قام مسؤولون كبار في الجيش الأميركي خلال الاجتماع السنوي لرابطة الجيش في واشنطن، بتاريخ 3 أكتوبر، باستعراض دور التكنولوجيا الجديدة في إضافة قوى وصراعات مستقبلية، حيث شرحوا أثناءالاجتماع أن تعزيز العمليات العسكرية والمشغلين بهذه التكنولوجيا تجعل الجيش أكثر فتكا بكثير.
وقالت كاترينا مكفارلاند القائمة بأعمال مساعد وزير الجيش لاقتناء الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا، إن الجيش يعتبر أن جنوده هم سلاحه الأساسي، وليس الطائرات أو منصات الأسلحة التقليدية، ولذلك يجب على الجيش تخفيف العبء عن جنوده حتى يتمكنوا من قضاء وقت أطول في التفكير بالمهمات بدلا من انشغالهم طوال الوقت في تنفيذ أعمال جانبية.
وفي مركز هذا الجهد فإن العمل يجري من أجل إنشاء امتداد لكل جندي لتعزيز وصوله إلى خارج أبعاده المادية، عن طريق تزويدهم بعناصر التحكم الذاتي والتكنولوجيات الألية.
كما أشارت مكفارلاند إلى أنه يجب على الجنود أن يكونوا قادرين على تجميع وتفكيك شبكاتهم بسرعة، وحملها على ظهرهم بالإضافة إلى قدرتهم على التواصل، كما يجب أن يكونوا قادرين على فهم أحداثيات مكانهم، الأمر الذي يستوجب امتلاكهم لخبرات الملاحة الدقيقة والمضمونة،بالإضافة إلى مراعاة التوقيت، وكلها أمور أساسية في أرض المعركة.
أحد التحديات الرئيسية للجيش هو أنه في السنوات الخمس عشرة الماضية شهد حربا مختلفة تماما عن ماتطرحه تهديدات المشهد الحالي.
وقال الجنرال روبرت أشلي نائب رئيس هيئة الأركان "على مدى السنوات ال 15 الماضية، ما بنيناه كان يتمحور حول مكافحة التمرد ولكن ذلك تغير الآن، وهذا واضح تماماً حين نتحدث عن ظهور المنافس "القريب-النظير"، هذه حرب مختلفة عن تلك التي خضناها على مؤخراً، مشيرا إلى أن هذه الحرب تنطوي على سمات مختلفة مثل مكافحة الوصول/حرمان المنطقة، مناورة الأسلحة المشتركة والقتال في بيئات حربية متعددة سواء كانت من صنع الإنسان أم الطبيعية، فعلى صعيد البيئة الالكترونية التي ابتكرها الانسان، يجب على الجيش معرفة كيف يحدد تماماً القوة السيبرانية لخصمه.
وأضاف أشلي "علينا أن نفكر في طرق لجعل الهجو الالكتروني من دون فائدة للعدو، وأن نجعل أدواته غير فعالة، ونحن بحاجة إلى أن نكون متقدمين تكنولوجياً لمواجهة هذه التهديدات.
واعترف آشلي أن الجيش لم يستثمر في هذا المجال لأكثر من عشر سنوات "بالمعنى التقليدي لمناورة السلاح المشتركة." وأشاد بمكتب قدرات الجيش السريع الذي أعلن عنه مؤخرا كحل محتمل لإيصال هذه القدرات إلى المعركة عندما تفتقر إلى متطلبات معينة، والتي هي ضرورة مرهقة في بعض الأحيان.
وناقش أشلي أيضا الحاجة إلى التعلم الآلي وامتلاك قدرات الذكاء الاصطناعي"فكر بالذكاء الاصطناعي ومقدار المعلومات الكبير الذي سنحصل عليه، وكم سيخفف من العبء الملقى على الجندي لتصنيف وتوزيع هذه المعلومات.
وعرض أشلي مثالا من خبرته عندما كان مسؤولا عن الاستخبارات في القيادة المركزية الأمريكية خلال الربيع العربي "تخيل أنك ترى الناس يتجمعون في ميدان التحرير في القاهرة، ولكن لم يكن لديك الوسائل التي يمكنك من خلالها قياس ومعرفة كل ذلك، أين كانت المؤشرات والتحذيرات؟ أين هي الأدوات التي تسمح لك بفهم ما يجري؟ هذه القدرة في المستقبل سوف تزيد المعطيات التحليلية للجنود مانحة إياهم المزيد من الوقت لفرز المعلومات."