إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
متابعة المستجدات على الساحة الإيرانية
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
رد: متابعة المستجدات الإيرانية
إيران تواصل تطوير الصواريخ الباليستية مما يزيد تعقيد المحادثات النووية
من لويس شاربونو وباريسا حافظي
فيينا (رويترز) - كشف تقرير سري للأمم المتحدة إن إيران تواصل تطوير صواريخها (الباليستية) متعددة المراحل رغم أنها خفضت فيما يبدو عمليات الشراء غير المشروعة التي تنتهك العقوبات الدولية مما يمثل تحديا كبيرا للقوى الست التي تتفاوض مع طهران للحد من أنشطتها النووية.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأحد الماضي إن توقعات الغرب بأن تحد بلاده من برنامجها الصاروخي "غبية وحمقاء".
وأمر خامنئي بانتاج الصواريخ الباليستية بأعداد كبيرة في تحد واضح قبل جولة المحادثات النووية التي استؤنفت في فيينا يوم الأربعاء وانتهت يوم الجمعة.
وتهدف المفاوضات لإبرام اتفاق بحلول 20 يوليو تموز لانهاء أزمة طال أمدها وأثارت مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وكثيرا ما شددت طهران مرارا على أن الصواريخ ينبغي ألا تكون جزءا من المحادثات النووية. ويحظى هذا الموقف فيما يبدو بتأييد روسيا إحدى القوى الست.
لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا أوضح الأسبوع الماضي أنه ينبغي تناول قدرات صواريخ طهران الباليستية في المفاوضات لان قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران "تنص من ضمن ما تنص على ضرورة التعامل مع أي صاروخ قادر على حمل سلاح نووي."
ويشمل قرار صدر عن مجلس الأمن الدولي في 2010 حظرا على تطوير الصواريخ التي تصمم لحمل رؤوس نووية. وكان هذا هو رابع وأشد قرار يصدر من المجلس بحق الجمهورية الإسلامية لتحديها مطالب المجلس لها بوقف تخصيب اليورانيوم وغيرها من الأنشطة النووية التي يمكن أن تستخدم في صناعة القنابل.
وقال التقرير الجديد الذي أعدته لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة وأطلعت عليه رويترز إن محاولات إيران بوجه عام لشراء مواد من أجل برامجها النووية والصاورخية تراجعت فيما يبدو في الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات مع القوى العالمية التي تأمل في أن تنهي العقوبات الدولية.
لكن التقرير ذاته يوضح أنه باستثناء تعليق اختبارات إطلاق نوع واحد من الصواريخ فان إيران لا تبدي أي مؤشر على وقف تطوير برنامجها الصاروخي.
وقال الخبراء " تواصل إيران تطوير برامج صواريخها الباليستية والفضائية."
وأشاروا إلى رصد موقع إطلاق صواريخ جديد قرب بلدة شهرود في أغسطس آب 2013 بالإضافة لمجمع أكبر لإطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية بمركز الإمام خميني الفضائي يعتقد أنه قارب على الاكتمال.
وأشار التقرير أيضا إلى ما وصفه بافتتاح مركز الإمام صادق للرصد والمراقبة في يونيو حزيران 2013 بهدف مراقبة الأجسام الفضائية وبينها الأقمار الصناعية.
وأثير النزاع بشأن الصواريخ بالفعل خلال جلسات مغلقة في فيينا. وخلال اليوم الأول من أحدث جولة من المحادثات يوم الأربعاء أوضح الوفد الأمريكي أنه يريد مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وكذلك الأبعاد العسكرية المحتملة لأبحاثها النووية السابقة.
لكن في علامة على الفجوة الواسعة بين الموقفين الأمريكي والإيراني اكتفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالضحك وتجاهل التصريحات حسبما قال مسؤول إيراني كان حاضرا. ورفض مسؤول أمريكي التعليق لكنه أشار إلى تصريحات من مسؤول أمريكي كبير في وقت سابق هذا الأسبوع قال إنه ينبغي حل "كل القضايا".
- نتنياهو يتهم إيران بالخداع
ويقول دبلوماسيون مقربون من المحادثات إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تتفق مع وجهة النظر الأمريكية لكن روسيا التي لها معاملات تجارية مع إيران في مجال تقنية الصواريخ تتخذ موقفا مخالفا فيما يبدو. ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن برنامج إيران الصاروخي ليس مطروحا على جدول الأعمال.
وتنفي الجمهورية الإسلامية الاتهامات بأنها تسعى لاكتساب القدرة على انتاج أسلحة نووية. وتصر على أن صواريخها هي جزء من قواتها المسلحة التقليدية وتستبعد ضمها لجدول أعمال المحادثات النووية.
وفي تصريحات للصحفيين خلال اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة قائلا انه يوضح كيف تعمل طهران "لخداع المجتمع الدولي لمواصلة تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات."
وقال نتنياهو في القدس "مع استمرار المحادثات هناك شيء واحد يجب ان يقود المجتمع الدولي وهو عدم السماح لنظام آيات الله بالفوز. يجب عدم السماح لدولة الارهاب الاولى في عصرنا باكتساب القدرة على انتاج أسلحة نووية."
ورد هاجل قائلا "أريد أن اطمئنكم بشأن التزام الولايات المتحدة بضمان عدم امتلاك إيران سلاح نووي وأن أمريكا ستفعل ما بوسعها لاحترام هذا الالتزام وهو ما قاله الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما هنا في إسرائيل العام الماضي."
وعبر نتنياهو منذ فترة طويلة عن اعتقاده بأن المحادثات مع إيران هي نهج خاطيء واختلف مع أوباما بشأن هذه الأمر وهددت إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية اذا أخفقت الجهود الدبلوماسية.
ووصف نتنياهو اتفاقا مؤقتا ابرمته القوى العالمية مع إيران في نوفمبر تشرين الثاني بانه "خطأ تاريخي"؟
لكن داريل كيمبول من جمعية مراقبة الأسلحة وهي مركز ابحاث وتوصيات مقره واشنطن قال إن الصواريخ يجب ألا تكون عائقا أمام التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين.
وأضاف "افضل وسيلة للتعامل مع احتمال استخدام إيران صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية هي التأكد من ان البرنامج النووي الإيراني محدود وواضح بما فيه الكفاية."
وتابع "السعي لوضع قيود محددة على إيران بشأن الاسلحة التقليدية التي تعتبرها إيران حيوية للدفاع عن نفسها سيعرض للخطر الهدف الرئيسي للمفاوضات."
وأكد مسؤول إيراني أن شيئا لن يعوق برنامج الصواريخ الباليستية. وقال "إيران تشتري اجزاء من دول مختلفة منها روسيا والصين ثم تجمع الصواريخ في إيران."
وأضاف "بعض دول الخليج تشارك في نقل الصواريخ إلى إيران. إيران لم توقف قط برنامجها الصاروخي وليست لديها اي نية لفعل ذلك. انه يوفر لإيران ميزة."
- مراقبة برامج الصواريخ صعبة
وقالت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب الالتزام بعقوبات المنظمة الدولية على إيران في تقريرها الذي جاء في 49 صحفة ان من الصعب مراقبة الانشطة الصاروخية الإيرانية.
وأضافت "تحليل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ما زال يمثل تحديا. باستثناء عدة منصات وعروض دورية لمعدات ثقيلة وما تكشف في الاونة الاخيرة عن وجود منشأة جديدة لاطلاق الصواريخ البالستية فإن البرنامج يتسم بالغموض ولا يخضع لنفس مستوى الشفافية الخاص بانشطة ايران النووية بموجب ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
وقالت اللجنة ان عملية الشراء المتعلقة بالبرنامج الصاروخي مستمرة مع عدم وجود اي تغيير واضح في نوع المواد التي تجلبها إيران.
وقال التقرير "من بين اهم المواد التي افادت الانباء بأن ايران تسعى لشرائها هي المعادن بالاضافة إلى مكونات لأنظمة التوجه والوقود."
وأضافت اللجنة في تقريرها "التشابية بين صواريخ ايران الباليستية وبرامج الفضاء قد تجعل من الصعب على الدول التمييز بين الاستخدامات النهائية للمواد المشتراة."
وقال الخبراء إنه لم يتضح السبب في عدم اجراء إيران أي تجربة على الصاروخ سجيل منذ عام 2011 . وسجيل هو الصاروخ الباليستي الأبعد مدى لدى إيران ويعمل بالوقود الصلب. وقال التقرير إنه ربما يكون السبب وراء عدم اجراء تجارب هو وجود حالة من الرضا تجاه اداء تلك الصواريخ أو عدم القدرة على شراء مكونات أو مواد للوقود الصلب أو التحول إلى صواريخ اخرى تعتبر ذات أولوية.
وقال الخبراء في تقييم لهم "ربما قررت إيران ايضا وقف المزيد من التجارب التي قد تفسر على انها تتعارض مع روح المفاوضات (مع القوى الست)."
لكن اللجنة قالت إن الدليل على ان إيران تواصل تطوير سجيل جاء من العرض الذي نظمته عام 2013 لمنصاتها. واجرت إيران في العاشر من فبراير شباط تجربة على اطلاق الصاروخ باراني والذي قال الخبراء ان وزارة الدفاع الإيرانية وصفته بانه "جيل جديد من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى."
وقالت اللجنة إن إيران لم تعلن عن اي تجارب باليستية اخرى
55
تعليق
-
رد: متابعة المستجدات الإيرانية
الثورة بإيران تنتظر شرارة
. محمد بن صقر السلمي - خبير في الشؤون الإيرانية
يدرك المتابع للأوضاع في الداخل الإيراني أن الشعب الإيراني المولع تاريخيا بالثورة على حكامه، ينتظر شرارة ليثور ضد النظام الحاكم، خصوصا أنه يعيش حالة من تذمر ومعاناة شديدتين، نتيجة لما يعانيه من مشاكل على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وكذلك فإن الأقليات العرقية التي تقطن محافظات تحيط بهضبة إيران من جميع الجهات تقريبا، تشترك في مطالبات عديدة لم تستجب لها الحكومة المركزية في طهران بعد.
ومثل هذه المطالبات قد تحرج الحكومة الإيرانية، علاوة على مطالبات الشباب الإيراني في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان وتبريز ونحو ذلك.
إلا أن الشارع الإيراني لن يتحرك ضد النظام الحاكم ويسعى إلى الإطاحة به، إلا إذا تهيأت كل السبل لإنجاح هذا التحرك لأن ثمن تجربة 2009 بعد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد والإطاحة بأنصار «الحركة الخضراء» الإصلاحية، كان باهظا جدا.
خطوة محسوبةلذا فإن أي خطوة مقبلة ستكون محسوبة بشكل دقيق جدا، بحيث يفشل النظام في إجهاضها.
باختصار شديد، الشباب الإيراني المتذمر لا يزال «جمرا تحت الرماد» ويبحث عن الفرصة المناسبة لينقض فيها، ويكتب صفحة جديدة في تاريخ الثورات والانقلابات في إيران.
والسؤال الذي يفرض نفسه في ظل الصراع السياسي داخل النظام الحالي من جانب ورغبة الشارع الإيراني في التخلص من حكم الملالي والسياسة التي تتخذ من الدين مطية لها لقمع معارضيها من جانب آخر، هو: ماذا سيكون مستقبل قيادات وزعماء النظام الحالي في حال حدوث انقلاب عسكري أو ثورة شعبية تطيح بالنظام؟ ما هي الدولة التي سيفكر هؤلاء الزعماء في اللجوء إليها والهروب من قبضة الشعب، لكيلا يكون مصيرهم مشابها لما تعرض له على سبيل المثال معظم رموز النظام الشاهنشاهي بعد انتصار الثورة في 1979، أو مصير الرئيس الليبي السابق معمر القذافي؟ هل تستقبلهم الدول الغربية أو روسيا أو الصين؟ كل هذه الأسئلة ستتم الإجابة عليها عندما يتحقق المسبب لطرحها ولكل حادث حديث.تاريخ الثوراتوالحديث عن انتفاضة بإيران ليس افتراضيا أو متخيلا، لأن شعبها يعد واحدا من الشعوب الثورية في طبيعتها.
فالمتتبع لماضي إيران سواء في عصرها الأسطوري أو التاريخي، يلاحظ العدد الكبير للثورات والانقلابات المتعاقبة، وقد سطر الفردوسي بعض من تلك الثورات في ملحمة الشاهنامة مثل «ثورة كاوه الحداد ضد الضحاك» وغيرها مما نقرأ أخباره وتفاصيله في كتب التاريخ.
ولو تجاوزنا الفترة الأسطورية والعصور التاريخية المتقدمة إلى العصر الساساني، لوجدنا عددا كبيرا من الثورات والقتال على السلطة داخل البيت الساساني ذاته أو المقربين من السلطة كقادة الجيوش ونحو ذلك.
ويظهر ذلك جليا في العقود الأخيرة من عمر هذه السلسلة قبل انقراضها على يد الفاتحين المسلمين في منتصف القرن السابع الميلادي.
فلقد أثرت الحروب الطاحنة بين الفرس والروم على قوة البلاد وتلاحمها، وما إن اغتيل خسرو الثاني (كسرى الثاني) حتى عمت الفوضى البلاد واستمرت لما يقارب 13 عاما تعاقب خلالها على السلطة عدد كبير من الملوك والملكات.تعاقب الحكامفخلال عامين فقط (630-631) تعاقب على حكم الإمبراطورية الساسانية المتهالكة، أكثر من 10 ملوك تقريبا.
فبداية من نهاية حكم أردشير الثالث الذي قتل على يد قائد جيشه شهربراز (عرف بعد ذلك بخسرو برويز) ثم نصب الأخير نفسه ملكا رغم أنه لم يكن من العائلة الحاكمة.
ولكن حكمه لم يستمر أكثر من بضعة أشهر حيث قتل في يوليو عام 630 على يد الأمراء الساسانيين.
تلى ذلك عدد من الانقلابات، منها انقلابات الابن على أبيه، والأخ على أخيه، وقائد الجيش على الملك.
وتزامنت معظم هذه الأحداث مع بعثة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
ولعله من المناسب هنا أن نذكر قصة لها علاقة بهذه الانقلابات: بعد أن أرسل النبي رسله إلى ملوك العالم، ومن بينهم كسرى فارس، قام كسرى بمكاتبة «باذان» ملك اليمن (كانت اليمن حينها تحت نفوذ الإمبراطورية الساسانية) يأمره بتقصي أمر الرجل الذي ظهر في جزيرة العرب ويدعي النبوة.
وما إن وصلت «باذان» رسالة سيده كسرى، حتى انتدب رجلين من خيرة رجاله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمَّلهما رسالةً له يأمره فيها بأن ينصرف معهما إلى لقاء كِسرى دون إبطاء، وطلب إلى الرجلين أن يقفا على خبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يستقصيا أمره.
فخرج الرجلان إلى المدينة ولما دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبراه بسبب مجيئهما، فقال لهما: ارجعا إلى رحالكما اليوم وائتيا غدا، فلما عادا إليه صبيحة اليوم التالي قالا له: هل أعددتَ نفسك للمُضِيِّ معنا إلى لقاء كسرى؟ فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: إن ربي قتل ربكما الليلة.
فاستعجبا من ذلك وعادا أدراجهما وأخبرا الملك «باذان» بالقصة، وأكد لهما صحة ذلك، حيث قال: لقد قامت ثورة كبيرة ضد كسرى من داخل بيته بعد أن لاقى جنوده هزيمة منكرة أمام جنود قيصر، فقد قام شيرويه بن كسرى على أبيه فقتله، وأخذ الملك لنفسه واستلم حكمه.
فحسبوا الليلة التي قتل فيها، فإذا هي الليلة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت هذه القصة سببا في إسلام ملك اليمن، وفقا لما ذكرته المصادر التاريخية.إفشارية خراسانوفي العصر الحديث وتحديدا في القرن الثامن عشر (1736-1769م)، نشأت الحكومة الإفشارية بقيادة نادر شاه في أقليم خراسان (مشهد) حيث أقام دولته في 1736، بعد خروجه على الدولة الصفوية.
وتسبب فرضه ضرائب باهظة على الشعب، بعدة ثورات في 1745 وانتهت باغتياله في 1746 على يد اثنين من المقربين منه، فنجم عن ذلك حرب أهلية استمرت لفترة من الزمن.
وقد خلف نادر شاه في الحكم ابن أخيه، ويدعى عليقلي الذي أصدر أوامره بإعدام جميع أبناء وأحفاد نادر شاه، ما عدا طفلا كان في الثالثة عشر من عمره ويدعى شاهرخ بن رضاقلي بن نادرشاه.هزات الشاه ووصول الخمينيشهد القرن العشرين، ثورة مختلفة نوعا ما عن الثورات السابقة، وهي الثورة الدستورية ما بين 1906 و1911، التي شهدت نزاعا أشبه بالحرب الأهلية.
ورغم أنها نجحت في تشكيل برلمان يعد الأول من نوعه في تاريخ إيران، إلا أنه تم حله أكثر من مرة وشهدت الفترة اغتيالات سياسية ونفي لعدد من رموز هذه الثورة.
وما هي إلا فترة قصيرة بعد الثورة الدستورية، حتى شهدنا انقلابا عسكريا على يد القائد العسكري رضا خان وبتخطيط من قبل الحكومة البريطانية، إذ تحرك في عام 1921 بجيشه المتمركز في قزوين متجها نحو العاصمة طهران ودخلها دون مقاومة تذكر من القوات المساندة لآخر ملوك القاجار أحمد شاه قاجار (1898-1930).
وقد كان الملك الشاب ضعيفا من الناحية السياسية وقد مارست عليه الدول الغربية بعد الحرب العالمية الأولى كثيراً من الضغوط إلى درجة أنه لم يستطع حماية عاصمته كما أنه لم يستطع الخروج منها أيضا..كما تم إجبار الشاه على القبول بالأمر الواقع وتعيين رئيس تحرير صحيفة رعد وأحد قادة المخططين للانقلاب، سید ضیاء الدین طبطبائي، رئيساً للوزراء.واستمرت الضغوط على الشاه فتم تعيين رضا خان وزيراً للحرب.
في العام التالي غادر هذا الملك المغلوب على أمره إلى أوروبا في عام 1923، بداعي العلاج ولكنه لم يعد للبلاد منذ خروجه منها وبالتالي انتهت فترة السلسلة القاجارية التي استمرت 140 عاما تقريبا.
وما هي إلا أشهر حتى قام رضا شاه بالضغط على رئيس الوزراء الجديد فلم يكن بوسعه إلا مغادرة البلاد إلى فلسطين التي كانت حينها تحت النفوذ البريطاني.
بعد ذلك قام رضا خان بتعيين نفسه رئيسا للوزراء (1923-1925) ثم نصب نفسه ملكا لإيران في العام 1925 وأصبح يعرف منذ ذلك التاريخ برضا شاه بهلوي.
لم يكن رضا شاه بمنأى عن الضغوط الخارجية والغربية تحديداً حيث كان تعاطفه مع هتلر خلال الحرب العالمية الثانية كفيلا بالإطاحة به، إذ تسبب موقفه هذا في تدخل بريطاني- سوفيتي مزدوج فتم غزو إيران ثم تم إجبار رضا شاه على التنحي في 1941، ونفي إلى جنوب أفريقيا وعيين ابنه محمد رضا شاه خلفا له على العرش.
لم يكن الابن أفضل حظا من الأب، فقد تعرض لهزتين قويتين خلال فترة حكمه (1941-1979).
أولى هذه الهزات جاءت على يد الزعيم القومي ورئيس الوزراء الدكتور محمد مصدق الذي أعلن في عام 1951 عن خطته لتأميم النفط الإيراني وطرد شركات النفط الأجنبية (البريطانية تحديدا) التي كانت تستحوذ على النصيب الأكبر من عائدات النفط.
وقد وقف إلى جانبه في هذا المشروع الوطني والقومي كل من البرلمان وحزب «توده» الشيوعي.
وقد أظهر الملك دعمه للمشروع ولكنه لم يكن موافقا على ذلك إطلاقا لعلمه بما سيواجهه من ضغوط من بريطانيا وأمريكا.
خلاصة الأمر أن الملك لم يستطع البقاء في البلاد وغادر إلى الغرب، إلا أن الاستخبارات البريطانية والأمريكية نجحت في الإطاحة بمصدق وإعادة الملك إلى عرشه مجددا.
وعلى الرغم من أن محمد رضا شاه قد نجا من هذه الهزة، إلا أنه لم يحالفه الحظ في الهزة الثانية التي كتبت الفصل الأخير من فصول الدولة البهلوية، وأوصلت الإمام الخميني إلى السلطة وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران.
والجمهورية الوليدة شهدت أحداثا مماثلة وإن كانت أقل من سابقتها..فقد تم إجبار أبو الحسن بني صدر، أول رئيس وزراء في النظام الجديد على الاستقالة بحجة عدم الكفاءة السياسية وبضعف الأداء في قيادة القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية، إضافة إلى تهمة معاداة رجال الدين، فلم تشفع له سنوات كفاحه ضد النظام الشاهنشاهي وتعرضه للسجن والتعذيب ثم التهجير قبل أن يعود من فرنسا برفقة الخميني بعد انتصار الثورة.
لم يكتف الخميني بعزله بل تم مطاردة بني صدر وقد ظل مختبئاً لبضعة أشهر قبل أن يتمكن بتاريخ 10 يوليو 1981 وبمساعدة أحد الطيارين من الهروب إلى تركيا ومنها إلى مدينة كاتشان في فرنسا.
أما الخميني فثبت نظاما يقوم على ولاية الفقيه الذي ترتبط كل السلطات به، وخلفه بعد رحيله علي خامنئي.
55
تعليق
-
رد: متابعة المستجدات الإيرانية
استراتيجية التفاوض العربي مع إيران
تشهد منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام حراكا دبلوماسيا غير مسبوق: زيارات متبادلة، واتفاقيات توقع هناك وهناك، ووعودا بزيارات، ومساعي لإذابة الجليد خاصة في ما يتعلق بالعلاقات بين دول الخليج العربي وإيران. على الجانب الإيراني نجد أيضا محاولات طمأنة للجوار العربي تتمحور حول أن إيران الحالية متمثلة في حكومة الرئيس حسن روحاني مختلفة عن إيران أحمدي نجاد، وتسعى إلى تجاوز الخلافات الرئيسة والثانوية، وترميم حالة انعدام الثقة بين الجانبين. لا شك أن هذه اللغة وجدت شيئا من القبول والترحيب لدى البعض، لكن أود أن أذكر كل من لديه شيء من القناعة في تصديق النغمة الإيرانية هذه، أو عازم على الدخول في مفاوضات مع طهران، أن يقرأ الأسطر أدناه بعناية فائقة.
قبل الاندفاع نحو إيران «الجديدة» علينا في بداية الأمر سرد نقاط الخلاف مع إيران وترتيبها حسب الأولوية والأهمية، حتى نستطيع التفاوض مع إيران وفق منهجية تسهم في الخروج بمكاسب حقيقية وليس المزيد من الخسائر والتوغل الإيراني في الداخل العربي.
من المعلوم أن إيران قد فتحت عدة «جبهات» وزرعت بعض الولاءات لها في الداخل العربي، فهناك الأوضاع في اليمن والبحرين وسوريا ولبنان والعراق ومصر وغيرها. تعمل إيران وفق خطة ذكية في المحافظة على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية تحديدا، من خلال تقسيمها إلى مصالح وأهداف استراتيجية وأخرى مؤقتة. يتباين حجم هذه المصالح كما يتباين «عمرها الافتراضي» أو بعبارة أخرى الوقت الذي يمكن أن تتخلى فيه طهران عن إحدى هذه المصالح المؤقتة من أجل المصالح الاستراتيجية الكبرى.
بناء على ذلك، علينا في بداية الأمر تشخيص وتحديد وتفكيك هذه المصالح وإعادة فرزها حتى نستطيع أن ندخل في مفاوضات حقيقية وجادة مع إيران، ولا نقع في فخ الخطة الإيرانية من خلال قيامها بالتضحية بالمصالح المؤقتة من أجل حماية المصالح الاستراتيجية. إن السياسة كلعبة الشطرنج يحرك قطعها الساسة في الوقت والاتجاه المناسب، وما نتحدث عنه هنا هو في واقع الأمر محاكاة للعبة الشطرنج التي اشتهر الإيرانيون (الفرس) بتفوقهم فيها عبر العصور: استراتيجية التضحية بـ«الجندي» من أجل حماية «الملك/ الشاه»، والانتشار بشكل أفضل. بمعنى أن إيران قد تضحي ببعض الأوراق في الوقت الذي يحلو لها ووفقا لمصالحها الكبرى.
بعبارة أكثر وضوحا، إيران قد تدخل في مفاوضات مع الدول الخليجية والعربية وتقدم أيضا «تنازلات» (في الغالب ستكون مؤقتة) لإثبات حسن النوايا من خلال تقديم وعود بعدم التدخل في دول مثل البحرين، وإيقاف الدعم عن الجماعات الحوثية في اليمن، وقد تقدم بعض التنازلات في لبنان أيضا، وكل ذلك يندرج تحت مظلة الهدنة على جبهات مؤقتة، لكنها لن تقبل مطلقا التفاوض حول سوريا والعراق و«حزب الله» اللبناني.
تهدف هذه السياسة الإيرانية في المقام الأول إلى إبقاء مواقعها الاستراتيجية في الداخل العربي محصنة قدر الإمكان، ولأن الجانب العربي اختار، بوعي أو من دون وعي، أن تكون الأوراق والمصالح التي يضغط من خلالها على الجانب الإيراني قليلة جدا، وكذلك على مستوى متقارب إن لم يكن واحدا، وعليه فإن التفاوض على أي منها في مقابل المصالح الإيرانية المؤقتة يعد تضحية بلاعب مهم مقابل «جندي» على رقعة الشطرنج السياسية.
ومؤخرا، قام مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أمير حسين عبد اللهيان بزيارة للجمهورية اليمنية، التقى خلالها بالمسؤولين، وتمت مناقشة عدة ملفات من أهمها ملف الدبلوماسي الإيراني المختطف في اليمن. ومن جانب آخر، تحدثت بعض وسائل الإعلام اليمنية المحلية عن «صفقة سرية»، تتخلى طهران بموجبها عن دعمها لجماعة الحوثي لتسهيل فتح صفحة جديدة مع صنعاء، في إطار ترتيبات أشمل لتحسين العلاقات بين إيران ودول الخليج.
إن صحت هذه التسريبات الصحافية، فإن ذلك يتوافق وينسجم تماما مع الاستراتيجية الإيرانية التي تطرقنا إليها في هذا المقال. لذا على دول المنطقة توخي الحذر من الوقوع خلال تفاوضها مع طهران في فخ تلك الاستراتيجية الإيرانية، وأن تحدد الملفات ذات الأهمية القصوى لها، وبالتالي يكون التفاوض مركزا على تلك الملفات الرئيسة وليس الثانوية، ما عدا ذلك فإن الدول العربية والخليجية تحديدا قد تخسر الكثير من أوراقها مقابل خسارة أقل ثمنا للجانب الإيراني.
* كاتب سعودي متخصص
في الشؤون الإيرانية
55
تعليق
-
رد: متابعة المستجدات الإيرانية
المشاركة الأصلية بواسطة نمر مشاهدة المشاركةادخال ملف حقوق الانسان في المفاوضات النووية الايرانية بطلب من الكونجرس
خطوة ستهدم ما قامت به ادارة اوبما من انفتاح في اتجاه ايران ,, من دفع الكونجرس لذلك يا تري ؟
تعليق
-
رد: الاحداث على الساحة الايرانية وإقليم الاحواز
#أنصار_الفرقان :مرئي لحظة إستهداف القطار الصفوي..
أنصار الفرقان في بلوشستان (كتيبة جهادية ) .. قبل عدة شهور رأيت صور لهم وحسابات قادتهم في تويتر
وظننت بأنهم جماعة وهمية .. الجدير بالذكر بأنها أول عملية وغامضة ايضا ..
تعليق
سحابة الكلمات الدلالية
تقليص
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 39. الأعضاء 0 والزوار 39.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 182,482, 05-21-2024 الساعة 06:44.
تعليق