نيسان/أبريل 19, 2024
الشريط

المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية

تشرين2/نوفمبر 03, 2015 1695

تادي عواد

خلال الصراعات في العراق وأفغانستان، أصبحت العبوات الناسفة اليدوية الصنع من الأسلحة الأكثر فتكا على أرض المعركة. في العراق وحده، تسببت بنصف أو بثلثي الخسائر التي تكبدتها  القوات الاميركية في كل حروبها وقتلت عشرات الآلاف من المدنيين. وتحولت سلاحا رئيسيا تستخدمه حركات التمردوالارهابيين في جميع أنحاء العالم.

 

ولهذه الغاية انشأ مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI في العام 2003 المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية  The Terrorist Explosive Device Analytical Center (TEDAC) ليكون المنظمة الوحيدة المركزية التي تتلقى وتقوم بالتحليل الكامل وتستغل كافة العبوات الناسفة الارهابية. ويقوم هذا المركز بالتسيق والتعاون مع كافة الاجهزة المركزية والفيدرالية الاخرى من عسكرية وغير عسكرية لجمع وتوزيع المعلومات الاستخباراتية حول هذه العبوات. المساعدة في تعطيل هذه العبوات، ربط هذه العبوات بمصنعيها، وبالاخص للحؤول دون تعرض الاميركيين لهجمات بالعبوات الناسفة مستقبلا.

 

خلال 12 عاما استطاع المحللون في المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية، عبر استخدام بيانات المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية من ربط أكثر من 2700 مشتبه بهم بأنشطة إرهابية محتملة، وإدراج أكثر من 350 إلى قائمة مراقبة الإرهاب. جمع المختبر ووزع 80 ألف بصمة أصابع على وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم. حقق المركز نجاحا ملفتا جدا وتطور بسرعة كبيرة

يقوم المحققين بمقارنة الأدلة المادية جنبا إلى جنب مع موقع وتصميم ومواد العبوات الناسفة، يمكن للمحققين أن يرسموا روابط بين القنابل وصانعيها. يمكنهم تعقب عبوات ناسفة متعددة إلى مصنع واحد أو حتى فرد واحد. يمكنهم  ربما تحديد ماركات أو تقنيات جديدة، أو يمكنهم مواصلة تحليل الأدلة لسنوات، وتعقب صانعي القنابل والمتدربين عليها طيلة هذه الفترة.

بعيد انطلاق العمليات الارهابية في العراق بدأ استخدام عدد ضئيل من العبوات الناسفة شهريا ثم تحول إلى المئات حتى بلغ 2400 عبوة ناسفة في الشهر. هذا ما أدى في نهاية المطاف إلى إنشاء المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية في العام 2003. وكان فريق العمل يتألف من بضع عشرات من المحللين.

 

غريغ كارل، مدير المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية

 

عندما تصل عبوة ناسفة إلى المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية، تخضع لما يُسمى "امتحان الدخول". أولا، يفكك فنّي المختبر الجهاز ويخلق خطة فحص إستنادا إلى نوعها ونوع الأدلة التي يمكن إنقاذها. بعدها يقوم التقنيون بتصوير كل عبوة ناسفة، من الداخل والخارج، بدقة علية، بحيث تكون أحرف مكونات الرقاقة الفردية المنقوشة مرئية بوضوح. تذهب تلك الصور إلى قاعدة بيانات المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية، حيث يتمكن المحققون أو فنيّو القنابل في الوكالات الشريكة في جميع أنحاء العالم من الوصول إليها.

هذا السجل البصري هو أمر حيوي. إن الطريقة التي يُلحم بها صانع القنابل مفصلا أو يلوي سلكا يمكن أن تكشف إن كان أعسرا أم أيمنا. كما يمكن أن تكون بعض التقنيات أو الإنشاءات المعينة بمثابة توقيع لفرد أو مجموعة من صانعي القنابل.

تنتقل جميع الأجهزة بعد ذلك إلى مراحل التحليل الأخرى. يذهب بعضها إلى مختبر علامات الأدوات في مكتب التحقيقات الفيدرالية، حيث يبحث خبراء الأدلة الجنائية عن علامات مجهرية فريدة من نوعها، خلّفتها أدوات أو آلات محددة. في حال بقيت القنبلة سليمة كليا أو جزئيا، يفكك المهندسون الأخصائيون هيكلها، لمعاينة تلك الجوانب المميزة التي يمكن أن تشكل توقيع صانع القنبلة. ينظف أخصائيو علم الإحصاء الحيوي الأجهزة لرفع بصمات الأصابع أو تعقب الحمض النووي الذي يمكن ربط عبوة ناسفة بصانعي القنابل.

بقدر ما يُسرع المحللون - في المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية- في معالجة العبوات الناسفة، تتمكن الوكالات المعنية في الولايات المتحدة من التعقب والعثور على صانعي هذه القنابل قبل أن ينفذوا عملياتهم مرة أخرى.

بما أن الصراعات اليوم تنطوي بشكل متزايد على جماعات ارهابية ومنظمات عابرة للحدود، يمكن ان يوفر المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية شكلا من أشكال الذاكرة المؤساساتية ووسيلة لربط أعمال سابقة بأفراد في الوقت الحاضر، أينما ذهبوا.

سوف تستمر الصراعات والهجمات الارهابية في منطقة  الشرق الاوسط لذلك من االضروري السعي الى انشاء مراكز عربية مشابهة اقليمية ومحلية تتعاون في ما بينها ومع المراكز الدولية بهدف السعي الى تجنب مخاطر العبوات الناسفة وتوقيف مصنعيها وسوقهم الى العدالة.

 

Last modified on الثلاثاء, 03 تشرين2/نوفمبر 2015 20:52
Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com