حقّقت الصناعة العسكرية الإماراتية قفزة نوعية خلال السنوات الماضية، ما جعلها محطّ أنظار العديد من الدول، التي أبدت رغبتها بالحصول على منتجات عسكرية صنعت بالكامل في دولة الإمارات، بعضها بأيادٍ إماراتية بالكامل، وبعضها الآخر كثمرة شراكات استراتيجية دولية.
ويأتي هذا التوجه الإماراتي في إطار مساعي الحكومة إلى خفض اعتمادها على واردات بعض أنواع الأسلحة.
وخلال معرض "أيدكس 2017″، المقام حالياً في أبوظبي، كشفت الإمارات عن آخر صيحاتها العسكرية؛ وهي أول صاروخ (جو- أرض) متطوّر إماراتي الصنع، بإمكانه حمل قنابل يصل وزنها إلى 500 كيلوغرام، ويمكن استخدامه خلال النهار والليل في ظروف مناخية متنوعة.
تم إنتاج الصاروخ ضمن مشروع مشترك بين شركة "توازن القابضة"، ومقرّها في أبو ظبي، وشركة "دينيل" الجنوب أفريقية، التي تعتبر من أكبر منتجي الصواريخ الموجهة في العالم.
وصاروخ "الطارق" لديه عدة خيارات فيما يخص المدى، بداية من 40 كم، ولغاية 105 كم في النسخة بعيدة المدى.
وبرزت في الصاروخ الإماراتي الدقة، حيث يمكن أن يبرمج الصاروخ مسبقاً للاشتباك مع أهداف من اتجاهات محددة ومن زوايا انقضاض مختلفة.
ويتيح الهيكل الخارجي لـ "الطارق" استخدامات متنوعة مع الاحتفاظ بالشكل نفسه؛ مثل أجهزة تتبّع الليزر، ويستطيع اختراق المباني المحصّنة، والطائرات المتمركزة في المدارج، إضافة إلى التوجيه الداخلي لأرض الميدان؛ مثل وحدات الدفاع الجوي، وقواذف صواريخ أرض جو، وشاحنات الإمداد، إلى جانب المباني، والجسور، والمنشآت الحيوية، وأنظمة الدعم الجوي.
ودشّن نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، آلية "جيس" المدرّعة الإماراتية الصنع، عقب افتتاح معرضي "أيدكس 2017".
تتميز آلية "جيس" العسكرية ذات الدفع الرباعي بأنها تستطيع عبور الماء والخنادق بدرجة انحدار حادة وسرعة قصوى، إذ تستطيع عبور المياه بارتفاع 750 ملم، وعبور الخنادق، واجتياز العوائق، وصعود منحدرات تصل درجتها إلى 60%.
وتمتلك "جيس" خيارات مثالية من حيث التكلفة لمهام الاستطلاع والدوريات، والاستخدامات العامة، والمهام الخاصة، مثل فئة الإسعاف، كما تضم أحدث أنظمة التعليق وأجهزة توليد الطاقة، وتمتاز بقدراتها العالية مقارنة بوزنها الذي يبلغ 27000 كيلوغرام، وتحمل ما وزنه 5200 كيلوغرام، بمحرّك قوته 600 حصان، وسرعته 105 كيلومترات في الساعة.
وخلال السنوات الماضية، عكفت دولة الإمارات على تصميم وتطوير وتصنيع طائرات دون طيار؛ مثل "يبهون ينايتد 40″، التي أطلقتها في العام 2008، وأنتجت منها سلسلة "يبهون سمارت آي 1″، و"يبهون آر 2″، و"يبهون آر"، و"يبهون آر إكس"، و"يبهون إتش"، و"يبهون سمارت آي".
وفي مجال التنصيع البحري، أنتجت أبوظبي سفينة حربية متعددة الأغراض؛ هي "أبوظبي كلاس"، في العام 2013، يبلغ طولها نحو 92 متراً، كما قامت القوات المسلّحة الإماراتية بتصنيع سفينتين طول الواحدة 55 متراً، تسمّى "فلج 2".
ومن الصناعات البحرية العسكرية زورق "أبوظبي مار"، الذي تصل سرعته القصوى إلى 75 عقدة، والقوارب من طراز "إم آر تي بي 16" عالية السرعة، التي تصنعها شركة أبوظبي لبناء السفن.
ودخلت الإمارات العربية المتحدة أيضاً إلى ميدان "المسدسات والبنادق"، حيث أنتجت في العام 2013 بندقية "كاراكال" 5.56 ملم، وهي بندقية قتالية تم طرحها بثلاثة أطوال، المسافة المؤثرة لها نحو 300 متر، والرماية 600 متر، وهناك 3 أنواع من البنادق، و3 أنواع من المسدسات تنتجها "توازن القابضة"، والمدى يختلف من بندقية إلى أخرى، وهناك بنادق القنص التي يصل مداها إلى نحو 2000 متر، لكن المسافة المؤثرة تتراوح بين 600 و800 متر.
وتقوم الشركة بتصدير قرابة 80 — 90% من إجمالي إنتاج الشركة إلى نحو 15 دولة، ولديها مصانع في ألمانيا والجزائر، وشراكة مع شركة أمريكية للتوزيع، وباعت منتجاتها إلى أربع دول، هي البحرين، والعراق، والأردن، والجزائر.