قال مراقبون للشؤون الكورية الشمالية في سيئول اليوم الأحد ، إن الخطوة القادمة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد "النجاح" في إطلاق صاروخ موسودان تجذب اهتماما كبيرا لكونها قد تساعد العالم الخارجي على قياس الاتجاه المستقبلي للدولة المنعزلة.
وقال المراقبون، إن الإجراءات التي اتخذها كيم من شأنها أن تكون في غاية الأهمية لكونها قد تؤجج المواجهات أو تسمح لجميع الأطراف بتقييم الوضع الحالي ومحاولة نزع فتيل التوترات .
في الأسبوع الماضي، ادعت الدولة أنها أطلقت بنجاح صواريخ بالستية متوسطة المدى يمكنها من الناحية النظرية ضرب بعض الأهداف العسكرية الأمريكية في غرب المحيط الهادئ، مثل غوام .
وقد رفضت مصادر كورية جنوبية وأمريكية التأكيد النهائي على ما إذا كان إطلاق الصواريخ انتهى بالنجاح أو الفشل، لكن الحادثة وجدت الإدانة السريعة والقوية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي يعكس مدى خطورتها.
وكانت سيئول قد أكدت على أن الصاروخ الباليستي وصل إلى ارتفاع أكثر من 1,000 كلم وطار لمسافة 400 كلم قبل أن يسقط في بحر الشرق، مع ذهاب بعض الخبراء المحليين والأمريكيين إلى أن اختبار صاروخ موسودان الأخير كان ناجحا جزئيا وقد يشير إلى أن بيونغ يانغ قد تعلمت من فشلها في الماضي. فمنذ أبريل اختبرت كوريا الشمالية ستة صواريخ موسودان انفجرت منها خمسة في الجو أو تحطمت عند الإطلاق.
وقال تشانغ يونغ سوك، وهو باحث في معهد دراسات السلام والوحدة بجامعة سيئول الوطنية، إنه في الوقت الحاضر، فإن بيونغ يانغ قد لا تسعى للمحادثات ولكنها في المقابل تسعى إلى تعزيز قدرتها وإجبار المجتمع الدولي على التخلي عن العقوبات .
وأضاف، أن مثل هذا التكتيك يهدف إلى حمل العالم على قبول تسوية تكون مفضلة للشمال.
وتوقع الخبير بأن خطة لعبة كوريا الشمالية قد تكون إظهار قدراتها بحيث لا تتمكن دول أخرى من دعوتها لنزع السلاح النووي.
وأشار تشانغ إلى أوامر كيم الصادرة في مارس التي دعا فيها إلى إجراء اختبار مبكر لرؤوس حربية نووية أخرى، وتطوير صاروخ قادر على حمل حمولة نووية ، وتوقع أن الدولة الشيوعية قد تثير المزيد من الاستفزازات للعالم بأسره .
وقال ،إن هناك فرصة جيدة لكوريا الشمالية في أن تجري تفجيرا نوويا آخر وإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب.
من جهة أخرى قال البروفيسور كيم دونغ يوب ، الأستاذ بكلية الدراسات الكورية الشمالية بجامعة كيونغ نام ، إنه بناء على نجاح آخر اختبار للصاروخ الباليستي ، فإن الزعيم الكوري الشمالي قد يخفف من لهجة التهديدات العسكرية ويركز أكثر على الإقناع الاقتصادي والدبلوماسي .
وأشار إلى أن الاقتصاد الكوري الشمالي يواجه تحديات خطيرة بعد عقوبات مجلس الأمن الدولي الأشد على البلاد في وقت سابق هذا العام.
وقال إنه لا بد أن يكون هناك نوعا من المحادثات تحت الطاولة جارية بين واشنطن وبيونغ يانغ وبالتالي فإن الشمال لن يتعجل تفجير سلاح نووي آخر الآن ، وقد يحاول إصلاح علاقاته المتوترة مع الصين في هذا الوقت .