مازالت الشائعات تحوم حول رئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” حيث أعلن تلفزيون “هونج كونج” الرسمي وفاته في خبر عاجل، وأرسلت الصين الأطباء للتأكد من حالته، في حين نفت مصادر إعلامية أخرى ذلك الخبر.
وبالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاستعداد لأي مواجهة من قبل كوريا الشمالية بعد تأكيده وفاة “كيم”، إلا أن الامور لم تتضح جلياً حتى الآن عن وفاته، لكن المؤكد أنه في حالة صحية خطرة عقب إجراءه عملية بالقلب في منتصف الشهر الجاري،
وتواجده في فيلا بشكال كوريا بجانب مركز طبي عائلي، وسواء تم الإعلان الصريح عن وفاته أم لا فمن الواضح أن الأمر أصبح قاتماً للعالم، فالرئيس “كيم” المعروف بديكاتوريته وشراسته في التعامل في الداخل والخارج، وتهديده الدائم للعالم بالأسلحة النووية لم يكن خطراً في حياته فقط، وفاته هي الأكثر خطورة، فمع رحيله ستبقى سُدة الحكم فارغة لفترة من الزمن إلى حين انتخاب مجلس الشعب الكوري شخصاً آخر ليحل مكانه،
ورغم أن شقيقته “كيم يو جونج ” المرشحة البارزة لهذا المنصب إلا أن الأمر يثار حوله الجدل بشكل كبير لتاريخ كوريا الشمالية وتفضيلها للرجال. وفي هذا السياق، ظهرت أسئلة حول أعقاب وفاة “كيم” في مملكة هيرميت المسلحة نووياً إلى جانب تقارير تفيد بأنه كان يقاتل من أجل حياته بعد خضوعه لجراحة طارئة، ويعتقد الخبراء أن وفاته ستزعزع استقرار المنطقة، وستخلق تدفقًا كبيرًا للاجئين إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وسيجبر تلك الدول إلى اختيار حلفاء إقليميين آخرين للتعامل مع الاضطرابات، وفقاً لصحيفة “ديلي اكسبريس” الأمريكية.
من جهته، قال اللفتنانت جنرال تشون إن-بوم المتقاعد من كوريا الجنوبية، الرئيس السابق لقوات العمليات الخاصة في بلاده، إنه سيكون هناك “فوضى ومعاناة إنسانية وعدم استقرار وأخبار سيئة للجميع، محذراً من أن أي خطط قد تكون لدى التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للانتقال إلى كوريا الشمالية بعد “كيم” يمكن أن يكون لها تأثير مدمر، فكوريا الشمالية دولة ذات سيادة، وأي شخص يدخل إليها، بما في ذلك الصينيون، سيكون مجنونا.
وبالرغم من ذلك فقد أعلن الرئيس الأمريكي مؤخراً عن خطط في حالة وفاة “كيم كونج أون”، حيث صرحت مصادر استخباراتية أمريكية أن جزءًا من الخطة سيكون الاعتماد على الصين المجاورة للتدخل والمساعدة في إدارة الوضع في كوريا الشمالية بسبب التحديات اللوجستية التي ستواجهها الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية من منتصف الطريق حول العالم،مما سيدفع العالم إلى حرب نووية.
فيما قال الجندي الأمريكي السابق الكولونيل ديفيد ماكسويل، إن عدم وجود خلافة واضحة للرئيس الكوري الشمالي سيؤدي إلى حدوث فوضى في كوريا الشمالية، حيث يمكننا التكهن بأنه ربما سيتم تعيين أخته “كيم يو جونج” خلفا له بناء على ترقيتها الأخيرة وحقيقة أنها بدأت في الإدلاء ببيانات رسمية باسمها ابتداء من الشهر الماضي، لكن من غير المعروف ما إذا كانت المرأة، على الرغم من كونها جزءًا من سلالة Paektu ، يمكن أن تصبح زعيمًا لنظام أسرة كيم، وعدم وجود مرشح واضح لخلافته سيؤدي إلى انهيار النظام مع عدم قدرة قيادة كيم وحزب العمال الكوري على الحكم أو الحفاظ على التماسك والدعم العسكري.
وحذر “ماكسويل” من أن هناك الكثير من النتائج السيئة المحتملة التي يجب أن يكون التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على استعداد للتعامل معها، خاصة وأن وقع كارثة أنسانية في كوريا ستزيد من تعقيد جائحة فيروس كورونا، حيث سيؤدى وفاته إلى صراع داخلي سينشأ عنه حرب أهلية واسعة النطاق.
حرب أهلية تلوح في كوريا الشمالية وقال خبراء أخرون أنه بما أن كوريا الشمالية هي سلالة حرب العصابات المبنية على أسطورة الحرب الحزبية المناهضة لليابان، يمكننا أن نتوقع أعداد كبيرة من الجيش – 1.2 مليون جندي فعلي و 6 ملايين احتياطي – لمقاومة جميع التدخلات الخارجية من أي دولة أخرى، كما لا يمكن تجاهل ترسانة ” كيم” الضخمة من أسلحة الدمار الشامل.
مجموعة التجسس السرية في كوريا الشمالية في 12 ديسمبر 2019 ، أنشأ رئيس كوريا الشمالية منظمة سرية جديدة بهدف كبح جماح الفساد العسكري، لمراقبة رؤساء المكتب السياسي العام للجيش الكوري الشمالي والقادة الأساسيين الآخرين، تم منح سلطة مراقبة الحياة الخاصة للضباط العسكريين في الجلسة العامة الخامسة من الدورة السابعة للجنة المركزية لحزب العمال الكوري.
وقال مصدر عسكري في بيونج يانج، طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة البريطانية: “بدأت إدارة الإرشاد الحكومية العسكرية الجديدة عملياتها في أوائل مارس، وفي الوقت الحاضر، تم إرسال أعضاء المنظمة إلى مقر الفيلق لدراسة أنماط حياة كبار المسؤولين العسكريين، بما في ذلك قادة الفرق، للنظر في قدراتهم ومداخيلهم”.
وأضاف أنه: “بناء على أوامر كيم جونغ أون، تم اختيار أعضاء إدارة الإرشاد الحكومي العسكري من قبل الحزب المركزي، وتم تفويضهم وارتدائهم الزي العسكري ليكون جيش موازي لجيش كوريا الشمالية ولائهم الوحيد للرئيس الكوري الشمالي، وفي يد تلك المنظمة فقط الحق في إدارة بعض الأمور في البلاد في حالة وفاة “كيم” إلى حين انتخاب شخص جديد يجب أن يكون من نفس العائلة، وإلا ستحدث الفوضى، فـ”كيم” الذي تحوم حوله الإشاعات الآن، أعطى مقاليد استخدام السلاح النووي لقائد المنظمة السرية، وبعض الأمور في إدارة الجيش الكوري في حالة وفاته بشكل مؤقت، مما سيحدث أمرين إما أنقلاب هذا الشخص المجهول هويته حتى الآن واتخاذه الحكم عنوة بعد وفاته “كيم” أو حرب وشيكة ستنفجر على الحكم في بين أطراف الصراع