اعتبر قائد سلاح البر الأميركي، الجنرال مارك ميلي، أمس الثلاثاء، 21 مارس/آذار 2017، أن المعركة التي تخوضها القوات العراقية ضد الجهاديين لاستعادة مدينة الموصل من أيديهم، أو تلك التي خاضتها القوات السورية لاستعادة حلب هي نموذج لحروب المدن التي يجب أن تستعد لها الجيوش في المستقبل.
وقال الجنرال ميلي خلال مؤتمر في واشنطن حول الحروب في المستقبل، إن النمو السكاني العالمي والازدياد الضخم في عدد المدن التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة يحتمان على الجيوش أن تستعد للقتال في الأماكن الحضرية.
وأضاف أن “حلب والموصل والفلوجة هي بالنسبة إلي نماذج عن حروب المستقبل... نحن نشهد على الأرجح تغيراً جوهريا في الميادين التي ستجري فيها الحروب” إذ إن ساحات الوغى ستنتقل من أراضٍ خالية إلى مناطق حضرية “مكتظة بالسكان”.
وأوضح قائد سلاح البر الأميركي أن جنوده يجب أن يتأقلموا خلال العقود المقبلة مع هذا النموذج الجديد من القتال، وأنه يتحتّم على الجيش أن يطور تسليحه وتنظيمه وفقاً لهذا الأمر.
وأضاف “يجب بالتالي التفكير في أحجام أو أوزان الدبابات... أو في طول مراوح المروحيات”.
كما يتعين على الجيش، بحسب الجنرال ميلي، أن “ينظم نفسه بشكل مختلف، ربما في مجموعات أصغر... يمكنها العمل كشبكة”.
وأوضح أنه يتعين أيضاً تدريب جنود هذه الوحدات وقادتها، لكي يتمكنوا من أن يتخذوا في غضون ثوانٍ أحياناً قرارات يمكن أن تكون تداعياتها جمَّة على السكان في المناطق المجاورة لميدان القتال.
وشدَّد الجنرال ميلي على وجوب إخضاع العسكريين “لتدريب أخلاقي عالي المستوى”، لأن “القتال في منطقة حضرية يوازي من حيث الشدة عشرة أضعاف القتال في منطقة خالية”.