كيف تواجه السعودية إرهاب "حزب الله" ؟
كثيرة هي الوسائل والأساليب التي يمكن للمملكة العربية السعودية - وغيرها من الدول السنية - أن تواجه بها إرهاب ما يسمى "حزب الله" الرافضي , الذي لم يقتصر إرهابه على دولة واحدة من دول المنطقة فحسب , بل طال إرهابه معظم الدول العربية وعلى الأخص بلاد الشام ودول الخليج العربي .
لم تدرك الكثير من دول المنطقة خطر وإرهاب هذا الحزب إلا بعد اندلاع الثورة السورية واصطفاف مقاتلي هذا الحزب مع طاغية الشام ضد ثورة الشعب السوري , الذي استقبل في يوم من الأيام أهالي مقاتلي الحزب وأبناء الضاحية الجنوبية - التي يحتلها بل ويحتل لبنان كله - في حرب تموز من عام 2006م .
وإذا كانت دول المنطقة السنية قد تأخرت كثيرا في مواجهة إرهاب هذا الحزب بعد إدراك خطره , وثبوت عمالته ومبايعته لما يسمى نظام "الولي الفقيه" في طهران , وتنفيذه لأجندة خامنئي ومشروعه الصفوي المعادي لأهل السنة وأمن واستقرار دولها في المنطقة .... فإن المملكة السعودية كانت من أوائل الدول التي قررت مواجهة أنشطة هذا الحزب ومكافحة إرهابه , سواء داخل المملكة أو دول الخليج أو المنطقة .
كانت أولى خطوات المملكة ووسائلها في مواجهة إرهاب ما يسمى "حزب الله" بعد إدراك حجم خطره على أمنها واستقرارها وعلى الأمة عموما أن صنفت هذا الحزب ضمن المنظمات الإرهابية , لتعمل بعد ذلك على تصنيف الحزب "إرهابيا" في مجلس التعاون الخليجي , وهو ما تم بالفعل في يوم 2 مارس/آذار من هذا العام , واعتبار ممارساته "تشكل تهديداً للأمن القومي العربي" .
لم يأت هذا التصنيف وهذه المواجهة الخليجية لهذا الحزب من فراغ , بل كانت ممارسات الحزب داخل دول الخليج كفيلة بإعلانه منظمة إرهابية بامتياز , فبالإضافة لإرهابه في كل من سورية والعراق واليمن ولبنان ... قام الحزب بتجنيد شباب دول المجلس للقيام بأعمال إرهابية ، وثبت تورطه بتهريب الأسلحة والمتفجرات , وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في أكثر من دولة خليجية , ولعل ضبط الكويت لكمية ضخمة من الأسلحة والمتفجرات العام الماضي , وثبوت تورط بعض عناصر "حزب الله" فيها خير شاهد على تلك الممارسات .
وبناء على هذه الممارسات جاء بيان الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي واضحا حين قال : إن دول مجلس التعاون قررت "اعتبار مليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية" , ليأت موقف مجلس الأمة الكويتي بعد ذلك داعما لهذه الخطوة بإعلانه أن : أي تغريدة أو دعم أو مناصرة للحزب تعتبر جريمة وفقا لقانون الجرائم الإلكترونية .
يمكن القول : إن الشعرة التي أنهت صبر المملكة على تجاوزات وانتهاكات هذا الحزب هو موقف خارجية لبنان – الذي يحمل حقيبتها جبران باسيل الموالي للحزب - التي امتنعت عن التنديد بحادثة الهجمات التي تعرضت لها ممثليتي السعودية في ايران من قبل بعض المخربين بعد تنفيذ السعودية حكم الإعدام بالمدعو "نمر النمر" , وكان امتناعها بتأثير من إرهاب وهيمنة حزب الله على السياسة الخارجية للبنان .
لم تتوقف جهود المملكة في مواجهة إرهاب الحزب عند حد تصنيفه إرهابيا على مستوى مجلس التعاون الخليجي , بل كانت من أبرز الدول الداعية و الداعمة لبيان الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب , والذي صنف "حزب الله" اللبناني "منظمة إرهابية" ....ليكتمل بذلك مشهد المواجهة السياسية لهذا الحزب إن صح التعبير .
وقبل مغادرة هذا الجانب من الموجهة لا بد من التنويه بقرار مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه منذ أيام , والذي أكد فيه عزم المملكة العربية السعودية على مواصلة مكافحة الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها "حزب الله اللبناني" .
وبحسب بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس" أكد مجلس الوزراء على الاستمرار في العمل مع الشركاء في أنحاء العالم لكشف أنشطة حزب الله الإرهابية والإجرامية , مشيرا إلى ما اتخذته المملكة من تصنيف اسمين لفردين وكيان واحد لارتباطها بأنشطة إرهابية ، وتأكيد فرض العقوبات عليها استنادا لنظام جرائم الإرهاب وتمويله ونظام مكافحة غسل الأموال" .
واللافت في هذه الخطوة أنها لاقت دعما من جمعية مجلس علماء باكستان ، والذي أعلن أمس الثلاثاء ، تأييدها لعزم المملكة على مكافحة الأنشطة الإرهابية “لحزب الله” اللبناني , بل اعتبر رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ، طاهر الأشرفي، في بيان صحفي: بأن موقف المملكة من حزب الله اللبناني وغيره من التنظيمات الإرهابية يعبر عن موقف الأمة الإسلامية , داعيا الدول الإسلامية إلى دعم مواقف المملكة في مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل "حزب الله" اللبناني والمليشيات الحوثية ..... وهو ما يشير إلى مدى التأييد الشعبي العربي والإسلامي الكبير لخطوات المملكة في مواجهة المشروع الصفوي في المنطقة , والذي يعتبر "حزب الله" أحد أهم أدوات تنفيذه على أرض الواقع .
وإذا انتقلنا إلى وسائل أخرى يمكن من خلالها مواجهة المملكة إرهاب هذا الحزب العميل , فإن الساحة اليمنية والسورية خير ميدان لذلك , فمن المعلوم أن السعودية تقود التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن ضد الانقلابيين والمتمردين الحوثيين وأزلام طهران من عناصر حزب الله وقياداته هناك , كما أن دعم المملكة لثوار سورية ماديا ومعنويا في مواجهة مرتزقة إيران من حزب الله وغيره لم يعد خافيا على أحد .
والحقيقة أن الإسراع في الحسم العسكري لصالح الشرعية في اليمن , ومزيدا من دعم المملكة لثوار سورية بكافة أشكال وأنواع الدعم الكفيل بثباتهم بل وانتصارهم.......هو خير وسيلة يمكن أن تواجه بها بلاد الحرمين إرهاب "حزب الله" العميل لطهران .
تعليق