دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الخميس 2 يونيو/حزيران، إلى عقد اجتماع مجلس روسيا - الناتو قبيل قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البولندية وارسو.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتينبيرغ: "لقد تحدثنا اليوم حول أنه كان من الأفضل أن يعقد اجتماع آخر لمجلس روسيا - الناتو قبل قمة الحلف في وارسو".
من جهة أخرى أكدت المستشارة الألمانية من جديد التزام بلادها بـ"الوثيقة التأسيسية روسيا – الناتو".
وقالت ميركل في هذا السياق: "إن ألمانيا هي دولة تعتبر الوثيقة التأسيسية روسيا – الناتو مهمة، ولن نغرق هذه الوثيقة".
يذكر أن "الوثيقة التأسيسية روسيا – الناتو" تم إبرامها في باريس عام 1997، وتنص أن الحلف لن يقوم بالدفاع الجماعي عن أعضائه من خلال النشر المستمر لقواته القتالية في المواقع الجديدة.
ودعا وزير الخارجية البولندي فيتولد فيشيكوفسكي الناتو مؤخرا إلى التخلي عن الالتزام بمبادئ الوثيقة.
بدوره وصف مندوب روسيا الدائم لدى حلف الناتو فيتالي غروشكو اتخاذ هذه الخطوة بالدعوة إلى خوض مرحلة جديدة لسباق الأسلحة.
ستولتينبيرغ: لا نرى في روسيا تهديدا ولسنا في حالة حرب باردة
من جانبه أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتينبيرغ أن حلف شمال الأطلسي لا يرى في روسيا تهديدا مباشرا، لكنه يعتقد أن موسكو يمكنها استخدام القوة العسكرية.
وقال ستولتينبيرغ: "روسيا تعمل بثقة قوية في نفسها، لا نرى تهديدا مباشرا في هذا الأمر، لكننا سجلنا أن روسيا كانت قد استثمرت كثيرا في قواتها المسلحة على مدى زمن طويل، ونرى أيضا أن روسيا مستعدة لاستخدام القوة العسكرية لتغيير الحدود القائمة في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية".
وشدد ستولتينبيرغ على أن الناتو وروسيا ليسا في حالة حرب باردة، لافتا في الوقت ذاته إلى غياب علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
وأشار الأمين العام للناتو إلى أن الحلف لا يريد سباق تسلح جديد، ولهذا السبب يقوم ببذل الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الجماعي لأعضائه من جهة والحفاظ بقنوات الحوار السياسي مع روسيا.
كما أكد ستولتينبيرغ أن الناتو لا يسعى إلى المواجهة مع روسيا، لكن على العكس يحاول إقامة العلاقات الأكثر بناء معها، مشيرا إلى أن الحلف "يستفيد من فرصة جعل الحوار السياسي مع روسيا مفتوحا، وهو أمر بالغ الأهمية في ظروف التوتر الكبير في العلاقات".