على أثر المحاضرة القيّمة التي القاها صاحب السمو الملكي العميد الركن الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود ( دور القطاع الخاص في حماية الأمن الوطني ) بغرفة المنطقة الشرقية بيوم الاربعاء الموافق ١ مارس ٢٠١٧، نرى اننا نعيش اليوم في ظل الشبكات التواصلية الجديدة عصر انفتاحٍ كبير، فمع تطور وسائل الاتصال بالعالم الخارجي المكوَّن من أفراد مختلفين وشخصيات معنوية مؤسسية أوجدت لنا تغيراً ملحوظاً في مفاهيم بعض الشخصيات، وبلبلة في الفكر، وزعزعة لبعض الثوابت الدينية والاجتماعية و السياسية، وردود أفعال لم يسبق لها مثيل ؛ تشكلت معه هويتهم الجديدة.
فالوطن بجميع مكوناته ومستوياته العمرية خاصة الشباب؛ هم الهدف الرئيسي لأي عملية بناء أو هدم للمجتمع ؛ لذلك تتناوش هذه الشريحة أطياف فكرية مختلفة ؛ لكسبها إلى صفّها وتحقيق أهدافها.
ولا يخفى على أي مطلّعٍ ما تمر به المملكة العربية السعودية من تحديات متتابعة؛ لاستخدام الشباب وقوداً مباشراً لهذه الاضطرابات؛ باستدراجهم لخط النار، بـالغلو والعنف والعدوان على أوطانهم التي احتضنتهم، ولكن بجهود المخلصين من العلماء و رجال الأمن ورجال الأعمال و المثقفين وتنجح دولتنا في كل مرّة ولله الحمد من تجاوز كل الخطورات، بحكمة قيادتها ثم بكفاءة المختصين، و يُكسِبها التحدي طريقاً جديداً للاستمرار.
قال الله تعالى : " وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" و قال الملك الصالح المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (طيب الله ثراه) : " غايتي في كل وقت الدفاع عن ديني وبلادي وشرفي وأشهد الله على أني أتمنى وأسعى للائتلاف والتصافي في كل وقت وآن."
وقد عبّر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله ) في كلمته الواضحة التي تسعى لوضع الخطوط الحمراء لأمن هذه البلاد : "بلدكم بخير ونعمة وأمن واستقرار ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته وحدود المملكة من كل جهة أمانة في أعناقنا كلنا".
إن الأمن الوطني بمفهومه العام يتلخص في ( قدرة الدولة على رد أي عدوان، قد تتعرض لهُ من قبل دولة أخرى؛ سواءً باستخدام الدفاع العسكري، أو أي أسلوب يساهم في المحافظة على تطبيق الأمن الخارجي، والداخلي للدولة، دون وجود أية سيطرة، أو سلطة من دولة، أو جهة أخرى عليها ).
ولا يكون النجاح حليفاً لهذه الغاية السامية والمهمة الخطيرة إلا بتكامل التركيبة الأساسية لمنظومة الأمن الوطني من خلال (البعد الاقتصادي و البعدالعسكري والبعد الديني والبعد الأيدلوجي ، تحت البعد الأهم وهو البعد السياسي ).
وموضوع المحاضرة التي القاها صاحب السمو الملكي العميد الركن الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود ( دور القطاع الخاص في حماية الأمن الوطني ) بغرفة المنطقة الشرقية بيوم الاربعاء الموافق ١ مارس ٢٠١٧ ممثلتا بالاستاذ عبدالرحمن العطيشان الذي احتضن تلك المحاضرة، جاء متزامناً مع الدور الريادي الذي قام به رجال الأعمال ويسعون لتحقيقه في تأمين السياج الداخلي للاقتصاد المحلي و الذي ينعكس بدوره على الموقف الدولي للمملكة اقتصادياً ، فهو يحرص على استيعاب أية أزمة اقتصادية عند حدوثها، مع واقع أي تأثيرات سلبية قد تحدث على الأمن الوطني، لذلك تسعى الدولة لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الاقتصادية التي تواجهها، وخصوصاً التي تؤثر على الحاجات الأساسية للأفراد و انسيابية الحياة اليومية للجميع ، وتحقيقا لرؤية 2030 ودورها الايجابي في دعم الاقتصاد وتعزيز الامن الوطني.
وفي الختام نسأل الله أن يوفق سمو الأمير لما قدمه من اثراء معرفي لدور القطاع الخاص واعطائه دورا مناسبا خارج منظومة الامن ليؤدي واجبه الوطني، وفي مسعاه لرفع منسوب التوعية حيال المخاطر التي تتهدد مجتمعنا ومملكتنا والتي تنعكس كواقع تطبيقي نلحظ آثاره الإيجابية على حاضرنا ومستقبلنا.
والشكر موصول لسعادة رئيس مجلس ادارة غرفة المنطقة الشرقية الاستاذ عبدالرحمن العطيشان السباق في إثراء القطاع الخاص بالمعارف المختلفة وطرح المواضيع التي نحن في أمسّ الحاجة إليها.
واسأل الله العلي القدير لوطني ولولاة الامر كل خير وتوفيق وتسديد انه سميع مجيب والله يرعاكم.
فهد عبدالله الكهلان
باحث بالشؤون الأمنية