بدأ عصر جديد لشركة شاحنات رينو (Renault Trucks) في المملكة العربية السعودية مؤخراً وذلك عبر تجميع أولى شاحناتها من طرازات سي (C) وكاي (K) في المصنع الجديد المتطوّر لدى الشركة العربية لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة (AVI) الموجود في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

ويعد ذلك خطوة بارزة لكل من الشركة العربية لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة والمصنّع الفرنسي الرائد للشاحنات، حيث تم تجميع أولى (شاحنات رينو) في السعودية من خلال التعاون البارز بين عدد من الفنيين والمهندسين المحترفين المتدرّبين لدى رينو وموظّفي الإشراف على الجودة والخدمات اللوجيستية من بورغ-أن-برس، وفريق العمل المحترف وعالي التدريب لدى الشركة العربية لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة.

وقال لارس- إريك فورسبرغ، رئيس شركة ’شاحنات رينو الشرق الأوسط "تعزّز منشأتنا في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التزامنا أكثر تجاه توفير حلول نقل غير مسبوقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ومن خلال الدعم عبر وكيلنا المحلّي ’شركة الزاهد للتراكتورات والمعدّات الثقيلة‘ والشركة العربية لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة، نأمل الاستمرار بخدمة قطاعات الإنشاءات والبنى التحتية والنقل التي تشهد طلباً عالياً في المنطقة، إضافة إلى إرساء معايير جديدة ضمن قطاع الشاحنات الإقليمي".

وبحسب البيان، فإن الشركة العربية لصناعة السيارات والشاحنات المحدودة هي مشروع مشترَك بين شركة الزاهد للتراكتورات والمعدّات الثقيلة المحدودة وشركة فولفو للشاحنات السويدية التي تمتلك شاحنات رينو.

تجدر الإشارة الى ان شركة رينو تراكس تملك أيضا شركة رينو تراكس ديفنس وهي مخصصة لتصنيع الاليات العسكرية على انواعهاو هي أيضا نتاج شراكة مع شركة فولفو ديفنس. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك إمكانية لتطوير عملية تجميع الشاحنات المدنية التجارية لتصبح تصنيعها محليا وما هي امكانية تصنيع الشاحنات والاليات ذات الاستخدام العسكري سعوديا؟.

يرى المحللون ان خطوة التجميع تعتبر أساسية للتمكن من الانتقال لاحقا لمرحلة التصنيع. انما موضوع التصنيع العسكري فهو امر ينبغي التعمق بدراسته بعناية . أولا التصنيع العسكري بحاجة لشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، لا سيما القوات المسلحة السعودية. ثانيا يحتاج التصنيع العسكري الى ضمان توافر الأسواق العسكرية محليا وإقليميا بشكل يضمن استمرار خطوط الإنتاج بعملها. وان لا يكون موضوع التصنيع العسكري متوقف حصرا على تصنيع عدد محدود من الاليات وهنا تنتفي الجدوى الاقتصادية من الاستثمار بهكذا مشروع.

تواجه الصناعات العسكرية صعوبة جمة في ظل التنافس المحموم بين كبرى الشركات الدفاعية. فعلى سبيل المثال العديد من الصناعات الدفاعية في أوروبا الشرقية تواجه خطر الإفلاس بعد ان انحصر تسويق انتاجها داخل الدول المصنعة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وعلى سبيل المثال أيضا مصنع انتاج دبابات الابرامز في مصر انفقت عليه ملايين الدولارات وهو من اهم واحدث المصانع القادر على التصنيع العسكري للعتاد الثقيل، الا انه متوقف حاليا بسبب عدم توافر العقود العسكرية.

التصنيع العسكري هو من اهم التحديات التي سيعمل على تطويرها مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية. ومن شان هذا التنظيم أن يعزز توجهات المملكة الدفاعية والأمنية من خلال إجراء وتطوير البحوث النوعية التقنية المرتبطة بالمجالات الدفاعية والأمنية والإستراتيجية، ويسهم في دعم وتطوير الصناعات الدفاعية وما يرتبط بها من صناعات داعمة من خلال البحث العلمي التطبيقي والتطوير التقني وتشجيع الابتكار ونقل وتوطين التقنيات الإستراتيجية في مجالات الأمن الوطني كافة.

خطوة التصنيع العسكري وتحقيق الاكتفاء الذاتي ونقل التقنية وتوطينها هي خطوة حتمية لدى غالبية الدول العربية. انما نجاح هذه الخطوة وتامين استدامتها وجدواها الاقتصادية يبقى رهن بفعالية الشراكات الإقليمية العربية للتصنيع العسكري.