تتحين شركات الصناعات الدفاعية الفرنسية اللحظة المناسبة للقاء ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على غرار اللقاء الذي جمعه بنظرائها من الشركات الأميركية. لكن يبدو ان هذه الزيارة والتي تم تأجيلها لأكثر من مرة تحتاج الى جهد من قبل وزراة الدفاع الفرنسي لترتيب العلاقة مع السعودية قبل المباشرة بحسم عدد من الاتفاقيات الثنائية العالقة منذ مدة.

ولعل ابرز هذه العوائق ما يرتبط مباشرة بشركة اوداس الفرنسية التي تواجه استحقاقات حاسمة بعد ان تبلغت وزارة الدفاع الفرنسية قرار وزارة الدفاع السعودية بوقف التعامل معها. جاء ذلك من خلال برقية ارسلتها وزارة الدفاع السعودي للإليزيه في الثالث عشر من تشرين الثاني من سنة 2015 والتي أكدت فيها ان المملكة العربية السعودية قررت إيقاف التعامل مع شركة أوداس الفرنسية استنادا الى المادة الرابعة من الاتفاق الموقع بين البلدين في عام 2008 والذي يقضي بحق كل دولة في تعديل الاتفاق بعد المشاورات وبعد اتفاق مكتوب.

سارعت أوساط وزارة الدفاع الفرنسية الى الترويج قبل الزيارة المحتملة عن إمكانية تعيين الادميرال مارين جيليه رئيسا لشركة اوداس خلفا للادميرال ادوارد غييو. وتامل فرنسا ان تؤدي هذه الخطوة الى اقناع السعودية بان الإدارة الجديدة لاوداس سوف تتمكن من تلبية متطلبات إدارة العقود ما بين الدولتين وفقا لما تبتغيه السعودية.

بالنسبة للسعودية الامرلا يرتبط باشخاص او بإدارات وما ينطبق على فرنسا ينطبق على غيرها من الدول. السعودية تمتلك رؤية استراتيجية لنقل وتوطين التقنية وان هي بدات في قبل تولي الأمير محمد بن سلمان لمهامه، لكنها أصبحت في عهده جزءا أساسيا في التفاوض على انجاز العقود الدفاعية. اضف الىذاك فانه في ظل التنافس الدولي في مجال أسواق الصناعات الدفاعية بات للسعودية خياراتها في تنويع مصادرها وتوقيع العقود التي تناسبها. وعلى عكس ما كان يحصل في السابق عندما كانت العقود ترتبط بمصدر واحد يمتلك حصرا التكولوجيا الدفاعية التي كانت تحتاج اليها السعودية.

وبالرغم من اعلان السعودية عن عدم اهنمامها بالليوبارد 2، فان ابرز الطامحين لهذه الزيارة هي شركة نكستر المصنعة للدبابات نوع لوكليرك. وتامل الشركة ان تتمكن من اقناع وزارتي الدفاع الفرنسية والالمانية بتهيئة الظروف القانونية لانجاز صفقة االليوبارد 2 بعد ان دخلت باندماج صناعي مع الشركة الألمانية KMW المصنعة. وبالحد الأدنى تامل هذه اشركة ان تستطيع تهيئة الظروف لاعادة فتح خطوط الإنتاج للدبابات لوكليرك المحدثة.

وما يزيد من قلق الشركات الفرنسية ايضا هو قيام قطر بحسم امرها وتوقيعها عقد بخمسة مليارات يورو لتزويدها بفرقاطات ايطالية الصنع، متخلية بذلك عن عروض سبق التفاوض عليها مع الشركات الفرنسية. وهذه الفرقاطات شبيهة بتلك التي تنوي السعودية التعاقد على شرائها لصالح اسطول البحرية السعودي الغربي.

وقد جرت مفاوضات سابقة  ايضا مع السعودية لتزويدها بـ 39 زورقا للدوريات مصنعة من قبل شركة الإنشاءات الميكانيكية النورمندية. وهي زوارق طولها 35 متر مجهزة بنظام قتالي تبلغ قيمتها الجملية حسب الاتفاق الثنائي بين السعودية وفرنسا ب 600 مليون دولار. إضافة الى وجود مفاوضات مع شركة DCNS  لشراء خمسة طرادات بقيمة 1.5 مليار دولار شبيهة بتلك التي سلمت لمصر.

وتنتظر شركة تاليس أيضا هذه الزيارة بفارغ الصبر وتامل بإنجاز صفقة نظام الدفاع المضاد للطائرات قصيرة المدى (مارك3) لدعم تجهيز سلاح الجو السعودي بأنظمة دفاعية عالية الدقة.