قال محققون مصريون يوم الإثنين إن الصندوق الأسود الذي يحمل تسجيل بيانات رحلة طائرة "مصر للطيران" المنكوبة تم إصلاحه، في خطوة تمهد الطريق للمحققين كي يحللوا البيانات بما قد يفسر سبب سقوط الطائرة في البحر المتوسط الشهر الماضي.
أعلنت لجنة التحقيق المصرية في تحطم طائرة "مصر للطيران" التي سقطت الشهر الماضي في البحر المتوسط أثناء قيامها برحلة بين القاهرة وباريس، أنه تم إصلاح الصندوق الأسود الخاص بمعلومات الطيران.
وقالت لجنة التحقيق في بيان إنه "تم بنجاح إصلاح اللوحة الإلكترونية لمسجل معلومات الطيران الخاص بالطائرة إيه 320 المنكوبة بمعامل مكتب تحقيق الحوادث الفرنسي، وتم عمل بعض الاختبارات الدقيقة للوحة والتأكد من وجود ملف بيانات الطائرة على الجهاز".
وأوضحت اللجنة أن إصلاح الصندوق الأسود الثاني الذي يحوي تسجيلات قمرة القيادة داخل الطائرة ستبدأ الثلاثاء.
وكانت لجنة التحقيق المصرية المكلفة كشف ملابسات تحطم الطائرة أعلنت في 23 حزيران/يونيو الحالي أن "تلفا" أصاب وحدات الذاكرة الخاصة بالصندوقين الأسودين للطائرة وسيتم إرسالهما إلى فرنسا لإصلاحهما.
والمعروف أن التسجيلات الموجودة في ثاني الصندوقين الأسودين هي الوحيدة التي يمكن أن تكشف أسباب تحطم الطائرة في البحر ومقتل 66 شخصا كانوا على متنها بينهم 40 مصريا و15 فرنسيا.
وصول الصندوقين الأسودين لطائرة مصر للطيران إلى فرنسا
ووصلت بطاقات ذاكرة الصندوقين الأسودين إلى المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل حيث يجب إصلاحها لتكون مقروءة، حسبما أفاد مصدر في المكتب الاثنين. وفي موازاة ذلك، أعلنت النيابة العامة الإثنين أن القضاء الفرنسي سلم قضاة التحقيق ملف طائرة مصر للطيران التي كانت تقوم برحلة بين باريس والقاهرة في 19 أيار/مايو الماضي وسقطت في البحر قبالة جزيرة كريت ما أدى إلى مصرع 66 راكبا بينهم 40 مصريا و 15 فرنسيا.
وتم فتح هذا التحقيق بتهمة "القتل غير العمد"، بحسب النيابة العامة التي بدأت تحقيقا أوليا في 19 أيار/مايو في إجراء متبع بسبب وجود مواطنين فرنسيين بين الركاب.
وقال متحدث باسم مكتب التحقيقات لفرانس برس إن "مهمة المكتب هي جعل بطاقات الذاكرة مقروءة كونها أصيبت بأضرار كبيرة جدا".
وأضاف أن ممثلا عن الشركة المصنعة، هانيويل، وأربعة محققين مصريين وممثل من هيئة سلامة النقل الأمريكية موجودون في المختبر.
وتابع إنه من غير المعروف كم من الوقت سيستغرق إعادة البطاقات إلى وضعها السابق. وفور التمكن من جعلها مقروءة ستتم إعادتها إلى القاهرة، حيث سيتم تحليل البيانات الخاصة.
ويتضمن أحد الصندوقين تسجيلات الحوارات التي تجري في قمرة قيادة الطائرة في حين يسجل الصندوق الثاني كافة التفاصيل التقنية للرحلة.
وبعدما كانت فرضية الهجوم الإرهابي مرجحة عادت السلطات المصرية ورجحت فرضية الحادث الفني.
وكانت الطائرة أصدرت إنذارات أوتوماتيكية قبل دقيقتين من سقوطها، مشيرة إلى دخان في قمرة القيادة وإلى عطل في جهاز الكومبيوتر الذي ينظم الأوامر.
واختفت الطائرة من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 11 كيلومترا بعيد دخولها المجال الجوي المصري.
وقبيل اختفائها، ولمدة دقيقتين أصدر نظام البث التلقائي إشارات من الطائرة توضح أنه تم تشغيل 10 أجهزة إنذار على متنها.
وبحسب الإشارات الصادرة من نظام البث التلقائي، فإن دخانا تصاعد في قمرة قيادة الطائرة وفي أحد الحمامات وكذلك أسفل قمرة القيادة.