نيسان/أبريل 26, 2024
الشريط

اسقاط الطائرة الروسية يدفع باتجاه تورط بري روسي في سوريا

تشرين2/نوفمبر 19, 2015 1523

تسارعت تداعيات تحطم الطائرة الروسية بفعل عمل ارهابي من قبل تنظيم الدولة الاسلامية الى زيادة التورط الروسي في العمليات العسكرية في سوريا. فقد عرض قادة الجيش الروسي الذين كانوا يطلعون الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على سير العمليات في سورية، خريطة تحمل إشارة إلى ما تضاهي وحدة مدفعية بالجيش الروسي.

وعرضت الخريطة في لقطات بثها التلفزيون الروسي، للقاء لاطلاع "بوتين" على أحدث التطورات بمقر وزارة الدفاع أمس الأول الثلاثاء، حيث تم إبلاغ الرئيس بكيفية تكثيف الكرملين لعملياته ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وحملت الخريطة التي عرضت في وزارة الدفاع عنوان "أنشطة القوات المسلحة في الجمهورية العربية السورية بمنطقة مهين"، وتظهر النقطة التي تم رصدها على الخريطة، أن المدفعية على مسافة نحو 20 كيلومترا من مهين.

ورصد الخريطة مدون حاد البصر معني بالشؤون العسكرية الروسية، وظهرت بها نقطة قرب بلدة صدد في سورية بين مدينتي حمص ودمشق، تصاحبها كلمات "(5 جاباتر) (إيه.بي.آر120) (إيه65بي إم.إس.تي.إيه. بي)، ست قطع من 14.00 إلى 06.11".

وتعبير "جاباتر"، هو اختصار شائع الاستخدام في الجيش الروسي للإشارة إلى "بطارية مدفع هاوتزر"، أما الاختصار "إيه.بي.آر"، فهو يدل على "لواء مدفعية"، والتصنيف (2إيه65بي إم.إس.تي.إيه. بي)، يصف نوعية من مدافع "هاوتزر" يستخدمها الجيش الروسي.

وللجيش الروسي لواء يحمل اسم اللواء 120 مدفعية، ويتخذ من سيبيريا قاعدة له، وهو مزود بمدافع 2إيه65، وأكد جندي به، أن هذا اللواء يتمركز في سيبيريا، لكنه لم يذكر ما إذا كان يعمل في سورية.

ولدى سؤال المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" عن الخريطة، قال "في سورية هناك فرقة فنية (من الجنود) لها صلة بتنفيذ العملية الخاصة بالقوات الجوية الروسية".

وأضاف: "لا توجد قوات برية هناك، والجنود الروس لا يقومون بعملية برية، الرئيس قال هذا أكثر من مرة"، مؤكداً أن أي أسئلة أخرى يجب أن توجه لوزارة الدفاع، وأنه ليس خبيراً في الخرائط العسكرية.

وفي هذا الإطار، ذكر مصدر في قوات النظام، أنه "يوجد مستشارون روس في بلدة صدد يقدمون الاستشارة لقواتنا بشأن المدفعية".

وتقصف روسيا أهدافاً في سورية منذ 30 أيلول/ سبتمبر، وقالت إنها ستكثف حملتها الجوية بعد تأكيد سقوط الطائرة الروسية فوق مصر الشهر الماضي بتفجير قنبلة.

من حهتها اكت الادارة الاميركية إن سفينتي إنزال دبابات وصلتا إلى مرفأ طرطوس السوري، حيث لروسيا قاعدة دائمة.

وأضافت المصادر، أن الأميركيين رصدوا شمالاً في منطقة اللاذقية نحو عشر آليات لنقل الجنود ووجود عشرات الجنود الروس، مؤكدة أن الروس ربما يقومون ببناء قاعدة جوية متقدمة، لكن ليست لديهم أسلحة حالياً.

ويتمركز الجنود والآليات في مطار "باسل الأسد" الذي يضم مباني مسبقة الصنع، يمكن أن تحوي مئات الأشخاص ومعدات للمراقبة الجوية.

ووجود قوات من مشاة البحرية الروس، أقرب حالياً إلى نشر قوة لحماية معدات موجودة، إلى أن يتم تشكيل مجموعة قتالية.

لكن الإدارة الأميركية قلقة من نوايا موسكو، وتخشى دخول روسيا المعارك إلى جانب قوات حليفها بشار الأسد، مما يمكن أن يؤدي إلى إضعاف محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قد صرح، أن مشاركة مباشرة في العمليات العسكرية في سورية أمر غير وارد حالياً.

وقال مسؤول أميركي: "لكننا نحكم على روسيا من خلال أفعالها وليس أقوالها"، مذكراً بنفي موسكو لتورط قوات روسية في المعارك في أوكرانيا، وهو أمر لا تشكك فيه الولايات المتحدة إطلاقا.

وأكد الناطق باسم البيت الابيض "ايريك شولتز"، أن الولايات المتحدة "قلقة جداً" من الوضع، وأضاف: "سننظر بتقدير إلى مساهمات روسية ايجابية، في الفوضى السورية، لكن لن يكون أمراً صائباً للجميع بما في ذلك الروس، تقديم دعم إلى نظام الأسد".

أعلنت محطة CNN الأمريكية أن الأقمار الصناعية الأمريكية رصدت ما تم إنزاله من قبل روسيا على الشواطئ السورية.

وقالت المحطة إن ما تم رصده هو رسو قطعتين برمائيتين روسيتين على الشواطئ السورية وأنزلت أكثر من 100 عنصر تابع لمشاة البحرية الروسية أي ما يعادل المارينز في الجيش الأمريكي إلى جانب عشرات العربات الأخرى.

ونقلت المحطة عن الكولونيل المتقاعد سيدريك ليتون، وهو مسؤول سابق في جهاز الاستخبارات الجوية الأمريكية، في تصريح لـCNN أنه إذا بدأت روسيا بعمليات عسكرية في سورية "فإن ذلك سيغير كل الحسابات بصورة جذرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع صراع بين قوات التحالف والقوات الروسية.".

ويشار إلى أن الجنرال المتقاعد جون آلان، مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" قد صرح أول أمس أن تواجد قوات روسية على الأراضي السورية يخلق مشكلة جديدة.

وفي مقابلة حصرية مع CNN قال: "كنا نراقب هذا التواجد الروسي في سورية عن قرب خلال الأيام القليلة الماضية ونتابع أعداد القوات لمحاولة التوصل لمعرفة حول ماذا يعني ذلك؟ وأعتقد أن هذا التواجد أمر سيء حيث أرسلت روسيا قوات لدعم نظام بشار الأسد وهو شخص يتحمل مسؤولية مقتل عشرات الآلاف من السوريين وذلك عدا مسؤوليته في زعزعة استقرار المنطقة."

وتابع آلان قائلاً: "دعم بشار بعد كل ذلك يخلق مشكلة جديدة في المنطقة بشكل عام وقد يدفع بالقوات الروسية إلى مواجهة قوات من التحالف الدولي".

قالت ثلاثة مصادر لبنانية على دراية بالوضع السياسي والعسكري في سورية أمس الأربعاء، إن قوات روسية بدأت تشارك في عمليات عسكرية هناك دعماً لقوات نظام بشار الأسد.  

وأكدت المصادر، أن الروس يبنون قاعدتين في سورية أحداهما قرب الساحل، والأخرى على عمق أكبر في البر لتكون قاعدة للعمليات، مشيرين إلى أن قصد روسيا من التحركات العسكرية في سورية ما زال غير واضح. وقال أحدهما إن المؤشرات الأولية تفيد بأن تركيز التحركات هو إعداد مطار قريب من مدينة اللاذقية الساحلية، وهي معقل للأسد.

وذكر أحد المصادر: "لم يعد الروس مجرد مستشارين، قرر الروس الانضمام للحرب ضد الإرهاب",

وأعلن مسؤول أمريكي سابقا أن واشنطن رصدت "خطوات تحضيرية مثيرة للقلق"، منها نقل وحدات سكنية سابقة التجهيز لمئات الأشخاص إلى مطار سوري ما قد يشير إلى أن روسيا تستعد لنشر أصول عسكرية ثقيلة هنا.

وكانت موسكو قد بررت دعمها للأسد في الصراع بأوضح العبارات حتى الآن خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت إن النهج الغربي في التعامل مع سورية يشبه الاخفاقات في العراق وليبيا.

تسلم خبراء روس مطار اللاذقية الساحلية بشكل كامل، وسيصل الأعداد منهم قريباً، بحسب ما أفاد به مصدر قريب من موسكو لصحيفة "الحياة" اللندنية.

وأكد المصدر، أن الرئيس "فلاديمير بوتين يريد الحفاظ على التوازن العسكري في سورية ومنع انهيار قوات النظام، لفرض تسوية سياسة وتشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس بيان جنيف".

من جانبها صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من نظام الأسد، قالت إن مجموعة من الضباط والجنود الروس وصلت في الثلث الأخير من شهر آب الفائت، إلى قاعدة "حميميم" العسكرية في جبلة قرب اللاذقية، وهي تشغل قسماً من "مطار باسل الأسد الدولي".

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، إلى أن "أراض واسعة محاذية، أُقيمتْ، فيها البنى التحتية لمطار ومعسكر يضم طيارين ومغاوير، ربما يصل عديدهم، الآن، إلى ألف عسكري، لكنه سيصل، على الأرجح، إلى ثلاثة آلاف".

وفي ذات السياق، أعلن مصدر آخر لصحيفة "الحياة" في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن "الانخراط الروسي في سورية تضمن إرسال ضباط رفيعي المستوى، واحتمال إرسال طيارين روس لشن غارات وتسليم مقاتلات ميغ - 31 الاعتراضية وطائرات استطلاع، إضافة إلى ذخيرة وقوة تدميرية أكبر، ووصول ناقلات جند ومشاركة روسية في بعض المعارك من بينها المواجهات مع مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية".

وذكرت "الحياة"، أن "بوتين" اتخذ هذا القرار بناء على "دعوة" رسمية" وجهها رأس النظام "بشار الأسد"، مشيرة إلى أن "مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك زار موسكو سراً قبل زيارة وزير الخارجية وليد المعلم ولقائه بوتين ونظيره سيرغي لافروف في 29 يونيو/ حزيران الماضي. وتردد أن مسؤولاً أمنياً آخر زار روسيا أيضاً"

 

Last modified on الخميس, 19 تشرين2/نوفمبر 2015 10:14
Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com