بعد سنوات من مقاطعة إيران، تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن الشركات الغربية تتسابق إلى طهران، في الوقت الذي تسجل الشركات الأمريكية غياباً لافتاً.
في فبراير (شباط)، باعت رينو 15,230 سيارة في إيران، بزيادة 175 في المئة عن السنة الماضية ووُقعت عشرات من مشاريع التنمية والصفقات منذ إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الست الكبرى عام 2015 والذي رفع سلسلة من العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وبين هذه الشركات بيجو ورينو المصنعتان للسيارات. وتسعى شركة فودافون البريطانية إلى التعاون مع شركة إيرانية لبناء شبكة بنى تحتية للاتصالات. ووقعت شركات نفطية كبرى، بينها شركة شل الهولندية اتفاقات موقتة لتطوير مطادر الطاقة. ودخلت شركات عملاقة للبنى التحتية مثل سيمنز الألمانية في اتفاقات لإقامة مشاريع عملاقة.
الشركات الأمريكية
وكانت شركة بوينغ الأمريكية وقعت العام المضي اتفاقاً لبيع طهران 80 طائرة قيمتها 16,6 مليار دولار. ولكن الاتفاقات مع شركات أمريكية تبقى عموماً قليلة.
وبقيت اثنتان من كبرى شركات السيارات في العالم، وهما فورد موتور وجنرال موتورز بعيدتين من إيران منذ توقيع الاتفاق النووي. وقالت ناطقة باسم فورد إن الشركة تلتزم القانون الأمريكي ولا تقيم أي اتفاقات مع إيران. وأوضح الناطق باسم جنرال موتورز طوني كرفون أن "الشركة تركز على أسواق أخرى وفرص أخرى".
بيجو
ومن جانبه، قال رئيس شركة بيجو في الشرق الأوسط جان-كريستوف كيمار إن الدخول المبكر للشركة إلى إيران ترك المنافسين الأمريكيين مربكين، مضيفاً: "هذه فرصتنا".ويقول محللون إن الشركات الأمريكية مهددة بخسارة اتفاقات مربحة لصالح شركات أخرى في سوق واعدة تعد 80 مليون نسمة، الأمر الذي يطلق منافسة بين شركات أوروبية وآسيوية تواقة إلى اكتساب ميزة عن المنافسين الأمريكيين الأكثر حذراً. ولكن الشركات الأمريكية التي تصل متأخرة لن تواجه على الأرجح مصاعب في التعرف على الأخطار السياسية والمصاعب البيروقراطية في إيران.
آبل
واستكشفت شركة آبل دخول إيران بعدما سمحت إدارة أوباما تصدير أجهزة اتصالات شخصية عام 2013، وفقاً لأشخاص على اطلاع على المسألة. ولكن الشركة امتنعت عن دخول تلك السوق بسبب مشاكل قانونية ومصرفية. وتحتاج الشركات الأمريكية عادة إلى ترخيص خاص من وزارة الخزانة للقيام بأعمال مع إيران. ويعقد الأمور للشركات الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما هدد في حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات جديدة على البلاد بعد تسلمه منصبه بوقت قصير. والأحد فرضت طهران عقوباتها الخاصة على 15 شركة أمريكية، وخصوصاً شركات دفاعية.
وأزال الاتفاق النووي سلسلة من العقوبات الأمريكية والأوروبية والدولية التي أعاقت تصدير النفط الإيراني ومنعت الاستثمارات الأجنبية في البلاد. وفيما استثنيت المواد الغذائية والأدوية والمنتجات الزراعية من القيود الأمريكية، لا تتوافر المنتجات الأمريكية في طهران إلا عبر وسطاء أجانب أو مصدر من فريق ثالث.
200 ألف سيارة
وتنوي بيجو بلوغ مستوى تصنيع 200 ألف سيارة سنوياً في إيران بحلول السنة المقبلة، بالتعاون مع شريكها الإيراني إيران خوضرو، وذلك بموجب اتفاق قيمته 432 مليون دولار وقعه الجانبان في يونيو (حزيران). وحتى الآن، تضاعفت وتيرة بيع سيارات بيجو ورينو في إيران. ففي فبراير (شباط)، باعت رينو 15,230 سيارة في إيران، بزيادة 175 في المئة عن السنة الماضية.
وكان للشركات الآسيوية، والصينية تحديد، وجود متنامٍ في البلاد، في ظل العقوبات. وزاد بعضها نشاطاته منذ رفع العقوبات، بينها شركة تشاينا ناشونال بتروليوم كورب التي انضمت إلى شركة توتال الفرنسية في اتفاق مبدئي لتطوير حقل غاز إيراني كبير.
موقع 24 الاماراتي