دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى "الاهتمام بشؤونهم" بدلا من اتهامه بشن حملة قمع بسبب الملاحقات الجارية في تركيا بحق المشتبه بتورطهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد قبل اسبوعين.
وقال اردوغان في خطاب في القصر الرئاسي ان "البعض يعطينا نصائح. يقولون انهم قلقون. اهتموا بشؤونكم! التفتوا الى ما تحتاجون اليه انتم!".
كما اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مسؤولا عسكريا أمريكيا بارزا بمناصرة الإنقلابيين الذين حالوا الإطاحة به منذ أسبوعين.
ووجه إردوغان تعليقاته للجنرال جوزيف فوتيل، أكبر قائد عسكري أمريكي في المنطقة، الذي كان قد قال إن حملة التطهير في قوات الجيش التركي بعيد محاولة الانقلاب قد تضر بالتعاون العسكري بين البلدين.
وقال إردوغان إنه يجب على فوتيل شكر تركيا لضمان الديمقراطية.
وكان فوتيل قال الخميس "بالتأكيد كانت لنا علاقات مع الكثيرين من القادة الأتراك، خاصة القادة العسكريين. أنا قلق على التأثير على هذه العلاقات مع استمرار الوضع".
ورد إردوغان الجمعة "ليس الأمر متروكا لك لتتخذ مثل هذا القرار. من أنت؟ اعرف مكانك! أنت تنحاز للانقلابيين بدلا من شكر هذه الدولة لتغلبها على محاولة انقلاب".
وأضاف "يقول (المنتقودون) إننا قلقون على مستقبل (تركيا). ولكن علام يقلق هؤلاء السادة؟ على ما إذا كان عدد المعتقلين سيرتفع؟ إذا كانوا مذنبين، سيرتفع العدد".
وقال فوتيل ردا على تعليقات إردوغان " إنها أمر مؤسف وغير صحيح على الإطلاق".
وقال جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الخميس إن حملة تركيا بعد الانقلاب تعوق التعاون التركي الأمريكي في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن قاعدة عسكرية استخدمها الانقلابيون ستغلق.
وأُنهيت خدمة أكثر من مئة جنرال وأعتُقل آلاف الضباط منذ محاولة الانقلاب.
كما اعرب الرئيس التركي عن اسفه لان ما من مسؤول غربي كبير زار بلاده منذ محاولة الانقلاب العسكري الدموية التي شهدتها في 15 تموز/يوليو.
وقال ان "هذه الدول التي لا يقلق زعماؤها على الديموقراطية التركية ولا على ارواح مواطنينا ومستقبلهم بقدر ما يقلقون على مصير الانقلابيين لا يمكن ان تكون صديقة لنا".
كما اعلن اردوغان انه قرر في بادرة حسن نية اسقاط مئات الدعاوى القضائية المرفوعة ضد اشخاص متهمين باهانة الرئيس.
وبحسب الارقام الرسمية هناك حوالي الفي شخص ملاحقون قضائيا بتهمة اهانة رئيس البلاد ابرزهم احد قادة المعارضة.
من جهته اكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم انه تم "تطهير" الجيش من كل العسكريين المرتبطين بالداعية فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقال يلدريم في خطاب بالقصر الرئاسي "لقد نظفنا الجيش كله من عناصر +فيتو+ الذين كانوا متخفين بالزي العسكري"، مستخدما التسمية التي تطلقها الحكومة على المنظمة التي يديرها غولن من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.