نشر فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم #انتفاضة_كارلو، عقب العملية التي نفذت داخل سوق في تل أبيب، الأربعاء الماضي، وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين واستشهاد منفذي العملية.
وذكرت صحيفة “نيوز ويك” الأمريكية، أن السلاح الناري المستخدم في العملية المصنع يدوياً يسمى “كارلو” قد يفتح الباب بشأن احتمالية استخدام الفلسطينيين لأسلحة نارية بدلاً من السكاكين التي باتت غير مجدية في كثير من الأحيان.
وأشارت الصحيفة إلى سلاح كارلو، أو “رشاش كارل جوستاف”، شكل أحد أشهر الرموز التي ظهرت في الأشهر الستة الأخيرة لهجمات نفذها فلسطينيون في إسرائيل والضفة الغربية.
ويعتبر سلاح الكارلو، رائجًا في الخليل ونابلس على وجه التحديد، إذ تفاخر هاتان المدينتان بسرعة وإتقان صنعه في المخارط أو ورش الحدادة وقطع الغيار.
وقالت الصحيفة إن ما يطلق عليه مصطلح “شرارة انتفاضة” في وسائل الإعلام العالمية، بدأ حينما انطلقت عمليات الطعن من قبل الشعب الفلسطيني تجاه المستوطنين والإسرائيليين وجنود الاحتلال، لافتة إلى أن استخدام البنادق النارية من طراز “كارلو” يضع الأمن الإسرائيلي في تحد جديد، لاسيما أنها وسيلة رخيصة إلى حد ما عن الكلاشينكوف، حيث يبلغ سعره 750 دولاراً فقط.
ويتميز سلاح الكارلو، بكونه خفيف الوزن، لا يتعدى 2 كيلو غرام، كما أنه سهل التصنيع، وتكمن أهميته أيضًا، في عدم وجود رقم متسلسل لهذا السلاح، وبالتالي استحالة تتبعه على عكس بنادق الكلاشينكوف روسية الصنع.
وكارلو من الأسلحة الرشاشة يحمل 30 رصاصة تنطلق دفعة واحدة، لا يمكن القنص به من مسافة بعيدة، وهذا يفسر استخدام الشابين له في عملية تل أبيب وسط المحيطين بهم، أما العيب الثاني، يتمثل في سهولة سقوط الرصاص منه إذا ما سقط على الأرض نظرًا لبدائية صنعه.
وبحسب الصحيفة، فإن تصنيع هذا السلاح لا يتطلب جهدًا كبيرًا أو إمكانيات قوية، فكل ما عليك امتلاكه هو ثاقبة ضغطية، وبعض معدات اللحام، ومختطات من الإنترنت لصنع واحد من هذه الأسلحة القاتلة، معترفة بأنه يشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل والعديد من الدول الأخرى التي تحاول منعه من الوصول لأعدائها.
وخلال الفترة الأخيرة، باتت السلطات الإسرائيلية والفلسطينية تتابع عن كثب انتشار سلاح الكارلو، خاصة مع بداية استخدامه ضد القوات الإسرائيلية، خلال انتفاضة السكاكين، موضحة أنه كان يتم تجاهل هذا السلاح في السابق، نظرًا لأن استخدامه من الفلسطينيين كان يقتصر على الأفراح واستقبال المعتقلين، وتصفية الحسابات الداخلية، أما الآن فقد أصبح السلاح سهل الوصول إليه من قبل الشباب المؤمن بالانتفاضة.
وكشفت “نيوز ويك”، أن سلاح الكارلو تم استخدامه في عملية أخرى في شباط/فبراير الماضي، من قبل 3 شبان في باب العمود بالقدس، وأسفرت عن مقتل مجندة وإصابة عدد من الجنود، بالإضافة إلى عملية أخرى في نفس الشهر في مدينة القبيبة بالقرب من القدس.
وأشارت الصحيفة، إلى أن السلطات الفلسطينية والإسرائيلية تشن حملات لتفكيك جميع الورش التي يشتبه في تصنيعها لهذا النوع من السلاح، منذ استخدامه في العمليات في شباط/فبراير الماضي، لافتة إلى أنه تم اعتقال العديد من الشبان في الضفة الغربية، بسبب امتلاك أو تصنيع هذا السلاح.
وفي أذار/مارس الماضي، حققت عناصر الأمن الإسرائيلية بعض النجاحات في حملتها ضد هذه الأسلحة، وقامت بالعثور على ثلاث منشآت لتصنيع وتخزين في الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة “تعقب هذه الأسلحة بعد إنتاجها ليست بمهمة سهلة، أيضًا، الأسلحة النارية، مهما بلغت درجة خطورتها، صغيرة نسبيًا ومن السهل إخفاؤها، في البيوت أو فوق عجلة السيارة”، موضحة أنه حتى العمليات الناجحة للجيش الإسرائيلي للكشف عن هذه الأسلحة تتم بعد اعتراف صانعيها أو وقوع شبان في الأسر.