات المالية لمجلس النواب الأمريكي في 4/10/2001 م-: " بأن هناك فريق عمل في وكالات حكومية أمريكية تتزعمه وزارة المالية؛ مهمته مصادرة الأموال، اسم الفريق ( عملية التنقيب عن الأخضر) ( أي عملية البحث عن مال)."

                    والأخضر هنا قد يكون دلالة عن الدولار، وقد يكون دلالة عن الإسلام بحسب بعض المحللين؛ كما أن اختيار لفظة " التنقيب" ليست عفوية فهي كلمة دقيقة ذات دلالات بترولية.

                    وجاء في دراسة تقرير البيان الاستراتيجي أيضاً أنه " منذ فترة وجيزة اعتُمد لضحايا لوكيربي 10 ملايين دولار للفرد الواحد، وقيل إنه بذلك تم رفع تسعيرة التعويضات، وما نود أن نقوله: إن رفع التعويضات بهذه الصورة هو من باب تهيئة الرأي العام نحو تقبل الأرقام الخيالية التي قد تحكم بها المحاكم الأمريكية لضحايا سبتمبر وأسرهم الذين رُفضت قضيتهم الأولى، ويستعدون لرفعها أمام دائرة أخرى، وتسديد فاتورة التعويضات سيتم من خلال التدابير التشريعية التي تعد منذ 1996م، والتي من أهمها الفقرة الرابعة من المادة 8 من الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب والتي تنص على: ( تنظر كل دولة طرف في إنشاء آليات تنص على تخصيص المبالغ التي تتأتى من عمليات المصادرة؛ لتعويض ضحايا الجرائم أو تعويض أسرهم".

                    وقد أوضحتُ في دراسة تقرير (البيان) الاستراتيجي التدابير الدولية التي اتخذتها كافة دول العالم حيال تجميد ومصادرة الأرصدة الموجودة لديها، فقد رفعت جميع دول العالم إلى لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة تقاريرها المتخذة حيال ما سموه "الإرهاب"؛ وكل تقرير تباين عدد صفحاته باختلاف الدولة، وتراوحت بين 15 إلى 100 صفحة، وفي أحيان قليلة تجاوزت بعض التقارير مائة صفحة، وقد نشرت هذه التقارير ضمن مطبوعات الأمم المتحدة الداخلية، وقد قمت حينها بتحليل محتوى هذه التقارير ودراسة الجزء المتعلق بالتمويل لـ 180 دولة، وعرض ملخص للتدابير التي اتخذتها بعض الدول لتجميد الأرصدة ومصادرتها وذلك في دراسة البيان.

                    فعلى سبيل المثال قالت سويسرا في تقريرها : «يجدر التوضيح أن السرية المصرفية في سويسرا لا يمكن أن تشكل عقبةً تعترض العدالة؛ إذ يمكن رفع هذه السرية فور تقديم طلبٍ للمساعدة، وبوسع السلطات المختصة أن تُجمِّد الأصول المالية، وقد أطلقت سويسرا مبادرةً دولية تدعى (إنترلاكن) ترمي إلى فرض جزاءاتٍ مالية مُوجهة تستهدف قادة البلدان التي تنتهك السلم الدولي».

                    أما فرنسا فقد قالت: «يمكن لفرنسا على الصعيد الوطني تجميد حسابات الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين غير المقيمين، وذلك بمرسومٍ يُستصدَر بناءً على تقرير الوزير المكلف وفقًا للمادة L-151-2 من القانون النقدي والمالي».
                    وأما باقي الدول الأوروبية فقد أوضحت أن «القواعد والتدابير التي حددها مجلس الاتحاد الأوروبي هي الأساس الذي يُستنَد إليه في تجميد ومصادرة الأرصدة والأصول».


                    وقال الاتحاد الأوروبي: " توصل مجلس الاتحاد الأوروبي خلال جلسته في 10/12/2001م؛ إلى اتفاق موحد ولائحة ينشئان معاً مجموعة من الالتزامات القانونية التي تستوجب تجميد الأموال أو غيرها من الموجودات أو الموارد الاقتصادية، والحرص على عدم إتاحتها لكل شخص طبيعي أو اعتباري".

                    وأشار تقرير الاتحاد الروسي إلى أن المادة 25 من القانون الاتحادي " بشأن مكافحة الإرهاب" تنص على إمكانية إعلان أن المنظمة المعنية إرهابية، ومن ثم تصنيفها بموجب قرار قضائي، وعند ذلك تتعرض ممتلكاتها للمصادرة والإضافة إلى إيرادات الدولة، وأن وزارات وهيئات الاتحاد الروسي تعكف بصورة نشطة على إعداد مشاريع قوانين من شأنها أن تمكن من إقامة الدعاوى بشكل أكثر فعالية ضد المنظمات بسبب دعمها للأعمال الإرهابية.

                    أما أمريكا فقد أوضحت في تقريرها بعض الإجراءات العملية في تجميد أصول يشتبه في علاقتها بالإرهاب، حيث أنشأ مكتب التحقيقات الاتحادي فريق التحقيقات المالية المشترك بين الوكالات لبحث الترتيبات المالية المستخدمة لدعم الهجمات الإرهابية، كما شكلت دائرة الجمارك فرقة عمل مالية operation green ques ، ومهمتها الكشف عن الهياكل الأساسية المالية للمنظمات الإرهابية ورصدها وتفكيكها، وأوضحت أمريكا أنها اتصلت بكل دولة في العالم لتشجيعها على الكشف عن أصول الإرهابيين وتجميدها؛ من خلال تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ووسائل أخرى.

                    كما تبين أن هناك تشريعًا دوليًا اتفقت عليه الدول الغربية وهو أنه «يجوز لكل دولة طرف معنية أن تنظر في إبرام اتفاقاتٍ تَنَصُّ على اقتسامها الأموال المتأتية من عمليات المصادرة مع غيرها من الدول». وعلينا أن نلاحظ هنا تحديدًا استخدام مصطلح (اقتسام الأموال) فهو مصطلحٌ حاضرٌ بقوة في الأدبيات المالية والقانونية الغربية.


                    وقد ختمت دراسة تقرير البيان الاستراتيجي التي نشرت عام 2004 بالفقرة التالية:
                    " إن كل هذه التدابير اتُخذت على الرغم من إخفاق الأمم المتحدة في وضع تعريف محدد للإرهاب، ومن ثم تم تحديد العقوبة دون تحديد الذنب، فقد أعلنت وكالات الأنباء في 6/10/2001 م أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أخفقت في تبني قرار بشأن التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وذلك بسبب خلافات بين أعضاء الجمعية حول تحديد مفهوم الإرهاب. إن الأمر جدّ خطير، وأموالنا المغتربة مهددة بين عشية وضحاها بالمصادرة، والعلاج الأمثل والأوحد هو عودة الأموال المغتربة إلى أحضان أصحابها".


                    وعليه فإننا نرى أن الإيقاع يسير بوتيرة سريعة نحو إنهاء العلاقة الدافئة بين الغرب ممثلاً في أمريكا والدول السنية الثرية ممثلة في المملكة العربية السعودية؛ وأن عملية مصادرة الأموال تحت مسمى التعويضات هي بمثابة " مؤخر الصداق" الذي يرى الغرب أنه الأحق به، وأن مصادرة أموال المسلمين آتية لا محالة إن آجلاً أو عاجلاً إلا أن يتداركنا الله برحمته.


                    وبدورنا سنحاول وضع بعض المؤشرات لمدافعة هذه الأزمة؛ ومحاولة تجاوز ذلك المأزق باهظ التكاليف، والتي منها:
                    1- ما نزلت عقوبة إلا بذنب وما رفعت إلا بتوبة؛ والتوبة هنا عامة وخاصة؛ عامة عن كافة المظالم التي قد يظن معها أنها موجبة للمهالك؛ وخاصة مرتبطة بأموال المسلمين المغتربة في أوروبا وأمريكا، وهي متعلقة بذنبين؛ الأول تنقية هذا المال من عوامل تلويثه من سرقات وربا وتوظيف في المحرمات وغيرهم من المفاسد؛ والثاني تطهيره بالزكاة المستحقة عليه سواء أكانت خمساً أو أقل.
                    2- ضرورة إنشاء خلية أزمة استراتيجية تضع خطط المدافعة بمعزل عن التجاذبات الإعلامية، والضغوطات السياسية.
                    3- ضرورة العمل على كشف أكذوبة الحادي عشر من سبتمبر وإبطال تهمة مسئولية المسلمين عنها؛ وقد عمل عدد غير قليل من الخبراء والباحثين الغربيين على كشف حقيقة ما حدث في 11 سبتمبر، وتوجيه الاتهام المباشر لأمريكا في صناعة تلك الجريمة؛ ويمكن في هذا الصدد صناعة سلسلة من الأفلام الوثائقية والبرامج التحقيقية التي توثق الشهادات الفنية وبخاصة الغربية، والتي تبرئ ساحة المسلمين من هذه الجريمة الاستخباراتية عالية المستوى. كما يمكن الاستفادة من تلك الشهادات الفنية الموثقة في الدفوع القضائية مستقبلاً.
                    4- معاملة الكيان الصهيوني بالمثل؛ وذلك برعاية ودفع آلاف الأسر الفلسطينية وبخاصة في غزة إلى رفع دعاوى تعويضات مالية قضائية دولية ضد جرائم الصهاينة في غزة وفلسطين.
                    5- معاونة السوريين في رفع دعاوى تعويضات مالية قضائية دولية ضد جرائم إيران وروسيا على أرض روسيا.
                    6- رعاية رفع دعاوى تعويضات مالية قضائية دولية ضد أمريكا وذلك عن جرائمها في العراق منذ عام 2003.
                    7- عقد مؤتمر دولي لبحث مصطلح الإرهاب؛ مع توثيق الشهادات الدولية لتعريف الإرهاب بحيث تضم إليه جرائم أمريكا ضد الهنود الحمر؛ وجرائم أوروبا ضد المسلمين في إسبانيا.
                    8- الوقف الفوري لضخ أية أموال أو استثمارات عربية جديدة للغرب؛ وذلك على مستوى الحكومات والأفراد.
                    9- التفكير الجدي في وضع خطة زمنية لتصفية وسحب الاستثمارات العربية والإسلامية المغتربة في أوروبا وأمريكا في أسرع وقت ممكن.

                    10- وضع خطة اقتصادية مدروسة لفك الارتباط الدولاري بالعملات المحلية؛ مع السعي الجدي للتحرر من التبعية الاقتصادية لأمريكا وأوروبا؛ وذلك بالبحث عن شركاء مسلمين جدد يستوعبون التحول الاقتصادي الجديد؛ وأحسب أن مثلث مصر والسودان وتركيا يمكنهم لعب دوراً استيعابياً مؤثراً في هذا التوجه الجديد.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

                      نبيع النفط والغاز مثل روسيا و الصين بي العملة الصينية أو الروسية

                      تعليق


                      • #12
                        رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

                        لماذا رجال الأعمال لا يسحبون فلوسهم من أمريكا بسبب القلق والخوف من نتائج القانون؟؟

                        تعليق


                        • #13
                          رد: هل سيوقف "فيتو" أوباما ابتزاز أمريكا للسعودية ؟

                          سوف يكون لها تأثير كبير

                          تعليق

                          ما الذي يحدث

                          تقليص

                          المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                          أكبر تواجد بالمنتدى كان 182,482, 05-21-2024 الساعة 06:44.

                          من نحن

                          الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

                          تواصلوا معنا

                          للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

                          editor@nsaforum.com

                          لاعلاناتكم

                          لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

                          editor@nsaforum.com

                          يعمل...
                          X