تعكف الصين على بناء قاذفة قنابل استراتيجية جديدة لتعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى، وإنها انتهت أخيراً من تطوير نسخة حديثة من منظومة صواريخ سام متوسطة المدى من طراز «إتش كيو-16».
إعلان خبر قاذفة القنابل الجديدة جاء على لسان قائد سلاح الجو في جيش التحرير الشعبي الصيني، الجنرال ما شياوتيان الذي قال لصحيفة «تشاينا ديلي» أخيراً، إن الطائرة الجديدة في مرحلة التطوير، وسوف تدخل الخدمة في وقت لاحق، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
ويوجد حالياً في خدمة سلاح الجو الصيني نحو 120 قاذفة قنابل من طراز «إتش-6» من إنتاج شركة «شيان إيه سي»، وهذه في الأساس نسخة محسنة عن الطائرة السوفييتية «توبوليف -16» المعروفة باسم «بادجر». وتتميز هذه الطائرة بأربعة محركات روسية من طراز «سولوفييف دي-30 كي بي-2»، وبحمولة قنابل وصواريخ تصل إلى 9 آلاف كيلوغرام.
ولم يتضح من تعليقات الجنرال ما إذا كانت القاذفات ذات تصميم جديد أو مجرد تطوير لقاذفة القنابل «إتش-6». وكانت رسومات لقاذفة مستقبلية قد ظهرت على الإنترنت في الصين، لكن ليس هناك ما يشير إلى معلومات رسمية بشأنها.
وفيما تقدمت الصين في مجال علم الطيران، وهو الأمر الذي كشفته طائراتها من طرز «جيه-20» و«جيه31» «يو20»، إلا أنها ما زالت قاصرة في مجال تطوير المحركات. وترجح مجلة «جينز ديفنس ويكلي» وصول صناعة الطيران الصينية المحلية إلى قدرات روسيا وأميركا في مجال المحركات، فيما تمضي في الدفع بتكنولوجيات المحرك الروسي الذي تجري عليه هندسة معاكسة منذ عقود.
ويبدو أن النسخة الحديثة المعروفة باسم «إتش كيو-16بي» تستخدم صاروخاً مع محرك وأجنحة معدلة، يمكنها وفقاً لمصادر مطلعة زيادة مداها إلى 70 كم في مقابل 40 كم لمنظومة «إتش كيو-16»، الموجودة في الخدمة مع وحدات الدفاع الجوي لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وتشبه منظومة «إتش كيو-16» سلسلة منظومات سام التي يجري تصديرها من طراز «9 أم 38 إي» والتي تشكل جزءاً من منظومات مجموعة «ألماز- أنتاي» الروسية التي اشترتها الصين لمدمراتها من فئة «سوفرمني» (مشروع 956إي/956 إي إم)، ومن فئة «052بي». لكن «أتش كيو-16» يبدو لديها أيضاً جوانب من منظومة «9إم 317أم» التي لم يجر تزويد الصين بها.
وقد أفيد عن أن مجموعة «ألماز-أنتاي» وفرت تكنولوجيا الصواريخ لمساعدة الصين على تطوير «إتش كيو-16»، كما سبق أن فعلت مع منظومات سام «إتش كيو-9» التي هي شبيهة بمنظومة «إس-300».