أعلنت بعض المواقع أن السعودية لم تحصل بعد على الدفعة الأولى من 24 مروحية بوينج AH-6I ليتل بيرد الهجومية والاستطلاعية، والتي كان من المفترض أن يبدأ وصولها للمملكة نهاية يوليو الماضي وفقا لما أعلنته هذه المواقع. وذكرت أيضا ان الجيش الأمريكي رفض في حديثه مع الموقع تقديم أي تفاصيل كسببٍ ممكن للتأجيل، في تلميح منها الى ان هناك أسباب مجهولة تسببت في التاخر في انجاز الصفقة.
في الحقيقة ان برنامج الليتل بيرد لا زال يسير وفقا لما هو مخطط له. ولغاية تاريخه لا يبدو ان هناك أسباب تدعو للقلق حول تطور تنفيذ العقد الموقع بتاريخ 29 اوغسطس 2014. والذي يقضي بتسليم الحرس الوطني السعودي 24 طوافة ليتل بيرد في مهلة تنتهي في 31 ديسمبر 2016 حدا اقصى، وفقا لما نص عليه العقد الموقع بين شركة بوينغ والسعودية وباشراف الجيش الأمريكي.
ووفقا للعقد لا يزال هناك مهلة أربعة اشهر قبل الدخول في حالة التاخير في تسليم الطوافات. وعندها ستترتب على الشركة المصنعة دفع تعويضات للمستفيد. اللهم اذا لم يكن التاخير ناتج عن توافق صريح ما بين المستفيد والمصنع لادخال بعض التحسينات والتعديلات التي لم تكن مرتقبة عند تاريخ توقيع العقد. وهذا الامر متوافق عليه مسبقا ما بين الطرفين، اذ تمت الإشارة الى ان قيمة الصفقة بلغت 234.7 مليون دولار امريكي وهذه القيمة هي غير نهائية، مما يفتح الباب امام إمكانية تعديل مواصفات المنظومات وتحديثها دون أي تعديل في عدد المروحيات ال 24 المتعاقد عليها.
الإنتاج الفعلي لهذه المروحيات بدا في مايو 2015. وقد أعلنت حينها شركة بوينغ انها تتوقع انتاج مروحيتين في الشهر الواحد ما يعني ان انتاج 24 طوافة سيحتاج الى 12 شهر تقريبا. وقد انتهت بوينغ من انتاج النموذج التجريبي الاساسي لهذه المروحية في 18 ابريل 2014.
وفي 8 يونيو 2016 وخلال جولة صحفية في منشئات شركة بوينغ سمحت الشركة للصحفيين بمعاينة النموذج الأول من المروحيات الليتل بيرد السعودية والتي كانت في مراحل الإنتاج النهائي قبل مباشرة الطيران التجريبي، فيما كانت سبعة مروحيات أخرى تخضع لعملية التجميع النهائي.
وفي 27 يوليو 2016 اجرت الليتل بيرد السعودية ذات الترقيم 61001 اولى طلعاتها التجريبية بنجاح في منشئات الشركة في اريزونا. ويشكل هذا التاريخ المحطة المفصلية لتحديد التواريخ اللاحقة لانجاز عملية الإنتاج والتجميع والتسليم النهائية.
اجراء أولى الطلعات التجريبية للنموذج السعودي الأول بنجاح يعني انه يمكن استكمال الطلعات التجريبية اللاحقة. وعادة يتم تنفيذ عدة طلعات تجريبية للتاكد من جهوزية المروحية وخلوها من أية شائبة. ويتم استثمار المعلومات المستقاة من الطلعات التجريبية لاجراء التعديلات اللازمة وفقا للمقتضى.
ونجاح هذه التجربة يعني ايضا انه يمكن استكمال تجميع باقي المروحيات والمباشرة بتركيب المنظومات القتالية ومنظومات المهمات الأخرى، واجراء الطلعات التجريبية للتاكد من سلامتها وحسن اشتغالها وفعاليتها ومن المتوقع ان تطول هذه المرحلة او تقصر وفقا لنتائج الطلعات التجريبية المنفذة عليها.
تنقسم الطلعات التجريبية عادة الى عدة مراحل:
المرحلة الأولى تنفذ للتاكد من سلامة وحسن اشتغال الطوافة لجهة التحليق والاستجابة الصحيحة لمقاداة التحكم والتاكد من ان المروحية تستطيع التحليق وفقا للاطار الجوي المحدد لها. وهنا يشمل الاختبار التأكد من حسن اشتغال المحرك، القطع الدوارة ، الدارات الكهربائية والميكانيكية والهيدروليكية، بمعنى اختبار حسن اشتغال كل منظومة يرتبط عملها بتمكين المروحية من التحليق. وقد تستلزم هذه المرحلة اجراء عدة طلعات تجريبية حيث يتم تجربة المروحية في الحالات الطارئة ويتم تعمد إيقاف بعض منظوماتها وحتى إيقاف محركها في الجو للتاكد من ان إجراءات مواجهة حالات الطوارئ ملائمة لتمكين المروحية من الهبوط في آمان في حال تعرضها لاي عطل مرتقب.
المرحلة الثانية تشمل الطيران التجريبي للتأكد من حسن اشتغال منظومات المهمات المركبة على المروحية: من أنظمة القتال وأنظمة التسديد والرؤية وكافة الأنظمة التي لا يرتبط عملها بتمكين الطوافة من التحليق.
المرحلة الثالثة من الاختبارات تشمل التجارب الحية للتاكد من سلامة وحسن اشتغال كافة المنظومات القتالية في تجارب اطلاق حي والتاكد من ان كامل منظومات المروحية تعمل بشكل آمن ، متجانس، وفعال. ويجري في هذه المرحلة التأكد من الجهوزية العملياتية للطوافة لتنفيذ المهمات القتالية الجوية. فعلى سبيل المثال فقد اعلن في 1 اوغسطس 2016 ان النموذج المخصص للقوات الجوية الامريكية F-35A اصبح جاهزا لتنقيذ العمليات الجوية القتالية، بعد خمسة عشر سنة على اطلاق البرنامج وبعد انتهاء كافة طلعات التجارب الحية والعملياتية على الطائرة.
المرحلة الرابعة من الطيران التجريبي تنفذها وكالة التعاقد في وزارة الدفاع الأمريكي من خلال اجراء اختبارات قبول الطيران Acceptance Flight للتاكد من جاهزية المروحيات وملائمتها للعقد الموقع قبل تسليمها للسعودية. وتعتبر هذه المرحلة المؤشر النهائي والصحيح والثابت لتحديد تواريخ تسليم المروحيات للسعودية.
استكمال كافة الطلعات التجريبية وطلعات القبول النهائية ستحتاج لبعض الوقت ومن المتوقع ان تبدا عمليات تسليم الطوافات تباعا في نهاية العام الحالي على ان تمتد الى منتصف العام المقبل في حال لم يطرا أي تعديل بنتيجة الطلعات التجريبية المخططة.
وعلى الرغم من ان العقد ينص على انجاز عملية التسليم في 31 ديسمبر 2016 ، الا ان أي تعديل على هذا التاريخ يقتضي موافقة الأطراف المعنية به وان تكون هناك أسباب موجبة لهذا التعديل.