لا يزال صدى التجربة النووية لكوريا الشمالية يتردّد بين العواصم، ففيما توعّدت سيؤول بمسح بيونغيانغ من الخريطة حال استخدامها سلاحاً نووياً، ألمحت واشنطن إلى احتمال قيامها بعمل منفرد، وبينما طالبت كوريا الشمالية الولايات المتحدة الاعتراف بها «دولة نووية»، أدان مجلس التعاون الخليجي تجربتها.
وكشفت كوريا الجنوبية النقاب عن خطة لمسح بيونغيانغ من على الخريطة، حال رصد بوادر تشير إلى استخدامها سلاحاً نووياً.
ونقلت وكالة يونهاب للأنباء عن مصدر عسكري في سيؤول قوله، إنّ الخطة لعملية العقاب والانتقام من كوريا الشمالية التي أبلغتها وزارة الدفاع إلى البرلمان تشير إلى مسح مناطق محددة من بيونغيانغ من الخارطة، موضحاً أنّ الجيش الكوري الجنوبي قسم بيونغيانغ إلى مناطق محددة وسيدمّر بعضها التي قد تختبئ فيها القيادة العسكرية الكورية الشمالية في حالات الطوارئ حال وجود بوادر استخدام السلاح النووي.
واتفق كبيرا المبعوثين من اليابان والولايات المتحدة على السعي لاتخاذ أقوى الإجراءات الممكنة ضد كوريا الشمالية. وقال الممثل الأميركي الخاص للسياسة الكورية الشمالية سونغ كيم، إنّ بلاده ربما تقوم بعمل منفرد ضد بيونغيانغ، مضيفاً: «إلى جانب القيام بعمل في مجلس الأمن ستناقش كل من الولايات المتحدة واليابان مع كوريا اتخاذ إجراءات منفردة وإجراءات ثنائية بالإضافة إلى تعاون ثلاثي محتمل».
وأشار كيم إلى أنّ تفاصيل العقوبات التي ستفرضها أميركا من جانب واحد لم تتقرر بعد، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة واليابان تبحثان مجموعة كاملة من الاحتمالات فيما يتعلق بعقوبات إضافية من جانب واحد يمكن تنفيذها.
وطالبت كوريا الشمالية أمس الولايات المتحدة الاعتراف بها كدولة تمتلك أسلحة نووية، وشدّدت على أنّ مساعي فرض المزيد من العقوبات عليها مثيرة للضحك، متعهدة في الوقت نفسه بمواصلة تعزيز قدراتها النووية.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية عن الناطق باسم وزارة الخارجية قوله في بيان: «مجموعة الرئيس الأميركي باراك أوباما تركض وتتحدث عن عقوبات لا معنى لها حتى اليوم بطريقة مثيرة للضحك جداً، كما أوضحنا ستستمر إجراءات تعزيز القوة النووية الوطنية كماً وكيفاً لحماية كرامتنا وحقنا في الحياة من التهديدات المتزايدة بحرب نووية من الولايات المتحدة».
ولفت المسؤول الكوري الشمالي إلى أنّ أوباما يبذل ما في وسعه لينكر على بيونغيانغ وضعها الاستراتيجي دولة تمتلك أسلحة ذرية، معتبراً أنّه غباء يشبه محاولة إخفاء الشمس بكف اليد.
وتعتزم الولايات المتحدة إرسال حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية إلى كوريا الجنوبية الشهر المقبل في استعراض للقوة لردع الاستفزازات العسكرية الكورية الشمالية، وفق مسؤول عسكري كوري جنوبي.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن المسؤول العسكري قوله إنّه من المنتظر أن تبحر حاملة الطائرات يو.إس.إس.رونالد ريجان (-76سي.في.إن) إلى البحر الأصفر في كوريا الجنوبية للمشاركة في تدريبات بحرية مشتركة من المقرر أن تجرى في الفترة من 10 حتى 15 أكتوبر المقبل.
ولفت المسؤول إلى أنّ «الولايات المتحدة تخطط لنشر عدد كبير من المعدات العسكرية الاستراتيجية الأخرى في كوريا الجنوبية، بما في ذلك القاذفة النووية «بي2- الشبح»، في استعراض للقوة العسكرية ضد كوريا الشمالية، مبيناً أنّ «القوات المسلحة في البلدين عززت قدراتها لتدمير المنشآت العسكرية الأساسية في كوريا الشمالية في حالات الطوارئ».
وسيتم التركيز على تدريب القوات البحرية للحليفين على الهجمات الدقيقة المشتركة على المنشآت العسكرية الرئيسية في كوريا الشمالية وقيادة النظام الذي سيتم إطلاقه في حال نشوب حرب مع بيونغيانغ. وتعتبر حاملة الطائرات الأميركية الملقبة بـ «القاعدة الجوية العائمة» قادرة على حمل نحو 80 من المقاتلات والطائرات، فضلاً عن 5400 من أفراد الطاقم.
بدوره، أدان مجلس التعاون الخليجي التفجير النووي الذي أجرته كوريا الشمالية وإطلاقها صواريخ باليستية في تحدٍ للمجتمع الدولي وانتهاك خطير لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الملف النووي لكوريا الشمالية.
وأعرب الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني عن ترحيب مجلس التعاون ببيانات مجلس الأمن بهذا الشأن وما تضمنته من العزم على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التطورات.
وأكد الزياني موقف مجلس التعاون الرافض للأنشطة النووية التي تقوم بها كوريا الشمالية، بما في ذلك التفجيرات النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية باعتبارها تهديداً للأمن في شبه جزيرة كوريا ومنطقة شرق آسيا والأمن والسلم الدوليين، وتتعارض مع جهود المجتمع الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.