الشريط

زيادة غير مسبوقة في الجيش الألماني بعد الحرب الباردة

أعلنت ألمانيا الاتحادية، الثلاثاء (10 أيار/مايو)، عن نيتها زيادة عديد القوات المسلحة للمرة الأولى بعد 26 عاماً من توحيد الألمانيتين الشرقية والغربية. 

وبررت برلين هذه الخطوة بأنها ضرورية لمواجهة التهديدات المتصاعدة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي

في هذا الصدد، أطلقت وزيرة الدفاع الألماني أورسولا فون دير لاين خططاً لتجنيد 14300 جندي إضافي على مدى السنوات السبع المقبلة، قائلة: إن "مرحلة الانكماش خلال حقبة ربع القرن الماضية قد انتهت.. لقد حان الوقت لتمكين الجيش الألماني مرة أخرى."

ووفقاً لهذه الخطة، سيتم تجنيد 7000 جندي إضافي في البداية، إضافة إلى 4400 موظف مدني.

وبحسب صحيفة «فاينانشال تايمز»، ينبغي على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الترحيب بهذه الخطوة، وخاصة الولايات المتحدة. فبرلين التزمت خلال الفترة الماضية بالنزعة السلمية، وظلت مترددة إزاء الدخول في عمليات عسكرية خارج البلاد أو في تحديث قواتها المسلحة. وبينما سعت بريطانيا وفرنسا للعب دور قوي في الأزمات الأمنية الدولية، فضلت ألمانيا البقاء على الهامش.

وتضيف الصحيفة البريطانية أن هذا الموقف السياسي تغير في ألمانيا، وخاصة بعد تصاعد خطر الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" في أوروبا.

وتقول الصحيفة إن هناك حاجة ملحة للتجاوب مع استياء واشنطن من فشل أوروبا في أداء دورها الكامل في حلف الناتو.

في هذا السياق، كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اشتكى، خلال زيارته الأخيرة إلى هانوفر، من أن عددا قليلا جداً من دول الاتحاد الأوروبي يوفي بالتزامه بإنفاق نسبة اثنين في المئة في ميزانية حلف الناتو العسكري.

وبالتالي، يبدو أن فون دير لاين تسعى لتبديد المخاوف الأميركية إزاء دور ألمانيا في أوروبا والعالم، عبر إعلانها عن زيادة حادة في الإنفاق الدفاعي السنوي من 34.3 مليار يورو عام 2016 إلى 39.2 مليار بحلول عام 2020.

لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الألمانية قال لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إنه حتى مع الخطط العسكرية الجديدة، فإن الإنفاق العسكري الألماني لن يقترب من نسبة اثنين في المئة، التي يحث قادة الولايات المتحدة وحلف الناتو الزعماء الأوروبيين على إنفاقها.

من جهتهم، امتنع مسؤولو حلف الناتو عن التعليق على هذه الأنباء، لكنهم رحبوا في الأسابيع الأخيرة بالخطط الألمانية لزيادة مشاركتها العسكرية في الخارج،

وفي المقابل، يقول كريستيان مولينغ، خبير الدفاع في «صندوق مارشال الألماني» التابع للولايات المتحدة في برلين، إن للشكوك تجاه الجيش الألماني جذورا عميقة، وإن هذه الخطط لن تغير من نظرة الرأي العام الألماني إلى الجيش في المستقبل القريب.

وبحسب المراقبين للشأن الأوروبي، فإن على الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي القيام بالكثير من الخطوات من أجل إقناع الولايات المتحدة باستعدادها للعب دور كامل في حلف الناتو. فالإنفاق العسكري الألماني لم يتجاوز بعدُ حاجز الـ1.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي؛ لكن هذه الخطوة هي في الاتجاه الذي ترغب فيه الولايات المتحدة.

يجدر بالذكر أن زيادة عدد القوات الألمانية كانت أمراً لا يمكن تخيله من الناحية السياسية والأمنية خلال السنوات الماضية. لكن الرأي العام الألماني أصبح أكثر تقبلاً لرؤية حكومته تلعب دوراً عسكرياً أقوى في الساحة الدولية، وتنفق المزيد من الأموال على الاستعداد العسكري من أجل تعزيز الأمن المحلي والأوروبي في ظل التحديات المتزايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

Last modified on الأربعاء, 11 أيار 2016 12:11

Related items

  • لهذه الأسباب أطلق الناتو على الغواصة الروسية "تايفون" اسم "الإعصار" لهذه الأسباب أطلق الناتو على الغواصة الروسية "تايفون" اسم "الإعصار"

    أكبر غواصة نووية في تاريخ البحرية الروسية ستدخل الخدمة السنة المقبلة، وهي من طرازK-139 بيلغورو، وتعتبر امتداداً للغواصات الروسية من طراز "أكولا" أو القرش، يصل طولُها الى 184 متراً وعرضها إلى 30 متراً.

    هذه الغواصة بوسعها الإبحار حتى تحت الثلوج، والبقاء في البحر مدة تصل إلى 6 أشهر. ويلفت خبراء إلى أن مواصفاتها وسرعتها تحت الماء، تثيران قلق الأميركيين خلال إداراتهم المتعاقبة.

    تحمل الغواصة اسم تايفون ، أو الإعصار كما لقبها الناتو، وصنفت من الغواصات الذرية الاستراتيجية التي تعتبر في يومنا الراهن أكبر وأقوى غواصة في العالم.

    الغواصة تايفون

    وصممت لحمل أكثر من 20 صاروخا باليستيا نوويا من طراز R39، ويبلغ مدى الصاروخ 8300 كيلومتر مزودة بأكثر من 200 رأس نووي.

    كما يتألف الجزء الحربي للغواصة من 10 رؤوس ذاتية التوجيه، و6 منظومات طربيد عيار 533 ملم و8 منظومات دفاع جوي "إيغلا".

    كما أنها قادرة على اختراق أي منظومة دفاع صاروخية في العالم والرد عليها، ويسهّل تصميمها الإبحار تحت الثلوج والبقاء في البحر لمدة 180 يوماً.

    ويرى خبراء أن مميزاتها تقلق الإدارات الأميركية المتعاقبة بسبب سرعة الغواصة التي تبلغ 50 كلم في الساعة تحت الماء، وعلى السطح تبلغ 41 كلم/الساعة، وتستطيع الغوص لأعماق تصل إلى 480م، مزودة بمفاعلين نوويين مائيين يعطيانها قوة تبلغ حوالي 100 ألف حصان.

    وتعتمد الغواصة على هوائيات طافية لاستقبال الرسائل اللاسلكية وبيانات تخصيص الأهداف وبيانات الملاحة بواسطة منظومة الأقمار الصناعية لتحديد الموقع، ويوفر النظام الصوتي الهيدروليكي الموجود في الغواصة تتبع 12 سفينة معادية مختلفة في آن واحد.

    وبحسب خبراء عسكريين باستطاعة هذه الغواصة محو نصف الولايات المتحدة أو أوروبا بكاملها عن وجه الأرض في حال إطلاق جميع صواريخها.

  • مقاتلات F-35 الأميركية تتوجه لأوروبا لاستعراض قدراتها في مناورات مع الناتو مقاتلات F-35 الأميركية تتوجه لأوروبا لاستعراض قدراتها في مناورات مع الناتو

    سترسل الولايات المتحدة مجموعة من أحدث المقاتلات متعددة الوظائف "F-35A Lightning II" إلى أوروبا في إطار مبادرة "الضمانات للحلفاء". 

    وجاء في بيان صحفي للبنتاغون أن هذه الطائرات الحربية ستشارك في مناورات مقررة منذ فترة بعيدة. 

    وخلال الأسابيع التالية ستشارك الطائرات المذكورة في تدريبات مع طائرات أخرى من دول الناتو وبعض الطائرات الأمريكية المنتشرة في بعض الدول الأوروبية الحليفة. 

    تجدر الإشارة إلى أن برنامج الضمانات للحلفاء الأوروبيين بدأ في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما . 

    وقال البنتاغون إن المناورات ستتيح عرض إمكانيات الطائرات الأمريكية من الجيل الخامس. وستنشر طائرات F-35 في أوروبا على أساس دائم في بداية العشرينات من القرن الجاري.

  • الإختراقات الروسية والصواريخ الإيرانية تدفع الناتو لإنفاق 3 مليار يورو على دفاعات الأقمار الصناعية والإنترنت الإختراقات الروسية والصواريخ الإيرانية تدفع الناتو لإنفاق 3 مليار يورو على دفاعات الأقمار الصناعية والإنترنت

    قال مسؤول بارز من حلف شمال الأطلسي إن الحلف يعتزم إنفاق 3 مليارات يورو (3.24 مليار دولار) على تحديث تكنولوجيا الأقمار الصناعية والكمبيوتر في الأعوام الثلاثة المقبلة في إطار سعيه لزيادة قدرته على مواجهة الأخطار الجديدة.


    وتلقي هذه الاستثمارات الضوء على اعتراف الحلف بأن الصراعات تدار عن طريق شبكات الكمبيوتر بقدر ما تدار في الجو والبر والبحر، ويسعى الحلف لردع المتسللين إلى جانب تهديدات أخرى منها الصواريخ الإيرانية.

    وقال مسؤول بارز بهيئة المعلومات والاتصالات بالحلف إن "الخطة تشمل استثماراً قدره 1.7 مليار يورو على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية لتحسين دعم الجنود والسفن المنشورة في أرجاء المحيط الأطلسي فضلاً عن مساعدة استخدام الطائرات بدون طيار".

    ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الدول الأعضاء في الحلف ستمول قمراً صناعياً جديداً للاتصالات يطلق في الفضاء أم ستزيد من سعة النطاق العريض من الأقمار الصناعية القائمة الأمريكية والتابعة لحلفاء آخرين.

    وأطلقت اليابان وهي ليست من أعضاء الحلف أول قمر اتصالات عسكري في يناير(كانون الثاني) الماضي.

    وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن "الاستثمار المقترح، والذي ما زالت أجزاء من تمويله تنتظر موافقة الدول الأعضاء بالحلف، يتضمن كذلك إنفاق 800 مليون يورو على أنظمة كومبيوتر تساعد في التحكم في الدفاعات الجوية والصاروخية، وسيوجه مبلغ 71 مليون يورو لتحسين حماية 32 موقعاً رئيسياً للحلف من هجمات المتسللين على الإنترنت".

    ويقول الحلف إنه شهد زيادة الأحداث المريبة على شبكاته إلى خمسة أمثالها في السنوات الثلاث المنصرمة وتلقى أجهزة المخابرات الغربية باللوم على المجموعة الروسية (إيه.بي.تي28) في التسلل على البريد الالكتروني للحزب الديمقراطي الأمريكي أثناء انتخابات الرئاسة العام الماضي.

    وقال مسؤولون من الحلف إنهم يشتبهون في أن روسيا رعت هجمات على شبكات الحلف قبل اجتماعات قمة مهمة، وسينفق مبلغ 180 مليون يورو على تأمين اتصالات الهواتف المحمولة لجنود الحلف في الميدان.

    وسيعرض الحلف احتياجاته بالتفصيل في مؤتمر في أوتاوا في أبريل(نيسان) ثم يبدأ في طرح العطاءات.

    وقال المسؤول إن العطاءات من المتوقع أن تجتذب شركات دفاعية غربية كبرى منها إيرباص وريثيون ولوكهيد مارتن لأنه لا يسمح بدخول مكونات لا تأتي من الدول الأعضاء في الحلف، وتمنع قواعد الحلف التعامل مع موردين روس أو صينيين ما لم يكن هناك احتياج محدد لا يمكن لدول الحلف توفيره.

  • روسيا: صواريخ اسكندر في كالينغراد ليست موضوعاً للنقاش في مجلس روسيا-الناتو روسيا: صواريخ اسكندر في كالينغراد ليست موضوعاً للنقاش في مجلس روسيا-الناتو

    صرح مدير قسم التعاون الأوروبي الشامل في وزارة الخارجية الروسية، أندريه كيلين، أن بلاده لا تعتزم تقديم تقرير للناتو حول مسألة نشر صواريخ "إسكندر" في كالينينغراد، وأنها لن تفعل ذلك خلال الجلسة القادمة لمجلس روسيا – الناتو.

    وقال كيلين: "الحديث يجري عن تبادل الآراء حول القضايا الملحة التي تقلق الطرفين حالياً"، وأضاف: "ما يقلقنا هو الانتشار العسكري الذي يجري الآن في الغرب، في دول البلطيق، قبل كل شيء، نظراً لأنهم يشكلون في الربيع كتائب دورية في بولندا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا".

    وتابع "الناتو تقلقه المناورات التي نجريها على وجه الخصوص مناورات الغرب ومناورات القوقاز، والمناورات التي تجري الآن في القرم، هذا ما سيجري الحديث عنه، عن الشفافية، تبادل الآراء وإزالة القلق الراهن".

    وأفاد كيلي، أن الاجتماع سيعقد على مستوى الممثلين الدائمين والسفراء، حسب ما أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com