تسعى دول الخليج العربي الى تطوير قدراتها لمواجهة تهديدات السفن المعادية في الخليج العربي وامتلاك المنظومات القتالية القادرة على شل او تدمير أي سفينة معادية. ابرز هذه المنظومات هي الصواريخ المضادة للسفن وفي مقدمتها صاروخي الاكزوسيت والهاربون الذين شكلا على مدى ثلاثة عقود من الزمن التهديد الذي يمكن تحاشي فداحة مخاطره.

وتعاقدت مؤخرا كل من السعودية على الهاربون ليتم استخدامه على متن طائرة F-15SAفي حين ستقوم قطر باستخدامه على متن الفرقاطات الإيطالية من صنع فينكانتيري. تم تطوير كلا الصاروخين من خلال تحديث منظومات التوجيه لتحقيق إصابات عالية الدقة إضافة الى تحديث محركاتها لتمكينها من بلوغ مسافات ابعد إضافة الى تحسين قدراتها لجهة المناورة الجوية.

الهاربون Harpoon Block II (AGM-84L) من انتاج شركة بوينغ النسخة AGM  جو-ارض صممت ليتم استخدامها من قبل المنصات الجوية. ويجري العمل حاليا على اجراء التعديلات اللازمة ليتم اطلاقه من على متن الاف 15 السعودية. وقد طوّرت شركة بوينغ هذا النوع من الصواريخ لتوفير بيئة اشتباك أوسع وقدرة مقاومة أكبر لمقومات الحرب الإلكترونية مع قدرة تصويب متطورة. يتميّز بقدرة مستقلّة للعمل في كل الظروف الجوية وما وراء الأفق، كما أنه قادر على الاشتباك البعيد المدى مع الأهداف البحرية. 

ابرز تحديثات الهاربون تمثلت في تحسين قدراته على مقاومة التشويش وإجراءات الحرب الالكترونية. إضافة الى زيادة دقة اصابته من خلال تزويده بمنظومة توجيه تعمل بزاسطة جهاز تحديد الموقع إضافة الى تزويده بمنصة بث واستقبال البيانات داتا لينك وتسمح هذه المنصة بالتحكم بمسار الصاروخ من قبل الطاقم بعد اطلاقه وإعادة توجيهه نحو أهدافه النهائية من خلال إعادة تحديد احداثيات الهدف النهائي إضافة الى إمكانية الغاء المهمة بعد اطلاق الصاروخ.

الاكزوسيتExocet MM40 Block 3  من انتاج شركةMBDA  الفرنسية. اثبتت هذه الصواريخ فعاليتها في العديد من الحملات العسكرية وحققت اعلى نسبة اصابات في تاريخ المواجهات البحرية . البلوك 40 هو الاحدث من ضمن عائلة الايكزوسيت. وتستخدمه العديد من القوات البحرية حول العالم. يوفر البلوك 3 تحديثات عملياتية وتحديثات تكنولوجية ويتميز بالتكلفة المنخفة ويحافظ على خفض الكلفة وكلفة والصيانة.

يتميز الاكزوسيت بمنظومة التخطيط للمهمات التي تقوم بالاحتساب الالي لمعطيات الاشتباك لدعم قرارات الاطلاق. ويستطيع تحقيق إصابات ذات دقة عالية بفضل بمنظومته للملاحة المتطورة التي تسمح بالتحكم بالمسار الثلاثي الابعاد باتجاه الهدف كما تسمح بالاشتباك من المنطقة النهائية على سمات جغرافية  متعددة (Azimuth) وتحليق منخفض فوق سطح البحر والتحكم بالتوقيت فوق الهدف. يرتكز التسديد النهائي على الباحث النشط ذات النطاق الترددي  J-Band بين الأهداف البحرية المنتقاة وعلى جهاز تحديد الموقع للاهداف البرية.

ابرز تحديثات الصاروخ تمثلت بمحركه الجديد نوع توروبوجيت على عكس النسخ القديمة العاملة على الوقود الصلب وتمت إضافة اربع مداخل هواء جانبية لتمكين المحرك من حسن الاشتغال عند المناورات العالية. وبفضل المحرك الجديد اصبح المدى الفعال للصاروخ  180كلم. ويبلغ المدى الفعلي لرادار الاكزوسيت 27 كلم. كما تم خفض المقطع الراداري وخفض انبعاثات الاشعة ما دون الحمراء مما وفر للصاروخ خاصية الشبحية والقدرة على المناورة العالية اثناء التحليق لتفادي الدفاعات المضادة وللمناورة باتجاه الهدف.  كما شمل التحديث امكانية الاطلاق العمودي.

كلا الصاروخين يعملان بواسطة الرادار النشط لتعقب اهدافهما ويحلقان على علو منخفض فوق سطح البحر حوالي  100 متر عند التحليق و 2 الى 15 متر في مرحلة الاشتباك النهائي. وتسمح هذه الخاصية بحجب الصاروخ عن هدفه مما يزيد من صعوبة اعتراضه. ويمكن للسفن من رصد هذه الصواريخ على بعد 28 الى 46 كلم مما يعطيها حوالي 25 الى 60 ثانية مهلة انذار وهنا تبرز أهمية الصاروخ ذو السرعات العالية الذي يستطيع تقليص هذه الفترة الى حدودها الدنيا وتحقيق عنصر المفاجاة وعدم تمكين العدو من نشر وسائطه المضادة لتدمير الصاروخ المهاجم.

يتميز الهاربون بالمقارنة مع الاكزوسيت بمداه وزنة الراس المتفجر فيما يتفوق الاكزوسيت بسرعته وقدرته على المناورة اذ ينخفض وزن الصاروخ بعد الاطلاق بسبب انفصال القسم الدافع للصاروخ مباشرة بعد عملية الاطلاق ما يسمح له بقدرة اعلى على المناورة.