إثر الانتصارات المتوالية لثوار العشائر والتي فاجأت المالكي ومجمل إستراتيجية التحالف الإيراني في المنطقة والدعم الأميركي المطلق لخطة نوري المالكي، بدأ النظام العراقي إستراتيجية المذابح الجماعية ومشروع البراميل المتفجرة لإيقاف هذه الانتصارات، والحؤول دون أن تتوسع مركزيا وميدانيا في الجغرافية العراقية، وتبدأ بتحقيق مساحة أرض وميدان يُغيّر الواقع السياسي للاحتلال منذ هيمنته في أبريل/نيسان 2003.
كما أن الحراك المدني الذي أحرج المالكي كثيرا، خاصة في توالي صعوده السياسي وكسر "الأبارتايد" الذي أقامته طهران وواشنطن بين الشيعة والسنة في العراق خلال فعاليات الاعتصام الأولى، وبالتالي خسارة أكبر قاعدة لوجستية نفّذ منها الاحتلال المزدوج مشروع إخضاع العراق لمعادلة الأمن الإقليمية والدولية ضد الاستقلال العربي، فضلا عن أن تلك الانتفاضة الميدانية في المساجد اتخذت منهجا وفكرا يتبع آفاق المشروع الإسلامي الحر للإنسان العربي وحريته الدستورية وليس العودة إلى عهود الاستبداد القومي قبل احتلال العراق.
وهو ما جعل المالكي يدفع بقوة إلى خلق مصادمات أمنية يزرع فيها النزعة الطائفية ضد الحراك المدني، لخلق أرضية تقطع الطريق على ذلك الصعود السياسي ورسائله الوحدوية المدنية، حيث اتخذت المطالب والمساواة الديمقراطية بعيدا عن الاحتلال والفرز الطائفي قاعدة مشروع وحدة وطنية ضد الاستبداد الطائفي والأمني.
ذلك المسار المدني الجديد كان يخلط الأوراق على مشروع إيران المركزي الذي دُعم المالكي لتحقيقه، وهو نقل العراق كليا للعهدة الطائفية بقبضة طهران، مستثمرا التقاطع الإقليمي بين طهران وتل أبيب، والدولي بين موسكو وواشنطن، والذي طُبق في سوريا ضد الثورة ويُعاد استنساخه في العراق بصورة أعمق وأهم، كون الولايات المتحدة الأميركية هنا هي طرف الاحتلال الأصلي الذي سلّم العراق لواقعه الدامي الطائفي الجديد.
وعليه، فإن أي مشروع تحرر مدني ينتفض ويُسقط أدوات الهيمنة من استبداد وتفرقة طائفية، يعني بالضرورة أن مشروع تحييد العراق لصالح الأمن الإسرائيلي ولمصالح تفرّد الولايات المتحدة بمنطقة الخليج العربي وتقرير ثرواته سيتعرض للخطر، وهو ما ترفضه واشنطن كليا، ولذلك دعمت المالكي مبكرا لمواجهة الانتفاضة المدنية ثم ثورة العشائر، وخاصة في مركزها التاريخي في الفلوجة.
لكن أهم مسار تحتاجه قيادة ثورة العشائر والانتفاضة المدنية، ليس فقط قراءة هذا البعد للدوافع الإستراتيجية للتحالف الأميركي الإيراني المستمر ضدهم، وعمقه في نظرية الأمن الإسرائيلي وترديد ذلك في وسائل الإعلام وخاصة في حديثهم عن الغطاء الطائفي البشع الذي يستخدمه المشروع، فهذا مهم ويلزم توعية المجتمع الوطني العراقي به.
لكنّ السؤال المركزي الأهم هو كيف تواجه الثورة هذا التقاطع ببعديه العسكري والسياسي؟ وكيف تتجنب ذات المصير الذي فتح المجال الجوي والأرضي واللوجستي كليا بقرار من أطراف المعادلة ذاتها لكي تُحوّل إيران ونظام بشار الأسد سوريا لمقابر جماعية لا تتوقف؟
هذا هو السؤال المركزي: كيف تجنب مدن العمق الثوري في العراق، والعالم يشهد ما جرى لحمص لحظة بلحظة دون أن يُحرك ساكنا، فما عسى أن يفعل للفلوجة أو ديالى؟
لقد اتخذ المسار المدني للانتفاضة طريقا منهجيا سياسيا متزنا، عمل بكل ما يستطيع على تجنب الاحتكاك الطائفي أو المصادمة العسكرية، وخاصة عبر رعاية مفتي الديار الشيخ السعدي، حتّى لا يترك أي مبرر لإستراتيجية الحلفاء لتصفية الثورة، لكن المالكي لم يكن ينتظر أي حجج وبدأ بالتصعيد الطائفي والأمني لمنع الصوت الوطني من "تحشيد" ذاته والتواصل بين الطائفتين، وتوجيه الحشد الطائفي له ولحلفائه.
ومع خسائره العسكرية إثر حماية العشائر للاعتصامات بعد مداهمتها عسكريا، رفع المشروع للاجتياحات الأمنية، وهنا تحتاج الثورة في العراق إلى مراجعة دقيقة للمشهد وتحديد تكتيكات وخيارات المواصلة في الميدان وضبطه، ولا يكفي أن يُنتشى بتحقيق انتصار عسكري مرحلي وجغرافي على قوات التحالف الطائفي، التي شُكلت من جديد على نسق مليشياتها في سوريا.
بل لا بد من خلق أرضية ذكية تستثمر أجواء سياسية متعددة وتحالفات عشائرية ومناورات سياسية، لبقاء أصل الثورة وعدم الزج بها في معارك غير متكافئة، بحيث تعود نشوة الانتصارات المرحلية في ما بعد إلى انتكاسات عسكرية تنتهي باجتياح كامل جديد للفلوجة يُرصّف فوق عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين، ولن يحرك ذلك شعرة في الضمير العالمي.
وبالتالي تحبط جولة هذه الثورة دون أي انتصار سياسي مع ضريبة مفجعة جديدة، فهذا السيناريو لا يفترض أن تسعى له أية قيادات ثورية صادقة، ولكنها لم تحسب برنامجها الإستراتيجي جيدا.
إن من الغريب أن تسمع بعض قيادات الاعتصامات يعيد التذكير ويصرخ في الإعلام بقوة بأن ما يجري هو مشروع استبداد طائفي عسكري، ويوجه حديثه إلى حكومات الخليج ظنا منه أن هذا الأمر سيحرك موقفا لهم بحكم أن حرب المالكي ستُعزز الهيمنة الإيرانية المطلقة على العراق والتي سيتضررون منها في بلدانهم.
إن هذا الصوت يذهب اليوم أدراج الرياح، وموقف النظام الخليجي الرسمي اليوم بين الاندفاع بقناعة للتحالف مع إيران لضمان توازنات تساعد على استقرار الحكم، أو الاضطرار للتعامل معها وفق تقديرات صعودها الجديد في سوريا وتحالفها الدولي، وبالتالي الخضوع لمعادلة تفوقها الإقليمي الجديد الذي اعترفت به واشنطن وتقاطع مع المصلحة الأمنية لتل أبيب.
وهذا الصوت المتفهَم أنه ينطلق من حجم الغبن من الموقف الأممي والإقليمي العربي أمام قصف الفلوجة بالبراميل المتفجرة، واستباحة كل مجال لتحقيق اجتياحها، لكنه لا يُعطي أي دعم لوجستي ولا معنوي للحالة الوطنية العراقية ونزيفها، كما أنه من المهم جدا ألا تُستغل هذه الأصوات لتفويج جديد من شباب العرب لحشد البعد الطائفي وضخ صفوف جديدة في داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) العراق، والتي ستتحول مستقبلا إلى أزمة خطيرة ضد ثورة العشائر حتى ولو كان هناك توافق مرحلي لتحييدها.
من المهم جدا اليوم رسم تصور إستراتيجي كامل لإدارة المعركة بالإمكانيات الوطنية العراقية، وبخبرتها الميدانية والسياسية، وتأسيس مركز تخطيط قيادي إستراتيجي ومرحلي يُنظم الموقف الثوري السياسي والميداني، ويُمارس أدوارا عميقة وأخرى مرنة وسريعة لحماية المدنيين وحياتهم، ولذلك فإن تنظيم رؤية واضحة لسلامة المدنيين ونزوحهم المرحلي يعتبر أحد أهم التحديات أمام ثوار العراق وتقرير الصفة للحرب الثورية وخطتها الزمنية وخسائرها وإمكانية انتصارها الذاتي، وكيف تُقلل إلى أقصى قدر الخسائر بين المدنيين.
ومع أن عدم تجاوب الأغلبية الساحقة من الكتلة المدنية الشيعية رغم المواقف الوحدوية المدنية والوطنية العديدة من السُنة محبط، فإن العودة إلى خطاب المصادمة الطائفي لن يُجدي على الإطلاق، وستستفيد منه إيران رغم معرفة الجميع بحشدها الطائفي الحوزوي الذي يُغذي قواتها النظامية في جيش المالكي أو المليشيات المتعددة.
ن ضبط الخطاب مهمة صعبة جدا، لكنها ضرورية للغاية لكون الثورة تخطط لدولة حرة جديدة ستستوعب في نهاية الأمر كل شرائحها بعد نجاح مشروعها الوطني، ولكون الصوت الطائفي المغبون من القهر الإيراني لن يُفيد صراخه وألمه أمام التواطؤ الدولي والإقليمي الجديد الذي تشارك فيه بعض حكومات الخليج العربي مختارة لهزيمة ثورة سوريا والعراق وبناء مصالحها مع إيران.
إن قسوة المشهد وعمق التآمر ونزيف الشعب يجب أن يكون هذه المرة دافعا للاستفادة من التجارب المرة، وعدم الانجرار العاطفي أو السبق الزمني الهش.
ورغم إشكالية إيران ومشروع تحالفها الدولي مع تزامن فعاليات التطور الميداني الثوري ضدها في سوريا والعراق، فإن هذا الأمر ستستطيع استيعابه لو ساعدها الثوار بأخطائهم واستعجالهم في العراق، أو دخلت داعش من جديد على الخط، وبالتالي سيبني المالكي صحوات جديدة من ضحاياها.
وهنا يكمن فهم الفلسفة الدقيقة والمعقدة للعبور بثورة العراق إلى النصر الذي قد يتأخر كثيرا لكنه ينتهج خطة واضحة المعالم تستنزف مشروع الاحتلال ولا تهدر دماء لا تعد ولا تحصى من نفوس أبناء شعبها وجراحات صراعهم.
ترجمة التقرير فيها اخطاء ولكن لا مانع من الترجمة توضيحا للحقائق -سأترجم ما يهمنا من الجانب العسكري-
As government ground forces face difficulties fighting their way into Fallujah against an entrenched resistance, officials have told agencies that they are relying increasingly on bombardment from conventional artillery and “barrel bombs”, which are large quantities of explosives packed into containers and dropped from helicopters. The use of barrel bombs, which have become notorious because of their use by government forces in Syria, is denied by government spokesmen in Baghdad, but residents are quoted as saying that they are causing heavy destruction in Fallujah.
بينما تواجه قوات الحكومة صعوبات في قتالهم في الفلوجة اعتمدت في قتالها على القصف المدفعي و البراميل المتفجرة نفى المتحدث باسم الحكومة ان هذه البراميل استخدمت و لكن سكان الفلوجة قالوا انها تسبب دمارا كبيرا
A mid-level security officer is quoted by Reuters as confirming that barrel bombs have been used in Fallujah. He said: “It’s the scorched earth policy – the destruction of a whole area. The army is less experienced in house-to-house fighting which the rebels have mastered. That’s why they’ve resorted to this.”
The army has five divisions in Anbar province which should mean 100,000 soldiers, but the real figure is lower because of casualties and desertions, said an Iraqi source.
ضابط متوسط المستوى يخبر رويترز ان البراميل قد استخدمت بالفعل لاتباع سياسة الارض المحروقة لان الجيش قليل الخبرة في قتال البيوت و المناطق المبنية
يمتلك الجيش خمسه فرق في مناطق الانبار مما يجعل عددها يقارب ١٠٠ الف عسكري و لكن العدد الحقيقي اقل بسبب القتلى و الفارين
Some 6,000 soldiers are reported to have been killed and 12,000 deserted during the months of fighting in Anbar. The mid-level officer said “the commanders are telling their leaders what they want to hear not what they should hear, only to keep their positions and further their greed.”
سته الاف عسكري عراقي قتلوا و ١٢ الف فروا من الخدمة خلال اشهر القتال في الانبار الضابط يقول ان كبار الضباط يسمعون المسؤولين ما يريدون ان يسمعونه لا ما يجب ان يسمعونه للابقاء على مناصبهم و منافعهم
Isis, which was a much depleted force in 2010, has successfully rebuilt its military power over the last three years. The two main reasons for its growth are the Sunni uprising in Syria since 2011 and the protest movement of Iraqi Sunnis, who make up a fifth of Iraq’s population, against political and economic discrimination. After a peace camp was attacked by the army in Hawijah in April 2013 and some 50 protesters killed the protests have mutated into armed resistance.
The Sunni armed groups are dominated by Isis to an extent that was not true in 2006-7 when it was previously at the height of its influence. It contains many former members of Saddam Hussein’s security forces who have military training and experience of fighting a guerrilla war.
In a well-planned attack on Abu Ghraib and Taji prisons last year it succeeded in freeing many militants. It has also stepped up its suicide bombing campaign making an average of one attack a day.
داعش التي خسرت كثير من قوتها في ٢٠١٠ استطاعت اعادة بنائها خلال السنوات الثلاث الماضيه احد اهم اسباب اعادة بناء قوتها الانتفاضات الشعبية في العراق و سوريا التي اشعلت خمس سكان العراق ضد التفريق السياسي و الاقتصادي هوجم معسكر الاعتصام السلمي في ابريل من العام الماضي وقتل خمسون محتج مما طورها الى مقاومة مسلحة
دالمجموعات السنيه المسلحة التي تمثل داعش اغلبيتها اكثر من قمة نشاطها في ٢٠٠٦-٢٠٠٧ تحتوي المجموعات المقاومة السنية افراد من جيش صدام حسين السابق الذين لديهم خبرات في القتال و حروب العصابات
هجوم منظم على سجون ابو غريب و التاجي في السنه الماضية نجح في تحرير الكثير من المقاتلين و زاد عدد هجمات المفخخات ليصل الى تفجير واحد في اليوم
The escalation in the war in Anbar dates from a successful Isis ambush on 21 December last year in which a number of senior Iraqi army officers, including Gen Mohamed al-Rawi, the commander of the 7th Division, was killed.
كمين ناجح لداعش ادى لقتل قائد الفرقة السابعه في الانبار الجنرال محمد الراوي و عدة قيادات اخرى
Isis was not only able to take over Fallujah but to gain control of Fallujah dam on the Euphrates enabling it to flood areas further south and prevent the army occupying them.
داعش لم تنجح بالسيطر على الفلوجة فحسب بل سيطرة على سد الفلوجة على نهر الفرات مما جعل الجيش يعجز عن احتلال المناطق التي غمرتها داعش بالجنوب
The blowing up of an oil pipeline at Baiji on the Tigris has polluted the water of the river making it impossible for water treatment plants to clean it so it can be used as drinking water in Baghdad.
تفجير انبوب نفط في بيجي على ضفاف دجله لوث نهر دجلة مما جعل من المستحيل على ممطات المياه معالجة مياه النهر في بغدا
Despite its current success Isis will find it impossible to expand outside areas where there are Sunni Arab communities. The government is relying increasingly on Asa’ib Ahl al-Haq, a Shia militia group.
بالرغم من نجاحاتها تجد داعش صعوبة في التمدد في مناطق غير مناطق العرب السنه بينما تعتمد الحكومة بشكل متزايد على مليشيات عصائب اهل الحق الشيعية
The main oilfields, on which Iraq relies for its $100bn in annual oil revenue, are in the south of the country far from the fighting, though even these may be vulnerable to raiders coming across the desert from Anbar province.
حقول النفط المتواجدة في الجنوب و التي توفر للعراق عائد سنوي ١٠٠ مليار. دولار في مأمن من منطقة الصراع و لكنه قابله للاختراق عبر صحراء الانبار من الغرب
تعليق