رد: متابعة المستجدات على الساحة الإيرانية
«إيران جزء من المشكلة، وعليها سحب قواتها من سورية» هذا ما قاله في المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية ألمانيا سمو الأمير سعود الفيصل، غير أن إيران التي تداعبها صورة أو وهم الإمبراطورية التاريخية أغرقت نفسها في حرب استنزاف طويلة أخرجت قوى عظمى مثل أمريكا والاتحاد السوفياتي من التورط في بلدان ليست بحجم قوة الكتلتين، لكنهما أدركتا أن روح المقاومة وفوارق الثقافة ومبدأ الاحتلال هي عناصر قوة الشعب المحتل لخلق درب كفاحه.. إيران تريد تصفية حسابات تاريخية مع العرب، ولا تخفي احتقارها لمجاميع من الأعراب التائهين في الصحراء، كما يأتي ذلك في أدبيات تربيتها لشعبها، وكيف لهذه العناصر تقويض تاريخ الدولة العظمى في عصر كسرى، وطبعاً اختارت الآن الإسلام ليكون جسر الهيمنة، والإسلام ليس الكلي وإنما الجزئي المتعلق بالمذهب الشيعي، وهي تستطيع بأساليبها أن ترهب وتجتذب حكومات وطوائف، وتربك سياسات دول أخرى، لكنها ليست القدرة الكافية بأن تبقى المشكلة فقط طالما تدرك أن فلسفة القوة ليست الشرط الأساسي للهيمنة، وإلا كيف تفتت الاتحاد السوفياتي، وإيران إذا ما سارت على هذه السياسة فتمددها على بلدان عربية عجز الاستعمار الفرنسي والبريطاني والايطالي عن الابقاء على قوة الاحتلال عليها سيلاقي نفس المصير، وإيران نفسها قاومت دولاً محتلة وانتصرت، والمسافة غير مفصولة عن نضال هذه الشعوب..
المرحلة الراهنة التي تسود فيها الفوضى لا تعطي الأمان لإيران حتى لو صرفت ثلاثة أرباع دخلها على من تراهم حلفاءها في المنطقة، وخاصة نظامي العراق وسورية، فكلا البلدين أدخلا العالم بما فيها إيران وتركيا في قلب المعركة، ومع ذلك فكل يوم يمر على تصاعد هذه الأزمات تتواصل التعقيدات السياسية والعسكرية وغطاؤها الديني لتضع إيران في موقف الخاسر..
فالكل يتحالف مع الضد وفق اتجاه الأحوال المتغيرة، ولذلك نرى داعش تلملم من همشهم النظامان في سورية والعراق، ليشكلوا عصب قوة هذا التنظيم مدعوماً بالأسلحة التي استولوا عليها، وهؤلاء تحركهم أهواؤهم وليس ولاءاتهم، ومع أن إيران وتركيا داعمان للتنظيم، ولكن كما سمّنت أمريكا وحلفاءها القاعدة، وتركوها بعد تحقيق أهدافهم، انقلبوا عليها وصاروا العدو المباشر لها، وداعش تتجه لنفس الأيديولوجيا، وعنصر القوة ليس فقط استخدامهم التدمير والزحف على مواقع تستهدفها، وإنما لديهم قناعة بخلق دولتهم غير المحددة، على مساحات في سورية والعراق، واستطاعوا اختراق مواقع قد تصل لبغداد ودمشق معاً، وعندها سوف تكون شروطهم على داعميهم أقوى من غيرهم، وتجعل إيران في حالة شلل تام أو خيار الحرب الطويلة وتبعاتها..
اليمن، وكما نؤكد مراراً، هو بؤرة الصراع القاتل، وعملياً فإن صمت دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى عن الاختراق الإيراني لهذا البلد بواسطة الحوثيين يرون فيه أن الكلفة أكبر من إمكانات ما تصرفه إيران على سورية والعراق وحزب الله معاً، وشواهد التاريخ القريب لم يحجبها الضباب، وقد جربت أكثر من دولة احتواء الواقع اليمني وفشلت، وإيران تعرف أنه في بلد قبلي مسلح، يمكن لأي قوة أن تلعب على تناقضاته بتوظيف ومساعدة أطراف لمحاربة أخرى، وهي طبيعة أي مجتمع يشعر بالخطر من الداخل أو الخارج، وإيران، وإن كانت تعتمد على الفصيل الحوثي، وهو الذي لا يشكل القوة الأكبر في التكوينات اليمنية، إلا أنه لا يستطيع المضي في خلق دولة بمواصفات إيرانية تدين بالولاء للدولة، وتعتمد المذهب الذي يلتقي مع إيران الجعفرية..
إيران تريد خلق أمر واقع جديد، لكن الموانع أقوى من إمكاناتها وخاصة أن المعنيين بالشأن العربي يملكون الرؤية والتحليل والدعم المضاعف عن كل ما تخسره إيران، لأن الدعاية الخشنة التي تراها تحقق مصالحها سوف تبقى حملاً لا تقوى عليه..
إيران في مصيدة التسلل للعرب!
«إيران جزء من المشكلة، وعليها سحب قواتها من سورية» هذا ما قاله في المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية ألمانيا سمو الأمير سعود الفيصل، غير أن إيران التي تداعبها صورة أو وهم الإمبراطورية التاريخية أغرقت نفسها في حرب استنزاف طويلة أخرجت قوى عظمى مثل أمريكا والاتحاد السوفياتي من التورط في بلدان ليست بحجم قوة الكتلتين، لكنهما أدركتا أن روح المقاومة وفوارق الثقافة ومبدأ الاحتلال هي عناصر قوة الشعب المحتل لخلق درب كفاحه.. إيران تريد تصفية حسابات تاريخية مع العرب، ولا تخفي احتقارها لمجاميع من الأعراب التائهين في الصحراء، كما يأتي ذلك في أدبيات تربيتها لشعبها، وكيف لهذه العناصر تقويض تاريخ الدولة العظمى في عصر كسرى، وطبعاً اختارت الآن الإسلام ليكون جسر الهيمنة، والإسلام ليس الكلي وإنما الجزئي المتعلق بالمذهب الشيعي، وهي تستطيع بأساليبها أن ترهب وتجتذب حكومات وطوائف، وتربك سياسات دول أخرى، لكنها ليست القدرة الكافية بأن تبقى المشكلة فقط طالما تدرك أن فلسفة القوة ليست الشرط الأساسي للهيمنة، وإلا كيف تفتت الاتحاد السوفياتي، وإيران إذا ما سارت على هذه السياسة فتمددها على بلدان عربية عجز الاستعمار الفرنسي والبريطاني والايطالي عن الابقاء على قوة الاحتلال عليها سيلاقي نفس المصير، وإيران نفسها قاومت دولاً محتلة وانتصرت، والمسافة غير مفصولة عن نضال هذه الشعوب..
المرحلة الراهنة التي تسود فيها الفوضى لا تعطي الأمان لإيران حتى لو صرفت ثلاثة أرباع دخلها على من تراهم حلفاءها في المنطقة، وخاصة نظامي العراق وسورية، فكلا البلدين أدخلا العالم بما فيها إيران وتركيا في قلب المعركة، ومع ذلك فكل يوم يمر على تصاعد هذه الأزمات تتواصل التعقيدات السياسية والعسكرية وغطاؤها الديني لتضع إيران في موقف الخاسر..
فالكل يتحالف مع الضد وفق اتجاه الأحوال المتغيرة، ولذلك نرى داعش تلملم من همشهم النظامان في سورية والعراق، ليشكلوا عصب قوة هذا التنظيم مدعوماً بالأسلحة التي استولوا عليها، وهؤلاء تحركهم أهواؤهم وليس ولاءاتهم، ومع أن إيران وتركيا داعمان للتنظيم، ولكن كما سمّنت أمريكا وحلفاءها القاعدة، وتركوها بعد تحقيق أهدافهم، انقلبوا عليها وصاروا العدو المباشر لها، وداعش تتجه لنفس الأيديولوجيا، وعنصر القوة ليس فقط استخدامهم التدمير والزحف على مواقع تستهدفها، وإنما لديهم قناعة بخلق دولتهم غير المحددة، على مساحات في سورية والعراق، واستطاعوا اختراق مواقع قد تصل لبغداد ودمشق معاً، وعندها سوف تكون شروطهم على داعميهم أقوى من غيرهم، وتجعل إيران في حالة شلل تام أو خيار الحرب الطويلة وتبعاتها..
اليمن، وكما نؤكد مراراً، هو بؤرة الصراع القاتل، وعملياً فإن صمت دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى عن الاختراق الإيراني لهذا البلد بواسطة الحوثيين يرون فيه أن الكلفة أكبر من إمكانات ما تصرفه إيران على سورية والعراق وحزب الله معاً، وشواهد التاريخ القريب لم يحجبها الضباب، وقد جربت أكثر من دولة احتواء الواقع اليمني وفشلت، وإيران تعرف أنه في بلد قبلي مسلح، يمكن لأي قوة أن تلعب على تناقضاته بتوظيف ومساعدة أطراف لمحاربة أخرى، وهي طبيعة أي مجتمع يشعر بالخطر من الداخل أو الخارج، وإيران، وإن كانت تعتمد على الفصيل الحوثي، وهو الذي لا يشكل القوة الأكبر في التكوينات اليمنية، إلا أنه لا يستطيع المضي في خلق دولة بمواصفات إيرانية تدين بالولاء للدولة، وتعتمد المذهب الذي يلتقي مع إيران الجعفرية..
إيران تريد خلق أمر واقع جديد، لكن الموانع أقوى من إمكاناتها وخاصة أن المعنيين بالشأن العربي يملكون الرؤية والتحليل والدعم المضاعف عن كل ما تخسره إيران، لأن الدعاية الخشنة التي تراها تحقق مصالحها سوف تبقى حملاً لا تقوى عليه..
تعليق