طائرة أليو 2 احد اهم منصات التجسس الجوي لدى القوات الجوية الاميركية، القليل يعرف عن طبيعة المهمات التي نفذتها خلال نصف قرن من خدمتها، لكن غالبية المعنيين بالشان العسكري يتذكرون ان مهمتها التجسسية فوق كوبا شكلت اندلاع شرارة المواجهة بين اميركا والاتحاد السوفياتي او ما يعرف بأزمة صواريخ كوبا التي اوصلت العالم حينها الى شفير الحرب العالمية الثالثة.
قامت هذه الطائره بأول تحليق تجريبي لها في 1 اغسطس 1955 ودخلت الخدمه في العام 1957 حيث خدمت اولا تحت امرة المخابرات المركزيه الامريكيه CIA . وأعلن عنها علنا عام 1960 عندما اسقط الاتحاد السوفييتي طائره من هذا النوع كانت تقوم بمهمة تجسس فوق اراضيه.
تم تطوير النسخة يو 2 الى يو 2 اس وعلى مدى السنوات العشرة الماضية خضعت طائرة المراقبة الجوية U- 2S لعمليات تطوير مستمرة من أجل زيادة وتحسين قدراتها التقنية عن طريق تحديث أجهزة الاستشعار لكي تدعم المتطلبات الأمنية العالمية في جميع الظروف الجوية - ليلا أو نهارا و لتتمكن من أداء مهامها في وقت قياسي لايتجاوز الثواني تكيفاً مع الأهداف ذات الأهمية الزمنية ، و ستدعم الطائرة المحدّثة القدرات القتالية للقوات الميدانية عن طريق رصد أي تهديد محتمل.
لوكهيد يو-2 الملقبة بـ "دراغون لايدي" هي طائرة مراقبة جوية , من ارتفاعات عاليه تصل الى 21 كم فوق سطح الأرض تستطيع تنفيذ مهام الاستعلام، الاستطلاع، الاستكشاف العسكري ISR Missions، وهي قادره على العمل ليلا ونهارا. أحادية المحرك، عالية الارتفاع تستعملها القوات الجوية الأمريكية وسابقا وكالة المخابرات المركزية.
الطائره U-2 قادره على حمل طيف واسع من المتحسسات مثل : مسجلات , كاميرات تصوير عاليه الدقه , منظومه مراقبة معركه ASARS-2 , ، محدد لمواقع الرادار PLSS ، واجهزه أخرى.المعلومات التي تجمعها الطائره يمكن نقلها عن طريق وصله معلومات DATA LINK الى القواعد الارضيه. كما تم تجهيز الطائره بهوائيات ضخمه للاتصالات حول العالم لنقل المعلومات الاستخباريه اولا بأول. وتسمح هذه الأجهزة والحساسات بجمع المعلومات الاستخباريه من ارتفاعات عاليه عن طريف التقاط الصور " سواءا صور راديويه او تحت الحمراء، تحديد مدارات الاقمار الصناعي، الاتصالات ، ومهام ابحاث المتحسسات الالكترونيه electronic sensor research.
كان للطائره U-2 ادوار مهمة في التاريخ ففي العام 1956 بدأت الولايات المتحده باستعمال الطائره للاستطلاع والتجسس فوق المانيا الشرقيه " الشيوعيه " وبولندا وصولا الى موسكو , وقد استطاع السوفيت رصد هذه الطائره راداريا الا انهم لم يكونوا قادرين على اسقاطها بسبب علو طيرانها والذي كان خارج امكانيات الدفاع الجوي السوفييتي انذاك.
وفي عام 1956 ايضا وقبل حرب السويس المشهوره , تم استعمال الطائره لرصد الحشد البريطاني في جزيرتي قبرص ومالطا مما ادى الى معرفه الولايات المتحده بالنيات الهجوميه البريطانيه-الفرنسيه - الاسرائيليه على مصر قبل 3 ايام على بدئه , كما قامت الطائره U-2 بالطيران فوق الاراضي المصريه لمتابعه مجريات الحرب , كما قامت بالطيران فوق سوريا لاستطلاع اي دعم سوفييتي قد يصل للمنطقه من البوابه السوريه
وفي الاعوام 1956-1957 طارت الطائره U-2 من قواعد في تركيا وباكستان والمانيا الغربيه واليابان والاسكا من اجل استطلاع مواقع الصواريخ والمنشأت الحيويه الحساسه السوفييتيه كما قامت باستطلاع تطورات الثوره الهنغاريه , كل هذا والطائرات الاعتراضيه السوفييتيه تلاحق الطاره بدون القدره على اسقاطها
في عام 1960 قررت المخابرات الامريكيه القيام بمهمه اختراق عميق للاراضي السوفييتيه للاستطلاع والتجسس , الجديد في هذه العمليه والتي سميت GRAND SLAM كان اقلاع ال U-2 من قاعده في باكستان مخترقه الاراضي السوفييته لتهبط في قاعده بالنرويج , وهذه الخطه مختلفه عن المهام السابقه للطائره التي كانت تقلع وتهبط في نفس القاعده متخذه طريق ذهاب وعوده متشابه وتم اختيار الطيار فرانسيس باورز وهو اكثر طيار خبره بأكثر من 27 مهمه ناجحه للقيام بهذه العمليه الجريئة
تمت العمليه في 1 مايو 1960 وهنا كان اول خطأ , فيوم 1 مايو هو يوم عيد العمال وهو عطله رسميه في الاتحاد السوفييتي وفي مثل هكذا يوم تكون الاجواء هناك اقل ازدحاما بالحركه الجويه من الايام العاديه مما يسهل من رصد الطائره الامريكيه التجسسيه
بعد اقلاع الطائره بقيادة باورز نجح الاتحاد السوفييتي بكشف الطائره من مسافه 15 ميل خارج حدوده , وفي منطقة Sverdlovsk اطلق الدفاع الجوي 3 صواريخ SA-2 , الاول حطم طائره اعتراضيه سوفيتيه بالخطأ ,اما الصاروخ الثاني فقد انفجر خلف الطائره U-2 على ارتفاع 70500 قدم مما ادى الى عطبها وسقوطها فيما بقي باورز حيا
حاولت الولايات المتحده التعتيم والتمويه على الامر الا ان الاتحاد السوفييتي وعلى لسان خروتشوف اعلن رسميا ان الولايات المتحده تتجسس على الاتحاد السوفيتي وان الجيش الاحمر اسقط طائره تجسس تم عرضها لاحقا علانيه, اما باورز فحوكم بالسجن 3 سنوات الا انه اطلق سراحه عام 1962 في صفقه لتبادل الجواسيس مع موسكو
اعتبارا من عام 1960 شاركت الطائره U-2 في مهام تجسس فوق كوبا الشيوعيه , وفي عام 1962 اكتشفت ال U-2 مقاتلات ميغ-21 سوفييتيه ومنظومات سام للدفاع الجوي, كما تمكنت الطائره في 21 اكتوبر 1962 من اكتشاف قواعد الصواريخ السوفييتيه , وبعدها ب 6 ايام اسقط السوفيت طائره U-2 امريكيه فوق كوبا
- في العام 1970 استعملت طائرتين U-2 من اجل استطلاع الصراع المصري - الاسرائيلي تحت الاسم الكودي EVEN STEVEN
- استعملت الطائره في مهام الاستطلاع فوق الصين وفوق العراق وافغانستان واماكن اخرى حول العالم
تم تصميم الطائره U-2 بحيث يكون هيكلها خفيف الوزن قدر الامكان , وهي طائره ذات مقعد واحد " باستثناء 5 نسخ ثنائيه المقعد صنعت لاغراض التدريب " يبلغ وزنها فارغه : 6.7 طن وعند الإقلاع 18.1 طن، السرعه القصوى : 805 كم / الساعه، والارتفاع الاقصى للطيران : 21300 متر ويبلغ مداها الاقصى : 10300 كم وتستطيع التحليق لمدة 12 ساعه طيران متواصله.
الطائره U-2 قادره على حمل 1300 كغم من المتحسسات يتم حملها في قمع مثبت على مقدمة الطائره، كما يوجد اخدود يدعى Q-BAY خلف مقصوره الطيار لتركيب كاميرات ضخمه فيها كما توجد اخاديد صغيره حول بدن الطائره " الجزء السفلي منه " , ويمكن تركيب بودات على الجناحين
تخدم الطائره حاليا في سلاح الجو الامريكي , المخابرات المركزيه الامريكيه CIA , وكاله NASA للفضاء , سلاح الجو التايواني:
بالمجمل تم صنع 85 طائره من هذا النوع " بعض المصادر تقول 104 " حيث لايزال 35 طائره منها في الخدمه .وهنالك العديد من النسخ التي صنعت لهذه الطائره ،النسخه U-2A وهي النسخه الاولى وقد صنع منها 48 طائره، النسخه U-2C نسخه محدثه بمحرك افضل، النسخه U-2R وهي نسخه اكبر حجما من سلفها U-2C ، - النسخه TR-1A وهي نسخه للاستطلاع التكتيكي وصنع منها 33 طائره، النسخه U-2S وهي نسخه محدثه بمحرك افضل ومتحسسات اجود , تم بناء 33 طائره منها،النسخه ER-2 وهي نسخه للبحث خاصه بوكاله NASA للفضاء