نشرت روسيا منظومة صواريخ قادرة على ضرب أوروبا الغربية، فيما يشكل انتهاكاً لمعاهدة 1987، التي تنص على حظر الصواريخ المتوسطة المدى، بحسب ما أعلن جنرال أميركي، الأربعاء 8 مارس/آذار 2017.
وقال الجنرال بول سيلفا أمام لجنة من الكونغرس “نعتقد أن الروس نشروا صواريخ تنتهك روح وهدف معاهدة القوات النووية المتوسطة”.
وأضاف أن تلك الصواريخ “تشكل خطراً على معظم منشآتنا في أوروبا. ونعتقد أن الروس نشروها عمداً لتهديد حلف شمال الأطلسي ومرافق الناتو”.
ولم تكفّ الولايات المتحدة منذ سنوات عن إدانة سعي موسكو إلى التزود بمثل هذه الصواريخ.
وبالنسبة لواشنطن، فإن ذلك يشكل انتهاكاً فاضحاً لمعاهدة تاريخية تَفاوض حولها رونالد ريغن وميخائيل غورباتشيوف مطلع ثمانينات القرن الماضي، نصَّت على حظر هذه الصواريخ المتوسطة المدى من الترسانتين الروسية والأميركية، وسمحت بإزالة 2700 منها.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” في منتصف فبراير/شباط عن مصادر أميركية لم تكشفها، أن روسيا بدأت تنشر على أراضيها صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب أوروبا الغربية.
وكانت “معاهدة القوات النووية المتوسطة” التي وُقِّعت العام 1987، وَضعت حداً نهائياً لأزمة الصواريخ الأوروبية، والسباق الصغير إلى التسلح الذي نجم عن نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية “إس إس-20” تستهدف عواصم أوروبا الغربية.
وردَّ الحلف الأطلسي بنشر صواريخ نووية أميركية “بيرشينغ”، ما أدى إلى تظاهرات هائلة تدعو إلى السلام، ونقاشات وجودية للرأي العام الأوروبي حول شعار دعاة السلم الألمان “نصبح حمرا أفضل من أن نموت”.
وأوضح سيلفا أن البنتاغون يسعى إلى تحديد الخيارات الممكنة للرد على عملية النشر هذه، رافضاً إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقال إن “هدفنا... هو إيجاد وسائل ضغط لإقناع الروس بالامتثال للمعاهدة”.
وتتهم روسيا أيضاً الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة. وترى موسكو أن النظام الدفاعي المضاد للصواريخ الذي نشره الأميركيون في بولندا ورومانيا خصوصاً، يمكن أن يستخدم في إطلاق صواريخ باتجاه روسيا.