بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
إنتهت ألتدريبات ألتي نفذتها وحدة ألإستطلاع 845 للعمليات الخاصه “كوماندوس الصحراء” في لواء ألنخبة “غيفعاتي” 84- Givati و تَعني “لواء ألجحيم” ألتابع لسلاح ألمُشاة في جيش ألعَدو ألإسرائيلي ، ألتي إمتدت طوال أربعة أشهر بهدف تحسين قدرات الجيش وجهوزيته للحرب ضمن مشروع جدعون “ألتسمية آتية من قصة في كتاب ألعهد ألقَديم” الخُماسي “5سنوات”…
حرص ألجنرال “يارون فينكلمن” Yaron Finkelman قائد أللواء خلال ألمناورات على تنفيذ محاكاة لحرب شاملة مع عناصر حزب ألله أللبناني “إحتلال مراكز، تفجير أنفاق، عمليات إنزال، إقتحام ألقرى و دهم ألمنازل، إلخ..”
إضافة إلى سعيه رفع ألمستوى ألقتالي لجنوده ،، بعد أن تآكلت هيبة أللواء بشكل دراماتيكي منذ عام 2014 لِجُملةِ أسباب منها ألمواجهات مع حركتي حماس و ألجهاد ألإسلامي في قطاع غزة – محور صلاح ألدين حيث تم تفجير ألعديد من ناقلات ألجنود و مقتل أطقمها بما عُرِف بإسم “كارثة ألملالات” M113 Disaster فكان ألرد بإرتكاب مجازر بحق ألمدنيين ألفلسطينيين إضافَةً إلى جُملة إرتكابات مخجلة لا أخلاقية و جرائم متعددة إرتكبها ضباطه “تدمير ممتلكات، سرقة أموال ألتبرعات، ألتحرش ألجنسي، إختفاء ألأسلحة، تعاطي ألمخدرات، ألفساد.. إلخ”،،
و تفاقم ألأمر بحصول ألعديد من حوادث ألإنتحار ألغامضة في صفوف ألجنود و ضباط ألصف ،، ألأمر ألذي جعل معنويات ألوحدة في ألحضيض ..
إزاء هذه ألتدريبات و ألمناورات ، هل من حرب قريبة على ألجبهة ألشمالية لفلسطين ألمحتلة ؟؟
عَلَقَ على ألسؤال نائب قائد أللواءألعقيد عالون بايزر قائلآ :” إن هذه التدريبات على الحدود الشمالية تأتي لمواجهة التحديات، التي يفرضها “العدو- حزب ألله” الذي بات أكثر قوة في السنوات الفائتة ، و أنه يأمل بأن لا يحدث هذا الأمر ، محذّرا من عدم تجريب قواته لما سيترتّب على ذلك من أثمان باهظة”،، و توجه للإسرائيليين قائلاً: “نحن على أتم الاستعداد، وبإمكانكم التعويل على قوّتنا في الحرب المقبلة”..
في نفس ألسياق ،، لا يزال رئيس وزراء ألعدو بنيامين نتنياهو يحاول ألهروب إلى ألأمام من مشكلاته ألداخلية كملف ألفساد ألمتورط فيه مع زوجته “سارة آرتزي”، إضافة إلى صدمة إستقالة وزير ألدفاع “أفيغدور ليبرمان” و ذلك تحت غطاء أو بِحجة تعاظم ألقدرة ألعسكرية و ألقتالية لحزب ألله و ألخبرة ألتي أكتسبتها وحداته في ألمَيدان ألسوري خلال ألمواجهات مع ألمجموعات ألإرهابية ألتي لا يستهان بقدراتها سواء على صعيد ألعديد أو ألتسليح ،، كما أنه يغذي ألخوف لدى ألمستوطنين من قدرات حركتي حماس و ألجهاد ألإسلامي في قطاع غزة …
و هو يعتمد أو يعتقد أن عمليات ألتطبيع ألجارية على نحو مُعلن مع بعض ألدول ألعربية بِمثابة إنجاز يسجل في رصيده ويمكن “تقريشه” في ألإنتخابات ألمقبلة …
بألمتابعة تبين أنه منذ إلقاءه مطالعته ألواهية في ألأمم ألمتحدة مُبرِزآ صورآ منقولة عن “Google Earth” لمحيط مطار بيروت “رفيق ألحريري” ألدولي ، بدا نتنياهو كمن يحاول إستجلاب عطف و تأييد ألمجتمع ألدولي بغية توفير ألمناخ ألملائم لشن ألحرب على لبنان ، و إستتبع ذلك بِمسرحية ألأنفاق ألمكتشفة أو ألتي كُشِفَ عنها بهدف تهدئة ألهلع ألمستوطن في أذهان سكان ألشمال لجهة قدرة “لواء ألرضوان” ألتابع لحزب ألله على إقتحام منطقة ألجليل و إحتلال مستوطنات و أخذ رهائن في أية حرب قادِمة ، مُطمئنآ ألمستوطنين أن بناء ألجدار ألفاصل على ألخط ألأزرق ألحُدودي كافٍ لدرء ألخطر و مُبررآ في آن “كلفته ألمالية” علمآ أنه بألمنظور ألعسكري جدار دفاعي لا يقدم و لا يؤخر و جاءت حيازة حزب الله للصواريخ ألذكية و ألدقيقة ألتوجيه لتصب ألزيت على ألنار ضمن توازن ألرعب ألرادع و ألمؤكد …
بِموازاة ذلك ،، تأتي ألأعتداءات ألإسرائيلية ألجوية و ألصاروخية على مواقع عسكرية في سوريا لا سيما محيط مطار دمشق برهانآ على جدية و إحتمالية ألإنجراف نحو حرب جديدة ..
من جهة أخرى ، يعتبر نتنياهو إن ألضغوطات ألأميركية ألمالية و ألديبلوماسية على إيران و بألتالي على حزب ألله هي إحدى أدوات ألصِراع أللازمة للمواجهة ألمحتملة فهو على قناعة تامة بأن ألتهديدات للكيان ألإسرائيلي باتت وجودية أكثر مِن أي يومٍ مضى لكنه مضطر لِلأخذ بعين ألإعتبار ألنفوذ ألروسي و إنتشاره ألعسكري و قواعده في سوريا كَرادع إضافي ، إذ لم يَعُد بإمكانه أللَعِب مُنفرِدَآ و من هذه ألزاوية أيضآ تبدو صعوبة إتخاذ قرار ألحرب على لبنان ..
كما من ألبديهي أيضأ عدم سماح موسكو بذلك خاصة أنها في مرحلة إنجاز ألتسوية في سوربا و ألقضاء على ما تبقى من وجود لداعش في ظل ألإنسحاب ألأميركي من شرق و شمال شرق سوريا …
بألتزامن ،، و في حديثه للوكالة الروسية للأنباء كشف ألسفير ألروسي في بيروت “ألكسندر زاسبيكين”: أن ألمنطقة على مفترق طرق و نحن نبذل جهودًا كي لا يحدث أي شيء بين لبنان و إسرائيل أنني لا أرى اليوم و لا في المستقبل المنظور خطر حرب و ليس من مصلحة الطرفين توتير الأجواء ، وأتوقع ألا يحدث تغيير للاستقرار الحاصل اليوم …
من ألجَلي أن عُروض ألتسليح ألإيرانية و ألروسية للجيش أللبناني رغم إنها لن تتم و متحفظ عليها لجملة أسباب منها ألإنقسام ألسياسي ألعامودي تجاهها و منها ألتقني ألمتعلق بألجيش “نوعية ألتسليح، قدرة ألإستيعاب، ألمدة ألزمنية للتدريب توصلآ للجهوزية ألقتالية، مواءمة نوعية ألسلاح مع حاجات ألجيش أللبناني إلخ ..”
إلا أن دلالاتها في غاية ألأهمية ليس أقلها ألثقة بألجيش أللبناني و قيادته و لُحمَتِه و إنضباطيته .
بألمقابل ،، تبقى إحتمالات ألمواجهة ألمفتوحة قائمة في أية لحظة و هذا ما لا يمكن تَصفيرَه لإرتباطه بظروف ألأقليم و تداعيات ما يجري في منطقة ألشرق ألأوسط كَكُل إضافةً إلى سَيل ألتهديدات ألأميركية لإيران و تناقضات مواقف “ألإستبليشمنت”، حيث كشف ألسيناتور “كريس ميرفي” أليَوم عن أن “ألإستخبارات ألأميركية CIA تؤكد عدم صحة إدعاءات مستشار ألأمن ألقومي جون بولتون بشأن إيران و هو يعلم ذلك ،”بولتون” يتذرع بسعي إيران لإمتلاك أسلحة نووية و هذا أمر غير صحيح ، إنه يمهد لحرب ضد إيران و على ألأميركيين أليقظة”..!
ألخشية مَشروعة من ألعَدو و ألخطر بِلا شك موجود كما أن ألقدرة على ألتصدي و ألردع متوفرة ،، لَكِن ألهدوء مَفروضٌ حتى ألآن بوجود قيمة مضافة تتمثل بِرفض ألمُجتَمَع ألدولي أي إعتداء على لبنان لِجملَة أسباب حدها ألأدنى تلافي تهجير ألنازحين ألسوريين مجددآ لِما لِذلك من مضاعفات و نتائج ستطال أوروبا تَحديدآ ..
ختامآ ،، شراهة نتنياهو و بَعْض ضباطه للحرب مَلجومَة سواءً على صعيد ألداخل ألإسرائيلي ألرافض لأي مغامرة عسكرية أم على ألصَعيد ألدولي كما أسلفنا ، إذ أن فتح ألجبهة في جنوب لبنان أمرٌ مؤلمٌ للطرفين ،، بِناءً عليه ستراوح ألأمور مكانها و سيثابر “يوسي كوهين” مدير ألموساد على رصد قدرات حزب الله “خططه، أنماط سلوكه، تعامله مع ألتهديدات” إلخ… و ألأهم تلافي ألمفاجآت ..!!
أما قوات ألطواريء ألدولية UNIFIL فستواظب على تسجيل ألخروقات في ظل إنحسار تراكمي للقدرة ألإستراتيجية ألهجومية لإسرائيل على فتح حربٍ شاملة و لِأجَلٍ غير مُحَدَد ..
*عَميد،كاتِب و بَاحِث.