مصرف لبنان خصّص 400 مليون دولار لدعم رواد الأعمال
الشركات التقنية اللبنانية الناشئة تتطلع إلى دبي بهدف تحقيق نمو في السوق العالمي
أسبوع جيتكس للتقنية حلقة وصل بين رواد الأعمال والمستثمرين والعملاء
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة
تتيح دبي مجالاً واسعاً أمام شركات التقنية اللبنانية الناشئة للتواصل مع العالم والانفتاح على مستثمرين عالميين من أجل اقتناص فرص التمويل، وذلك خلال مشاركتها في أسبوع جيتكس للتقنية، أحد أشدّ أحداث تقنية المعلومات تأثيراً في العالم، والذي يُسدل الستار على فعالياته يوم غد الخميس في مركز دبي التجاري العالمي.
وجاء في تقرير حديث صادر عن مركز تسريع الأعمال التقنية البريطاني اللبناني "يو كيه ليبانون تك هب" بعنوان "مستقبل اقتصاد المعرفة اللبناني" أن ضخّ استثمارات كبيرة من شأنه تسريع اقتصاد المعرفة في لبنان البالغ حجمه 400 مليون دولار، والذي يمكن أن يُضيف 25,000 وظيفة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والمساهمة بنحو سبعة مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول العام 2025.
وكان مصرف لبنان (البنك المركزي اللبناني) أصدر في العام 2014 التعميم المركزي رقم 331 الذي يشجّع المصارف الوطنية على الاستثمار في شركات اقتصاد المعرفة الناشئة عبر حوافز قد تصل إلى 400 مليون دولار. ويقلّل البرنامج المستند على هذا التعميم المخاطر الاستثمارية عبر ضمان 75 بالمئة من استثمارات البنوك التجارية في المشاريع الرأسمالية للشركات الناشئة. وعلاوة على ذلك، تقدّم منطقة بيروت الرقمية بنية تحتية متطورة ومنظومة داعمة للشركات الرقمية.
وقال لويس جيليت، عضو المجلس الاستشاري في مجموعة "ميديس"، مقرها بيروت، التي تقدم حلولاً وخدمات تقنية للأسواق الناشئة عبر الشرق الأوسط وإفريقيا وشرق أوروبا، إن المعايير التعليمية المتينة واحتضان الابتكار في لبنان تدفع عجلة النمو السريع في شركات التقنية والشركات الناشئة في البلاد، وأضاف: "الخطوة التالية للمبدعين اللبنانيين في مجال تقنية المعلومات هي الدخول في علاقات شراكة مع مستثمرين وشركات متعددة الجنسيات، من خلال الاستفادة من أسبوع جيتكس للتقنية الذي يشكّل حجر زاوية يربط الشركات اللبنانية بالمستثمرين والأسواق الناشئة حول العالم".
ويستضيف أسبوع جيتكس للتقنية، المقامة فعالياته حالياً في مركز دبي التجاري العالمي حتى غد الخميس، أكثر من 4,000 شركة و64 بلداً و230 متحدثاً، فضلاً عن 410 شركة ناشئة من أكثر من 60 بلداً. وشهد الحدث هذا العام انعقاد فعالية الحراك العالمي للشركات الناشئة في جيتكس في دورتها الأولى، بهدف الترويج لهذه الشركات وإتاحة المجال أمامها للتواصل مع مستثمرين وجهات دعم وتمويل.
وتستقطب فرص إجراء اتصالات عالمية في جيتكس مجموعة واسعة من الشركات المبتكرة من مختلف أنحاء المنطقة، مثل شركات تطوير التطبيقات المحمولة اللبنانية "أزكاتك" و"أيا سوليوشنز" و"تقني" شركة إدارة المرافق التي ابتكرت البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات لمنطقة بيروت الرقمية، إلى جانب شركة تقديم الخدمات التقنية المالية "بي إم إل استشارات".
وقد بات لبنان يستفيد على نحو متزايد من ميزته التنافسية عبر قطاعات التعليم والخدمات المصرفية والمالية، بفضل التحسينات التي تشهدها البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، مع ازدياد الدعم لرواد الأعمال، وتعزيز التواصل في أوساط الجاليات اللبنانية في الخارج.
وأكّدت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية 2016، التزام الحدث بتمكين المبدعين اللبنانيين من الارتقاء إلى المستويات التالية من النجاح، لافتة إلى العلاقات التجارية الوطيدة التي تربط لبنان بدولة الإمارات، وقالت: "أمكن للمبدعين اللبنانيين استغلال فرص التواصل مع المستثمرين العالميين والوصول إلى الأسواق الناشئة حول العالم، والتي يتيحها أمامهم أسبوع جيتكس للتقنية".
من جهة ثانية، يستضيف جيتكس برنامج مؤتمر أيام القطاعات الرئيسية، الذي يهدف إلى تعريف كبار مسؤولي المعلوماتية من أنحاء المنطقة والعالم، وبينهم اللبنانيون، بالإمكانيات الثورية التي تنطوي عليها التقنية في القطاعات الرئيسية، ولا سيما التعليم والطاقة والمال والرعاية الصحية والمدن الذكية والتسويق وتجارة التجزئة. كذلك يسلّط الحدث الضوء على الابتكارات في مجالات الواقع الافتراضي والمعزز والطائرات المسيّرة عن بُعد والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد.