في ظل ارتفاع حدة التوتر الناجم عن نشر حلف الناتو للدرع الصاروخي في شرق أوروبا يبدو ان الأمور تتجه الى المزيد من التصعيد. وتضج الصحافة الغربية والروسية بالمقالات والتصريحات التي يحاول ان يظهر فيها كل طرف عظمة ترسانته العسكرية.
وفي جديد هذه الحرب النفسية اعلان المواقع الروسية عن جهوزية النظام الصاروخي " ام كوزكا" للرد على أي تهديد غربي.
وذكرت الصحافة الروسية بتصريحات الزعيم السوفييتي، نيكيتا خروشوف في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما قال "سوف نريكم أم كوزكا"،معناها أن روسيا قادرة على أن ترد على أي تهديد من الولايات المتحدة وحلفائها.
و"ام كوزكا "وهي أكبر قنبلة نووية إنتجها الاتحاد السوفيتي. وسبق ووصلت نسخة لتلك القنبلة إلى العاصمة الروسية كون القنبلة الاصلية تم تدميرها خلال تجربة أجراها الاتحاد السوفيتي في عام 1961 للتأكد من مدى قوتها التدميرية.
وزادت المواقع الروسية على ذلك انه في حين تقوم أمريكا بنشر نظام الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية، فقد غاب عن بال منظري هذه الاستراتيجية الهجومية باتجاه روسيا انه منذ زمن الاتحاد السوفييتي كان الروس يعملون على تطوير صواريخ بالستية مجهزة برؤوس نووية.
ولا تطير هذه الصواريخ إلى الهدف وفق مسار واحد كما يعتقد الاستراتيجيون الأمريكيون. إنها قادرة على المناورة أثناء التحليق إلى الهدف، ومن المستحيل تحديد اتجاهها بشكل دقيق. وهذا يصعب مهمة الرادار الموجود في نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، وسيكون عاجزا عن متابعة الهدف.
ولقد عمل مركز "ماكييف" لتصميم الصواريخ على تطوير نظام توجيه الصواريخ لسنوات عديدة، وتم تطوير صاروخ " Р-29РМУ1" (ستانتسيا)، وبعد أربع سنوات تم تطوير " Р-29РКУ-2" (ستانتسيا-2). وبعد ذلك أصبح جزءا من النظام الصاروخي "سينيفا"، ويعتبر في الوقت الحالي من الوسائل الرئيسية للردع النووي للبلاد. وقد استطاع الصاروخ ضرب هدف على بعد 11000 كم بدقة أثناء اختباره.
وحذرت المصادر الروسية انه يجب على الدول التي تعطي موافقتها على نشر الدرع الصاروخية على أراضيها ان تعلم أنها لا يجب أن تتشاجر مع روسيا وأن الدفاع الصاروخي مجرد دعاية، وفي حال نشوب حرب لن تنقذهم من الرد