الانبار/ المسلة: كشف مصدر امني في الانبار، اليوم الثلاثاء، عن مقتل الشيخ محمد خميس ابو ريشة ومجموعة من حمايته في منطقة الـ 7 كيلو غربي الرمادي. وقال المصدر لـ"المسلة"، إن "الشيخ محمد خميس ابو ريشة قتل مع مجموعة من حمايته بتفجير انتحاريين وسيارة مفخخة في منطقة الـ7 كيلو غربي الرمادي". واضاف المصدر أن "هناك استباكات عنيفة بين القوات الامنية وعناصر داهش على اثر التفجير، وان القوات الامنية تدعو المواطنين بمكبرات الصوات الى عدم الخروج من منازلهم".
أبو بكر البغدادي، اسم ارتبط بالتنظيمات الإسلامية التكفيرية منذ ظهوره، فإبن مدينة سامراء العراقية، ولد بإسم إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري لعائلة متدينة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية التي تعود اصولها الى قريش، وأعمامه دعاة اسلاميون في العراق.
من هذا المناخ العائلي المتشدد خرج “ابو دعاء” كما يلقب، ليمر على العديد من التنظيمات الجهادية التكفيرية في العراق و يستقر اخيرا اميراً لدولة الإسلام في العراق و الشام.
إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971، يحظى بعدد كبير من الأسماء والألقاب، “علي البدري السامرائي”، ” أبو دعاء “، الدكتور إبراهيم، “الكرار”، واخيراً ” أبو بكر البغدادي”. هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية، ضليع بالثقافة الإسلامية، العلم والفقة الشرعي، ولديه إطلاع واسع على العلوم التاريخية والأنساب الشريفة.
نشاطات البغدادي لم تقتصر على الجانب الدعوي والتربوي كما بدأ، بل انتقل في السنوات الـ8 الأخيرة الى الجانب «الجهادي» العسكري، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين، أولى نشاطاته بدأت من جامع الإمام أحمد بن حنبل، حيث اسس خلايا جهادية صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية، انشأ بعدها اول تنظيم اسماه “جيش اهل السنة والجماعة” بالتعاون مع بعض رفاقه من الخط والنهج نفسه، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.
بتاريخ 16 أيار 2010، نصّب ابو دعاء اميرا للدولة الإسلامية في العراق، فبعد ان عمل على استخدام علاقاته الواسعة مع العشائر في سامراء وديالى لضم شباب العشائر الى التنظيم، وكسب تأييد زعماء العشائر ومبايعتهم لأمير الدولة الإسلامية في العراق السابق، حامد داود او “البغدادي الأول”، تولى ابو دعاء الخلافة بناء على وصية الأول بأن يكون خلفه.
منذ تولي ابو بكر البغدادي قيادة تنظيم دولة الإسلام في العراق، قام بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح عدد كبير من العراقيين، اشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات ارهابية في العراق ادت الى استشهاد العشرات من رجال الشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق اكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تلاها عدة عمليات في العراق صنفت بالنوعية كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت.
بعد اندلاع الأزمة السورية، استفادت الفصائل الإسلامية المتشددة من حال الفوضى التي عمت البلاد، ونشأ اواخر العام 2011 ما يسمى بجبهة نصرة اهل الشام، والتي ظهر من خلال ممارساتها العسكرية والفكرية تبعيتها للنهج السائد لدى دولة الإسلام في العراق، وبتاريخ التاسع من نيسان عام 2013 ظهر تسجيل صوتي منسوب لابي بكر البغدادي يعلن فيه ان جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الاسلامية داعيا الى الغاء اسمي جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية وجمهما تحت مسمى واحد وهو الدولة الاسلامية في العراق والشام او ما يختصر بكلمة “داعش”. تلاها بعد فترة قصيرة تسجيل صوتي لابي محمد الجولاني، امير ما يسمى بجبهة النصرة، يعلن فيه عن صحة علاقته مع دولة العراق الاسلامية لكنه نفى شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بهذا الاعلان فرفض فكرة الاندماج واعلن مبايعة تظيم القاعدة في افغانستان. بعد ذلك بشهرين امر زعيم تنظيم القاعدة في العالم ايمن الظواهري فك الاندماج الا ان البغدادي تابع نشاطه تحت مسمى دولة الإسلام في العراق والشام لتصبح واحدة من الجماعات الجهادية الرئيسية التي تقاتل ضدّ النظام في سوريا.
المعلومات اللوجستية حول هذا التنظيم الجديد غير محددة، لا عديدا ولا عتادا، الا انها تضم الآلاف من المقاتلين المتشددين بما فيهم عرب واجانب، حيث شكل كما النصر سابقا مركز استقطاب للجهاديين في العالم كله للقتال في سوريا. وصفت داعش بالأكثر تشددا من جبهة النصرة على الرغم من فظاعة ما اقترفته الأخيرة، الا ان احكام داعش وممارساتها صنفت بالأفظع بين جميع التنظيمات المنتشرة على الأراضي السورية، وبلغ التطرف المسيطر على هذا التنظيم، حد الدخول في مواجهة مع ما يوصف بي ابناء الخندق الواحد، فأعلن التنظيم حربا وقائية على ما وصفهم بالـ”منافقين” اي الجيش الحر، حيث يختلف معهم في العقيدة والأهداف، واستطاع ان يهزمهم في عدد من المناطق كحلب وإدلب وريفيهما، واستطاع في إعزاز ان ينهي وجود لواء كبير من الوية الجيش الحر، “عاصفة الشمال”، حيث خاض مواجهات عنيفة معهم وصلت حد تكفيرهم واستباحة دمائهم، ونفذت العديد من احكام الإعدام بحق قياديين في الجيش الحر في حلب وريف اللاذقية، دير الزور والرقة.
خصصت الحكومة الأمريكية جائزة قيمة لمن يساعد في القبض على أبوبكر البغدادي، وجاء في إعلان على موقع مخصص لـ «المكافآت من أجل العدالة» تابع لوزارة الخارجية الأميركية، أن الوزارة تطلب معلومات لمكافحة الإرهاب الدولي، ومطلوب معلومات تدل إلى مكان وجود أبو دعاء (أبو بكر البغدادي) مقابل جائزة قيمة تصل إلى 10 ملايين دولار.
تعليق