قام أفراد طاقمي الزورقين الأمريكيين اللذين احتجزهما خفر السواحل الإيراني في الشتاء الماضي من قبل بإفشاء معلومات سرية مهمة لطهران، وفقا للبنتاجون.
وبحسب التقرير الذي قدمه رئيس هيئة أركان البحرية الأمريكية، الأميرال جون ريتشاردسون، في البنتاغون، فإن الحادث سببه إهمال البحارة الأمريكيين الذين شغلهم العمل على إصلاح محرك معطل عن مراقبة مسار الزورقين، ما أدى إلى انحرافهما باتجاه مياه إيران الإقليمية.
وقالت البحرية إن سلسلة من الأخطاء كانت وراء الحادث من بينها "القيادة الضعيفة وسوء الحكم وغياب الصلابة القتالية". ورأت أن تلك الأخطاء أدت إلى احتجاز 10 بحارة أميركيين في الخليج في حادث كان "يمكن تفاديه".
وكلف احتجاز الزورقين، الذي وقع في يناير الماضي، سمعة القوات البحرية الأمريكية كثيرا، فقد أرغم الإيرانيون البحارة الموقوفين على الركوع واضعين أيديهم وراء رءوسهم، وذلك أمام عدسات الكاميرات.
وأفاد التقرير المقدم لوزارة الدفاع بأن البحارة الموقوفين أفشوا أثناء استجوابهم معلومات سرية للاستخبارات الإيرانية، بما فيها كلمات سر من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وهواتفهم النقالة، إلى جانب بوحهم بمواصفات زورقيهم.
وفي ختام تقريره، أرجع الأميرال ريتشاردسون أسباب الحادث إلى سوء التخطيط والتسيب اللذين ارتكبهما قادة السفن الأمريكية. كما أشار الأميرال إلى أن البحارة الأمريكيين تجاهلوا عددا من التعليمات العسكرية البحرية، الأمر الذي يبعث على التشكيك في جدوى تصريحات كيربي عن عدم وجود سبب للاعتذار من قبل الطرف الأمريكي.
وأوصى المحققون قيادة الأسطول الخامس بزيادة مراقبة تحركات القوارب في منطقة العمليات، وزيادة تدريب القوات العاملة هناك.
يذكر أن البحارة الأمريكيين لم يبدوا أي مقاومة للعسكريين الإيرانيين، تفاديا لتصعيد الوضع، فقد تلقوا أوامر صارمة بعدم استخدام الأسلحة وعدم الاقتراب منها في أي حال من الأحوال.