شارك وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، ونظيره البحريني، الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، السبت، في وضع حجر الأساس وتدشين قاعدة بحرية بريطانية في البحرين، وكانت اتفقت الدولتان على بناء قاعدة إتش إم إس الجُفير في ميناء الملك سلمان في كانون الأول/ديسمبر عام 2014.
من المتوقع انتهاء إنشاء القاعدة البحرية العام المقبل، بالتزامن مع احتفالات الـ200 عام من العلاقة بين البلدين. وستبلغ كلفة القاعدة 15 مليون جنيه استرليني ( 23 مليون دولار، 19 مليون يورو .) ستدفع البحرين ما يوازي 80% من هذه التكلفة.
وسبق هذا التدشين إفتتاح المنشآت الجديدة لقيادة الإسناد البحري البريطاني بميناء سلمان في 15 حزيران /يونيو، بحضور وزيرة الدولة للقوات المسلحة بالمملكة المتحدة و الفريق الركن يوسف بن أحمد الجلاهمة وزير شؤون الدفاع.
ياتي بناء هذه القاعدة من ضمن خطة بريطانية لبناء ثلاث قواعد عسكرية جديدة في الشرق الأوسط كجزء من استراتيجية مواجهة خطر التطرف بالمنطقة. وتشمل الخطة إقامة القواعد العسكرية الجديدة في كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين والتي تهدف لاحتواء “التهديد الإرهابي” الذي يحيط بالمنطقة العربية.
سيسمح هذه المشروع بتحسين المنشآت القائمة في ميناء سلمان حيث ترسو أربع سفن حربية بريطانية لمكافحة الألغام بشكل دائم. وتشكل القاعدة الجديدة توسعاً دائماً للبحرية الملكية وستسمح لبريطانيا بإرسال سفن أكبر خصوصاً أن هذه القاعدة البحرية ستجهّز بحاملة طائرات أو أكثر. وتهدف بريطانيا ان يكون لها دورا في تعزيز استقرار الخليج بعد ان كانت بريطانيا انسحبت من قواعدها في دول الخليج في 1971 في إطار خطتها للانسحاب من "شرق السويس".
وأشار الوزير البريطاني خلال وضع حجر الأساس: "القاعدة البريطانية في البحرين لها أهمية كبرى لأمن الخليج العربي وتدعم الاستقرار في البحرين والخليج، وأمن بريطانيا. وستكون القاعدة مركزاً للعمليات البريطانية في الخليج وما وراء الخليج، وتهدف للاستجابة لأي تحد في هذه المنطقة سواء كان دائماً أو طارئاً، نافياً أنها ستكون مركزاً للطلعات الجوية ضد "داعش" في العراق وسوريا.
القاعدة في البحرين ستوفر مركزا مستقرا لقطع البحرية البريطانية وستعمل كمركز إمداد ودعم، ويمكنها أن تستقبل قطعا بحرية جديدة، مثل حاملة الطائرات "الملكة اليزابيث". كما إن لبريطانيا عدة قطع بحرية وحاملات طائرات تبحر دوما في منطقة شرق قناة السويس، وبينها سفن ضخمة لإصلاح الأعطاب وحاملات طائرات.
وتجدر الاشارة الى ان بريطانيا تحتفظ بقاعدتين في جزيرة قبرص على البحر المتوسط. لكنها تحتاج الى مركز بحري شرقي السويس حيث تحتاج قطع البحرية البريطانية الى قاعدة تعمل على ربط الخطوط وتجميع الإمدادات وإصلاح الأعطاب الكبيرة، وهنا تبرز أهمية قاعدة البحرين التى تمثل نقطة منتصف الطريق للبوارج التى تنطلق من بريطانيا إلى جنوب شرق آسيا.
الى جانب تواجد مقر القيادة البحرية الملكية وكاسحات الالغام البحرية سيوفرانشاء هذه القاعدة من المنظور الاستراتيجي العملياتي لبريطانيا محور بحري إقليمي جديد. وسوف تكون القاعدة قادرة على استيعاب فرقاطات مثل "الملكة اليزابيث" وهذا يعني أن قطع الغيار والإمدادات اللازمة لها سيتم تخزينها في القاعدة الجديدة. كما ان توافر اللوجستية المتقدمة مهم جدا في زيادة فعالية القطع البحرية وخفض تكلفة اعادة التموين.
ستساهم هذه القاعدة في خفض مسافات وزمن اعادة التموين والصيانة الى النصف وذلك لصالح كافة القطع البحرية البريطانية العامللة في المحيط الهندي. وفي الوقت نفسه ستسمح هذه القاعدة باستيعاب اي قطع بحرية يمكن ان تسعى البحرية البحرينية الى تحقيقها مستقبلا.