وجه إبراهيم العسيري في تسجيل صوتي جديد منسوب له غضبه على المملكة العربية السعودية بعدما قامت بإعدام عدد من مقاتلي القاعدة في وقت سابق هذا الشهر، قائلاً إنه كان يعرف العديد منهم شخصيا، وتعهد بالثأر.
العسيري يشتبه بأنه العقل المدبر والمصمم للمتفجرات الإكثر إبداعاً وإزعاجاً، وينسب له علاقته بما سمي قنبلة الملابس الداخلية التي عثر عليها في الطائرة الأمريكية عام 2009، وقنابل الطابعات التي كانت ستشحن إلى الولايات المتحدة العام التالي على متن طائرة أمريكية، وقد ضحى بشقيقه الأصغر في تفجير انتحاري في محاولة فاشلة لقتل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف عندما كان يشغل منصب رئيس مكافحة الإرهاب في السعودية عام 2009.
السعودية التي تخوض اشرس المعارك مع الارهابيين على الجبهتين الداخلية والخارجية كانت تعرضت لعدة هجمات ارهابية كان ابرزها محاولة اغتيال الامير محمد بن نايف وجائت لضرب الاستراتيجية التي وضعها اولا للقضاء على الارهابيين داخل المملكة وخارجها من خلال كشف الخلايا الارهابية واحباط محاولتها التخريبية داخل المملكة. وثانيا لاعادة احتضان من غرر بهم من قبل القاعدة.
وقد تبين في التحقيق حينذاك ان العملية التي خطط لها في مأرب جائت بعد أن حصل انشقاق في تنظيم القاعدة، ولوجود مجموعات تريد فعلا أن تسلم نفسها للسلطات السعودية، فأرادوا من خلال العملية أن يقطعوا طريق العودة على كل من يقرر التوبة من فكر تنظيم القاعدة.
اما في تفاصيل العملية التي استهدفت القضاء على العسيري، فقد شنت قوات التحالف الدولي في وقت سابق هجمات وصفت بأنها "ضخمة وغير مسبوقة" وكانت موجهة لاغتيال العسيري حيث قتل فيها 65 شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، كما تمت مهاجمتهم من الأرض والجو، وشارك أفراد من قوات النخبة الأمريكية فيها.
ويقول مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته بأنه لم يكن هناك أميركيون كجزء من الاشتباك على الأرض، ولكن القوات الأمريكية كان لديها أجهزة رؤية ليلية وطائرات بدون طيار تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية كانت تعمل خلف القوات اليمنية في منطقة جبلية نائية في جنوب اليمن، والمروحيات اليمنية التي استخدمها الجنود الأمريكيون هي مروحيات من صنع روسي، ما يقلل من أثر الخطى الأمريكية في العملية.
وفيما يؤكد مسؤولون أمريكيون بأن العملية لم تستهدف العسيري بشكل مباشر، ولكنه كان من بين أولئك المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة الذي قتلوا في العملية. لكن الفحوصات التي أجريت على الحمض النووي اثبتت بأنها ليست لجثة العسيري كما إن نتيجة اختبارات الحمض النووي DNA جاءت سلبية كذلك، في مطابقتها مع الحمض النووي لناصر الوحيشي، الذي يعتقد بأنه زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.
أكثر ما يقلق الاستخبارات الأمريكية أولا ان الرسالة الصوتية التي بثها العسيري تشير الى احتمال ان يكون العسيري ما زال حيا وثانيا قدرته على صنع عبوات ناسفة متقنة لا يمكن كشفها وهو قادر على تجييش الجماعات المنتسبة للقاعدة لضرب أمريكا وما بعدها.
ويقول محللون انه في حال كانت الرسالة الصوتية حقيقية، فإن هذه الرسالة تُعد تطوراً كبيراً لأن مسؤولي الاستخبارات يقولون إن العسيري لا يصدر بيانات علنية أبداً. ويضيف الخبراء أنه لا بد من وجود سبب وراء مخاطرته الكبيرة، خصوصاً مع وجود جائزة تصل إلى خمسة ملايين دولار للقبض عليه أو لتصفيته. إضافة الى معرفته بإمكانية تقفي أثر الرسالة، إما بواسطة الشركة الناقلة أو نوع من الختم الرقمي.
كما يقول محللون اخرون انه ربما هناك عناصر ارهابية غير العسيري ممن تعلم حرفته وظل متخفياً، فأدركوا أن أعظم قيمة له ليست بتخفيه كصانع للمتفجرات، بل بحشده لعناصر التنظيم علناً كشخصية معروفة في فكرها الارهابي.