نيسان/أبريل 26, 2024
الشريط

الات كشف المتفجرات من يكشف عيوبها؟

تموز/يوليو 05, 2016 3422

فتح تزايد التفجيرات الإرهابية بواسطة العبوات والاحزمة الناسفة باب النقاش واسعا امام فعالية الات كشف المتفجرات وقدرتها على ضبط المواد المتفجرة وكشفها قبل تنفيذ التفجيرات. ويجري الحديث اليوم عن مدى صلاحية هذه الأجهزة ومدى فعاليتها وتحديد مستوى الرقابة الفنية القائمة لمنع استيراد أجهزة مشابهة خاصة ان هذه الأجهزة تستخدم من قبل المؤسسات الأمنية الرسمية وشركات الامن الخاصة على حد سواء.

وتتوافر في الأسواق عدة نماذج من الات كشف المتفجرات وتتمحور الأسئلة حول فعاليتها بالنقاط التالية:

1-    هل ان الات كشف المتفجرات قادرة على كشف نوع محدد من المتفجرات دون سواها؟

2-    ما هي حقيقة الأجهزة المزورة وكيف يمكن التعرف على عيوبها؟

3-    هل هناك أجهزة قادرة على كشف مختلف أنواع المتفجرات؟

4-    هل نحن امام متفجرات جديدة لا تستطيع تقنيات اليوم كشفها؟

يقول المحللون ان كافة الأجهزة العاملة بواسطة هوائي متحرك هي أجهزة مزورة وقد انتجتها شركة ATSC البريطانية، وتدعي الشركة أن هذا الأجهزة يمكن أن يكشف عن بعد موقع وجود أنواع مختلفة من المتفجرات والمخدرات وغيرها من المواد.

وفي كانون الثاني 2010 بثّت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً شارك فيه مهندسون وخبراء وعلماء فيزيائيون و كيميائيون، أثبت بالدليل القاطع فشل تلك الاجهزة في كشف المتفجرات

وفي العام 2013 حكم على مؤسس الشركة البريطاني جيمس ماكورميك بالسجن عشرة اعوام، بعد ادانته بثلاث جرائم احتيال، بعد قيامه ببيع أجهزة وهمية للكشف عن القنابل إلى العراق.

ومن هذه الأجهزة الجهاز المعروف بـ ADE 651  الذي اثار جدلاً دولياً كبيراً ، كما هو الحال مع جهازي GT200  وAlpha 6   المطابقة تقريباً، والتي تستخدم على نطاق واسع في العديد من دول العالم الثالث.

وفي هذا الاطار حمل المرصد العراقي لحقوق الانسان الحكومة العراقية مسؤولية التفجيرات الارهابية التي هزت العاصمة العراقية بغداد. وذكر المرصد في ان الحكومة العراقية ما زالت تستخدم أجهزة كشف المتفجرات غير الصالحة للعمل وتعتمدها في نقاط التفتيش ، مبينا أن هذا الامر يمثل استهانة بدماء الشعب العراقي وتعزيزا لمفهوم الاستغفال الذي تعتمده منذ ثلاثة عشر عاما.

وقد أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أوامر بالتوقف عن استخدام الأجهزة المزيفة للكشف عن المتفجرات عند الحواجز الأمنية بعد تفجير الكرادة الأخير ببغداد الذي راح ضحيته مئات القتلى. مع العلم ان العراق سبق واشترى نحو 6000 جهاز لكشف المتفجرات خلال أعوام 2008 و2010، بهدف الكشف المبكر عن السيارات والحقائب المفخخة ، وتم توزيع الأجهزة على نقاط التفتيش المنتشرة في العراق.

التقنيات المستخدمة عالميا في كشف المتفجرات والتي اثبتت فعاليتها تركز على ثلاثة مبادئ علمية وهي:

اولا- ألاجهزة التي تستخدم نظام الأشعة أكس،تقوم هذه الاجهزة بالتعرف على المتفجرات من خلال الكثافة الفيزيائية والعدد الذري للمادة، ويقوم الكومبيوتر بتلوين المواد الخطرة والمشبوهة (مواد عضوية او كيميائية ) على شاشة العرض ليتمكن المراقب من تحديد الاخطار . ومع التطور التكنلوجي السريع اصبحت اجهزة الاشعة اكس صغيرة الحجم وسهلة النقل والاستعمال، فاصبح بأمكان فرق مكافحة المتفجرات من الكشف على ألاغراض المشبوهة بطريقة آمنة وفعالة.

اجهزة السكانر ذات اعتمادية عالية وفعالية ممتازة. في بعض الحالات القليلة، تعطي هذه الاجهزة انذارات كاذبة، والسبب يعود لكون بعض المواد لا يمكن تميزها فهي لها نفس بروفيل مواد متفجرة اخرى، ولها نفس الكثافة الفيزيائية والعدد الذري.


 cg

ثانيا- ادوات الكشف الكيميائي، تتم عبر مسح المواد المشبوهة بقطعة قماش خاصة  ثم رشها بمادة كيميائية  ما يؤدي إلى تغيير لونها في حال كان هناك آثار قليلة جدا من المتفجرات. الكشف الكيميائي يعد من الوسائل العملية والمضمونة والارخص ثمنا . آثار المتفجرات تدوم لفترة طويلة (عدة ايام) وتاتي من الاحتكاك المباشر مع المادة المتفجرة او الانتقال بالعدوى من ايدي صانع المتفجرات او من يضعها داخل السيارة. هناك عدد كبير من الشركات التي تنتج انواع مختلفة من ادوات الكشف الكيميائي معظمها فعال ، وهنا تاتي مهمة الاجهزة الامنية في اجراء تجارب على كل صنف من هذه الادوات والتحقق من مدى قدرته على اكتشاف المتفجرات بانواعها المختلفة


 

 

ثالثا- أجهزة الاشتمام، ان المواد المتفجرة تنتج غازات متطايرة مثل أكاسيد الأزوت وغيرها والتي يسهل اشتمامها. هذه الاجهزة هيعبارة عن آلة تسحب الهواء، تحلّله وتتفاعل في حال كان هناك 1 على مليون من ذرات الغازات التي تتبخر عن المتفجّرات وتحدّد ما اذا كان هناك متفجّرة أم لا.  لدى هذه الاجهزة اداء عملاني جيد، وهي تعتبر من الافضل في العالم، سهلة الاستخدام ويمكن الاعتماد عليها، غير انه من المهم معرفة نوع وعدد الابخرة التي يمكن لكل جهاز التعرف عليها ، وذلك بسبب وجود عشرات الانواع من المواد المتفجرة المحلية الصنع المستعملة من قبل الارهابيين والتي لا تصنف كمتفجرات عسكرية كلاسيكية.


وأخيرا، اشتمام المتفجرات عن طريق الكلاب، وهي الطريقة الأقدم حيث أن الكلاب لديها القدرة على اشتمام رائحة قطرة من الدم داخل عدة أمتار من الماء، تستطيع الكلاب المدربة  (K9)على كشف المتفجرات  غيرانها بحاجة الى التدريب على ايدي خبراء وبشكل مستمر، كما تحتاج الكلاب الى فترات من الراحة خلال نوبات العمل حتى لا تصاب بالملل او التعب وذلك بعكس الاجهزة الالكترونية.

من مشاكل استخدام الكلاب هو أن انتباه الكلاب من الممكن أن يتعرض للتشتت، تماماً مثلنا نحن البشر، وهنا تكمن المشكلة في أن يشرد ذهن الكلب في القطة التي تمر في الحي أو الكلب من فصيلة دوبرمان في المبنى المجاور. ومن الممكن أن تصدر الكلاب إشارة تدل على وجود متفجرات لمجرد إرضاء مدربيها أو لمجرد جذب الانتباه في حالات الملل،  لذلك يرى بعض الخبراء أن الأجهزة أكثر فاعلية للكشف على المتفجرات.


 هناك بعض الحالات الشاذة عن المبادئ الثلاثة الرئيسية ، وهي مجموعة من المتفجرات المصنعة محليا والتي يقوم بتصنيعها  بعض المنظمات الارهابية ، وهي مواد جديدة وغير معروفة في عالم المتفجرات وبالتالي لا تصنف كمتفجرات عسكرية تقليدية وبالتالي لا يمكن التعرف عليها بسهولة ، ولهذه الاسباب انشأت الولايات المركز التحليلي للأجهزة الناسفة الإرهابية الذي يقوم المحققين بمقارنة الأدلة المادية لمعرفة نوعية المواد المستخدمة في العبوات الناسفة، بحيث يمكن للمحققين أن يرسموا روابط بين القنابل وصانعيها. ويمكنهم تعقب عبوات ناسفة متعددة إلى مصنع واحد أو حتى فرد واحد. كما يمكنهم متابعة المواد والتقنيات جديدة، بحيث تضاف الى اللائحة المتعارف عليها دوليا والتي تشمل مئات الانواع نوع من المتفجرات.

 
Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com