أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الأمن القومي العربي بالجامعة العربية السفير خليل الذوادي أن تعرض الدول العربية للتشكيك بشأن حقوق الإنسان من شأنه أن يسيء لهذه الدول ويؤدي إلى الإخلال بالسلم والأمن الوطني وبالتالي يؤثر على الأمن القومي العربي.
جاء ذلك في كلمته اليوم أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الآليات العربية لحقوق الإنسان والأمن القومي العربي" والذي تنظمه الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان برئاسة الدكتور احمد الهاملي بالتعاون مع البرلمان العربي برئاسة معالي احمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان وبحضور وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي والذي يضم سعادة كل من جاسم النقبي نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي وخليفة المزروعي رئيس لجنة حقوق الانسان بالمجلس الوطني الاتحادي ومطر الشامسي عضو المجلس .
ودعا الذوادي إلى ضرورة التصدي لحملات التشهير والتشكيك بشأن حالة حقوق الإنسان في الدول العربية من خلال الدراسات المعمقة والاحصائيات والأرقام والشواهد الدامغة على الجهود التي تبذل من مختلف الجهات في الدول العربية منفردة ومجتمعة ومن خلال العمل العربي المشترك لضمان حقوق الإنسان.
وأوضح أن من أهم مقومات الأمن القومي العربي الاستقرار والتعاون بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في مختلف الشؤون التي تمس كينونة هذه الأمة ..مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق المتكامل فيما بين الدول الأعضاء بالجامعة في المحافل الدولية خصوصا عند مناقشة تقارير الدول على أن يسبق هذه المؤتمرات التنسيق والتعاون بوقت كاف حتى يتم تداول المعلومات والتحقق منها وإجراء الاتصالات اللازمة بشأنها.
ودعا الذوادي إلى تضافر الجهود من خلال الجمعيات والمؤسسات والجهات الحكومية في الدول العربية بهدف الوصول إلى مواقف ثابتة بشأن أوضاع حقوق الإنسان ..مؤكدا على دور البرلمانات العربية سواء من خلال الاتحاد الدولي للبرلمان أو الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الإفريقي وخاصة الدول العربية المنتمية لهذا الاتحاد ..وشدد على أن ما يمس أي دولة عربية يمس جميع الدول العربية دون استثناء.
وقال الذوادي "إن أمن الأوطان واستقرارها لا مساومة عليه" ..مؤكدا على احترام حقوق الإنسان والحريات وتحسين وضع حقوق الإنسان في جميع البلدان ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الاستقرار والأمن للأوطان والأمان للمواطن .
وأكد اهتمام جامعة الدول العربية بملف حقوق الإنسان ومن بينها حقوق المرأة والطفل واللاجئين والنازحين وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الحقوق ..مشيرا إلى أن الجامعة أخذت على عاتقها نشر ثقافة حقوق الإنسان وسعت إلى استحداث وإنشاء وتطوير آليات تعمل على تعزيز واحترام وحماية حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الجامعة العربية تتعاون على الصعيد الدولي مع العديد من الجهات الدولية في مجال حقوق الإنسان والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإتحاد الأوروبي ..موضحا أن هذا التعاون يتخذ أشكالا عديدة منها الندوات وورش العمل بهدف بناء قدرات الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان.
ودعا الذوادي إلى ضرورة تفعيل الآليات الإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان بما يعزز الأمن القومي العربي الذي أصبح اليوم ضرورة وحتمية أكثر من ذي قبل ..مشيرا إلى أن الاهتمام بحقوق الإنسان بدأ يتطور من خلال اللجان الوطنية المعنية بحقوق الإنسان .. وشدد على ضرورة تزويدها بالخبرات التشريعية القانونية والفكرية والثقافية وأهمية الثقة واحترام التقارير السنوية والدورية التي تصدرها هذه اللجان الوطنية وتقديم الدعم المالي والتقني والفني لها والتجاوب والتفاعل مع مختلف الجهات في الدولة مع الإقرار بأهمية وجود جمعيات للمجتمع المدني في مجتمعاتنا الخليجية والعربية وحاجة تلك الجمعيات إلى الدعم والقدرة على التحرك على المستوى الإقليمي والدولي.
ونوه الذوادي بالجهود المقدرة في الدول العربية لتدريس مادة حقوق الإنسان في المدارس الثانوية ..داعيا الجامعات العربية وخاصة كليات الحقوق والقانون إلى إيجاد التخصص الدقيق في مجال حقوق الإنسان.
من جانبه اكد الدكتور هادي بن علي اليامي رئيس لجنة حقوق الانسان العربية"لجنة الميثاق" أن حقوق الإنسان بما تنطوى عليه من قيم أساسية هي الحرية والكرامة والمساواة والعدل والتسامح هي أحد مقومات الأمن القومي بمفهومه الحديث والمعاصر ..مشيرا الى ان احترام حقوق الإنسان وحمايتها أحد الضمانات المهمة لحماية أمن وسلامة الشعوب والمجتمعات والأوطان والدول العربية.
وقال اليامي - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية - ان انعقاد هذا المؤتمر يعطي دلالة واضحة على اهمية الشراكات بين آليات العمل العربي المشترك ومنظمات المجتمع المدني الاقليمية في عالمنا العربي لتعزيز حماية وتعزيز حقوق الانسان ..مشيرا في الإطار ذاته الى أن لجنة حقوق الانسان العربية تبنت في خطتها الاستراتيجية وبرنامج عملها السنوي منذ مطلع عام 2014 هدفا مركزيا بتعزيز التعاون مع كافة الاليات العربية المعنية بحقوق الانسان بشقيها الرسمي وغير الحكومي ونسجت علاقات واسعة في مجال تقديم المعلومات للجنة على تقارير الدول الاطراف بالميثاق التي تجري مناقشتها وحضور دوراتها وانشطتها المختلفة.
من جانبه اكد رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر محمد فايق أن الإرهاب يشكل أحد أبرز التحديات المرتبطة بحقوق الإنسان والأمن القومي العربي نظرا لتداعياته الخطيرة ومن بينها الهجرة والنزوح وتدمير البنية التحتية للعديد من البلدان والتي سوف تحتاج إلى عقود حتى تعود إلى ما كانت عليه.
ونبه فايق في كلمته إلى ظهور ما وصفه بـ"الجيل الضائع" من الأطفال والشباب الذين شبوا على الحرمان والعنف الذي حاق بأسرهم وذويهم أو حرموا من التعليم فضلا عن انتشار النزاعات الطائفية وفقدان الأمل ..وقال "إنه على الرغم من أن الحراك الاجتماعي العربي إندلع طلبا لتعزيز حقوق الإنسان والحريات العامة وفتح أفقا للاستجابة لدى العديد من الحكومات سواء لتحقيق الاستقرار أو تفادي انتشار الاضطرابات إلا أنه فقد بريقه لدى بعض المجتمعات خاصة تلك التي عمتها الفوضى كما فقد مبرره لدى بعض الحكومات التي كانت قد شرعت في إجراءات إصلاحية".
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من الأجهزة المعنية بحقوق الإنسان في الجامعة العربية وممثلين عن الهيئات الأممية المعنية بحقوق الإنسان وبرامج الأمم المتحدة الإنمائية بالإضافة إلى مؤسسات ومجالس وهيئات حقوق الإنسان المستقلة وممثلي المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان الإقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز البحوث والأكاديميين والمهتمين بمجال حقوق الانسان في الوطن العربي.