ظّمت شرطة دبي أمس الأول ندوة بعنوان الابتزاز الإلكتروني بالتعاون مع برنامج خدمة الأمين والهيئة العامة لتنظيم الاتصالات وجمعية النهضة النسائية، بحضور مسؤولين من خدمة الأمين وهيئة تنظيم الاتصالات وعدد من أفراد الجمهور والإعلاميين.
وهدفت الندوة إلى توعية المجتمع بمخاطر الابتزاز الإلكتروني وتثقيف الجمهور بقانون تقنية المعلومات والجرائم الإلكترونية وتوعية الأسر بمخاطر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد خليل آل علي، مستشار إعلامي بخدمة الأمين في شرطة دبي، أن ابتزاز الأطفال يبدأ بالاستدراج عن طريق الألعاب الإلكترونية وخاصة (البلاي استيشن)، حيث يبدأ الأمر بتكوين علاقات صداقة من خلال نوافذ الدردشة الموجودة بتلك الألعاب، ويقوم المبتز بحوار يجذب الطفل المغرر به من خلال بعض النصائح والكلام بالدين والصلاة والإرشاد والتقارب ومن ثم يتخلل ذلك دس بعض الأفكار الهدامة أو الشاذة والتي تعمد إلى تسخير الطفل لبعض الأفعال المنحرفة والإجرامية.
وقال آل علي إن للأسرة دوراً مهماً في مراقبة الأطفال ، وأن يراعي أولياء الأمور المتغيرات والمستحدثات من أدوات وبرمجيات حديثة تغيرت معها مفاهيم الانحراف وجنوح الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والمواقع المختلفة ، ويجب الانتباه جيداً للتغيرات التي تطرأ على سلوكات الطفل من الانطواء أو التواجد مع الأجهزة الإلكترونية.
وأشار إلى تلقي برنامج الأمين نحو 80 اتصالاً و59 بلاغاً خلال عام 2013، و 73 بلاغاً في 2014، وفي 2015 سجلت الاتصالات لبرنامج الأمين أكثر من 300 اتصال للإبلاغ عن حالات ابتزاز.
من جهته قال عبد الله لشكري، مدرب ومحاضر بخدمة الأمين في شرطة دبي، إن التصدي لكافة الظواهر والمشكلات دائما يبدأ بثلاثة محاور وهي الحب والتسامح والصبر، لذلك نحتاج إلى الصبر على أولادنا نظراً لتغير المفاهيم والرؤية والثقافات ، حيث أصبح العالم قرية ، ونظراً لتلك التغيرات يجب على الأسرة والمجتمع مواكبة تلك التغيرات العالمية باتخاذ الإجراءات الاحترازية للتصدي لتلك الآفات التي تدخل على المجتمع.
وأضاف لشكري على الرغم من التحولات العالمية والآفات التي تظهر من جراء تلك الأدوات والبرمجيات ، إلا أننا بدولة الإمارات ليس لدينا ظواهر ولكن لدينا بعض الحالات هنا وهناك ونتصدى لها بكل حزم، ونعمل تحت مظلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قائد الإيجابية.
وأشار إلى دور الأجهزة التي تعمل بشكل منتظم وضمن منظومة متكاملة للتصدي للحالات التي تظهر وعدم السماح لها لأن تكون ظاهرة بتكاتف الجهود لنشر الوعي والتوعية بكافة الآفات، مشيراً إلى الدور الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لنشر الوعي والوعي المجتمعي بمخاطر الاستخدام غير المنضبط.
ومن جانبه قال المهندس عبد العزيز الزرعوني، من هيئة تنظيم الاتصالات، إن هناك مخاطر من استخدام الهواتف والتقنيات التي أصبحت منتشرة بيد الجميع، مشيراً إلى دور الرقابة الأسرية في الحد من حالات ابتزاز أفراد الأسرة بشكل عام والأطفال بشكل خاص ، وقال إن الهواتف والتقنيات الحديثة ليست بالضرورة مشكلة بل المشكلة بعدم التعرف إلى أفضل السبل والطرق الآمنة ، يتحدد ذلك من خلال آلية استخدامنا لها.
وحول سبل حماية الأطفال من الابتزاز والمواقع المنحرفة قال الزرعوني ، إن هناك العديد من البرامج والتطبيقات الخاصة بمراقبة الهواتف الذكية والحاسوب المستخدم من قبل الأطفال والتي تقوم بإخطار أولياء الأمور بها يقوم بتصفحه الطفل.