أعلن البنتاغون عن تأييده التقدم الذي أحرزته القوات الحكومية السورية بدعم جوي من القوات الجوية الفضائية الروسية في عملية استعادة مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" الأساسي في سوريا.
وأكد المتحدث الرسمي باسم مجموعة القوات الأمريكية المشاركة في العملية ضد الإرهاب بسوريا والعراق العقيد كريستوفر هارفير في مؤتمر صحفي عقد الأربعاء 8 يونيو/حزيران عبر حسر فيديو من بغداد أن القوات الحكومية السورية تتقدم بدعم جوي من القوات الفضائية الجوية الروسية نحو مدينة الرقة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت القوات السورية تتقدم باتجاه مدينة الرقة وما إذا كانت روسيا تدعم هذه العملية، قال المسؤول العسكري الأمريكي للصحفيين: "نسعى إلى ألا نكون المتحدثين الصحفيين باسم السوريين والروس، لكننا سجلنا تقدمهم نحو الرقة من الاتجاهين الجنوبي والغربي".
وأضاف المسؤول الأمريكي في الوقت ذاته: "لا أستطيع أن أتحدث عن نواياهم بالتحديد".
وقال هارفير في الوقت ذاته: "نؤيد جميع الأعمال التي من الممكن أن تمارس ضغطا على داعش، لكننا لا نقوم حاليا بتنسيق عملياتنا مع هذه القوات (الجيش السوري والطيران الروسي)".
وفي سياق متصل أشار العقيد الأمريكي إلى أن القيادة العسكرية للولايات المتحدة لا ترى حاليا خطر صدام بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة السورية، التي تنفذ عملية ضد مسلحي "داعش" في ريف الرقة مدعومة بالتحالف الدولي ضد الإرهاب، لافتا إلى أن الجيش والمعارضة يعملان في مناطق منفصلة.
وقال هارفير: "لا نرى خطر وقوع صدامات لا مفر منها بين هاتين القوتين"، مشددا على أن واشنطن تتابع عمليات القوات الحكومية.
وأكد المتحدث عن القيادة العسكرية الأمريكية": "سنبلغ شركاءنا في حال سجلنا شيئا يثير قلقنا".
ومع ذلك شدد العقيد الأمريكي على أن القيادة الأمريكية "تركز حاليا اهتمامها الأساسي على العملية في محيط مدينة منبج"، الواقعة شمال سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا.
وأوضح هارفير أن الهجوم، الذي انطلق في 1 يونيو/حزيران، تنفذه قوة تضم حوالي 3 ألاف شخص وتتكون بالدرجة الأولى من الفصائل المسلحة للعرب السوريين وكذلك العدد القليل من الأكراد المحليين، الأمر الذي يعلمه الجانب التركي.
وأضاف هارفير أن العملية تجري بدعم من وحدات القوات الخاصة الأمريكية، التي تدرب السوريين، ولكن لا تشارك في الأعمال القتالية بريف المدينة، التي يتمركز فيها، حسب معلومات البنتاغون، عدة آلاف من عناصر "داعش".
وأفاد المسؤول العسكري بأن الاشتباكات العنيفة التي ما زالت مستمرة في المنطقة أسفرت خلال الأسبوع الماضي عن مقتل 10 أشخاص وجرح حوالي 100 أخرين بين صفوف وحدات "المجلس العسكري لمنبج" و"قوات سوريا الديمقراطية".
وأكد هارفير أن القوات المتحالفة حققت تقدما ملموسا منذ انطلاق العملية، لافتا إلى أن طائرات التحالف الدولي ضد الإرهاب وجهت أكثر من 100 ضربة إلى مواقع "داعش" في محيط مدينة منبج بالصواريخ والقنابل.
وأعاد العقيد إلى الأذهان أن المدينة "لها أهمية استراتيجية بالنسبة إلى داعش، حيث تقع بالقرب من الحدود ويستخدمها التنظيم لنقل المسلحين والشحنات، وكذلك من أجل تصدير الإرهاب إلى الغرب"، مضيفا أن المنطقة يقع عبرها "طريق بالغ الأهمية يربط بين الرقة والمناطق الأخرى من سوريا".
وأعرب هارفير عن أمله في أن يسهم نجاح العملية في منبج في تقليص عدد المسلحين الأجانب الذين يصلون إلى سوريا عبر الحدود مع تركيا، مشيرا إلى قناعته بأن القوات المناهضة لـ"داعش" ستحرر المدينة من قبضة التنظيم "في الأيام القريبة".
وتعليقا على العدد الإجمالي لعناصر التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، قال العقيد الأمريكي إن البنتاغون يعتقد أن هذا الرقم يتراوح بين 19 إلى 25 ألف شخص.