Originally posted by Hawk 205
View Post
التايفون والرافال ، من وجهة نظر ماليزية
اطلقت ماليزيا برنامج Multi-Role Combat Aircraft - MRCA لاستبدال مقاتلات MIG-29N المتقادمة في سلاح الجو الملكي الماليزي RMAF ، وفي ديسمبر من عام 2009 اعلنت شركة BAE Systems البريطانية -واحد شركاء برنامج التايفون- عن خططها لتسويق المقاتلة الاوروبية التايفون لماليزيا ضمن برنامج MRCA الجوي فهي مقاتلة متعددة المهام وقادرة على استبدال ماقاتلات MIG-29N كما صرحت الشركة
والى جانب مقاتلات التايفون ، تتنافس على الصفقة الماليزية عدد من المقاتلات مثل F/A-18 Suprt Hornit ، و Gripen NG ، وغريمة التايفون الابدية الرافال الفرنسية ، لكن يبدوا من الواضح ان المنافسة والانظار قد اتجهت نحو المقاتلتين التايفون والرافال
واليكم هذه المقارنة بينهما من وجهة نظر الماليزين ، وهذا يعطينا انطباع كيف تقوم الدول بتقييم المقاتلات من جميع الجوانب وفقاً لاحتياجاتها ، وقد استخدم فيها الماليزين معيار يسمى ب مستوى الجاهزية التقنية Technology Readiness Level - TRL في تقييم كلا المقاتلتين ، وهذا المعيار (TRL) يتكون من تسع مستويات مرقمة من الرقم 1 الى الرقم 9 والتي تعني جاهزية تشغيلية ، وكلما ارتفع الرقم كلما كان مستوى الجاهزية التقنية TRL اعلى والعكس ايضاً
وبغض النظر عن من سيفوز بالصفقة الماليزية ، الا ان المعيار المستخدم هنا (اقصد معيار مستوى الجاهزية التقنية TRL) مثير للاهتمام وكيف يمكن من خلالها وصف السلاح المراد تقييمه
المقال صادر بتاريخ 27 اغسطس 2015 اي قبل نحو 5 اشهر من الان ، سأترجم اهم النقاط فيها :
- من الوهلة الاولى تبدوا الرافال اكثر نضجاً وقد اشتركت في العمليات في ليبيا\مالي\تشاد ، ولديها قدرات (مضادة للسفن) والتي ستكون جاهزة من اليوم الاول ضمن متطلبات سلاح الجو الملكي الماليزي ، لكن اذا نظرنا بشكل اعمق لا تبدوا واضحة المعالم تماماً !

- الرافال المعروضة على القوات الجوية الماليزية هي من الاصدار F3R وهو نفس الاصدار الذي طلبته قطر ، وقد قيم سلاح الجو الماليزي هذا الاصدار واعطاه مستوى TRL-5
- المستوى TRL-5 تشير الى وجود مكونات يجري حالياً اختبارها في المختبرات ، مما يعني وجود طريق طويل جداً بين اختبار نموذج اولي (Prototype) وبين النضج العملياتي (Operational Maturity) ، وهذا يعني وجود مخاطر كبيرة على الجدول الزمني بسبب هذه التطويرات المطلوبة
- بالنسبة للتايفون فقد عرض على ماليزيا الاصدار الاخير Tranche 3 ، لكن سيواجه الطيارين الماليزين مشكلة بالطيران بها وذلك بسبب ان الاصدار ذو المقاعد الواحد هو ما سوف يتم انتجه في شركة BAE Systems والذي طلبها سلاح الجو البريطاني ، لذلك تحتاج ماليزيا لطلب اصدار بمقعدين من المانيا والتي تصنع هذا النوع (بريطانيا هي المسؤولة لتسويق التايفون في ماليزيا)
- الاصدار Tranche 3 هو الان قيد الانتاج وقد تم تسليمها الى جميع الدول الاوربية الشريكة ضمن الخطوط الامامية ، وقد حصلت على تقييم TRL 9 اي انها جاهزة عملياتياً ، لكن تحتاج الى بعض المتطلبات الاضافية التي سوف يطلبها سلاح الجو الماليزي مثل قدرات ضاربة مضادة للسفن والتي سوف يتم نقاشها لاحقاً في هذا المقال
- الرادار ذو الصفيف مسح الكتروني نشط AESA هي واحدة من النقاط المهمة ، في حين ان مقاتلات الرافال قد زودت باكراً بالرادار AESA بالفعل والذي خرج من برنامج AMSAR عام 2007 عندما اشتركت فيها فرنسا مع ائتلاف اليوروفايتر ، الا ان اعمال التطوير الرلدار للتايفون كانت بقيادة ائتلاف Euroradar والتي تقودها شركة Selex
- وهذا يضيف عدداً الى العوامل الاضافية بما في ذلك اعادة التموضع (Repositioner) ، وايضاً حجم الانف يعتبر من العوامل المهمة في مجال تقنيات رادارات AESA اذ ان حجم الانف في التايفون اكبر من حجم انف الرافال ، وهذا يسمح لها ليس فقط امكانية التحرك واعادة التموضع فحسب بل ايضاً يسمح لها بتركب عدد كبير من وحدات الارسال والاستقبال TRM بشكل ملحوظ

- وهذه العوامل ليست فقط لاستعراض قوة الرادار ، بل هي لاجل اختيار العوائد (picking up returns) وهذا يجعل مقاتلات التايفون برادارات AESA متفوقة بشكل كبير على نظيرتها الفرنسية ، لذلك في حين يبدوا ان البريطانين قد اخذوا وقتهم في تطوير الرادار AESA الا انه كان يستحق الانتظار ، والرادار Captor-E ASEA بحد ذاته قد قيم بمستوى TRL-9 بينما اذ تم دمجه على التايفون سوف بمستوى TRL-7 وتعني انها في مرحلة الطلعات الجوية الاختبارية
- الرادار Captor-E ASEA يقدم تقريباً (ثلاثة اضعاف) تغطية رادار الرافال F3R المعروض ، والتي هي الان ضمن مرحلة الانتاج وسوف تدخل في الخدمة عام 2018 وهذا يعني انها ستكون متوفرة لسلاح الجو الماليزي منذ اليوم الاول
- من ناحية الذخائر ، كلا المقاتلتين سوف تسلحان بصواريخ Meteor للقتال الجوي المتقدم لذلك سوف تترك هذا العامل لوقت لاحق
- اما بالنسبة للضربات البحرية فهذا عامل مثير للاهتمام ، ومجدداً يبدوا ان الرافال هي متفوقة في هذا الجانب ، فلديها صواريخ Exocet في ترسانتها وتسوق مع ذخائر AASM-Hammer ضد الاهداف البحرية الصغيرة او الساحلية ، وعلى اي حال وبنظرة فاحصة على برنامج ذخائر AASM-Hammer نجد انه لاشي اكثر من برنامج تطوير (Development Programme) لا يوجد غير الاصدار 250kg الوحيد قيد الخدمة !

- ذخائر AASM-Hammer توجه بواسطة GPS/INS مع الليزر في الاصدار الاخير ، والتي هي الى حد ما تعود الى تقنيات عام 1980s مقارنة بصواريخ Brimstone الموجهة باستخدام GPS ورادار عامل بالموجات المليمترية ، وصواريخ Brimstone تخدم حالياً على مقاتلات التورنيدو الاوربية وقد وقع عقد دمجها على التايفون لتكون في الخدمة خلال 18 شهراً ، وهذا يجعل السلاح ذاته يحوز على مستوى TRL-9 ومستوى TRL-7 اذا دمج على التايفون
- ليس من المستغرب ان يقوم سلاح الجو الملكي البريطاني RAF في دفع هذا السلاح في المقدمة وقد استخدمها في ليبيا والعراق ، الى جانب السعودية اكبر مشغل للتايفون في الشرق الاوسط

- صواريخ Brimstone هو السلاح المفضل كدولة مثل ماليزيا لاستخدامها ضد اكثر التهديدات المحتملة التي ممكن ان تواجهها من المياه الساحلية والقوارب السريعة والصغيرة المناورة ، بينما الرافال ليس لها جواباً لمقارعة التايفون والتي تهيمن عليها في هذا المجال
- مشكلة التايفون الكبرى كان دائماً افتقارها لصواريخ مضادة للسفن الكبيرة ، والرافال مجهزة بصواريخ Exocet والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الصاروخ الامريكي Harpoon الواسع الانتشار والذي هو قيد الخدمة على مقاتلات F/A-18D في سلاح الجو الماليزي ، وهذا يعطي صواريخ Exocet مستوى تقييم TRL-9 اذ انها قيد الخدمة على الرافال

- لكن مصادر صناعية اشارت الى ان الرافال تستطيع حمل صاروخ Exocet واحد فقط في الطلعة الجوية الواحدة ، وهذا لا يبدوا انه قريب كفاية لهزيمة قطع بحرية حديثة مجهزة بوسائل دفاع جوي معقدة مع رادارات واسلحة والتي تمكنها من مهاجمة اهداف متعددة
- وقد اصدر سلاح الجو الماليزي تقريراً اثناء عمليات التقييم ان الرافال اقل قدرة حتى من المقاتلات الحالية SU-30MKM و F-18D الموجودة في خدمة سلاح الجو الماليزي! وانها ليس لديها قدرات اضافية قادمة لهذا المجال (القدرات المضادة للسفن)

- ومن المعروف ان التايفون ليس لديها عدد كبير من ذخائر مضادة للسفن حتى اليوم ، لكن على الاقل زبون واحد قد سأل عن امكانية دمج صواريخ Marte-ER المضادة للسفن ، والتايفون لديها القدرة حمل حتى 6 صواريخ منها دفعة واحدة الى جانب جميع ذخائر جو-جو مع خزان وقود خارجي
- كما ان العرض المقدم لماليزيا يتضمن تكلفة دمج صواريخ Harpoon على التايفون في حال اختارت هذا السلاح ، لكن اللعبة سوف تتغير مع صواريخ SPEAR 3 والذي سوف يدخل الخدمة تقريباً في عام 2022 والذي تستند تقنيته على صواريخ Brimstone والتي تركز على استهداف الاهداف المتحركة والمغيرة لموقعها ، وهذا السلاح لديه موجه عامل بنظام GPS وبالليزر وبرادار ذو موجات مليمترية ، وجاري اختباره في نفق الرياح وقد حصل على تقييم من سلاح الجو الماليزي بمستوى TRL-4

- ومن ناحية الدعم ، الارقام مذهلة للغاية مع اكثر من 600 مقاتلة تايفون قد تم طلبها عالمياً مقارنة بالرافال والذي طلب عدد 264 منها بعد حساب طلبيات كل من قطر ومصر والهند ، والارقام المتتالية تخبرك ان عدد الطائرات الاكبر الموجودة في الخدمة افضل من خلال تكاليف دورة الحياة ومن المرجح ايضاً ان تكون كذلك في تأمين الامدادات
- وملاحظة واحدة خاصة من المطلعين في سلاح الجو الماليزي قد افادوا انه خلال زيارتهم الاخيرة لفرنسا وبريطانيا كان عن التكاليف الاساسية المحددة وقد ذكر منها تكاليف دعم المحركات ، اذ ان محركات الرافال كان متوسط الوقت قبل الاخفاق Mean Time-Between Failure - MTBF هو كل 100 ساعة ، مقارنة محركات التايفون والتي كان متوسط الوقت قبل الاخفاق MTBF والتي يتباها بها ائتلاف اليوروفايتر هو 500 ساعة ، وهذا قد يكون مصدر قلق للفرنسسن في جهودهم الرامية الى تعزيز نظامهم وكذلك بالنسبة لسلاح الجو الماليزي من حيث الاستدامة Serviceability

في الحقيقة اكثر ما شدني بالاضافة الي ان المقال اثبات دامغ علي النظرة الثاقبة لخبراء القوات الجوية السعوديين فان الكلام عن معيار المقارنة والتقييم TRL والذي اعتمده الماليزيين لتقييم مقاتلتهم المستقبلية .. بعيدا عن الدخول في التفاصيل التي اجهلها كونها حساسة جدا فان السعوديين لديهم " مقياس " يقيسون به قدرات السلاح المراد شرائه بالذات في الجويه والبحرية .. وعليه يخرجون بنتيجة نهائيا والتي عليها يعقدون الصفقات العسكرية ... هذا " المقياس " صناعة سعودية 100 % اخضع لعدة اختبارات وتجارب ويستخدم برامج كمبيوترية شديدة التطور لتنفيذ التقييم الذي اسس علي اساسه هذا " المقياس " وهو من ضمن مجالات DSS = Decision support syste
وهو من اهم المجالات التي تبرع فيه الجامعات السعودية ولها فيه براءت اختراع
Leave a comment: