أبدت الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى استعدادها لتسليح الحكومة الليبية المعترف بها دوليا لمواجهة تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وجاء في بيان أعد في نهاية محادثات رفيعة المستوى حول ليبيا وحصلت عليه وكالة "أسوشيتد برس" قبل صدوره، أن تلك القوى ستعمل لأجل رفع حظر التسليح المفروض على البلاد.
وجاء في البيان، الذي وقعته الولايات المتحدة والأعضاء الدائمون الآخرون في مجلس الأمن الدولي وأكثر من 15 دولة أخرى تشارك في المحادثات، أن تلك الدول "على استعداد للاستجابة لطلبات الحكومة الليبية لتدريب وتجهيز" القوات الحكومية.
وكانت الأمم المتحدة فرضت حصارا على ليبيا لإبقاء الأسلحة الفتاكة بعيدا عن الإرهابيين والميليشيات المتناحرة التي تتنافس على السلطة.
غاتيلوف: رفع الحظر عن ليبيا ممكن فقط بعد اتفاق القوى الليبية
أكد نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف أن رفع الحظر عن تصدير الأسلحة إلى ليبيا سيكون ممكنا فقط بعد التوصل إلى اتفاق بين القوى داخل ليبيا.
وقال غاتيلوف إن مسألة رفع الحظر المفروض على ليبيا يمكن مناقشتها بعد الانتهاء من عمليات التسوية السياسية الداخلية في البلاد، موضحا أن ذلك يتطلب منح المؤتمر الوطني الليبي ثقته لحكومة الوفاق الوطني الليبية لتشكيل مؤسسات الدولة الفعالة.
كيري: المجتمع الدولي ملتزم بأمن ليبيا
وشدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج عقب الاجتماع، على أن المجتمع الدولي ملتزم بأمن ليبيا، مؤكدا أن اجتماع فيينا يؤيد تقديم الدعم لحكومة الوفاق الليبية.
وقال كيري إن المشاركين في اجتماع فيينا يحثون البرلمان على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، مشددا على أن كل من يعترض العملية السياسية في ليبيا سيخضع لعقوبات.
وأشار إلى أن التهديدات الليبية في ليبيا يجب أن لا تعرقل عملية الانتقال السياسي، مطالبا الحكومة الليبية بمحاربة تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى.
من جهته قال السراج إن حكومته تطالب بدعم عسكري لا بتدخل أجنبي في ليبيا.
وأضاف السراج: "سنقدم طلبا للجهات المعنية بقائمة الأسلحة والذخائر المطلوبة لمحاربة الإرهاب لتزويدنا بها في أسرع وقت ممكن"... "طلبنا تقديم الدعم لخفر السواحل الليبي للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية".
وأكد السراج أن "اجتماع اليوم (في فيينا) خطوة مهمة في دعم حكومة الوفاق، داعيا مجلس النواب إلى تحمل مسؤولياته وإكمال استحقاقاته لتجاوز المأزق السياسي.
اجتماع فيينا يبحث الملف الأمني بعد تقدم "داعش"
وعقد وزراء خارجية الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول الجوار الليبي الاثنين في فيينا اجتماعا لمناقشة الأزمة الليبية يتمحور بشكل أساسي حول الملف الأمني بعد التداعيات الأخيرة بسبب تقدم تنظيم "داعش" في مناطق سيطرة حكومة الوفاق الوطني.
وترأس الاجتماع وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني ونظيره الأمريكي جون كيري، بحضور حوالى عشرين من كبار الدبلوماسيين.
وتزامن الاجتماع مع مواجهة حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا، لتهديدات جدية من قبل التنظيم إلى جانب عقبات سياسية تتمثل في عجزها عن توحيد سلطات البلاد بعد شهر ونصف من وصولها إلى طرابلس.
ليبيا تحت حظر استيراد السلاح منذ 2011
وكان مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون ذكروا الخميس أن الولايات المتحدة مستعدة لتخفيف الحظر المفروض من الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الليبية على محاربة "داعش".
وتستطيع الأمم المتحدة، بموجب مشروع قرار تدعمه واشنطن، إدراج استثناءات على الحظر الذي أقره مجلس الأمن الدولي عام 2011 على بيع الأسلحة إلى طرابلس في أثناء الأحداق التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي.
ونجح التنظيم المتطرف الأسبوع الماضي في السيطرة على منطقة أبو قرين الاستراتيجية غربي ليبيا، الواقعة على طريق رئيس يربط غرب ليبيا بشرقها بعد معارك مع القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وهذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها "داعش" في السيطرة على منطقة تقع غرب معاقله في مدينة سرت، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه يسيطر أيضا على مناطق شرق المدينة.
المصدر: وكالات